ثقافة وفن

مدرسي كلية العمارة بجامعة دمشق في معرض مشترك للفن التشكيلي

افتتح الدكتور علي القيم نائب وزير الثقافة وبحضور عدد من الشخصيات الدبلوماسية والاعلامية البارزة إضافة الى المهتمين المعرض الفني المشترك والذي نظمه عدد من الفنانين التشكيليين الأساتذة في كلية العمارة بجامعة دمشق ..

حيث حضر الافتتاح عدد من سفراء كل من الدول التالية ( النروج ,بلجيكا  , الهند  , هنغارية  , ونائب السفير الألماني , ورئيس دير " مار موسى الحبشي " الأب "باولو داليليو" ومطران كنيسة "السريان الأرثذوكس" "جان قواق" – ومدير المركز الثقافي الايطالي "ادوارد كريز فوللي" والإعلامي "أمجد طعمة" وغيرهم ..

وضمُّ المعرض (32) لوحة فنية تنتمي إلى مدارس فنية متنوعة من حيث الشكل والمضمون، قدمها الفنانون المدرسون في كلية العمارة في دمشق وهم الأساتذة 🙁 د.فهد شوشرة ـ د.نعيم شلش ـ بسيم السباعي ـ محمد غنوم ـ موفق مخول ـ نشأت الزعبي ـ لين السباعي ـ خالد الأسود ) ..

وخلال اللقاء مع عدد من الفنانين المشاركين ، أكد الفنان التشكيلي " د.فهد شوشرة " بأنّ المعرض الفني المشترك هو بادرة ليست الأولى من نوعها في سورية لكنّ عدم التركيز الإعلامي على هذه النشاطات الثقافية تجعلها في زاوية مظلمة لا ترى النور، ويعتبرُ الفنان "شوشرة" أنّ " الفن وصل الى درجة العدمية؛ أي اللا شيء في عالمنا المعاصر، والتي تعتبر فن المعاصرة، وهو يعبّر في لوحاته التي عرضها عن الحالة الإنسانية، ويرسم شخصياته من الأعلى لتضخيم الأجزاء العلوية منه، وإعطائها عمق تعبيري أكبر، كما أكدّ الفنان ميلهُ للفنّ الواقعي التعبيري، ولكنْ بأسلوبه الخاصّ، فلكلّ فنان شخصيته المنفردة، واستخدم في لوحاته المعروضة تقنية اللون الواحد، وهو البني فاستطاع من خلال الظلال، والنور والحالة الإنسانية في اللوحة من خلال الغوص في أعماق النفس البشرية، وعبّر فيها عن الذهاب والانتظار، وهو يستخدم الألوان المائية، ويضيف لها مواد طبيعية مثبتة كالعسل، والسكر الطبيعي، وعبّر الفنان شوشرة عن ضرورة انطلاق الفنان من بيئته إلى العالم الخارجي لأنّ المحلية هي السبيل للوصول الى العالمية.

أما الفنان " د.بسيم السباعي" أكّد على ضرورة التواصل والتبادل الثقافي مع الآخرين، وقال ان هذه المعارض مفيدة جداً لطلاب العمارة، والفنون الجميلة، وللمهتمين أيضاً؛ والذي قدّم خمسة أعمال فنية جمعت السريالية والتعبيرية في تكوينها، ولم يتطرّق إلى ملامح، وتفاصل الوجه لأنّه كما يعتقد تعبير الوجه هي عبارة عن قضايا خداعة وكاذبة، وركّزعلى التعبير عن حركات الجسد التي نستطيع أن نفهم منها بشكل أفضل حالة الأشخاص الآخرين ..

وعن الهوّة بين الفنان التشكيلي والجمهور وجد حالة ضعف في الثقافة الفنية التشكيلية، والسبب هو ضعف الثقافة البصرية حيث لا يوجد تعليم ولا مناهج فنية في المدارس، وغالباً لا يدرس الطلاب في حصة الرسم الفن بشكل حقيقي ..

بينما اختار الفنان "نشأت الزعبي" حكايا ألف ليلة وليلة، وقصة شهرزاد ليعرضعها في المعرض، متخذاً أسلوب السريالية، وعالم الحكايا فأبرز في لوحة العروس كيفية استعداد الفتاة للزواج، وعرض لنا حكايا شهرزاد في الليلة الأخيرة، والتي أنقذتها من حكم شهريار عليها بالموت.

ولم تغب اللوحات الخطية عن المعرض بل زادته غنى وتنوّعاً وكعادته عرض الفنان محمد غنوم لوحاته الخطية في طلةٍ سحرية غنية بالألوان.

أما الفنانة الصاعدة "لين السباعي" التي قدمت 4 لوحات مائية شفافة حيث رسمت ثلاث وجوه لعجائز عكست من خلالهم معاناة الزمن والتجارب التي عاشها المسنون من خلال خطوط الوجه وبريق الحنان في العينين، وكان لها تفرّدها في لوحة البورتريه التي رسمتها على أرضية مظللة بالخطوط الملونة حتى يمتزج الخط بالمساحة، وسلطة الضوء على علاقة الانسان بالأرض من خلال لوحة صانع الفخار، كما عبّرت عن سعادتها القصوى لمشاركتها بهذا المعرض الذي ضمّ فنانين لهم باع طويل بالتشكيل، وخصوصاً والده الفنان بسيم السباعي الذي ألهمها هذه الثقافة إلا أنها خرجت بشخصية فنية مستقلة خاصة بها بعيدة كل البعد عن أسلوب والدها.

أعرب الفنان "موفق مخول" عن سعادته بهذا المعرض الذي ضمّ أجيال فنية متنوعة ولوحات فنية مختلفة من حيث الأسلوب، والألوان المستخدمة كما أكّد على أهمية المعرض للجمهور ولطلاب كلية العمارة في جامعة دمشق، حيث يتيح المعرض للطلاب ليروا أعمال أساتذتهم على أرض الواقع، ويكسبهم الخبرة من خلال الأسئلة النقدية، والإجابة عليها، ويرى الفنان مخول أن اللوحة التي لا تثير تساؤلاً في ذهن الجمهور هي لوحة بلا قيمة لذا اختار في لوحاته التي رسمها بالألوان الزيتية مواضيع لا تشترط العقلانية في العرض وهو يفضل البدائية العفوية عن القوانين لأن الفن في نظره حر ولا تحده قيود.

انفرد الفنان "خالد الأسود" من خلال لوحاته المرسومة بالأكروليك، والذي قدّم ثلاث لوحات تصور المنازل في منطقة معلولا، والتي تأخذ البعد الإنساني بعيداً عن الزمن، وتعرض القيم الجمالية في اللوحة، وهذا هو تعانق الانسان بالفكر المعماري والموضوع ليس تجريدياً بشكل صرف والايحاء بالعمق المنظوري للوحة .

يرى الفنان "محمد غنوم" أهمية المعرض من ناحية إقامته بهذه الظروف وجهود السيدة "ميادة كيليسلي" لاتمامه بنجاح، والذي اعتبرها قدوة للمرأة في سعيها بالنهوض الفني والثقافي في المجتمع، وقدم الفنان غنّوم أسلوب عمله منذُ أول معرض أقامه عام 1979 م وهو أسلوب الخط العربي، الذي لاقى نجاحاً بين أواسط الجمهور ويرى أن الحرف العربي قادرٌ على التعبير عن اللوحة الفنية العربية الأصيلة، وهو تعبير عن هموم الوطن وثقافة أبنائه، كما انّه يوصل فكرة واضحة تعبر عن حضارة البلد الذي ينتمي إليه، وعن أسلوبه الفني، نفت غنّوم انتمائه لأي مدرسة فنية، ونسب نفسه لمدرسته الخاصة ولخيالة الطلق.

هذا ولفتت اللوحات الثلاث للفنان "معيم شلش" أنظار الجمهور، وأثارت تساؤلات عديدة ومنها استخدامه لهذا النوع من الألوان، وبدرجة معينة واعتماده أسلوب البورتريه التعبيري الذي يحكي معاناة أشخاص مكافحين ويقيم صلةً بين الحالة الإنسانية في اللوحة والجمهور.

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى