ثقافة وفن

أوبرا دمشق تدخل المنافسة على محترف الفن التشكيلي السوري بمعرض جماعي

دخلت دار أوبرا دمشق المنافسة على محترف الفن التشكيلي السوري في خطوة غير مسبوقة متابعة ما بدأته
منذ أعوام فاتحة أبوابها أمام أربعة فنانين سوريين لهم حضورهم في صالات الفن العربي والعالمي ليكون معرضهم الجماعي في الصالة الرئيسية لدار الأسد للثقافة والفنون بمثابة لقاء إبداعي متعدد المشارب افتتحه وزير الثقافة الدكتور رياض عصمت مساء أمس بحضور نخبة من نقاد ومتذوقي اللوحة التشكيلية.

وضم المعرض أكثر من ثلاثين لوحة لكل من الفنانين ماريو الموصلي ومحمد غنوم ومحمد وهيبي ونبيل السمان تنوعت أعمالهم الفنية بين الزيتي والتصوير والغرافيك والحروفية مستوحية مناخاتها العالية من غنى البيئة السورية ومفرداتها اللونية الخصبة لتكون لوحات الموصلي بألوانها المتناغمة وطاقتها الضوئية محط انتباه الزائرين حيث اتكأ هذا الفنان على تقنية السكين لنقل أحاسيس متنوعة للمتلقي زاوج فيها بين رؤيته الشخصية للمناظر الطبيعية وبين حالات وجدانية دافئة استطاع عبرها تمرير العديد من الحرفية في محاكاة الهندسة الفراغية للكتل البصرية ومقاربتها من حالات أكثر عمقاً وإنسانية.

فيما سجل غنوم حروفياته في لوحات زيتية وقعت بين التجريد الهندسي الزخرفي والحروفي مستلهماً جمالية الخطوط برؤية حديثة عبر تصعيد حوارية المشهد البصري وإبراز رشاقة الحرف وغنى حركته وانسيابيته.

واستطاع هذا الفنان الحروفي تفجير الطاقات الجمالية للحرف العربي محققاً اتجاهاً فنياً خاصاً به متكئاً على القواعد والأسس الكلاسيكية للخط العربي لينطلق منه إلى منهج قائم على تكرار امتدادات الحرف لها نكهتها الخاصة عبر التفاعل والحوار الحاصل بين الحرف والتقنيات التشكيلية المختلفة.

وكان للمسات محمد وهيبي الغرافيكية أثرها البالغ ضمن هذا المعرض الجماعي حيث يوازن بين تقنية الحفر بانسجام مع أفكاره المقترنة مع تصوراته البعيدة التي تطابقت بما تملكه من رؤى عن طبيعة العمل أو الحياة وكل ما تستطيع العين رؤيته في الحاضر والبعيد.

ويضع الوهيبي لوحاته ضمن خصوصية أسلوبية فنية لا تشابه غيرها إذ يمنحها طريقاً خاصاً عبرالشغف بزهو الخيال صاعداً نحو حب كل ما يصل إليه البصر مانحاً الذاكرة قيماً حسية جديدة تؤدي إلى رؤى أكثر عمقاً وتأثيراً بحيث يجعلنا كمتأملين أن نراها ونحسها ونحللها في أي لوحة مهما كانت عناصرها التشكيلية معقدة.

بينما يؤكد نبيل السمان في هذا المعرض على تطور تجربته الفنية بإيقاعات حداثية مرتبطة بالتراث في احتمالاتها الرمزية والدلالية بما تحمله من تقنيات زخرفية تقارب في بنيتها تواشيح ضوئية لونية باحثاً عن هوية مشرقية في أعماله تبتعد عن كونها صدى لهوية أخرى.

ويركز السمان في أعماله على كثافة الألوان على سطح لوحته والتي جاءت بقصد الكشف وإظهار مقدرة العمل على تقديم رؤية جديدة للتشكيل من خلال اشتغاله على موضوع الأسطورة حيث اللوحة ليست توثيقية أو متحفية فالمطلوب منها لديه الإدهاش وحمل طاقة متجددة بذاتها متابعاً بذلك اشتغاله على أساطير الشرق المتنوعة في محاولة منه للخروج بمقاربة لهذه الأساطير كما في أعماله السابقة التي اعتمد فيها على رموز كالبومة والقطة والغزال والسمك التي استخدمها كعناصر بصرية تسهم في تكوين هويته التشكيلية.

يذكر أن المعرض يستمر حتى الثاني من شهر نيسان في صالة المعارض الدائمة بدار الأسد للثقافة والفنون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى