مقالات وآراء

سيدي الرئيس : ” أسد ابن أسد “

لا أحد يستطيع ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنياً . و : ما قلته سابقا أنك : لن تنحني إلا لله . هو الكلام الموزون بالذهب .
زعماء وقادة عرب مستعدون لبيع مؤخراتهم والتضحية بدولهم للتآمر على أشقائهم .عاد بي هذا المشهد سنوات إلى الوراء إلى عام / 1999 / .
كان الحصار الدولي على أشده لسوريا كانت مؤتمرات شرم الشيخ بحضور جميع دول العالم تقريبا لإدانة المقاومة في جنوب لبنان برئاسة مبارك المخلوع
( الذي كان يهدد ويتوعد المقاومة ملوحا بسيف أمريكا كما يفعل أمير قطر الآن ) وحضور روسيا يلتسين وكل القوى العالمية والدول العربية بعنوان وحيد :
إجبار سوريا على وقف دعم حزب الله الذي كان يتحضر لاقتلاع الصهاينة من الجنوب وكان دخول تركيا على الخط وتهديدها بمحو سوريا من الوجود عاملا إضافيا في استكمال هذا الحصار .
أحسست في تلك اللحظة أن العالم كله ضد سوريا . وتملكني الخوف أن يرضخ الأسد لكل هذه الضغوط .
إن المرء قد يُهزم ويستسلم ويعدم ولكن أبدا لا يخون مبادئه أحسست أن الاستسلام وإعلان الهزيمة كما فعلت اليابان سابقا أفضل بألف مرة واشرف مليون مرة من أن يخون قائد بلده كما يفعل كل الزعماء العرب الخونة ( لا ليسوا خونة بل هم الأعداء )
وهم من يسابقون الدول الغربية لمساعدتها في فرض إرادتها على امتنا ولكن الأسد الراحل بقي أسدا حتى الرمق الأخير رمى بوجه كلينتون الورقة المعروضة عليه وقال بالحرف الواحد قبل إن يدير له ظهره ويمشي :
لن أتنازل عن شبر من الجولان أو بحيرة طبريا ، أنا كنت اجلس على شاطئها واضع رجلي في الماء ، ولن اقبل أن أتراجع عن البحيرة ولا حتى متر واحد .
تمخضت كل هذه الضغوط هزيمة نكراء لإسرائيل وخروج مذل من لبنان وأصبح لدينا قناعة إن اشتداد الضغوط والحصار والصراخ والتهديد يعني أن هناك نصر قريب .
فعلها أسد مرة وسيكررها أسد آخر لا يقل شجاعة وصلابة وسوريا ستبقى رغما عن أنوفكم عرينا للأسود وكلمة حق في زمن الأنذال والخونة .
أهداف الحرب الشرسة الدائرة على سورية
أولاً : العمل على تشويه صورة الرئيس بشار الأسد الحضارية التي أصبحت تشكل عبئاً عليهم .
ثانياً : تهدف الحرب الدائرة على سورية حالياً ، إلى ضرب علاقة الرئيس بشار الأسد بالشعب السوري .
ثالثاً : تسعى الحرب على سورية إلى زعزعة الثقة بين أبناء الشعب العربي السوري وبث الفتنة وروح الفرقة وزرع القلق والخوف عبر نشر الثقافة الطائفية والمذهبية والتي تهدف إلى تمزيق المجتمع السوري وإضعافه وإرهاقه وتفتيت وحدته التي طالما تغنى السوريون بها وافتخروا بها ، وتحويل النسيج السوري الغني إلى نقطة ضعف بدل أن يكون ، وكما كان دائماً ، نقطة قوة وغنى لسورية .
والسؤال : هل نجحت هذه الحرب في تحقيق أهدافها !؟ …
إلى الرئيس السوري بشار الأسد حفظه الله ورعاه …..
إلى رأس الهرم في سوريا الحبيبة ……
سوريا الخير والأمان ….
سوريا الحب والراحة والطمأنينة ….
سوريا التي تلوثت أو تعطرت بالدماء ….
أكانت دماء الشهداء أم دماء القتلة المجرمين .
أيها الرئيس :
ألا تتفق معنا بأن العالم قد تكاتف ضدنا في كل مكان ؟ ……
ألا تتفق معنا بأن دمنا العربي أصبح مباح وبدون ثمن ؟ …..
ألا تشاركنا الرأي بأن الوقت قد حان للتضحية بالدنيا وبالكراسي اللعينة ؟ .
أيها الرئيس إن كان ما يحدث في سوريا مؤامرة فلا تفقد الفرصة …..
وسنصدقك القول سواء قبلتها أم رفضتها ….
لن تنتهي المؤامرة إلا بانتهاء المخطط فكن البطل ……
ولتكن قائد الثورة العربية الكبرى ….
لتعلنها صريحة مدوية ضد رأس الشر والفساد أمريكا وإسرائيل ……
ساعدنا في تحقيق الشهادة التي تمناها كل مسلم عربي شريف …..
وعندها ستجد صدورنا دروع أمامك …..
عندها ستجد الشباب العربي يخرج عن صمته ليقول لك نعم . أيها الرئيس الأسد …..
فإلى من قال ستكون حرب مفتوحة إلى حيفا وما بعد حيفا …..
والى من صرح بأن إسرائيل ستباد …..
إنهم أصدقائك يا سيادة الرئيس …..
أوليس الصديق وقت الضيق ؟؟؟؟؟ ….
أيها الرئيس …..
انظر إلى نهايات زملائك كيف كانت ؟….. أنظر إلى مزابل التاريخ كم حوت من الجبناء الذين باعوا العروبة وخذلوا الدم العربي ……
أنظر إليهم بالعين الأخرى التي لا ترى الكرسي …..
انظر إليهم وأدخل التاريخ من أوسع أبوابة واحمل راية الشرف العربي …..
أطلب أصدقائك الذين أشبعونا خطابات وشعارات …..
اطلبهم فما أحوجك إليهم اليوم .
أيها الرئيس …..
الورقة الأهم والأخطر هي تلك التي لم تستعملها بعد ، ويبدو انك قد تضطر إلى التلويح بها أمام من يهمه الأمر ، متى تشعر بالحاجة إلى إخراجها من جعبتك .
إذا كان الأميركيون يريدون تقليم أظافرك وانتزاع تنازلات منك في الملفات الإقليمية التي تهمهم ، عبر محاولة إغراقك في الرمال المتحركة للفوضى ، فإنك تدرك أن أمن إسرائيل هو نقطة ضعف واشنطن قد يرى – كما يعتقد البعض – أنه من الأفضل ، إذا استمرت الهجمة على نظامك بعد إنجاز الإصلاحات ، أن تذهب إلى المكان الأصلي للصراع ، بدل الانزلاق إلى ساحاته الجانبية ، مع ما يعنيه ذلك من وضع خيار الاستعداد لحرب شاملة في المنطقة على الطاولة ، ما لم تكن شروط السلام العادل والشامل متوافرة في المدى القريب .
الحديث عن الديمقراطية في الدول العربية هو حديث للتصدير الإعلامي على قناتي الجزيرة والعربية , ويجب أن يستثني دول الخليج و خاصة قطر والسعودية اللتين لا يوجد فيهما شيء يمت للديمقراطية من صلة , كما أن قطر تبذل قصارى جهدها لتحويل سورية إلى دولة" ديمقراطية " على الطريقة الخليجية أي : بلا كرامة أو سيادة وطنية .
وكان واضحا أن سورية كما العادة كالمبصر في وادي العميان .
إن سورية ستبقى عصية على ديمقراطيي فيلتمان والناتو والقواعد الأميركية , وهذا تراث وطني تمتاز فيه سورية عن قطيع الأنظمة الرجعية والعميلة , وهذا ما يسبب تعاظم الحقد والتآمر تجاه سورية وشعبها من قبل أمراء الظلام هؤلاء . …
الصراخ المرتفع الصادر من تركيا والمملكة العربية السعودية إضافة إلى بعض الدول الغربية وفي مقدّمها الولايات المتحدة الأميركية ، ما يعبّر عن خشية هذه الدول من خسارة الأوكار التي كلّفت المليارات والتي أعطيت عنواناً كاذباً هو " السلمية " في وقت بات القاصي والداني يعلمان أنّ ما يحصل عبارة عن عمليات عسكرية تقوم بها عصابات مسلّحة تحتضنها المخابرات التركية وقد حاولت أن تقيم لها أوكاراً مجاورة للحدود السورية التركية لكنها فشلت.
لنذكر الموقف السعودي الذي عبّر عنه الملك عبد الله بن عبد العزيز ، بوجود سلسلة من المعطيات عن تورط سعودي منذ بداية الأحداث في سورية ، لنلفت في هذا الإطار إلى مجموعات بندر بن سلطان في تيار المستقبل في قوى الرابع عشر من آذار في لبنان وفي الأردن وفي العراق ، لنشير إلى أنّ هذه المجموعات ساهمت بتهريب السلاح والأموال . ولنتوقف أيضاً عند دور وسائل الإعلام المملوكة من العائلة السعودية والتي سخّرت في خدمة هذه المجموعات ، لنلاحظ أن صحيفتي الشرق الأوسط والحياة وقناة العربية تحوّلت منذ اللحظة الأولى للأحداث السورية إلى منابر للتحريض وتعميم الأكاذيب ومحاولة تأليب الشعب السوري ضد قيادته .
ولنلفت النظر إلى أنّ البعض كان يقول أن الملك السعودي ليس على علم بهذه التفاصيل أو أنه ليس راضياً عما يحصل ، و أنّ الأمر الأميركي صدر على ما يبدو " وعندما يصدر فهو يُلزِم " ، و أن المملكة هي مملكة آرامكو .
إن الجيش الإسرائيلي وتحدياً وحدة "الحرب النفسية" أو " ملاط " للمشاركة في الحرب النفسية والإعلامية ضد سوريا والرئيس السوري " بشار الأسد " .
ويذكر بأن موقع " فلكا " نشر خطة جهنمية تهدف إلى تقسيم سوريا وإعادتها إلى " العصور الحجرية " باستخدام ورقة " الطائفية " , التي قام بأعدادها الأمير " بندر بن سلطان " وصديقه السفير الأمريكي الأسبق لدى لبنان " جيفري فيلتمان " .
إن الرئيس السوري بشار الأسد أصاب قادة الوحدة الإسرائيلية بالاكتئاب .
إن سورية التي وضعت إستراتيجية البحار الأربعة أخافت أمريكا لأن من شأن هذه الإستراتيجية أن تنقل سورية إلى دولة إقليمية دولية وتجعل المشروع الاستراتيجي الأمريكي تحت رحمتها متلاقية مع الإستراتيجيتين الصينية والروسية في منتصف الطريق لإنجاز طريق الحرير بكين دمشق .
كانت القدرات المالية والتسليحية الأمريكية المرصودة لمواجهة سورية وكذلك المسار المتبع وعمليات التضليل المعتمدة على المستويات السياسية والإعلامية للوصول إلى منع سورية من إنجاز هذه النقلة النوعية الإستراتيجية موضحا أن العمل جار على قدم وساق من قبل الأمريكيين وإتباعهم لتشكيل مروحة ضغط واسعة على سورية بدءا من العقوبات الاقتصادية مرورا بالعمليات العسكرية والإعلامية المزيفة وصولا إلى الحركة السياسية المواكبة في مجلس الأمن .
والقول : إن المطلوب أمريكيا قصقصة أجنحة سورية الدولة الإستراتيجية في المنطقة بغض النظر عن النظام وبغض النظر عن الغلاف المطلبي الشعبي وبغض النظر عن القيادة التي تحكم .
سيدي الرئيس :
في السادس والعشرين من الشهر الماضي ( آب ) ، لوحظت حركة غير عادية ، واحتياطات أمن استثنائية في أحد الأحياء الراقية بضواحي باريس ، في ذلك الحي وفي بيت فخم يملكه صهر رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها ، شخصيات أمنية وسياسية اندفعت إلى هذا البيت تحت حراسة مشددة ، ليبدأ بين جدرانه بحث أخطر ما يمكن أن تتعرض له الأمة العربية والقضية الفلسطينية .
تفاصيل ما جرى في هذا الاجتماع والمشاركين فيه ، والخطة التي أعيد نقاشها ، بعد أن أعدت في دوائر إستراتيجية استخبارية بإشراف أمريكي إسرائيلي ، مصادر عربية وأوروبية رفضت الكشف عن هويتها ، أبلغت في العاصمة الفرنسية ، عما دار في هذا اللقاء " السري " وتفاصيل المشروع الخطير الذي يستهدف الأمة العربية ، والأطراف المشاركة في تنفيذه.
المشاركون في الاجتماع المذكور خمسة من الطاقم الاستراتيجي الأمريكي الإسرائيلي ، ورئيس وزراء قطر ومستشار الأمن الوطني في السعودية ورئيس أحد أجهزة الأمن في المملكة ، ومدير مخابرات " بلد خليجي " ، ومسؤولان من تركيا احدهما أمني والآخر من وزارة الخارجية ، وزعيم جماعة المستقبل سعد الحريري ، وقيادات أمنية فرنسية ، وثلاثة من القيادات المسماة المعارضة السورية الذين تحولوا لتلقي رواتبهم من حكومة قطر تقول المصادر ذاتها ، أن المجتمعين انقسموا إلى فرقتين ، الأولى ، ضمت المعارضين السوريين وسعد الحريري ، وانتظروا الانتهاء من الاجتماع الذي حضره الفريق الآخر ، الذي أعاد نقاش المشروع الخطير الذي يستهدف الأمة العربية في ضوء فشل حلقات المخطط الذي يستهدف سوريا .
وكشفت المصادر تفاصيل المخطط الذي تقوده إسرائيل والولايات المتحدة وتشارك في تنفيذه السعودية وتركيا وقطر وجماعات الغرب في بيروت ورجال المخابرات الأجنبية الذين يسمون بالمعارضة السورية من خلال :
ضرب الاستقرار في الساحة السورية وإشعال الفتنة في هذه الساحة ، ومحاصرة النظام القائم وإسقاطه ، عبر تكثيف عدد المجموعات المسلحة المدعومة من الأطراف القائمين على المخطط ، والانتقال لضرب المرافق العامة ، وتنفيذ عمليات اغتيال ومواصلة إشغال النظام من خلال ارتكاب عمليات إجرامية وحوادث اختطاف في المدن السورية ، بعد فشل تركيا في خلق مناطق عازلة على الحدود وثبات الجيش في وجه المؤامرة وزيادة حجم معامل التزييف والدبلجة ، المنتشرة في أكثر من دولة ، لتحريض المنظمات الإنسانية ، وزيادة نسبة التمويل المالي السعودي القطري لهذه المعامل والمجموعات ، وإنشاء استوديوهات جديدة وجذب فريق من الخبراء في هذا المجال .
ومحاولة تجييش دول ومؤسسات عربية وإنشاء محور لمحاصرة سوريا والمطالبة بتدخل خارجي ، واستخدام المال السعودي والقطري لتمويل هذا المحور ، وتشجيع الانضمام إليه ، والبدء بعملية سحب السفراء من دمشق .
هدف المخطط الذي يجري تنفيذه ، هو تفتيت دول بلاد الشام ، وصولا إلى تصفية القضية الفلسطينية ، عبر تطبيق المشروع الصهيوني المسمى بالوطن البديل ، وهذا هو الهدف الأساسي الذي تسعى إسرائيل للوصول إليه ، واضعة العراقيل في طريق السلطة الفلسطينية ومواصلة حصارها ، ومنعها من الذهاب إلى الهيئة الدولية .
وأضافت المصادر أن المجتمعين اشتكوا من عجز ما يسمى بالمعارضة السورية عن تثبيت قدمها في الساحة السورية ، وطلب من قادة هذه المعارضة تجنيد الطلبة السوريين في الخارج وتجميد مرتزقة ودفعهم إلى داخل سوريا عبر تركيا ، لتنظيم مجموعات مسلحة تقوم بأعمال تخريب داخل الساحتين السورية واللبنانية .
وذكرت المصادر ذاتها أن العديد من البعثات الدبلوماسية في القاهرة ودمشق وعواصم عربية أخرى تحولت إلى أوكار تخريبية وتجسس ، تدير كل ما يتعلق بتنفيذ المشروع الأمريكي الإسرائيلي ضد الأمة العربية ، عبر ضرب النظام في سوريا وتصفية القضية الفلسطينية .
وأكدت المصادر أن تركيا تعهدت لواشنطن تدجين الحركة الدينية " الإخوان المسلمون " في كافة الساحات ، لتتماهى مواقف هذه الحركة مع ما يتضمنه هذا المشروع ، وقطع الوعود لها ، بتسلم الحكم في غالبية الدول العربية ، وأشارت المصادر إلى أن تحقيق هذا الهدف ، هو المقدمة لقيام محور سني للتصادم مع إيران وصولا إلى الهدف الأبعد بشق وحدة المسلمين وضرب الإسلام .
ونقلت المصادر أن عددا من رجال الدين في دول عربية ، رفضت دعوات لها بالتحرك لدعم المشروع الخطير ضد الأمة العربية .
المصادر ذاتها، قالت ، أن إسرائيل هي المستفيدة الوحيدة من نجاح المشروع ، فمن خلاله ، ستقوم بتمرير حل إسرائيلي مدروس للقضية الفلسطينية وضرب المقاومة ، مستغلة الأحداث في المنطقة ، كما أن عدم عودة سعد الحريري إلى بيروت رغم طول الغياب ، هو لعلمه بأن عمليات إرهاب وتفجير وتخريب ستنفذ في الساحة السورية ، وليبقى على تماس في فرنسا وغيرها مع المعارضة السورية والتنقل سرا في عدد من البلدان والتدخل لدى بعض الدول العربية لاستقطابها إلى محور معاد لسوريا ينادي بتدخل مريب تقوده قوات عربية لضرب سوريا ، والاستفراد بالمقاومة اللبنانية ، وأضافت المصادر أن قطر والسعودية أكدتا في اللقاء مضاعفة حجم التمويل المالي للمشروع الأمريكي الإسرائيلي ، ولم تستبعد المصادر أن تشهد دول خليجية تطورات على صعيد الصراع الذي بدأ يطفو على السطح في هذه الدول ، وذلك ، بتحريض أمريكي إسرائيلي .
شيئاً فشيئاً أخذ الحراك المعارض في سوريا يفقد مبرراته الأخلاقية التي ارتكز عليها في البداية ليصبح الآن نوعاً من الفوضى غير المتبصرة أفرزت هذه الهستيريا من حمل السلاح . وأخيراً وليس آخراً طلب التدخل الأجنبي تحت اسم " الحماية الدولية " التي عرّت أصحابها
حتى الآن سجلت السلطة عدة أهداف :
في ( المرمى السياسي ) لهذه التنظيمات بعد أن باتت الأخيرة شبه مكشوفة جراء انكفاء أطياف من المعارضة .
أما في ( المرمى العسكري ) فلا شك بأن السلطة حققت عدة انجازات نوعية .لكن ومع ذلك ستبقى المواجهة مفتوحة ؛ إلى أن تصل القيادة السورية إلى سقف أهدافها ،
قبل أشهر قليلة اتخذت الإدارة الأمريكية قرارا بزيادة عدد العاملين في سفاراتها وممثلياتها القنصلية في الخارج ، وتحديدا داخل الدول العربية .
في سورية يقوم الدبلوماسيون الأمريكيون والفرنسيون بدور تخريبي تحريضي ضد الشعب السوري وقيادته ، وهم يتحركون الآن بكثافة بعد أن اسقط أبناء سورية وقيادتهم المؤامرة الدولية التي استهدفت شق وحدتهم وتجزئة بلدهم ، من خلال إشعال فتنة دموية.
سفارات وقنصليات أمريكا وفرنسا تقوم بتشغيل سفارتي السعودية وقطر كمخبرين وجامعي معلومات ، وكشفت المصادر أن دبلوماسيي هذه السفارات يقدمون أجهزة الاتصالات المتطورة والمسدسات الكاتمة للصوت إلى الخلايا الإرهابية التي تسللت إلى سورية عبر تركيا ولبنان وغيرهما بعد تجنيدهم في الخارج بتمويل قطري سعودي وتدريب إسرائيلي ، ودعم تركي إضافة إلى عناصر داخل سورية تم التغرير بهم تحت غطاء الدين ، والمساعدة المالية.
وترى المصادر أن ما تسمي نفسها بالمعارضة السورية فشلت في تحقيق أهداف الإسرائيليين والأمريكيين وركائزهم ، وثبت عدم تمتعها بأية شعبية في الساحة السورية ، فنزل دبلوماسيو أمريكا وفرنسا على الأرض لمتابعة الأوضاع وإعادة إشعالها.
أصدروا تعليماتهم للإرهابيين بالاعتداء على المرافق العامة وضرب الوضع الاقتصادي في المدن مع وعود بدعم سكان المنطقة بالأموال.
نجحوا في تجنيد عناصر تحت مسميات عدة لاستخدامهم في الوقت المناسب ضد مصالح المواطنين وتطلعاتهم .
مدفيديف زار دمشق .. فأُخذ القرار بإسقاط سوريا ..
" البداية الحقيقية للمرحلة التي نعيشها اليوم كانت عقب زيارة الرئيس الروسي دمتري مدفيديف إلى دمشق عام / 2010 / وهي الزيارة الأولى لرئيس روسي إلى سوريا ، بعد هذه الزيارة اقتنعت أميركا أن سوريا تتجه إلى الشرق أكثر ، ومع الوقت سوف تكون خارج إطار الضغط الدولي عليها ، لذلك جرى تسريع عملية الفوضى في سوريا .
وأحد المكاسب التي كانت تسعى إليها الولايات المتحدة أيضاً هي عدم تمكين روسيا من إقامة قاعدة بحريّة على البحر المتوسط وهو حلم روسي بدأ منذ أكثر من / 300 / سنة " .
إخراج سوريا من معادلة التوازنات في المنطقة يؤدي إلى إخراج روسيا من منطقة البحر المتوسط ، وبالتالي إنهاء أي إمكانية بنشوء توازن قوى في السنوات المقبلة بين روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا الذي يوازي قوة وتمدد الحلف الأطلسي في البحر المتوسط ، والذي يمكن اعتباره في الإطار الاستراتيجي مرحلة التحضير للمواجهة الكبرى مع التنين الآسيوي .
يمكن اعتبار حرب الاستنزاف التي نشاهدها اليوم على النظام في سوريا " ليس الهدف منها إسقاط النظام فحسب ، إنما القضاء على أي إمكانية لأن تكون سوريا حاضنة لهذا التوازن الدولي الذي يمتد باتجاه الشرق ، وما صرح به وزير الخارجية السوري منذ عدة أيام يأتي في هذا الإطار عندما قال :
يمكن أن ننسى أوروبا ونتجه شرقاً ونحن نملك أصوات الحسم في مجلس الأمن وعبّر عنها بالفيتو ، وأشار بأن الفيتو الروسي – الصيني هو جزء من الورقة التي تحمي سوريا خارجيا ، وهو قال أيضاً بأن إمكانية تغيير النظام لن تتحقق خاصة بعد هذا الدعم الذي تلقاه سوريا من الأصدقاء الأوفياء لها من الصين وروسيا والعديد من الدول التي لم تؤيد المشروع الأوروبي الهادف إلى إعادة توازنات سيكس – بيكو .
ومن ضمن الإستراتيجية الغربية، كان هناك حديث بعد العام / 2006 / عن حرب الممرات والسيطرة عليها ، وعن هذه الإستراتيجية :
أحد أهداف الحرب التي خاضتها إسرائيل على المقاومة في لبنان هو السيطرة على الممرات البحرية ، وما رأيناه من أعمال قرصنة في الصومال ومن ضرب للكيان في اليمن هو جزء من حرب الممرات ، والضغط الحاصل في مضيق هرمز هو جزء من هذه الحرب ، وما نشاهده في منطقة البوسفور والدردنيل من تخطيط للسيطرة التركية مستقبلاً هو أيضاً جزء من حرب السيطرة على الممرات البحرية التي تشكّل المنافذ الاقتصادية والعسكرية .
ما نشهده اليوم هو ما أعلن عنه الرئيس بشار الأسد عام / 2010 / بعدة عدة زيارات إلى أرمينيا وأذربيجان وروسيا ، حين تحدث عن البحار الأربعة والموقع الاستراتيجي لسوريا الذي يتعرض اليوم لهذا الهجوم ، وهذا الضغط الدولي على دمشق هو من ضمن الإستراتيجية الأميركية ، وليس الهدف فقط إسقاط هذا النظام إنما السيطرة على سوريا نظراً لموقعها الاستراتيجي الذي يربط موقع البحار الأربع : البحر الأسود عبر الممر التركي الأرميني ، البحر المتوسط ، البحر الأحمر عبر الأردن ، بحر قزوين من خلال ممر العراق – إيران ، فالسيطرة على هذه المنطقة الرئيسية التي تعتبر مفصلاً بين آسيا وأوروبا وأفريقيا يؤدي إلى السيطرة على / 70% / من الاقتصاد العالمي وحركة الملاحة وحركة الطيران وكل ما يمكن اعتباره استراتيجي لقيام ونشوء أي قوّة عالمية وبقائها .
لن تتخلى روسيا عن مواجهة المشروع الرأسمالي .
إن واشنطن كانت تخاف المجازفة في الوضع السوري كي لا تتحول سوريا إلى برميل بارود يحرق إسرائيل والمصالح الأميركية ، ومن ثم يُدمر مشروع الشرق الأوسط الكبير ، لهذا ذهبت دولة قطر أخيراً فهندست عملية التغيير في سوريا ، وعندما عزمت على تفكيك العقدة السورية واللبنانية ونيابة عن إسرائيل وواشنطن لكي تفرض نفسها عرابا للنظام السوري البديل ، فبدأت بمحاولة تهشيم الصخرة
" العقدة " السورية أولا في محاولة منها لتغيير النظام في دمشق بنظام يوالي واشنطن وقطر وليست لديه مشكلة مع إسرائيل " .
فهي تعرف أي دولة قطر ومن خلال علاقتها بإسرائيل بأن ولادة الشرق الأوسط الجديد قد تعسرّت بسبب " العقدة السورية " لأن خط الحرير الجديد الذي أحيته وخطته الولايات المتحدة عندما غزت أفغانستان والعراق وخلفها إسرائيل وحلف الناتو ، وهو الطريق الذي يمر بقلب الشرق الأوسط المليء بالثروات والطاقة ، وكذلك فهو الحبل السري لولادة الشرق الأوسط الجديد أو الكبير .
." في تقارير الفاتيكان كلام خطير عن أن ما دبر لسوريا وللمنطقة هو جزء من مشروع حرب القرن / 21 / ، وليس حرب سنة وسنتين وثلاثة ، حرب ال /100 / عام التي يجب أم تدور حلقتها الأولى لتهجير المسيحيين من الشرق إلى أوروبا ، ليعقبها تهجير المسلمين من أوروبا ، وفي قلب هذه العملية التبادلية ، يصبح ممكنا الحديث عن أوروبا نقية .
تقرير الفاتيكان يقول أن الأزمة في سوريا في طور النهاية وأنها الفرصة المؤاتية للكنائس في العالم لتعلن تمسكها بالوحدة الوطنية والاستقرار في سوريا وان تبلغ الحكومات الأوروبية بأن معركتها ستكون مع الكنيسة إذا واصلت تسهيل تسليم سوريا لمتطرفين إرهابيين يهددون خطر تفتيتها وتقسيمها وأخذها إلى الحرب الأهلية .
الفاتيكان تقديره أن سوريا انتصرت على أزمتها وان على الكنيسة أن تتولى الشق الثاني من هذه المعركة منعا لتورط أوروبا أكثر فأكثر في تمويل ودعم حركات إرهابية تهدد بتهجير المسيحيين من الشرق ، ويأخذ على عاتقه هذه المهمة ، وأنا أعتقد أن أولى البشاير هي ما قاله البطريرك الراعي ، لكننا سوف نشهد في الفترة القادمة ، على وفود من كنائس أوروبية وأميركية ستأتي لاستطلاع الموقف في سوريا وستذهب إلى حكوماتها بلغة التهديد والوعيد ما لم تنثني عن تورطها في هذه الحالة العدائية تجاه سوريا .
تحدثت التقارير الجارية عن حدوث توترات غير مسبوقة في الموقف التركي ـ السعودي ـ الخليجي إزاء ملف الحدث السوري ، وما كان لافتاً للنظر أن دمشق هذه المرة سعت إلى الرد بحزم ، على النحو الذي بشر بوضوح إلى أنه إذا كانت الأطراف المشار إليها قد بررت ردود أفعالها الجديدة على أساس أن صبرها قد نفد ، فإن دمشق قد سعت هذه المرة لجهة التأكيد على أن صبرها قد نفد أيضاً : فما هي حقيقة التطورات الجديدة ، وإلى أي مدى سوف تتغير طبيعة التفاعلات الإقليمية خلال الأيام المقبلة على خلفية تداعيات زخم صدام القاطرة السورية ؟ .
لان وجود نظام كنظام الرئيس بشار الأسد الذي يؤمن بالقومية العربية ، ويرفض السلام الذي تريده إسرائيل ، وبدعم القضية الفلسطينية ويحتضن الكثير من المنظمات الفلسطينية ، ويرفع شعار الممانعة ، ومطالبته برحيل الاحتلال من العراق ، ويرفض التنازل عن علاقته بالمقاومة الإسلامية في لبنان ومع إيران يشكل خطر جسيم على الثروات المكتشفة قرب سواحل إسرائيل من وجهة النظر الإسرائيلية والأميركية ، لان هذه الثروات تحتاج إلى بيئة آمنة ، والى شراكة اقتصادية ولوجستية مع الجيران ، ومع المشتركين في الجغرافية الجيوسياسية والبحرية من وجهة نظر قادة إسرائيل وواشنطن ، علما أن تلك الثروات ليست مفاجئة لإسرائيل والولايات المتحدة بل لديهما الخرائط والاكتشافات الكاملة عنها ومنذ زمن بعيد، بل حتى الشهيد " رفيق الحريري " كان يعرفها وتحرك سراً للتباحث مع بعض الشركات المختصة في التنقيب ، ولهذا ربما كانت سبباً للتخلص منه .
الطاقة والثروات التي أعلن عنها في منطقة البحر المتوسط وقرب " إسرائيل " هي التي عجلت بتسخين الملف السوري …

بواسطة
سعيد سليمان سنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى