ثقافة وفن

في الذكرى الأربعين لرحيله « محمد طيلون » مخرج مبدع ترك للمسرح إرث فني كبير

في العاشر من تشرين الأول , يوماً يشدني للذكرى الأربعين لرحيل المخرج المسرحي الموهوب الذي افتقدته خشبة المسرح الهادف في حلب « محمد طيلون » الذي ودعنا قبل أربعين يوماً وترك لنا إرث فنياً كبيراً يعطي لمن يحمل راية الفن من بعده بأن يسير في مركب التمييز والتأل
 , رحل في الواحد والثلاثين من آب للعام الجاري بعد مسيرة فنية طويلة تاركاً وراءه جملة من الأعمال والانجازات المسرحية التي زادت المكتب المسرحية في حلب دفئاً جديداً .

كلمات الحزن والأسى لا تكفي للحظات المضيئة التي تذكرنا بأعمال هذه المخرج الموهوب الذي ودعنا بعد أن أعلن عن بدأ التحضير للعمل المسرحي المميز « مقام إبراهيم وصفية » والذي يتحدث عن ملحمة شعبية أضفى عليها الكاتب نكهة البيئة الحلبية , ضمن فكرة المقارنة بين الإسلام المنفتح والتعصب الدين , مظهرة مجموعة من العلاقات المتأزمة بين شخصيات المسرحية التي تنتمي لحقبة الأربعينات أو الخمسينيات في مدينة حلب .

هذا العمل المسرحي الذي كتبه المؤلف وليد إخلاصي وأخرجه لأول مرة عام 1996 المخرج المسرحي المرحوم «محمد طيلون» , وعرض عام 2006 بمناسبة احتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية وشارك بمهرجان الشباب الأول في ادلب الذي نظمته وزارة الثقافة , ومهرجان دمشق للفنون المسرحية , ومهرجان الرقة المسرحي .

وبعد زيادة الطلب من قبل الكثير من المهتمين بالحركة المسرحية لإعادة عرض هذا العمل لهذا العام 2011 قام المخرج مع أسرة العمل للتحضير لعرضه , وبدأت بروفات العمل في دار رجب باشا بغيابه بعد أن تعرض إلى أزمة قلبية , فآثر أعضاء فرقته المسرحية والذين لبوا دعوته قبل رحيله للمشاركة بتحضيرات العمل , بأن يتابعوا ما بدأ به مخرج العمل , ويطلقون على فرقتهم المسرحية اسم « فرقة محمد طيلون المسرحية » لتبدأ عروض العمل المسرحي الجماهيرية اعتباراً من الرابع من تشرين الأول ولغاية العاشر منه , ليختتم بحفل تأبين على روحه الطاهرة قبل تنفيذ العرض الأخير .

وفي رواية لسيرته الذاتية « محمد طيلون » مخرج مسرحي بدأ بالإخراج منذ أواخر السبعينات في مسرح الشبيبة المدرسي وشارك في العديد من المهرجانات الفرعية والمركزية وقدم أعمالاً مميزة لا تزال في الذاكرة ..

« محمد طيلون » من مواليد معرة مصرين 8 آذار عام 1958 , توفي في 31 أب لعام 2011 أثر أزمة قلبية , عرفه عنه هدوءه وتوازنه وتواضعه رغم خبرته الفنية التراكمية التي قدمتها للأجيال التي جاءت من بعده , وكان دائماً يقول بأن « المسرح يعني لي الحياة بكل أبعادها بكل ما تحمله من آمال وآلام وهموم وأحاول بشكل أو بآخر أن أنقلها وأعكسها على خشبة المسرح » .

بدأ في المسرح منذ عام 1976 كممثل ، وأول تجربة له في الإخراج كانت عام 1978 عبر مسرحية « النتيجة » وشاركت في أول مهرجان مسرحي شبيبي أقيم في حلب عام 1983 كذلك في أول مهرجان مركزي على مستوى المحافظات عام 1985 كما شارك بعمل مسرحي في مهرجان حلب الأول عام 1998 .

أخرج العديد من المسرحيات المتزنة والهادفة التي شاركت بالمهرجانات المدرسية والشبابية والوطنية والعربية والدولية , فكانت له بصمات واضحة في الحركة المسرحية « لمسرح الهواة » , قدم جملة من الأعمال من بينها مسرحية « أهل الكهف » لمحمود دياب قدمت عام 1984 وشارك في تأدية أدوارها كل من الفنانين ( أحمد فاتح جدوع , ياسين عدس , بطال سليمان , جمال حموي , حازم الموصلي , محمود عتيق , ديما موصلي , إدريس عطار , وضاح دهنة ) , مسرحية « الأخرس » التي قدمت عام 2003 وشارك في تمثيلها كل من الفنانين ( ياسين عدس وباسل دهان وبشير خرده جي وتماضر طحان وعبد الرحمن كرزون ) , مسرحية « الحفلة » التي قدمت على مسرح صالة معاوية يوم 23/3/2009 من تأليف فيكتور روزوف وقام بأداء أدوارها ( يمان الخطيب , سوزان يوسف , أحمد عاصي , عفراء باطوس , سوزان يوسف , محمود هارون , شادي دهان , مؤيد جسري , جلال مولوي , ربيع كويس , قمر بنقسلي , وائل شريفي ) , إضافة لمسرحيات «حالة حصار» للبوصيري عبد الله , و« لا تنظر من ثقب الباب » لفرحان بلبل ، و« ليلة ماطرة من دار السلام » لعبد الفتاح قلعه جي ، و« حفلة سمر من أجل سعد الله ونوس » وهي من إعداده وتوليفه , « الرجل المنسي » من تأليف ناظم حكمت والتي قدمت على مسرح معاوية عام 2008.
كما قدم للأطفال مسرحيات عدة أهمها , مسرحية « جحا وحماره والطائر الذهبي » من تأليف وليد العمر وألحان عمار عساني والتي قدمت للعروض المسرحية التي أقامتها قيادة فرع طلائع البعث في حلب بالتعاون مع دائرة المسرح المدرسي ومديرية الثقافة لفرق الكبار للصغار وأسرهم على مسرح صالة معاوية .

من أهم الجوائز التي نالها أثناء مشاركاته في المهرجانات الفرعية والمركزية نذكر منها ..

المركز الأول في المهرجان الفرعي الخامس والعشرون عن مسرحية مقام إبراهيم وصفية ، والمركز الثاني عن حالة حصار في المهرجان المركزي ، أما حفلة سمر من أجل سعد الله ونوس حصلت على المركز الأول في المهرجان المركزي .

ليلة ماطرة من دار السلام كان لها نصيب المركز الثالث في المهرجان المركزي وأهل الكهف ( 74 ) نالت المركز الثاني في المهرجان المركزي أما دوائر الغضب حصلت على المركز الأول في المهرجان الفرعي .

كما قدَّم المخرج محمد طيلون تجربة جديدة في مدينة حلب وهي المسرح الراقص التعبيري.

مواضيع ذات صلة

– بعد غياب مخرجها .. مسرحية « مقام إبراهيم وصفية » في بيت دار رجب باشا مطلع الشهر القادم

بواسطة
أحمد دهان
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى