سياسية

مبارك يمتنع عن تقديم تبريرات لمنتقديه ويرفض فتح معبر رفح

في ظل موجة الانتقادات الشعبية العربية التي تواجهها السياسة المصرية حيال العدوان الإسرائيلي على غزة، دافع الرئيس المصري حسني مبارك عن موقف بلاده من العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية في غزة حالياً.
معتبراً إن بلاده بذلت جهودا "مضنية" على مدى الشهور الماضية لتثبيت التهدئة في غزة وسعت لتمديدها وتحقيق الوفاق الفلسطيني، وفي رد على الانتقادات التي تعرضت لها مصر منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية السبت، بسبب عدم فتح المعابر الحدودية بين مصر وغزة، قال مبارك في كلمة متلفزة بثها التلفزيون االمصري، إن مصر ستترفع عن الصغائر ولن تسمح بالمزايدة على دورها في المنطقة، أو المتاجرة بدماء الشعب الفلسطيني، كما وجه مبارك كلامه لمنتقدي الدور المصري، قائلاً: "نقول لمن يسعى لتحقيق مكاسب سياسية على حساب مصر إن الدم الفلسطيني ليس رخيصاً أو مستباحاً"، مشيراً إلى أن مصر سعت "دون كلل" إلى تثبيت التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، وأشار مبارك إلى أن الموقف المصري كان واضحاً منذ اليوم الأول لـ"العدوان الإسرائيلي"، مضيفاً أن مصر سعت لدى مختلف الأطراف الإقليمية والدولية للعمل على وقف "العدوان"، والعودة إلى التهدئة مرة أخرى، كما أكد أن هذه "الرؤية المصرية" لتثبيت التهدئة تبنع من "رؤية أشمل" تتضمن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مشيراً إلى أنه سيتم عرض هذه "الرؤية" على الاجتماع الوزاري المقبل لجامعة الدول العربية.

مبارك أكد في كلمته إنه لن يفتح معبر رفح الحدودي، وأضاف أن مصر ترفض هدف إسرائيل لفصل الضفة الغربية عن القطاع، وتحميل مصر مسؤولياتها، وهو ما يذكر "بما روج له في الثمانينات من مقولة غزة أولا"، وقال إن مصر لن تكرس لانفصال الضفة والقطاع بفتح معبر رفح في غياب السلطة الفلسطينية، وبما لا يتفق مع اتفاق عام 2005، وأضاف مبارك أنه أصدر تعليمات لفتح معبر رفح أمام الجرحى من ضحايا "العدوان الإسرائيلي"، علماً أن مصدر فلسطيني مسؤول في معبر رفح، كان وصف تأكيدات الجانب المصري الرسمي أنّ معبر رفح مفتوح أمام الجرحى والمرضى، بأنها «للاستهلاك المحلي والإعلامي بسبب حالة الضغط التي تتعرض لها مصر عربياً ودولياً لفتح المعبر ولامتصاص غضب الشارع العربي والمصري»، موضحاً أنه بعد التنسيق مع السلطات المصرية من أجل سفر عدد من الجرحى في حالة الخطر، لاجتياز المعبر للعلاج في المستشفيات المصرية، أرسلت وزارة الصحة الفلسطينية أمس الأول، الأحد، ست سيارات إسعاف للمعبر، وظلّت تنتظر منذ الساعة الثامنة صباحاً وحتى العاشرة مساء، دون السماح لها باجتياز المعبر، ومن ثم غادرت السيارات بمن فيها من المصابين الموقع دون جدوى.

مبارك وجه كلمته لقادة إسرائيل قائلا "أوقفوا عدوانكم على الشعب الفلسطيني وكفاكم استخفافا بمقدراته، والقضية الفلسطينية أبدا لن تموت"، وتعهد بمواصلة دعم مصر للشعب الفلسطيني، وإعلاء مصلحته فوق مصالح الفصائل، وشدد الرئيس المصري على قوله إن "الوضع القائم في غزة حالياً يحمل مخاطر عديدة"، كما شدد على أن "الحق في مقاومة الاحتلال هو حق ثابت ومشروع"، ولكنه تابع قائلاً إن "المقاومة تبقى مسؤولة أمام شعبها".

يذكر أن كل من حركة المقاومة الإسلام (حماس)، وإسرائيل كانت أكدتا التعاون المصري في تنفيذ العدوان الإسرائيلي على غزة؛ حيث أكد قيادي محلي في «حماس» في مدينة رفح إن القوات المصرية كانت على علم بموعد الغارات الجوية، وفي تصريح لصحيفة الأخبار اللبنانية نشر أمس الاثنين، نوه المصدر أن القوات المصرية رفعت الرايات لإرشاد الطائرات الإسرائيلية وتنبيهها إلى أنها مواقع مصرية لا فلسطينية.

جاء ذلك أكد مصدر عسكري اسرائيلي، أنّ الجانب الاسرائيلي أبلغ الجانب المصري بنيته قصف المواقع الفلسطينية والأنفاق في منطقة رفح وبمحاذاة الحدود المصرية، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، في ما أكد شهود عيان أنّ الأمن المصري انسحب من تلك المنطقة، بعدما كان منتشراً فيها عقب التوتر التي وقع في المنطقة بين شبان فلسطينيين حانقين والجنود المصريين.

أما حول الموقف الشعبي المصري فشهدت مدن مصرية عدة, مظاهرات شعبية كان آخرها أمس الاثنين في وسط القاهرة أمام البرلمان نظمها الإخوان المسلمون أحرق فيها العلمان الإسرائيلي والأميركي وطالب فيها المتظاهرون فتح باب الجهاد، كما شهدت جلسة لبرلمان المصري تلاسن بين المعارضة والحكومة على خلفية وضع غزة, حسبما أكدت قناة الجزيرة، مشيرةً أن نواب طالبوا الحكومة بإعلان الحرب على إسرائيل.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى