مقالات وآراء

بئس القرارات … بقلم: فريد ميليش

مرة أخرى أصدرت الجامعة العربية ما أسمته قرارات خاصة بشأن الأوضاع في سورية، لتضيف دليلاً جديداً على عدم جديتها في معالجة الأزمة بل على العكس العمل على تصعيدها والنفخ تحت رمادها لتستعر أكثر كلما انطفأت.
ما أصدرته الجامعة العربية من قرارات لا يمكن وضعها إلا في خانة الخطة التآمرية الموجهة ضد سورية من قبل أدوات تنفذ مخططات باتت مكشوفة للجميع، والهدف الواضح للعيان هو استدعاء التدخل الخارجي في الشأن السوري بكل أشكاله بل واستجداؤه أيضاً، نزولاً عند رغبة من يسمون أنفسهم بالمعارضة التي ما فتئت تطالب بهذا التدخل مراراً وتكراراً.

لقد أثبت بعض العرب أن غايتهم ليس مساعدة سورية على تجاوز الأزمة وإنما تصعيد المواقف، وإلا لماذا تجاهل هذا البعض العربي ما ورد في تقرير رئيس بعثة المراقبين من حقائق تتعلق بدور الجماعات المسلحة في تأزيم الوضع في الداخل، وسعي البعض إلى إفشال عمل البعثة قبل انطلاقها على الأرض ودور بعض وسائل الإعلام التي يملكها هذا البعض في التحريض ضد سورية من خلال تزييف الوقائع واختلاق القصص الوهمية وفبركة الأحداث وفي استهداف بعثة مراقبي الجامعة وعملها على الأرض والتحريض ضدها.

لم يقبل هذا البعض اليوم أن يقرأ في تقرير بعثة المراقبين حقائق تكشف ما يجري على الأرض ولا سيما ما يتعلق بالعنف والقتل والتخريب الذي تمارسه الجماعات المسلحة على الأرض ضد السوريين وممتلكاتهم سواء كانوا مدنيين أم عسكريين، وعوضاً عن ذلك أبت اللجنة الوزارية إلا أن تكشف صراحة عن مواقفها وأهدافها المسبقة والمتمثلة باستغلال مظلة الجامعة العربية لاستهداف أمن واستقرار سورية ووحدة أراضيها من خلال استدعاء التدخل الخارجي أياً كان الثمن الذي سيدفعه السوريون جراء ذلك.

كان من الأجدى لمجلس الجامعة العربية لو أنه كان كما يقول يريد مساعدة سورية، أن يتحمل مسؤولياته في وقف تمويل وتسليح المجموعات الإرهابية المسلحة التي تعيث في الأرض قتلاً وفساداً وتخريباً، وأن يمارس دوراً حقيقياً لوقف ما تمارسه المحطات الفضائية من تحريض وتزييف إعلامي ممنهج مسؤول هو الآخر عن سفك الدم السوري الطاهر.

إن مثل هذه القرارات وما سبقها وما سيليها حتى، لا تعنينا كشعب سوري لأن ما يجمعنا من وحدة وطنية وإرادة صلبة ومتينة أقوى من تنطلي علينا مثل هذه القرارات التي لا هم لأصحابها سوى إغراق سورية بالفوضى وجعلها مرتعاً للإرهاب.

بعض العرب ربما نسي مكانة سورية وموقعها وتأثيرها وقوتها النابعة من قوة شعبها الرافض لكل أشكال التدخل الخارجي والمؤمن أن حل الأزمة لا يكون بمثل هكذا قرارات معدة سلفاً وإنما يكون بالحل الوطني القائم على ترسيخ مفاهيم الدولة الديمقراطية التعددية الحديثة التي تحافظ على هويتها الوطنية والقومية

بواسطة
فريد ميليش
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى