سياسية

القوات الهندية تقتحم آخر معاقل المسلحين في مومباي

بدأت قوات الامن الهندية عملية لاقتحام مبنى المركز اليهودي في مدينة موباي حيث يحتجز مسلحون عددا غير معروف من الرهائن.
واظهرت الصور التي بثها التلفزيون الهندي انزالا قام به الجنود من طائرة هليكوبتر على المبنى بينما تحركت القوات الارضية صوبه.

كما يقوم جنود القوات الخاصة بتطهير فلول المسلحين من فندقي تاج محل وترايدنت اوبروي، وذلك بعد اكثر من 24 ساعة من قيامهم بشن سلسلة من الهجمات اسفرت عن مقتل 119 شخصا واصابة 300 بجراح.

وتعتبر هذه الهجمات الاسوأ من نوعها التي تتعرض لها مومباي، العاصمة المالية للهند، منذ عام 2006 عندما اودت سلسلة من التفجيرات بحياة 200 شخص تقريبا.

ونقل عن قائد الشرطة المسؤول عن عملية تطهير فندق تاج محل بالاس قوله إن العملية تشرف على نهايتها ولم يبق داخل الفندق الا مسلح واحد مصاب فقط.

ويقول مراسل بي بي سي داميان جراماتيكاس الموجود خارج فندق ترايدنت اوبروي إن الشرطة تعتقد ان مسلحين اثنين فقط ما زالا مستحكمين في الطابق الثامن عشر من المبنى.

وكانت القوات الهندية قد تمكنت من تحرير 39 رهينة اثناء الليل، الا ان العملية الامنية ما زالت متواصلة إذ تعتقد الشرطة ان 50 شخصا تقريبا ما زالوا في ايدي المسلحين.

وقد سمعت اصوات انفجارات واطلاق نار من داخل الفندقين، حيث تقول الشرطة انها تقوم بتمشيط المبنيين غرفة غرفة وذلك بتفجير ابوابها وثم استخدام القنابل الصوتية.

إنزال

وشوهدت طائرات الهليكوبتر الخفيفة وهي تحوم فوق المبنى الذي يضم المركز اليهودي عند الضياء الاول ليوم الجمعة.

والقى رجال القوات الخاصة قنابل دخان على المبنى لخلق حالة من الذعر والفوضى في صفوف الخاطفين قام بعدها عدة جنود بالهبوط بواسطة الحبال من الطائرات الى سطح المركز.

ويقول مراسل بي بي سي ديفيد لوين إن الجنود الهنود قاموا بعدئذ بتفتيش المبنى بعناية محاولين تجنب اصابة الرهائن.

وقد شوهدت امرأة تغادر المبنى في وقت سابق وهي بمعية طفل، الا انه لم يتضح ما اذا كانا قد حررا من قبل الجيش او اخلي سبيلهما من جانب الخاطفين.

وقد تم التعرف على الطفل لاحقا على انه ابن الحاخام الذي يدير المركز اليهودي. ولم يعرف لحد الآن مصير الحاخام نفسه.

دعم خارجي

وكان رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج قد قال في كلمة متلفزة في وقت سابق الخميس إن الجماعة التي تقف وراء هجمات مومباي ممولة ومدعومة من الخارج.

وأكد رئيس الوزراء الهندي أنه سيتم مطاردة المسؤولين عن هذه الهجمات ومعاقبتهم.

وأشار سينج إلى ان حكومته مصممة على عدم السماح بتكرار مثل هذه الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها مومباي وستتخذ كل الاجراءات اللازمة لضمان ذلك.

وأكد سينج ان حكومته ستبذل كل جهدها لحماية المواطنين الهنود، معربا عن ثقته بأن الشعب الهندي سيبدي وحدة في مواجهة الظروف الراهنة.

وقال سينج إنه سيتم إبلاغ جيران الهند، وبعبارات قوية، أن استخدام أراضيهم لشن هجمات على الهند أمر لن يتم التسامح معه أو التغاضي عنه.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول هندي رفيع آخر قوله إن المهاجمين أتوا من باكستان، لكن وكالة أنباء فرانس برس للأنباء نقلت عن وزير الدفاع الباكستاني قوله إن بلاده لم تلعب أي دور في الهجمات الأخيرة التي شهدتها.
سفينة شحن

من جانب آخر، ذكر سلاح البحرية الهندية أن أفراده احتجزوا سفينة شحن يُشتبه بعلاقتها بهجمات مومباي. وقال المتحدث باسم البحرية الهندية، الكابتن مانوهار نامبيار، إن السفينة "إم إي ألفا" قد وصلت إلى شواطىء مومباي في الآونة الأخيرة قادمة من ميناء كراتشي الباكستاني.

وقال نامبيار إن سلاح البحرية "قد حدد موقع السفينة ويقوم الآن بتفتيشها بعدما صعد أفراد البحرية إلى متنها".

انفجار في الفندق

وأضاف نامبيار قائلا إن دوي انفجار هائل قد سُمع في فندق تاج محل بالاس في وقت سابق من يوم الخميس، وذلك بعدما تم إطلاق الرهائن الذين كانوا محتجزين في الفندق.

وصرح نامبيار لتلفزيون "إن دي تي في" أنه "تم العثور على بعض الجثث ملقاة داخل الغرف وتم إخراجها، لكن العملية ما زالت مستمرة".

وكانت الشرطة الهندية قد أعلنت أنها قتلت أربعة من المسلحين وألقت القبض على 9 آخرين بعد أن قامت بمطاردة سيارتهم عقب الهجوم على فندق أوبيروي-ترايدنت.

وكانت المحطة الرئيسية للسكك الحديدية في المدينة، ومستشفى، ومطعم شهير بين المواقع التي استهدفها المهاجمون ليل الأربعاء.

وقد استخدم المسلحون في الهجمات القنابل اليدوية والأسلحة الأتوماتيكية، وقد استهدفوا بشكل رئيسي حملة جوازات السفر الأمريكية والبريطانية.

وقد أعلنت منظمة تطلق على نفسها اسم "مجاهدو ديكان" مسؤوليتها عن الهجمات، إذ بعثت المنظمة المذكورة، والتي لم تكن معروفة في السابق إلا على نطاق ضيق، برسالة عبر البريد الإلكتروني إلى وكالات الأنباء تعلن فيها مسؤوليتها عن تنفيذ الهجمات.

مسرح للهجمات

وقد أصبحت مدينة مومباي في الفترة الأخيرة مسرحاً لعدة هجمات مماثلة أُلقي اللوم فيها على مسلحين إسلاميين. فقد كانت المدينة هدفا لسلسلة من الهجمات بالقنابل في شهر يوليو/تموز من عام 2006 أودت بحياة 190 شخصا وأصابت أكثر من 700 بجروح.

وقد اتهمت الشرطة الهندية حينها المخابرات الباكستانية بالتخطيط للهجمات التي قيل إنها نفذت من قبل جماعة عسكر طيبة المسلحة.

وتأتي الهجمات الأخير في وقت تشهد فيه العلاقات بين الهند وباكستان تحسنا، وبعد أيام فقط من التصريح الذي أدلى به الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري وقال فيه إن بلاده لن تكون البادئة باستهداف الهند بالصواريخ.

يذكر ان ثمة اتفاق بين البلدين الجارين لمكافحة الإرهاب وينص على قيامهما بتبادل المعلومات بشأن الهجمات الارهابية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى