سياسية

الجعفري: ثبات مصداقية سورية تأكد وهي ملتزمة بإنجاح خطة أنان

أكد بشار الجعفري مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة التزام سورية بالعمل على إنجاح مهمة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية كوفي أنان
وقال "لدينا التزام كبير بالتعاون مع أنان ونتوقع من الأطراف الأخرى وفقا لشروط الخطة أن تقوم بالالتزامات ذاتها ولا تعمل ضدها".
وأضاف الجعفري في مؤتمر صحفي عقده أمس في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بعد جلسة لمجلس الأمن.."أود أن أشير هنا بالتحديد إلى بعض الدول العربية ودول المنطقة وبعض القوى الدولية لأن الأزمة السورية ذات أبعاد محلية وعربية وإقليمية ولها بعد آخر دولي وبالتالي ليس كافيا أن تبدي الحكومة السورية كامل التزامها تجاه إنجاح خطة أنان بل على الجميع أن يقف معنا بشكل واضح وجلي دون اللجوء لأي غموض في هذه المسألة".
وأشار الجعفري إلى أن بعض السياسات في المنطقة تخيب الآمال اليوم لأن خطة أنان نجحت ووقف العنف نجح أيضا وقال: "إن ثبات مصداقية الحكومة السورية تأكد وبعض الإعلانات التحريضية من هنا وهناك لن تكون مفيدة بل على النقيض إن أي إجراءات تحريضية ستكون هدامة ومؤذية لفرص نجاح خطة أنان".
وجدد الجعفري تأكيده أن البعض يشعر بخيبة الأمل والإحباط لأن وقف العنف قد نجح هذا الصباح في الساعة السادسة بتوقيت سورية.. وأضاف.."بسبب إحباطهم وخيبة أملهم فإن هؤلاء المسؤولين ما زالوا يراهنون على أي إمكانية واحتمالية لتقويض تلك الخطة".
وقال الجعفري: "إن ثمانية انتهاكات تمت هذا الصباح على يد المجموعات الإرهابية المسلحة لذا فإن أنان كان محقا عندما دعا الدول التي لها نفوذ على المجموعات المسلحة لأن تدعوها للتوقف وأن توقف أعمالها التحريضية التي تقدمها لهذه المجموعات الإرهابية" مشيرا إلى أنه "في الساعة السابعة وأربعين دقيقة من صباح هذا اليوم قامت المجموعات الإرهابية المسلحة بتفجير قنبلة على الطريق بالقرب من حلب ما أدى لاستشهاد عقيد طيار في الجيش السوري كما استشهدت امرأة جراء انفجار في ريف دمشق ومدني آخر بالقرب من مدينة حماة".
وأكد الجعفري أن الحكومة السورية تحافظ على ضبط النفس بأقصى درجاته وقال:"نحن اليوم نقوم بفحص ردود الفعل ومصداقية كل هؤلاء الذين كانوا يدعون في السابق أنهم مع أي خطة سلام وإن لحظة الحقيقة قد حلت ونحن نتحدى هذه القوى التي كانت تراهن على فشل خطة أنان والحكومة السورية على أتم الالتزام" داعيا الجميع للوقوف مع سورية بصراحة وصدق تجاه هذه الخطة.
وأضاف الجعفري.."إن الحكومة السورية وفي إشارة منها نحو التوجه الإيجابي أصرت على أن نشر المراقبين يجب أن يتم في الوقت ذاته الذي ينتهي فيه موعد وقف العنف" وتابع.."نحن ليس لدينا ما نخفيه ولهذا نحن مع نشر الفريق الأولي للمراقبين في وقت متزامن مع دخول تنفيذ وقف العنف لذا ليس لدينا ما يقلقنا سوى ألا نرى الآخرين يتفقون معنا على خطة أنان".
وقال الجعفري:"إن نشر بعثة المراقبين أمر اتفقت عليه الحكومة السورية والأمم المتحدة ونحن فقط ندرس ونضع النقاط النهائية لبعض الجوانب الفنية المتعلقة بنشر هذه القوات ولا نمانع نشر المراقبين بأسرع وقت ممكن وعلى مجلس الأمن أن يتبنى قرارا بهذا الصدد وعندما يتم اعتماده سنبدأ بتطبيق أحكام ذلك القرار".
وأوضح الجعفري أن خطة أنان ذات الست نقاط حزمة متكاملة ينبغي أن تحترم من قبل جميع الأطراف بما في ذلك المجموعات المسلحة ومن يؤثر عليها كبعض الدول العربية ودول في المنطقة أو خارجها مؤكدا أن للحكومة السورية مصلحة أكيدة بتطبيق الخطة وهي سحبت القوات من المدن.
وحول مواقف الحكومة التركية الحالية تجاه سورية قال المندوب السوري"إن سياسات الحكومة التركية أصبحت جزءا من المشكلة وليس من الحل فهي تسهل تسلل المسلحين عن طريق الحدود السورية التركية وتؤوي على أراضيها بعض المجموعات المسلحة.. وهذا انتهاك لخطة كوفي أنان وعلى الحكومة التركية أن تراقب سياساتها وتعيد النظر في مواقفها قبل أن تطلب من الناتو التدخل فالمنطقة بحاجة إلى استقرار وعلاقات جوار جيدة لا إلى تصعيد".
وأضاف الجعفري.."إن الذين يشككون بنوايا الحكومة السورية كانوا من الأساس لا يريدون أي نجاح للمساعي السلمية وكانوا يراهنون على إمكانية إفشال مهمة أنان لانهاء الأزمة لذلك كانت كل تصريحاتهم تنصب على كيفية استفزاز الحكومة بحيث يكون رد الفعل السوري غير متناسب مع أعمال العنف المرتكبة من قبل المجموعات المسلحة".
وتساءل الجعفري.. لماذا يصار إلى دفع عدد كبير من المدنيين السوريين للفرار من قراهم كلاجئين بغية تبرير التدخل الإنساني وإقامة ممرات إنسانية.. وقال: "هذا جزء من أجندة لا يبدو حتى الآن أن بعض الدول تقلع عنها ومن يشكك بمواقف الحكومة السورية إنما يعبر عن نواياه هو بالذات لأنهم لا يريدون لأي مساع سلمية أن تنجح".
ولفت الجعفري إلى دعوة الحكومة السورية رسميا كل السوريين الذين غادروا وطنهم للعودة إلى قراهم ومدنهم فورا وأن هناك ضمانات من الحكومة بهذا الشأن فهي تعمل الآن لإعادة إعمار ما دمرته المجموعات الإرهابية المسلحة من ممتلكات عامة وخاصة.
وحول زيارة أنان لطهران قال الجعفري.."ليس لدي معلومات عن مهمة أنان في طهران سوى أن السلطات الإيرانية دعمت خطته وهذا مؤشر إيجابي لأن هناك حاجة لأن يدعم ويلتزم كل من في المنطقة بخطة أنان".
وفيما يتعلق بحادثة حصلت قرب الحدود السورية التركية قال الجعفري: "إن مجموعة مسلحة دخلت الأراضي السورية من الأراضي التركية وفتحت النيران على مركز شرطة في الأراضي السورية وقد جرى هجوم معاكس عليهم من قبل قوات الشرطة السورية هناك فانسحبوا ولكن عادوا مرة أخرى وفتحوا النار على مركز الشرطة السورية الذي رد عليهم ما أدى لوقوع بعض الضحايا".
وأشار الجعفري إلى أن الدول التي اجتمعت في اسطنبول لم تكن حريصة على تجنب سفك دماء الشعب السوري بل على العكس كانت تعمل من أجل الإطاحة بالدولة السورية.
وقال الجعفري:"إن الحكومة السورية أرسلت رسالة رسمية لأنان تتضمن التزامها بخطته في السابع والعشرين من آذار وفي الأول من نيسان اجتمعت 71 دولة في اسطنبول وبدلا من دعم خطة أنان اتفقوا على إرسال 100 مليون دولار إلى المعارضة العسكرية التي مقرها تركيا وفي دول أخرى وكان ذلك إجراء وعملا استفزازيا كبيرا صدر من أجزاء من المجتمع الدولي يفترض أن يكون عملهم من أجل السلام وليس من أجل الإخلال باستقرار سورية وانتهاك القانون الدولي وقواعده".
وأضاف الجعفري.. إن المئة مليون دولار كانت لدفع أجور المسلحين والمرتزقة تحت تسمية رواتب شهرية ولإنشاء مناطق آمنة كذريعة لتأسيس ما يسمى الممرات الإنسانية والتدخل الإنساني في شؤون سورية الداخلية.
وقال الجعفري: "إن ما يحصل في المنطقة هو تغيير الجغرافيا السياسية وهو لا يتعلق ببضعة آلاف من اللاجئين السوريين في تركيا ولا يتعلق بالضحايا المأسوف عليهم الذين سقطوا أثناء الأزمة بل الأمر يتعلق بتغيير سياسة الحكومة السورية وقرارها المستقل وتغيير الجغرافيا السياسية وتصفية حسابات والتدخل بالقرارات المستقلة والبعض يسميها تدخلا أو تصفية حسابات مع إيران عبر سورية والبعض يعتقد أن هذا له علاقة أيضا بالموقف تجاه القضية الفلسطينية والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي والبعض أشار إلى أنه يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية وعلينا أن ننظر إلى الصورة بشكلها الشمولي بكل أطرافها والنقطة المهمة في هذا النقاش أن الشعب السوري هو من يدفع ثمن هذا العمل التجاري العربي والإقليمي والدولي ونحن نعاني حقيقة بسبب ذلك ونعتقد أن مثل هذه السياسات غير مسؤولة واستفزازية وهي ضد أي فرصة لاستقرار الوضع وإنجاح بعثة أنان".
وبشأن الجهات المحبطة من التزام سورية بخطة أنان قال الجعفري.. إنهم"أصدقاء سورية الذين اجتمعوا في إسطنبول ويدعون لتسليح المعارضة والمتمردين وتوفير السلاح والحماية لهم.. وهم يعتقدون أن الإرهاب هو قتل وأعمال إجرامية فقط بل قد يكون هناك أنواع أخرى للإرهاب.. وسورية ضحية إرهاب إعلامي وسياسي ودبلوماسي ومن غير المقبول أن نرى بعض المسؤولين في مراتب مهمة في الأمم المتحدة يعملون لصالح هذا السيناريو ومن أجل هذه السياسات" مشيرا لرئيس الجمعية العامة القطري الذي انتهك القوانين الداخلية للأمم المتحدة.
وحول دخول عدد من الإرهابيين من السعودية إلى سورية قال الجعفري:"إن لدينا الكثير من القرائن والبراهين التي ستحرج الدول التي رعت الإرهاب في سورية ولكن سنكشف عن ذلك في الوقت المناسب".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى