ثقافة وفن

تراجع بارز لجمهور عمرو دياب الذي أخفق في جديده

منذ أن لمع نجمه وطبقت شهرته الآفاق، ينتظر الجمهور جديده بلهفة، ووصل في مرحلة من المراحل
الى أن الجمهور كان يقف في طوابير تشبه طوابير "العيش" أمام محلات الكاسيت بانتظار أن تفتح هذه المحلات أبوابها ليستلموا نسخهم الأولى من البوم عمرو دياب الجديد قبل أن تنفذ من الأسواق.
وتزامنا مع صدور جديده "بناديك تعالى" طرحت إيلاف إستفتاءً للجمهور حاولت من خلاله أن ستشف رأيهم بالألبوم إذا كان أعجبهم أو لم يعجبهم، وإذا ما كانوا لايزالون يهتمون بأعمال عمرو دياب أم لا، إستمعوا الى جديده أم لا؟
وجاءت النتيجة مفاجئة لنا حيث إن ما نسبته 33.78% لم يعد يهمهم صدور عمل جديد للفنان عمرو دياب، وقرر ما نسبته 24.59% بأن الألبوم لم يعجبهم، مقابل 22.97% أعجبهم الألبوم، أما من تبقى من المشاركين في الإستفتاء فقالوا إنهم لم يسمعوا الألبوم بعد ونسبتهم 18.65%.
هذه النتيجة مؤشر مهم على عمرو دياب أن يتنبه اليه، فالجمهور كان دوماً في صفه عندما كان النقاد ضده، لكنه هذه المرة لم ينجح في إستمالة الجمهور للدفاع عن عمله، او الإنتصار له.
ولا ينكر أي مراقب بأن الالبوم لم يحظ بحجم الدعاية والصدى الذي كانت تحققه البوماته السابقة، إذ رافقته حملة دعائية ضعيفة نسبياً مقارنة بما كان يحرص عليه دياب في ما مضى، كذلك لم يحقق الالبوم نسبة التحميلات التي كانت تحققها البوماته السابقة على شبكة الإنترنت، وهو أمر يثير الكثير من علامات الإستفهام.
وليكتمل الإستفتاء كان لابد من الوقوف على آراء المختصين في المجال الموسيقي أيضاً لتكتمل الصورة. فتباينت آراء نقاد فنيين حول الالبوم، فبينما رأى الملحن حلمي بكر والناقد الموسيقي محمد خليل ان الالبوم جاء متوسطا ولا يتلاءم مع مكانة دياب، اعتبره الناقد عبد الحميد العش من افضل البومات عمرو دياب.
وقال الناقد الموسيقي محمد خليل ان المستوى الفني للالبوم يمكن تقييمه بالمتوسط مقارنة بالبومات دياب السابقة وحرصه على التدقيق بشكل اكبر في اغانيه موضحا انه استمع الى الالبوم أكثر من مرة ولم يجد أغاني مميزة فيه تتناسب مع اختيارات عمرو.
وأشار خليل الى ان الموسيقى التي قدمها في الالبوم لم تختلف كثيراً عما سبق تقديمه مؤكداً أن عمرو يحتاج الى وقفة مع النفس بعد هذا الالبوم لإعادة تقييم أعماله، والنظر في كيفية اختياره للأغاني حتى لا تتراجع مكانته، لاسيما مع تقديم فنانين شباب لأغنيات أفضل كثيراً مما قدمه.
ورفض اعتبار الالبوم بمثابة تراجع لمكانة عمرو دياب موضحاً ان التراجع او التقدم لا يمكن ان يتم قياسه من البوم واحد لافتاً الى ان عمرو يمتلك تاريخا كبيرا لا يمكن ان يتأثر بالبوم صدر ولم يكن على المستوى المتوقع منه.
واتفق معه في الرأي الملحن حلمي بكر الذي اعتبر ان الالبوم لم يكن على مستوى عمرو دياب لكونه قام بتلحين كافة أغاني الالبوم، موضحاً ان قيام اي مغنٍ بالتلحين لنفسه كل اغانيه تعتبر مغامرة لابد ان تكون محسوبة لأن عواقبها دائما تكون وخيمة، لكن مع عمرو خانه التوفيق فيها ولم يستطع ان ينجح في ذلك.
ونوه بأن الالبوم لم يقدم اي جديد في الموسيقى على عكس ما اعتاد دياب ان يقدمه، موضحا ان الالبوم في مجمله لا يتناسب مع مكانة عمرو دياب الفنية.
وأشار الى ان الذكاء الذي اعتاد عمرو دياب عليه في اختيار كلمات اغانيه والحانها خانه هذه المرة فخرج الالبوم متوسطا على الرغم من المجهود المبذول فيه.
واعتبر بكر ان الالبوم المقبل لعمرو دياب هو الذي سيحدد مكانته بوضوح وما إذا كانت مكانته قد تراجعت أم لا مؤكداً ضرورة ان يقوم دياب بالاستماع الى نصائح زملائه في الوسط الفني، والاستماع الى ارائهم قبل إصدار البوم جديد حتى يستطيع ان يعرف رأيهم ويقيس عليه رأي الجمهور لأن الفنان لا يعمل بمفرده.
ويختلف الناقد الفني عبد الحميد العش في رأيه مع من سبق حيث اعتبر البوم عمرو دياب الاخير من افضل ما قدم في مسيرته الفنية، مشيراً الى ان دياب نجح في تحقيق المعادلة الصعبة، والدمج بين التميز وتقديم نوعيات جديدة في الموسيقى خاصة في اغنية "بناديك تعالي".
وأشار الي ان الالبوم احتوى على عدد مميز من الأغاني التي قد تكون افضل ما قدمه شعراؤها خلال العام مؤكدا ان الالبوم احدث انتعاشة قوية في سوق الكاسيت تعد الاقوى منذ اندلاع ثورة 25 يناير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى