علوم وتقنيات

العالم يحتفل بمرور 50 عاماً على أول رحلة بشرية للفضاء

تحتفل الأمم المتحدة يوم الثلاثاء القادم، بالأسبوع العالمي للفضاء، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال به عالمياً
خلال الفترة بين 4-10 أكتوبر من كل عام، في ديسمبر عام 1999، للاحتفال على الصعيد الدولي بمساهمات علوم وتكنولوجيا الفضاء في تحسين وضع الإنسان. وموضوع هذا الاحتفال هو "50 عاماً على الرحلة البشرية إلى الفضاء"، ففي يوم 4 أكتوير 1957، انطلق أول قمر صناعي من صنع الإنسان في الفضاء الخارجي وهو "سبوتنيك 1"، وبعدها حملت سفينة الفضاء السوفيتية رائد الفضاء الروسي يوري جاجارين إلى الفضاء الخارجي.

وقضى جاجارين 108 دقائق داخل مركبته الفضائية في مدارها حول الأرض قبل أن يعود إلى الأرض، لتسجل أول محاولة سوفيتية لسباق الفضاء، ولتكون بداية سباق أمريكي سوفيتي نحو إطلاق بشر إلى الفضاء الخارجي، وتوالت بعدها رحلات رواد الفضاء إلى أن هبط الإنسان على القمر، مما فتح المجال لاستكشاف الفضاء، كما أن 10 أكتوبر 1967 كان يوم دخول معاهدة المبادئ المنظمة لأنشطة الدول في ميدان استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي، بما في ذلك القمر والأجرام السماوية الأخرى، حيز النفاذ.

ورغم أن الإنسان جني فوائد كثيرة من إستكشاف الفضاء عن طريق الأقمار التي تدعم الاتصالات والملاحة ورصد الأحوال الجوية، بالإضافة إلى أنظمة الاستشعار عن بعد الأخرى.

وبالرغم من مساهمة التقنية المرتبطة باستكشاف الفضاء والمعرفة العلمية في تقدم علوم كثيرة أخرى، إلا أن الحاجة إلى التعاون في هذا المجال من أهم الأسس للاستفادة الكاملة من علوم الفضاء، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط".

لقد أثرت علوم وتقانات الفضاء على الإنسان خلال العقود الأربع الأخيرة تأثيراً كبيراً، وقدمت منجزاتها أدوات مؤثرة لدراسات وبحوث كثيرة في المجالات المتعلقة بالعلوم الأساسية لفهم المزيد عن كوكب الأرض.

وتمكن ملاحظة تأثيرات تقنيات الفضاء الخارجي على المجتمعات في تطبيقات كثيرة، فقد ساهمت كثير من الخدمات الفضائية مساهمة مباشرة في حياة الإنسان، خدمات مثل تلك المتعلقة بالخرائط، وعلم الأرض، والمساحة التصويرية، والاتصالات اللاسلكية، الملاحة وتحديد المواقع، والبث الإذاعي المسموع والمرئي، ودراسة المحيطات والبحار، والتعليم والعلاج عن بعد، والرصد الجوي، والزراعة والدراسات المائية، ومراقبة الكوارث، وسلامة المواصلات، وحماية البيئة، وإدارة الموارد الطبيعية، والاستشعار عن بعد، وغيرها، بالإضافة إلى التجارب العلمية التي تقام في الفضاء بعيداً عن الجاذبية وتأثيرات الغلاف الجوي، وغير ذلك.

والآن وبعد مرور نصف قرن على أول رحلة للبشرية إلى الفضاء، دخل العالم في طور من التعاون الدولي في الفضاء، حيث تحالفت وكالة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا" والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في شراكة لمواجهة التحديات الإنمائية العالمية مثل الأمن الغذائي وتغير المناخ والطاقة والإدارة البيئية؛ حيث يتم استخدام البيانات العلمية عن الأرض لمواجهة التحديات الإنمائية والمساعدة في التخفيف من آثار الكوارث والاستجابة الإنسانية لحالات الكوارث.

وأكدت وكالة "ناسا" والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على اعتماد واستخدام التقنيات الجغرافية الفضائية لحل مشاكل التنمية التي تؤثر على الولايات المتحدة فضلا عن البلدان النامية من خلال برامج ومشاريع ميدانية في جميع أنحاء العالم ، كما ستقومان أيضاً باستخدام البحوث والنماذج الحاسوبية وتطبيقات الاستبصار وتقنيات الاستشعار عن بعد من أجل إيجاد حلول علمية وتكنولوجية مبتكرة لمختلف المشاكل على صعيد التنمية الدولية.

وعملت وكالة "ناسا" والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية معا منذ العام 2003 في بناء وتوسيع برنامج نظام الرصد الإقليمي المعروف ببرنامج سرفير والذي يسمح للناس في المناطق النامية باستخدام برامج رصد الأرض لمواجهة التحديات في مجالات الزراعة والحفاظ على التنوع الأحيائي وتغير المناخ والاستجابة للكوارث والتنبؤ بالطقس والطاقة وقضايا الصحة.

ويقوم برنامج سرفير بدمج البيانات التي يتم رصدها عن طريق الأقمار الصناعية مع البيانات المستقاة من مواقع الأحداث على الأرض وأنماط التنبؤ وذلك بغية رصد التغيرات البيئية والتنبؤ بها وتحسين طرق الاستجابة للكوارث الطبيعية في أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي وشرق أفريقيا ومنطقة جبال هيمالايا في آسيا.

إن التنمية المتزايدة والتطور الكبير الذي تشهده الأنشطة المتعلقة بالفضاء قد اتخذت أبعادا كبيرة ولعبت دورا هاما من أجل تنظيم أنشطة البلدان والمؤسسات والمنظمات الدولية والوطنية، فكثير من الدول النامية تهتم بشكل خاص بأنشطة الفضاء الخارجي وتعمل على تعزيز التعاون الدولي المثمر.

ولهذا السبب فإن من المهم أن يعمل الجميع على المطالبة بالاستخدام السلمي وعدم التمييز في الفضاء الخارجي، والعمل على تطبيق واحترام المبادئ والمعاهدات الموجودة وكذلك تجانسها و توحيدها بما يسمح بتعزيز التعاون الدولي في مجال الفضاء الخارجي وضمان أن كافة الدول سيكون لها إمكانية الاستفادة من البحوث التقانة الفضائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى