مقالات وآراء

اليهود في العصور الوسطى بين المشرق و المغرب بقلم فادي اللافي

في عام 2009 كلنا نعرف جيدا ماالذي يفعله اليهود في العالم كله من قمع و إرهاب و حروب و قتل. كلنا نسمع كل يوم ما يحدث في فلسطين و الولايات المتحدة و روسيا و دول أخرى تعاني من اليهود.
ومع هذا نر ى أن أوروبا و الولايات المتحدة تدعم تواجد اليهود في فلسطين و تبرر كل الممارسات اليهودية في كل مكان على الأرض حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها و التي كان آخرها إكتشاف جاسوس اسرائيلي داخل محطة الفضاء ناسا.
ولكن إذا عدنا بالزمن إلى عصور الظلام في أوروبة أو ما يسمى بالعصور الوسطى و نظرنا إلى اليهود و كيف كانت أحوالهم في أوروبة ذلك الحين لوجدنا من العجب ما تقشعر له الأبدان. والعصور الوسطى كما تعرفون هي الفترة التي بدأت من العام 350 إلى 1450.
لقد عاش اليهود في أوروبة في تلك الفترة حالة من الاضطهاد و الدونية في كل أرجاء القارة؛ حيث أنه بعد أن فضح اليهود بجرائم قتل الأطفال و استخدام دمائهم في طقوس خاصة بهم، ازداد كره الناس لهم كثيرا و دعى العديد من قادة الكنائس آنذاك لتطبيق مبدأ القديس أوغسطين و الذي يقضي بأن اليهود يجب أن يعيشوا في ظروف مهينة و مذلة وذلك ككفارة لما اقترفوه مع السيد المسيح عليه السلام.
و قام العديد من مجالس الكنيسة الكاثولوكية التي عقدت في 1179 و 1215 بحرمان اليهود من تشغيل المسيحيين عندهم و حرمان المسيحيين من السكن بجوار اليهود. بل و أوصوا أيضا بإلزام اليهود بوضع علامات خاصة على ثيابهم كتعبير عن دونيتهم و للتمكن من معرفتهم فورا و حظروا عليهم الظهور في الأماكن العامة في أعياد الميلاد و رأس السنة.
واليهود كالعادة انتقموا بطرقهم الخاصة. ففي عام 1347 انتشر في أوروبة وباء ساحق قتل أكثر من ثلث أوروبة و استمر حتى عام 1351 وهو ما سمي آنذاك ب (the Black Death) أو الموت الأسود؛ حيث تشير الدلائل التاريخية أن اليهود قاموا بوضع السم في مياه الآبار التي كان يشرب منها العامة مما سبب بانتشار الطاعون.
و للتخلص من هذا الوباء الذي اعتبر لعنة من الله على الناس فقد أصدر قادة الكنائس المسيحية قرارات بحرق اليهود في حفر كبيرة للتخلص من رذائلهم.
وهكذا عاش اليهود في أوروبة في هذه الظروف حتى جاء نابليون بونابارت إلى الحكم بعد الثورة الفرنسية؛ فكانت فرنسا أول بلد يعطي اليهود حقوق المواطنة عام 1791.
أما في الأندلس، وبعد أن هرب اليهود إليها في القرنين الثاني عشر و الثالث عشر و في ظل الدولة الاسلامية فقد عاش اليهود منذ البداية بكل حقوقهم المدنية و تعلموا و تثقفوا و تكلموا اللغة العربية.
حيث تعلم اليهود الفلسفة و العلوم و الشعر و الاقتصاد و السياسة و ظهر منهم أشخاص مثل الشاعر ابراهام ابن عزرا.
فهذا ما تعود العرب عليه منذ الأزل. وهذا هو التسامح بين كل الأديان الذي تعود عليه العرب و الذي مازلنا نعيش عليه.و هؤلاء هم اليهود الذين أحسنا لهم منذ البداية و الذين ينطبق عليهم المثل "إتقي شر من أحسنت إليه".

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. نعلم ان الاوروبيون تخلصوا من شرور اليهود بان ارسلوهم الى عدوهم الاخر في الشرق الاوسط كي يضعفا بعضهما البعض وبالتالي يتسنى لهم التخلص من شرور اليهود “وحالياالارهابيين” وان ارسلوهم الى فلسطين ليس ايمانا بقضيتهم انما احتواءا لهم في نقطة واحدة ليسهل التخلص منهم وهنا على اهل الحمية القيام بالمهمة الموكلة لهم في ظل هذه المؤامرة القذرة التي احيكت ضد المنطقة بان يقطعوا النفط ويغلقوا السفارات كحد ادنى لا ان يستجدوا اصغاء الغرب… ونعلم ان معظم يهود اسرائيل هم من المرتزقة ودول بحر قزوين الذين عانوا الفقر و يهود عرب اذ لا يقبل يهود اميريكا او دول اوروبا الغربية القدوم الى هذه البؤرة وعلى العرب ان يكونوا اكثر وعيا لكيانات مشابهة تلوح اميريكا باقامتها من خلال تنشيط حركات شعوبية في جسم الوطن العربي اذ لا يوجد في السياسة تبادل حسن النوايا ورد دين سابق

زر الذهاب إلى الأعلى