مقالات وآراء

قمة بغداد تبحث عن العروبة ضمن المعايير المطلوبة بقلم علي رضا

القمة العربية في أحضان بلاد الرافدين،، هناك عُقدت قمة العراق، قمة غير مسبوقة من حيث التوقيت في هذا العام لأن هناك ملفات وتحديات جديدة فرضت نفسها على الساحة، وبعضها لم
  تشهده أي قمة سابقة من خلال غياب سوري عنها.
نعم.. سورية لم تحضر، بسبب التجاوزات التنظيمية التي حصلت في مجلس الجامعة العربية باستلام قطر لرئاسة الجامعة بعد تنازل فلسطين عنها باتفاق مُرّر من تحت الطاولة، كان الهدف منه هو التحريض والتآمر على سورية وتجييش الرأي العالمي وفتح ملفها في المحافل الدولية.
العراق الشقيق تسلم رئاسة الجامعة العربية، في نفس الوقت كانت هناك مؤامرة من قبل بعض العرب حاولوا تفعيلها في اللحظة الأخيرة لإيجاد مبرر سياسي أو أمني أو لوجستي لإلغاء أو تأجيل لقاء القمة العربية، فكانت سلسلة التفجيرات الإرهابية التي هزت المدن العراقية كجزء من المخطط كي تأتي قطر والسعودية قطبا التآمر لصالح اسرائيل ويصرحون بأن العراق غير جاهز لاستقبال القمة فتنتقل لأحد البلدين وتعود رئاسة الجامعة لهم ليستمر التآمر على سورية. لكن العراق كان ومازال صاحب المواقف المشرفة مع سورية خصوصاً بعد تكالب دول العالم على تأجيج الأزمة في سورية، فدول الناتو وأمريكا وقطر والسعودية واسرائيل ليس لها مصلحة في نجاح القمة لأنه وفي حال تم نجاحها ستبقى قطر المحرضة خارج اللعبة الدولية.
أسئلة كثيرة تدور في أذهان الجميع، كيف تُعقد قمة عربية بدون سورية؟
كيف تُعقد قمة بدون بلد يدعم المقاومة والمقاومين؟
كيف وهناك دول تآمرت على سورية وتاجرت بدماء الشعب السوري؟
سورية هي من الدول المؤسسة للجامعة، وهي من ترأست القمة العربية مرات كثيرة وكانت السبّاقة في دعم العمل العربي المشترك في كافة المجالات، وهي من دعمت المقاومة وحركات التحرر التقدمية لتحرير الأراضي من العدو الصهيوني الغاصب.
القمة العربية الجديدة عُقدت في بغداد بدون سورية، وفشلت كسابقاتها لأن القمة العربية بدون سورية تكون مجردة من العروبة الأصيلة، نعم سورية هي القلب النابض للأمة ومهما تآمرت بعض الدول العربية عليها ستبقى عروبية كما كانت، لأنهم مجرد عاصفة تأتي وترحل، أما سورية جذورها في مداد الأرض راسخة، سورية صاحبة المواقف القومية الثابتة وقلب العروبة الذي ينبض بأمة واحدة ورسالة خالدة.
إن عروبة السوريون تجري في شرايينهم مجرى الدم، وأنا أتفاجأ من أن هناك قمة عربية بدون سورية، فالأولى أن يُطلق عليها قمة قطرية أو سعودية أو صهيونية وليس عربية لأن سورية هي من تُعطي العروبة لمن يهوى العروبة لأنها قلعة الصمود والتحدي.
أما الملفات التي تداولها جدول أعمال الجامعة هي القضية الفلسطينية، والصراع العربي الاسرائيلي، ومكافحة الإرهاب، فضلاً عن ملفات اقتصادية متنوعة، وملف تطوير هيكلية الجامعة العربية، وتطوير منظومة العمل العربي المشترك.
شر البلية مايضحك.. تم بحث القضية الفلسطينية في ظل دول ترعى مصالح اسرائيل في المنطقة، مجرد الكلام عن الصراع العربي الصهيوني غير مباح، عن أي صراع تحدثوا ومعظم الدول المستعربة طبّعت العلاقات مع اسرائيل عدا سورية فحولوا الصراع إلى سوري صهيوني بامتياز، والسوريون هم من يدفع ثمن تلك المواقف القومية المشرفة.
مكافحة الإرهاب، كيف وهم من يدعمون المسلحين في سوريا ويمولونهم بالمال والسلاح لإسقاط بلد مقاوم عروبي؟ كيف وهم متجردين من العروبة؟
أما منظومة العمل العربي المشترك فهو بحد ذاته دليل على هُزل واضمحلال التفكير لديهم، فأي عمل عربي مشترك ومعظم الدول العربية فرضت عقوبات إقتصادية واجتماعية وسياسية على سورية؟.
إذاً.. هذه هي معايير العروبة لدى العربان، الخيانة والغدر خوفاً على " اسرائيل " ويسعون لاهثين لإنهاء دور سورية المقاوم في المنطقة وتقسيمها لكي تنهي شوكة المقاومة ويتم القضاء على حزب الله ثم فصائل المقاومة في فلسطين المحتلة وتعيش المنطقة في حالة فوضى ويسهل السيطرة عليه, ولكن بالنسبة للسوريين فسيكون الجواب "خسئتم"، ستبقى سورية من تدعم العروبة والعرب وتدعم كل أشكال التعاون العربي والمقاومة ضد الاحتلال وسيبقى السوريون الرقم الصعب في وجه المؤامرة، السوريون الذين صمدوا والتفوا حول قائدهم وأسقطوا المؤامرة بعروبتهم المتأصلة رغم الزيف الإعلامي غير المسبوق ومحاولات التقسيم الطائفية وتأليب الفتنة المذهبية بينهم، جميعهم سيرحلون، وسيبقى السوريون المتمسكون بالأرض لأن جذورهم راسخة أصيلة، على عكس أنصاف الرجال الذين ستقتلعهم العاصفة لأنهم دون جذور، شخصيات مذبذبة تنساق مع التيار وهم مجرد أدوات بيد الاستعمار والصهيونية.
إن سورية ورغم محنتها ستبقى قلب العروبة النابض والقمة الأخيرة في بغداد بقيت بلا روح، وسورية ستنتصر وسنرى أنصاف الرجال على أبواب دمشق يركعون معتذرين من الشعب السوري وقيادته، وإن غدا ً لناظره قريب .

المصدر
زهرة سوريا

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. اعتقد العرب انهم بدون سورية سيخترقون حتى درب التبانة ولكنهم نزلوا الى اسفل سافلين واصبحوا مصخرة للعالم وهناك مثل يقول : رب ضارة نافعة . لان الله لم يرد لسوريا ان تكون جزءا من هذه المسخرة وفي النهاية نقول لهم ما بتعرف خيري لجرب غيري

زر الذهاب إلى الأعلى