مقالات وآراء

محمد زعزوع رئيس فرع حلب للاتحاد الوطني لطلبة سورية كتب لزهرة سورية ثقافة التطوع

التطوع ظاهرة مهمة للدلالة على حيوية الناس وإيجابياتهم وتفاعلهم فيما بينهم من أجل خدمة المجتمع وتكافله بما يضمن تماسكه وحيويته فالدافع الديني والأخلاقي والإنساني ويأتي في
 مقدمتها الدافع الديني الذي وجد فيه الناس ثقافة التطوع للعمل الخيري وإن كان من السهل استقطاب المتطوعين فإن الحفاظ عليهم أمر صعب من ناحية تقدير جهودهم وعدم إهمالهم ناهيك عن التقدير المادي والمعنوي لهم من حوافز ومكافآت .

طبعاً الاتحاد الوطني لطلبة سورية هي من المنظمات الحكومية الرائدة حيث أخذت على عاتقها بالإضافة إلى مهامها الدائمة في رعاية الزملاء الطلبة عملت على نشر ثقافة العمل التطوعي في جامعاتنا ومعاهدنا بل وبدأ هذا الأمر يتجسد على أرض الواقع من خلال المخيمات التطوعية التي عمت أرجاء القطر وشهدت مشاركة مجتمعية مميزة خاصة أنها كانت تستهدف المناطق النامية والأكثر فقراً طبعاً لانخفي عليكم أننا في بداية التجربة لاقينا صعوبات كبيرة بعد ذلك بدأت تأخذ هذه التجربة طريقها إلى أوساط الشباب والمجتمع وبشكل عام ولا أبالغ إذا قلت أننا في السنتين الأخيرتين بدأنا نعاني من مشكلة الأعداد المتزايدة وعدم استيعاب كل المتقدمين طبعاً تم اعتماد المشاركين النوعيين من خلال الأسماء التي وصلت لفرع الاتحاد

ولكن هناك عوامل أسهمت في ضعف ثقافة التطوع في المجتمع فيمكن أن نلخصها في عدة عوامل منها الاقتصادية والاجتماعي والسياسية هي :

أولى هذه العوامل هو انخراط الأسرة في حث الأبناء على العملية التعليمية دون أن نوجه الاهتمام المجتمع المحلي وقيمة التطوع ومساعدة الآخرين

ثاني هذه العوامل هو العملية التعليمية ذاتها فالعملية التعليمية تكاد تخلو من أي دفع باتجاه قيمة التطوع ومساعدة المجتمع .

ثالث هذه العوامل ضعف اهتمام الشباب بالعمل التطوعي الضغوط الاقتصادية والبحث عن لقمة العيش وأيضاً غياب الكوادر المؤهلة في المنظمات الشعبية والأهلية على حد سواء .

حيث أقام فرع حلب للاتحاد أكثر من نشاط بالإضافة إلى المخيمات التطوعية وتشكيل كادر تطوع متمرن يتحه نحو تشكيل فريق حلب التطوعي ومنها زيارة جرحى الجيش والمرضى في المشافي ومهرجان معاً لأجل الوطن وتضمن قامة حملات نظافة لقلعة وحلب ومجموعة من الحدائق كما تم إقامة مجموعة من الندوات والمحاضرات يتم مناقشة واقع العمل التطوعي في مجتمعنا والعمل على نشر ثقافة التطوع وسيكون هناك مجموعة من الحملات التطوعية التظيفية والصحية بالتعاون مع مجلس مدينة حلب كما سيتم في الميدان الصحي : الرعاية الصحية الأولية للمحتاجين ورعاية المسنين مع بروز الدور الكبير للدفاع المدني في تقديم الإسعافات الأولية فقد تم إقامة أكثر من دورة في هذا المجال وتشكيل كادر متطوع شبابي .

وفي المجال التربوي والتعليمي سيقوم فرع الاتحاد بإقامة دورة محو أمية بمشاركة الزملاء الطلاب من جميع المعاهد وكافة الاختصاصات منها الميدان البيئي  للعمل التطوعي البيئي دور كبير مع انتشار المشكلات البيئية من تلوث من خلال دفع المتطوعين للعمل على حماية الأشجار وزيادة المساحات الخضراء وسيتم إقامة مجموعة من حملات التشجير بالتعاون مع مديرية البيئة والندوات النوعية في التوعية للتخفيف من النفايات أو تدويرها منها في الزراعة وتنظيف المدارس والشوارع والحدائق ومجاري الأنهار وتم اقتراح إقامة معسكرات إنتاجية للاستفادة من خبرات الزملاء الطلاب في كافة الاختصاصات وفي جميع المجالات .

حيث أن كثيراً من دول العالم قد اتخذت بالفعل خطوة تنفيذية لتنظيم العمل التطوعي الذي بات يشكل ركناً أساسياً في القرن الحالي فأدخل مفهوم التطوع في المناهج وتم تخصيص يوم للاحتفال بيوم التطوع العالمي وتنظيم حملات تطوعية وبعضها خصص جوائز لأفضل عمل تطوعي وغيرها الكثير .

وإن نشر ثقافة التطوع والاهتمام يها يحقق مصلحة مزدوجة للدولة والمجتمع معاً فالدولة تخفف من عبئ تأمين الخدمات بانتقالها من فلسفة الرعاية الكاملة إلى الرعاية النوعية في المجتمع مع ضرورة تفعيل ثقافة التطوع على المستويين النظري والعملي والتطبيقي في المجتمع بالاستفادة من تجارب بعض الدول التي له باع طويل في هذه الثقافة .

  بداية العمل التطوعي الطلابي بدأ في شكل الأسر الطلابية التي تختص كل منها بنشاط معين تقوم به كما أن زيادة الإقبال الشبابي على العمل التطوعي يرجع إلى الثورة المعلوماتية التي غايتها ودورها الرقي بالفرد ودوره في المجتمع مع تركيز مفهوم المقابل المعنوي الذي يقدمه العمل التطوعي وتفوقه على أي مقابل مادي والشعور بقيمة الحياة من خلال إحساس الفرد بقيمة ذاته ومدى إفادته ونفعه للآخرين فضلاً عن ترسيخ الإحساس بالمسؤولية تجاه الذات والمجتمع واكتسابه خبرات كبيرة في أعلب مجالات الحياة .

المصدر
زهرة سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى