الزاوية الإجتماعية

مسير الذئاب الحمر

بهدف تنشيط السياحة الداخلية في بلدنا الغالي سوريا استكملت الجمعية السورية مشروعها الذي بدأته في نهاية هذا الصيف وأقامت نشاطها السادس لهذه السنة في تاريخ 14 / تشرين الأول / 2011 وذلك في محافظة السويداء بمنطقة صلخد
ما بين بلدة
( الحوط ) ومغارة (أم الرمان) وبلدة (عنز) ، حيث شارك في هذا النشاط مجموعة من المتطوعين في الجمعية والذي بلغ عددهم ستون مشترك من ثلاثة أفرع دمشق وحلب واللاذقية . زهرة سوريا رافقت الجمعية في نشاطها ونقلت تفاصيل هذا النشاط .
الأنسة آيه ناولو عضو الكادر التنظيمي من فرع حلب حدثت زهرة سوريا عن أهداف هذا النشاط :
1 – التعرف على منطقة جديدة من مناطق ريف محافظة السويداء
2 – الدخول لاستكشاف مغارة أم الرمان والتي يزيد عمقها عن 1700/ م بمساعدة الكشافات الضوئية
3 – استكمال عملية كسر الجمود الذي عانت منه نشاطات الجمعية خلال الأشهر الستة الماضية ،وتشجيع باقي المتطوعين لاستعادة ثقة الجميع بقدرة الجمعية على معاودة عملها ضمن الطبيعة تحت أي ظرف كان فالوطن بحاجة لشجاعة الشباب.
4 – استكمال خطة عمل الجمعية بشأن التشجيع على السياحة الداخلية وخصوصاً للمناطق الغير مدرجة ضمن دائرة الإعلام والخدمات السياحية.
نقلنا لكم بكل تفاصيلها فترة تنفيذ النشاط
بعد التجمع أمام مقر الجمعية في ساحة الميسات انطلقت الحافلة في تمام الساعة الخامسة باتجاه محافظة السويداء إلى بلدة (حوط) حيث أنضم إلينا كل من الصحفي أكرم الغطريف والأستاذ ممدوح فرج متخصص في علم التاريخ ليكونا معنا كمرشدين من محافظة السويداء، وبعد توزيع العتاد على جميع المشتركين وإعطاء بعض الملاحظات الهامة عن هذا المسير وأخذ الصورة التذكارية الجماعية اجتمعنا بمدير ناحية المنطقة والذي رحب بنا وأبلغنا بأنه سيقوم بالإشراف علينا خلال هذه الجولة وتقديم المساعدة لنا في حال حاجتنا للمساعدة وقام بإرشادنا إلى أنه في بلدة حوط يوجد
مغارة صغيرة فيها نبع ماء، فقمنا بزيارتها وتوثيقها وبعد ذلك بدأ المشتركون بالسير في تمام الساعة الثامنة صباحاً حيث كان هدفنا هو مغارة (أم الرمان) التي تبعد عن بلدة ( حوط) مسافة 10 كم ، وللعلم فان الجمعية في عام 2008 كانت قد زارت هذه المغارة لأول مرة وكنا قد وثقنا كل ما يتعلق بهذه المغارة بعدة تقارير منها ما كان مصور وتم نشره عن طريق كل وسائل الإعلام السورية ومنها الفضائيات وكانت الغاية هي الاهتمام بهذه المغارة واستثمارها سياحياً ولفت النظر لها، واليوم نحن نتجه إليها لنراها من جديد.

انطلقنا إلى مغارة أم الرمان في البداية ضمن منطقة بساتين ثم دخلنا إلى البرية ومشينا على أرض
منبسطة ذات أفق واسع يصل مدى الرؤية فيه إلى حوالي 20 كم ولم يعيق مسيرنا إلا الحجارة البازلتية
السوداء ذات الأصول البركانية التي تشتهر فيها منطقة جبل العرب وكان الجو بشكل عام صحو ولطيف
ولم نعاني من أي مشاكل خلال سيرنا حتى على مستوى المشاركين كانوا غاية في التعاون والنشاط وفي منتصف الطريق أقمنا محطة استراحة لتناول وجبة الفطور ومن ثم تابعنا سيرنا بعد أن سبقتنا فرقة استكشاف لمعرفة الطريق إلى المغارة وفعلاً تم الوصول إلى المغارة في الوقت المحدد حيث كانت الساعة الثانية عشرة ظهراً اجتمع الجميع وبدأنا بالتحضير للدخول إلى المغارة بأسلوب المجموعات الصغيرة ( أرهاط ) وقد أشرف على هذه المجموعات الكادر التنظيمي فقد كان عدد كل ( رهط) لا يتجاوز العشرة مشتركين تم توزيع الخوذ البلاستيكية المضادة للصدمات بالإضافة إلى التأكد
من وجود المصابيح لدى الجميع
وبدأنا بالدخول إلى المغارة وهنا كانت المغامرة الرائعة أنهينا جولتنا في المغارة في تمام الساعة الثانية والنصف من بعد الظهر ثم توجهنا بالحافلة إلى قرية (عنز) حيث استقبلنا أهالي القرية ورئيس مخفرها وأمين فرع الحزب بحفاوة شديدة وأمنوا لنا كل ما نحتاجه ومكان لنستريح فيه ( كنيسة ) فقمنا بتحضير الغداء وبعد ذلك توجهنا إلى دمشق

خالد نويلاتي أمين سر الجمعية وقائد نشاطاتها وقبل بدء النشاط تحدث للمشتركين بتقرير مفصل عن المغارة
تشكيل بركاني-كلسي في تجويف ممتد في الأرض، إنها "مغارة الهوة" واحدة من مغارات الأساطير تكونت قبل نحو مليوني عام،
الموقع : تقع مغارة الهوة جنوب محافظة السويداء إلى الشمال الشرقي من قرية أم الرمان بـ 2.5 كم، وهي مغارة بركانية بازلتية يكسوها الكلس وفيها طوالع ونوازل تشكلت عبر آلاف السنين ، وتتميز ايضاً بأنها مغارة "مركبة"، أي أنها تتألف من مغارتين معاً ؛ مغارة ثانية فوق المغارة الأولى.
تاريخ تشكلها : تشكلت المغارة الأولى من الصهارة المندفعة من فوهة بركانية تقع غرب التل الذي أقيمت عليه قلعة صلخد، ويقال أيضاً أن مصدر الصهارة قد يكون قادماً من تل (عبد مار) ، فقد اندفعت الصهارة في واد عميق بين قرية الرافقة وبلدة ذيبين ، مما سمح لعوامل الجو أن تبرّد سطح هذا الوادي الملتهب، فيقسو ويتجمد مشكلاً سطح المغارة الأولى.
بعد فترة زمنية طويلة ، عاود البركان نشاطه، وعاد ليرسل حممه إلى الوادي نفسه, أي إن الحمم المنصهرة الجديدة سالت فوق
سطح المغارة الأولى، وبسبب استمرار السيلان، فقد أدت حرارة المهل العالية إلى إذابة سطح المغارة الأولى.
وقد ظهر مدخل المغارة الحالي بسبب انهيار سطحها فشكل هذا الانهيار هوة يصل عمقها إلى حوالي 15م.
يصل طول المغارة المكتشف لحد الآن إلى 1.7 كم ويتراوح عرضها بين 12 ــ 17 متراً أما ارتفاعها فيصل إلى 7 متر، في
منتصفها يظهر مدخلين يميني ويساري وكل منهما بطول الآخر أما اليساري فهو أوسع
مكوناتها :
وقد كانت الصهارة البركانية المشكلة للمغارة تحوي كميات من الكلس الذي بدأ بالذوبان مع مياه المطر بعد أن خمد البركان،
ثم تسربت تلك المياه عبر تشققات سطح المغارة، وأثناء تسرب كل قطرة ، تبخر بعض الماء تاركاً ذرات الكلس تلتصق حول
منطقة التسرب ومع الزمن, تكدست الذرات لتشكل نماذج مختلفة من النوازل.‏
ومن أهم الملاحظات أيضاً، أنه لا يوجد أي أثر للحياة بداخل المغارة سوى في الأمتار العشرة الأولى من مدخلها حيث
لوحظ بعض من بقايا الهياكل العظمية التي التهمتها الكلاب والضباع بداخل هذه المغارة أما في العمق فيوجد الكثير من
الخفافيش حيث تمت مشاهدتها بالعين المجردة في احد الشقوق العميقة كم تمت ملاحظة آثارها في المنطقة القريبة من هذه
الشقوق.
هام جداً في الزيارة الماضية عام 2008 كان مدخلي المغارة بالداخل غير متصلين ببعضهما أما حالياً فقد اكتشفنا أنه نتيجة انهيار جزء منها فقد أصبح المدخلين متصلين ببعضهما من خلال خندق بطول اكثر من 30 متر وأرتفاع 50سم حيث تمكنا البعض منا من الزحف بداخله للوصول إلى المدخل الثاني من المغارة وهذا يعتبر أكتشاف جديد لمغارة أم الرمان

في لمحة صغيرة عم الملاحظات الهامة التي تتعلق بتلك المغارة:
التجاهل الكبير لهذه المغارة علماً أن هذه هي ليست المرة الأولى التي يتم الإشارة لأهمية المغارة وكان هناك وعود كثيرة من المسؤولين في مديرية الآثار ومديرة السياحة وبلدية المنطقة لأجل الاهتمام بها بل على العكس في المرة الماضية كان على بوابة المغارة باب حديدي تم إزالته والطريق الواصل إلى المغارة مازال غير سالك وهو ترابي وأثار سرقة محتويات هذه المغارة ظاهرة للعيان وقد تم استخدام معدات ثقيلة لتخريبها وسرقتها
ولوحظ أن بعض من الزوار الذين زاروا هذه المغارة قد أساؤوا إلى هذه الثروة حيث وضعوا علامات بالبخاخات
”الكيماوية“ ليسطّروا أسماؤهم كتذكار أو إشارة للتوجه علماً أنه يوجد أكثر من وسيلة لوضع العلامات الغير مضرة
أو هم ألقوا ببعض القمامة ، السؤال هل هؤلاء سوريون …..؟؟؟؟؟
في حين أن أعضاء الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق أكتفوا بجمع الصور والمعلومات النظرية عن هذه المغارة وعادوا
بتدوين وتوثيق كل ما شاهدوه بدون إلحاق الضرر بهذا المكان
أود أن أدعو الجميع للاهتمام بما تقدمه لنا الطبيعة ، وعدم الاستهتار بما أنتجته آلاف بل ملايين السنين وذلك بالحفاظ عليها
وتقدير مكنوناتها ، والدعوة لمن هم في موقع المسئولية لزيادة الاعتناء بثروتنا وكنوزنا الطبيعية التي تميز حضارتنا ، إذ أن ما
أنتجته الطبيعة عبر ملايين السنين لا يمكن أن يعوض إلا بملايين السنين.

في النهاية تقول إدارة الجمعية :
نود أن نشكر كل الذين قدموا لنا التسهيلات الأمنية و المساعدة ورافقونا خلال هذه الجولة
وعلى رأسهم سيادة الدكتور محافظ السويداء
وقوى الأمن الداخلي في بلدة الحوط وقرية أم الرمان وقرية عنز الذين رافقونا حتى النهاية
وكذلك أهالي قرية عنز الرائعين ومختار القرية وأمين فرع الحزب
والصحفي أكرم الغظريف
والأستاذ ممدوح فرج متخصص في التاريخ

بواسطة
منار بكتمر

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. كانت مغامرة أكتر من رائعة … خيال بكل معنى الكلمة … بتمنى من الكل يزوروها لإنو بتستاهل الزيارة والإهتمام … وبنشكر جمعيتنا الجمعية السورية للإستكشاف والتوثيق لإتاحة فرص متل هالفرصة لنتعرف فيها عبلدنا وكنوزها الطبيعيةوهي رابط آلبوم بعص من صور هالمغامرة عالفيس بوكhttp://www.facebook.com/media/set/?set=a.10150324025707038.337761.577047037&type=3

  2. المشاركة في نشاطات جمعية الاستكشاف و التوثيق أنا السوري تعتبر مرحلة وبصمة في حياة اي شخص كان عضوا فيها من مقدار التنظيم واهمية تلك الاكتشافات .دمشق الميسات البناء الثالث من طلعة ساحة شمدين على جهة اليمينهاتف : 0112752900 .منسق اعمال الجمعية في اللاذقية .حبيب علي هـ041459813 موبايل 0932944327.وللمراجعة و الاستفسار اللاذقية .سوق التجار.مقابل وكالة كازاديمودا طابق اول.

  3. بشكر الجمعية السورية على جهودها لعرض تلك اللوحات الجميلة من بلدي من خلال استكشافها والسعي دوما لاستكشاف الجديد. الله يكون معكون وعطول بالنجاح ان شاءالله

زر الذهاب إلى الأعلى