مقالات وآراء

محمد الشيخ كتب لزهرة سورية عطور تكتسح الأسواق !!

أراد أن يلفت الأنظار إليه خلال حضوره عرس أحد أصدقائه الميسورين فذهب إلى محل لشراء أنبوبة عطر فاخر فبشره صاحبه بوجود أصناف جديدة تلقى رواجاً كبيراً وغطت على جميع
 الأصناف ذات الشهرة الواسعة وهي ( مازوتا – بنزينو – غازانو ) طبعاً نسبة إلى مواد المحروقات التي تعيش ومنذ فترة أعز أيامها لكن هناك تنويه بسيط جداً بأنه ينصح بالنسبة للمدخنين الامتناع عن التدخين بعد وضعها أو الحذر أثناء إشعال السجائر خشية أن تشرئب النيران في ملابسهم.

– وداعاً للأمراض!!

بعد معاينة الطبيب واطلاعه على نتائج آخر تحليل له ابتسم في وجهه وقال :هات البشارة فأجابه : بشرك الله بالخير يا دكتور ما الأمر ؟

رد عليه بأنك بإمكانك أن تقول وداعاً لـ ( الدهون– الشحوم – الكولسترول – السكري – السمنة ..) لكن لديك بعض الأمور البسيطة من قبيل الشحوب , فقر الدم , ترقق العظام , انخفاض الضغط … , ثم بادره بالسؤال كيف استطعت أن تتخلص من تلك الأمراض وما السر وراء ذلك رغم مضي عدة سنوات على مجيئك إلى عيادتي لتلقي العلاج ؟!

الجواب بأنه اتبع حمية قسرية عن اللحوم والشحوم والمكسرات والفواكه والحلويات .. جراء ضيق ذات اليد لديه مما منعه من شرائها بسبب أسعارها الكاوية !!.

شبيح أو.. معارض !!.

خلافاً لما اعتاد عليه أخذ يودع زوجته وأولاده يومياً كأنه على سفر بعيد وعند عودته سالماً يحس بأن عمراً جديداً له قد كتب , جيرانه , معارفه , أصدقاؤه , أقاربه , طلب منهم أن يسامحوه ويصفحوا عنه إن بدرت منه تجاههم أية إساءة أو أذى مادي أو معنوي ….السر وراء ذلك شعوره بأن حياته من المحتمل أن يفقدها بأية لحظة بطرق عدة ….رصاصة طائشة من هنا أو عبوة ناسفة من هناك , أو سيارة مفخخة يصادف مروره بقربها أو يقوم أحدهم بالانتقام منه وتصفية حساب قديم أوجديد معه ومع ذلك ينجو بجريمته سالماً لأن التهمة الموجهة إلى الضحية جاهزة ( شبيح أو معارض ) !!.

– فرص عمل والكهرباء مجاناً !

أعلنت جهات حكومية خلال الفترة الماضية عن مسابقات لتعيين عاملين , تقدم إلى كل منها الآلاف وما يعني ذلك من هدر للمال والوقت بينما المطلوب فقط العشرات أو مئات قليلة مما دفع الكثيرين إلى ( الترحم واستذكار فضائل ) الظفر بفرصة عمل عن طريق مكتب التشغيل الذي وصل الآفاق بسمعته السيئة , وفي المقابل لقد افترش الآلاف من الباعة الساحات والأرصفة وحتى شوارع أو أجزاء منها بمختلف أنحاء المدينة ومنها مركزها طبعاً دون الدخول في متاهة المسابقات وما يرافقها من وساطات وتوسلات ومناشدات وربما رشرشات …الخ والتكلفة فقط بعض الأعمدة والبلاستيك على أن تقدم الكهرباء مجاناً لإشعال الإنارة ليلاً ونهاراً !!.

– ناطحات سحاب !!

وجد العديد من تجار الأزمات أن ما تمر به سورية يشكل فرصة سانحة لتشييد أكبر قدر من مخالفات البناء على أملاك خاصة وحتى عامة وذلك خلال زمن قياسي في الإنجاز على عكس مشاريع حكومية للإسكان تعثرت أو توقفت أو تمشي الهوينى أو وقعت في فخ سوء التنفيذ وارتفاع سعرها خلافاً للغرض المعلن من تشييدها..واللافت وجود أشبه بناطحات سحاب في الأحياء الشعبية – وما حدا أحسن من حدا – دون أن تتوفر في معظمها الحدود الدنيا من السلامة والأمان وقد تصدع , انهار بعضها دون الخضوع إلى اختبار درجات محدودة فقط على مقياس ريختر !!.

وينصح قاطنوها أو حتى المارون بجوارها بأن يكتبوا الوصايا ويبرئوا ذممهم المالية والمعنوية تجاه الآخرين فلا أحد يعرف متى تدق ساعة سقوطها ويصبحون وهي أثراً بعد عين !.

– تنور وأكلات تراثية

عندما عاد الى منزله منهكاً محبطاً بادرته زوجته بأن زفَّت إليه بشرى سارة حيث قررت – ونكاية بارتفاع الأسعار وتخفيفاً من الأعباء والضغوط المادية والنفسية عليه – إعادة الحياة إلى العديد من الأكلات الشعبية القديمة أي لا تكلف سوى القليل من المال ومن بينها ( حراق بإصبعو ) التي تتضمن الخبز اليابس وقليلاً من الثوم ورب البندورة والنعناع والبصل الأخضر , وسواها من الأكلات التي تعلمتها من أمها وجدتها .

كما طلبت منه أن يحضر ( الصاج ) لتخبز عليه وتريحه من عبء التدافش والازدحام على المخابز وذلك أسوة بالعديد من نساء القرية اللواتي عدن لإحياء عادة تراثية هامة وهي الخبز على التنور!!.

كما وعدته بأن تجعل بديلاً لكل سلعة مرتفعة السعر ما يوازيها من حيث القيم الغذائية من محاصيل زراعية ومنتجات حيوانية ستقوم بشرائها من الريف عندما تكون أسعارها مقبولة .

شعر بارتياح كبير وكأن جبلاً من الهم قد أزيح عن صدره وقال لها : بارك الله فيك , إنك نعم الزوجة المخلصة والصدوقة وقت الضيق.

هذا غيض من فيض براءات الاختراع المرشحة للتكاثر كالفطر وهي تحمل بصمة وتوقيع أصحاب الملكية الفكرية والمادية لها من المسؤولين والعاملين الفاسدين والمتقاعسين والمهربين والمحتكرين ومن يضعون أيديهم في أيادي شياطين الفتنة والغدر من الأعراب والأغراب للانقضاض على وطنهم وإعادته إلى (العصر الحجري ) أملاً في سرعة وصولهم إلى المناصب والمكاسب!!.

المصدر
زهرة سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى