مقالات وآراء

قرار ….. بقلم وفاء عنبتاوي / فلسطين

الأكمه هو الذي خلق أعمى .. بمعنى لا يعرف الإبصار … ولا يعرف معنى الألوان , يبني في ذهنه قاعدة للألوان أو خلفية لأشياء كثيرة …

حتى العتمة التي نظن أنها الشيء الوحيد الذي يعرفه … لا يعرف أنها اللون الأسود … الخارطة الموجودة في ذهنه تختلف عما في أذهاننا … مع أننا إذا أجرينا حواراً إذاعياً مع مبصر لن نفرق بين الأعمى والبصير في تناول الفكر عند سماعه .. إن بؤرة الفهم والإحساس والفكر واحدة بعيداً عن جرح البصر …

ما أهمية ما أقول في هذه المقدمة ؟

لقد أخذ المهندس باسل قس نصر الله مستشار مفتي الجمهورية السورية قراراً بهدم الجدر الوهمية ( الذهنية ) والتي أسميها أنا جدر الأكمه , حيث لا جدر له .. ولكن إذا بناها يستحيل هدمها لأنه تعب حتى أثث مشهد في ذاكرته … والصعوبة أن يكون المشهد عنوانه " الإسلام هو الإرهاب والتكفير " لقد أخذ المستشار على عاتقه من خلال عنوان مقالته الأخيرة ..

" شهادة " والشهادة في الإسلام هي الركن الأول والأساسي للدخول في الإسلام وليس فقط الوقوف على أعتابه …. أخذ على عاتقه أن يضع النصوص الإلهية كلها بجانب بعضها ويقرأها بلغتها الأصلية أي بخطابها الحقيقي الخالي من الميل الإنساني على حساب المسار الإلهي ..

وأنا من موقعي كمعلمة تربية إسلامية في مدرسة مسيحية لاتينية أتلو هذه الآية الكريمة ، سورة أل عمران الآيات 53، 52 .. قال تعالى " قال الحواريون نحن أنصار الله ءامنا بالله واشهد بأنا مسلمون ، ربنا ءامنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين " ( الشهادة ،والإسلام ) … شهادة باسل

وقول الحواريون نشهد بأنا مسلمون هما النسيج الديني الحقيقي لبناء فهم ورؤية في ذهن العقل المبصر والقلب المبصر ..

وبعد …

إذا كان المهندس باسل يقدم شهادة ليقول أن الإسلام بريء من الإرهاب والتكفير لأن المسلمين الحقيقيين يختلفون عن المسلمين غير الواعين لسمو دينهم ، فأنا أقدم تأصيلا ،أن المسيحية والإسلام ذات امتداد واحد بشهادة الحواريين ، إن الحواريون يؤصلون لنا فالأبوة تؤصل بحكم الأسبق على الأقل ..
فلنشهد جميعا أننا مسلمون .. حيث الاستسلام لله تعالى

بواسطة
وفاء عنبتاوي
المصدر
زهرة سورية / فلسطين - نابلس

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ان الدور المهم الواجب لى المسيحيين العرب ان ينقلوا شهاداة حياة للعيش المشترك مع جيرانهم (الشهادة الايجابية والسلبية) الايجابية لكي نعممها ونجعلها انموذجا لنا والسلبية لكي نتعلم منها ولا نكررها، مع العلم ان ليس ما يحدث من المسلمين او المسيحيين بحق بعضهم البعض في كل العالم يمثل الاسلام او المسيحية بل يمثل العصبية الفردية ليس الاَ
    وعلى الذين يريدون ان يفهموا الاسلام ان يستقوه من مصادره الصحيحة وليس من افعال وردود افعال “من قال بهم عمر بن الخطاب ليسوا الا تُبعَاً” كما عليهم اخذ فكر ورأي المسيحيين العرب الذين فهموا المسلمين ومن خلالهم عرفوا الاسلام.
    رحم الله والدي الذي علمني ان اقف عندما انتبه لسماع صوت الآذان، وكان لتأنيبه لي وانا طفل في العاشرة عندما اكلت تفاحة في رمضان امام الناس .
    هكذا تعلمت ان احيا مع اخوتي المسلمين، فهل نتعلم مراعاة شعورنا بعضنا لبعض
    اشكرك ايتها الاخت الطيبة كطيب ارضكم والشامخة كشموخها ورمز الانسان الذي جاءت الاديان لتنظم عيشه

زر الذهاب إلى الأعلى