الزاوية الإجتماعية

الغيرة وأثارها على الأطفال

كم هو كثير الكلام عن مفهوم الغيرة وكل شخص منا له مفهومه فالغيرة شعور مثله مثل كثير من المشاعر والأحاسيس الأخرى , فالغيرة هي غريزة فطريه خلقها الله داخل كل شخص منا مثلها مثل أي صفه توجد داخلنا ولكن هناك من تكون هذه الغريزة لديه معقولة
وهناك من تتعدى اللامعقول .
والغيرة هي العامل المشترك في الكثير من المشاكل النفسية عند الأطفال
وهي حالة انفعالية يشعر بها الطفل ويحاول إخفاءها ولا تظهر إلا من خلال أفعال سلوكية يقوم بها .
فالغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب … ويجب أن تقبلها الأسرة كحقيقة واقعة ولا تسمح في نفس الوقت بنموها .
وهي تفيد الإنسان ، فهي حافز على التفوق ، ولكن الكثير منها يفسد الحياة ، ويصيب الشخصية بضرر بالغ ، وما السلوك العدائي والأنانية والارتباك والانزواء إلا أثراً من آثار الغيرة على سلوك الأطفال .
وإذا الغيرة أصبحت عادة بصورة مستمرة فإنها تصبح مشكلة ، ولاسيما حين يكون التعبير عنها بطرق متعددة والغيرة من أهم العوامل التى تؤدى إلى ضعف ثقة الطفل بنفسه .
والغيرة شعور مؤلم يظهر في حالات كثيرة مثل ميلاد طفل جديد للأسرة ، أو شعور الطفل بخيبة أمل في الحصول على رغباته ، ونجاح طفل آخر في الحصول على تلك الرغبات .
وأن انفعال الغيرة انفعال مركب ، يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب ، وقد يصاحب الشعور بالغيرة إحساس الشخص بالغضب من نفسه ومن إخوانه الذين تمكنوا من تحقيق مآربهم التي لم يستطع هو تحقيقها .
وقد يصحب الغيرة كثير من مظاهر أخرى كالثورة أو التشهير أو المضايقة أو التخريب أو العناد والعصيان ، وقد يصاحبها مظاهر تشبه تلك التي تصحب انفعال الغضب في حالة كبته ، كاللامبالاة أو الشعور بالخجل ، أو شدة الحساسية أو الإحساس بالعجز ، أو فقد الشهية أو فقد الرغبة في الكلام.
فالغيرة هي ليست الرغبة في الحصول على شيء يملكه الشخص الأخر ، بل هي أن ينتاب المرء القلق بسبب عدم حصوله على شيء ما… فإذا كان ذلك الطفل يغار من صديقه الذي يملك لعبة ، فذلك لا يعود فقط إلى كونه يريد لعبة مثلها بل وإلى شعوره بأن تلك اللعبة توفر الحب… رمزاً لنوع من الحب والطمأنينة اللذين يتمتع بهما الطفل الأخر بينما هو محروم منهما .
والغيرة في الطفولة المبكرة تعتبر شيئاً طبيعيا حيث يتصف صغار الأطفال بالأنانية وحب التملك وحب الظهور ، لرغبتهم في إشباع حاجاتهم ، دون مبالاة بغيرهم ، أو بالظروف الخارجية ، وقمة الشعور بالغيرة تحدث فيما بين 3 – 4 سنوات .

وحسب الدراسات لعلاج الغيرة نتبع الأساليب التالية :

1- التعرف على الأسباب وعلاجها.
2- إشعار الطفل بقيمته ومكانته في الأسرة .
3- تعويد الطفل على أن يشاركه غيره في حب الآخرين.
4- تعليم الطفل على أن الحياة أخذ وعطاء منذ الصغر وأنه يجب على الإنسان أن يحترم حقوق الآخرين.
5- تعويد الطفل على المنافسة الشريفة بروح رياضية تجاه الآخرين.
6- بعث الثقة في نفس الطفل وتخفيف حدة الشعور بالنقص أو العجز عنده.
7- توفير العلاقات القائمة على أساس المساواة والعدل ، دون تميز أو تفضيل على آخر ز
8- تعويد الطفل على تقبل التفوق ، وتقبل الهزيمة .
9- تعويد الطفل الأناني على احترام وتقدير الجماعة .
10- يجب على الآباء الحزم فيما يتعلق بمشاعر الغيرة لدى الطفل .
11- يجب على الآباء والأمهات أن يقلعوا عن المقارنة الصريحة واعتبار كل طفل شخصية مستقلة لها استعداداتها ومزاياها الخاصة بها.
12- تنمية الهوايات المختلفة بين الأخوة .
13- المساواة في المعاملة بين الابن والابنة .

وهناك أحاديث وأقاويل كثيرة عن الغير منها :

/ وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : لا تكثر الغيرة على أهلك فترامى بالسوء من أجلك /
/ قال معاوية رضي الله عنه : " ثلاث من خصال السؤدد : الصفح واندماج البطن وترك الإفراط في الغيرة /

فالغيرة هي ظاهرة نعتبرها من الظواهر السيئة ويجب ان نعمل على الحد منها والتعامل معها بشكل صحيح
وندعو الله ان لايجعلنا من الغيوريين والحاسدين .

بواسطة
أحمد مسطو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى