علوم وتقنيات

الإبداع والاختراع وقضايا البحث العلمي في حوار خاص على إذاعة شهبا أف أم

تتابع صحيفة زهرة سورية الإلكترونية حلقات البرنامج الإذاعي ( هاي تك ) والذي يبث على هوا إذاعة شهبا أف أم بالتعاون مع شركة أمانتك للحلول التقنية , حيث انفرد البرنامج في حلقته لهذا الأسبوع بالحديث عن الإبداع والاختراع وقضايا البحث العلمي ..

تحدث في بداية الحلقة الإعلامي " نيقولا انطاكي " عن أهمية الإبداع والاختراع في تكوين شخصية الشباب وضرورة إحداث مراكز لرعاية المبدعين الشباب , مثمناً الجهود التي قام بها ضيفا الحلقة في رعاية حالات الإبداع لدى الشباب ومشاركتها في خدمة المجتمع ..

رحب " نيقولا " بضيوف الحلقة معرفاً إياهم بالمستمعين فقال ..

الدكتور المهندس هيثم خليل

تخرج من جامعة حلب كلية الهندسة الميكانيكية وحصل على المرتبة الأولى في دفعته وتم إيفاده لجمهورية ألمانيا عام 1984 حتى عام 1990 حيث حصل على درجة الدكتوراه في اختصاص آلات هيدروليكية ( صمامات الأمان ) , وسجل براءة اختراع في جمهورية ألمانيا باختراع حول صمامات الأمان بالغازات المضغوطة .

شارك في معرضين للاختراع بألمانيا عامي 1992 / 1993 في الجامعة التقنية دريسدن , ويعمل مدرساً في جامعات القطر وكانت مشاركته الأخيرة في معرض الباسل للإبداع والاختراع بدورته الخامسة عشر لعام 2011 .

المخترع منذر بوش

يحمل الثانوية العلمية من الجمهورية العربية السورية وقد تم إيفاده ببعثة علمية لفرنسا باختصاص قياسات فيزيائية بجامعة كريت في باريس عام 1985 ومن ثم قام بالتدريس في الجامعات السورية باختصاصات فيزياء مخبرية , شارك بمعارض للإبداع والاختراع لأكثر من مرة ويحمل براءتي اختراع من وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية .

كلف من قبل مجلس إدارة جمعية المخترعين السوريين كمستشار تعليمي لها , ومديراً لمركز رعاية وتأهيل المبدعين والمخترعين الشباب بحلب وهو أول مركز لتأهيل المبدعين الشباب في القطر .

مركز رعاية وتأهيل المبدعين والمخترعين الشباب أهميته ودوره في حياة الشباب ..

أنشأ مركز تأهيل ورعاية المبدعين والمخترعين الشباب بحلب في تشرين الأول لعام 2010 وهو يتبع لجمعية المخترعين السوريين التي تأسست بقرار من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل رقم ( 1786 ) لعام 2002..

جاء افتتاح المركز تلبية لحاجة الشباب ولضرورة مشاركتهم في المعارض الوطنية والعربية والدولية الخاصة بأعمال الإبداع والاختراع التي تقام في كل عام , بالإضافة للمساهمة في نشر ثقافة الإبداع والاختراع التي بدورها تحفز فكر وعقل الشاب للقفز فوق الفكر التقليدي والتعليمي والمقصود فيه التفوق الدراسي وبالتالي التميز بين الإبداع والاختراع من جهة والتفوق الدراسي من جهة أخرى ..

كما نعمل على المساهمة بخلق جيل لشباب المستقبل , الشباب المبدع ليس بالمناهج الدراسي فحسب وإنما في كافة المجالات التي تخدم المجتمع , فعندما يتقدم الشاب بفكرته إلى المركز يتم دراستها وفي حال كانت قابلة للتطبيق عملياً يتم العمل على تطبيقها صناعياً ويقوم المركز بتصنيعها ويتكفل بما يحتاجه مهما كانت كلفة المواد .

ويوجه العمل فنياً بوجود الكادر الفني المميز من المخترعين والدكاترة والمهندسين في المركز والجدير ذكره أن المركز يحفظ للشاب حقه في الملكية الفكرية والصناعية للعمل الذي قام به وممكن تسجيله كبراءة اختراع يستفيد المركز بجزء من هذا الحق بالتعاون مع وزارة الاقتصاد ( دائرة البراءات ) كما يقوم المركز بترويج هذا الجهاز المصنع لأول مرة ليصبح متداولاً على الصعيد الصناعي والتجاري , كما يقوم المركز بالمشاركة في المعارض الوطنية والدولية للتعرف بالإبداعات وإمكانيات شبابه وأيضاً المعرض الخاص بالمركز وذلك لنشر هذه الثقافة والتعرف بالمبدعين وأعمالهم محلياً ..

كانت مشاركة المركز الأولى في معرض الباسل للإبداع والاختراع الذي أقيم على أرض مدينة المعارض من 15/7 ولغاية 20/7/2011 بعشرة أعمال مميزة لستة عشر شاب وشابة بين 530 مشارك من جميع المحافظات وقد نال المركز درع المعرض بالإضافة إلى ذهبية وأرع فضيات وكانت مشاركة الشباب مجانية تماماً ( على نفقة المركز ) من ذهاب وإياب وإقامة ونفقات طعام وزيارات سياحية .

ماذا عن تمويل المركز ؟

يتم حالياً تمويل المركز بشكل خاص من بعض أعضاء جمعية المخترعين السوريين وخاصة مدير المركز ومستشاره العلمي الدكتور هيثم خليل وبعض الفعاليات الموجودة في مدينة حلب مثل غرفة الصناعة وغرفة التجارة , وهناك عدد من الصناعيين الذين ساهموا في دعم المركز , ولكن نأمل بالمشاركة الأوسع من كافة الفعاليات الرسمية والغير رسمية لنستطيع الاستمرار واستقطاب عدد كبير من الشباب علماً أنه كان لفرع اتحاد شبيبة الثورة بحلب باع طويل في مساعدتنا في استقطاب عدد من المتميزين الشباب والمساهمة بكوادره العلمية ..

لماذا اخترتم حلب كمركز لأعمالكم ؟

حلب مدينة كبيرة من مدن سوريا وفيها كل الفعاليات الاجتماعية والصناعية والتجارية والزراعية , وكان في البداية خوف من عدم نجاح هذا المركز وهناك أصوات قالت أن المبدع والمخترع لا يحتاج لرعاية ولكن الحقيقة والواقع أثبتت التجارب عكس ذلك فوجدنا أن هناك عطش شديد لدى الشباب والمجتمع لفكرة رعاية المبدع والمخترع وذلك خلال فترة قصيرة نسبياً , وتمكنا من اكتشاف مواهب رائعة تمثلت بعشرة أعمال ونعمل على اكتشاف المزيد منها لتكون حقيقة لمستقبل واعد يضمن استمرار مسيرة التطوير في بلدنا ..

كيف يتم نقل المعلومة أو الفكرة إلى مشروع تطبيقي صناعي لأول مرة ؟؟

حتى نتمكن من تحويل الأفكار النظرية إلى مشاريع تطبيقية صناعية تسهم في خدمة المجتمع يجب إتباع عدة طرق , في مقدمتها ..

مراحل الاقتناع بالفكرة ( وهي المراحل التي ينتقل فيها الشخص من مرحلة رفض الفكرة إلى مرحلة الاقتناع بها والدعوة إليها ..

 مرحلة رفض الفكرة.
 مرحلة عدم تقبل الفكرة.
 مرحلة الحيادية.
 مرحلة استلطاف الفكرة.
 مرحلة الاقتناع بالفكرة ( التصديق ).
 مرحلة الحماس للفكرة.
 مرحلة تبني الفكرة والدعوة لها.

عناصر تقديم فكرة مشروع :

 الفكرة.
 اسمها.
 نبذة مختصرة عنها.
 أهدافها.
 خدماتها وفعالياتها.
 الجمهور المستهدف.
 مكان التنفيذ.
 موعد التنفيذ.
 احتياجاتها المادية والبشرية.

مراحل البدء بتطبيق المشروع

 اختيار الوسائل المناسبة للتنفيذ.
 تجزئة المشروع إلى خطوات.
 تحديد معايير الأداء لكل خطوة.
 تحديد الوقت المطلوب لكل خطوة.
 تحديد التسلسل المناسب لكل خطوة.
 تحديد تكلفة كل خطوة.
 تحديد الاحتياجات التدريبية
 تحديد السياسات الضابطة للعمل

مراحل تسليم المشروع

 اختبار نتائج المشروع للتأكد من تحقيقها.
 كتابة دليل تشغيل المشروع.
 التأكد من أن المشروع يتم تطبيقه من قبل عاملين .
 تلخّيص المشكلات المتوقعة وحلولها المقترحة.
 تلخّيص التوصيات المستقبلية للتطوير.

البحث العلمي وتطبيقاته وكيفية البحث عن أفكار جديدة ؟؟

التفكير والبحث عن الأفكار , فالذكاء هو القدرة على النظر من زوايا مختلفة في آن واحد دون أن تصاب بالجنون .. في البداية نتحدث عن موضوع التفكير ما هو ..

 عملية عقلية يقوم بها الفرد ..
 المعالجة العقلية للبيانات..
 عملية استخدام العقل لحل بعض المشكلات ..
 عملية ذهنية في محاولة للوصول إلى نتيجة في موضوع معين ..
 إعمال العقل في المعلومات والخبرات للوصول إلى رأي أو فكرة.

على مدى الأعوام اكتشفت أن الأفكار تأتي من خلال الرغبة الشديدة في إيجادها ، والرغبة المتصلة تحول العقل إلى برج مراقبة ، يفتش عن الجديد في الملابسات التي تثير الخيال، فقد يؤدي مشهد غروب الشمس إلى إلهام بفكرة جديدة على سبيل المثال ..
طرق توليد الأفكار

 التفكير بالمقلوب ..
 التفكير بطريقة العصف الذهني ..
 التفكير بطريقة ماذا لو ؟ ..
 التفكير بطريقة الأسئلة الذكية (SCAMPER)..
 التفكير بالخريطة الذهنية ..

ما معوقات توليد الأفكار ؟

 الخضوع للطرق المألوفة في الحل ..
 نقص الثقة بالنفس وبأفكارنا ..
 الخوف من الخطأ والتقريع واللوم ..
 السماح للآخرين بأن يفكروا ويقرروا لنا ..
 ضعف الملاحظة ، والنظر للأمور بسطحية ..
 نمطية عادات التفكير ..
 معوقات أسرية ومدرسية وبيئية ..
 القيود وقلة الحرية الفكرية ..
 معوقات بسبب المجتمع والعمل ..

أهمية الاختراع بالنسبة للمجتمعات ودورها في مواكبة صناعة النظريات ؟؟

ليس بالطعام وحده يحيى الإنسان , فإن الاختراع رافق الإنسان منذ وجوده في هذه الأرض , فالطعام الذي هو عنصر مهم من عناصر الحياة , يتطلب تحضيره أو إعداده وسائل ما كانت لتوجد لولا العقل المفكر والمبدع الذي وهبه الله للإنسان , فالحاجة تدفع الإنسان إلى إيجاد الوسائل أو البدائل للأشياء الموجودة ( الأقل كفاءة ) لتكون أكثر تطورا منها وأعلى كفاءة , ومن ذلك تتبلور أهمية الأشياء المخترعة على حسب اعتماد استخدامها ومردود عطائها من تسهيل للصعوبات وإيجاد ما لم يكن يوجد قديماً ..

فالسكين الذي لا نستغني عنه قديماً وحديثاً يعتبر من أهم الاختراعات التي شهدت بعض التطوير في مواد صناعته وميكنته , ثم لننظر إلى ما حولنا من المنتجات لنعرف أهمية الاختراعات في حياتنا وكيف أننا لا نستطيع الاستغناء عن بعضها ؟

كما لا أحد ينكر أن بعض الاختراعات التي أسيئ استخدامها كان لها آثار تدميرية للإنسان وبيئته , إن نهضة الغرب الصناعية اعتمدت أساساً على القفزات المتتالية التي كانت الاختراعات تحقن بها مفاصلها , وكلما تنوعت ثقافات العقول المبدعة التي تحتضنها دولة ما كان الازدهار الصناعي والاقتصادي والنفوذ السياسي حليفها ..

وأقرب مثل لذلك أمريكا التي تميزت باحتضان العقول النازفة من بلدانها الأصلية , ولا يفوتنا أن نشيد بتجربة الدولة الصغيرة السويد وسياستها تجاه البحث العلمي والاختراعات , فقد قطف المجتمع السويدي ثمار رعايته للإبداع خاصة في المجال العلمي حيث إن الميزانية التي ترصدها الحكومة لذلك كبيرة جداً.

كما أن مرونة التعامل مع الأشياء بحرية وشجاعة أكسبت صناعتها صلابة قل نظيرها , إذ أن تلك الخصال مهمة عند التعامل مع نتاج البحوث والاختراعات خاصة في وسط بحر من الدول العملاقة التي ما فتئت تعلوا أمواجها المتنافسة , كما أن كثير من الدول التي تنعم اليوم بالرخاء الاقتصادي لا تملك الموارد الطبيعية لكنها تعتمد في دخلها أساساً على ما تنتجه مصانعها في حين أن الدول التي تجلب منها المواد الأولية ( الخام ) لكثير من الصناعات تعيش شعوبها في تخلف وفقر مطقع !

فالكنز لا يحقق الرخاء ولا المنفعة إن ظل رابضا مخزونا لا يستخدم بإتقان وكفاءة بل يصبح طامة وبلاءا عندما يتقاتل عليه الطامعون كما يحدث اليوم مع الألماس الذي ينتج جله في بعض الدول الإفريقية الأكثر فقرا.

والكنز يرتفع قيمته على حسب نسبة استعماله وتداوله بكفاءة وكذلك أهمية المجال الذي يستخدم فيه وكل هذا عن طريق الوسائل المخترعة , فاليورانيوم الذي يعتبر أغلى من الذهب لم يكن له أهمية قبل عدة عقود من الزمان , لكن إيجاد الوسائل التي يمكن الاستفادة منه جعلته مهم جدا في عصرنا الذري , إذاً , بعض الوسائل المخترعة هي كنز في حد ذاتها.

لولا الاختراعات ما بلغ الإنسان سطح القمر ولا غاص في لج البحر والأمثلة كثيرة هي, وقد لا يسعها إلا خيال المتخيل بل من يتمتع بسعة الخيال.

معارض الإبداع والاختراع والفائدة منها ؟؟

تقدم هذه المعارض فرصة لتعريف المجتمع بأهم وأحدث إبداعات الشباب كما تشكل فرصة لنشر ثقافة الإبداع والاختراع في أواسط المجتمع وبالأخص لدى الشباب , ونهدف من خلال المشاركة أو إقامة المعارض الخاصة بالمركز تحفيز الشباب لأن يكون مساهمين في الإبداع والاختراع من خلال رؤية زملائهم وهم يشرحون لهم كيف تم إنجاز مشاريعهم والهدف منها .. نحن نسعى لأن ننشر ثقافة التفكير الإبداعي بين أبنائنا وطلابنا والسعي لإثارة هذا الفكر بما يخدم المجتمع ..

هذا وقد استقبل البرنامج عدة رسائل إلكترونية تسأل مرسليها عن أهمية المشاركة بالمعارض وعن أهمية أن يقوم الشباب باختراعات جديدة وما يحقق للاقتصاد الوطني , كما وردت بعض الاستفسارات حول براءة الاختراع وكيفية الحصول عليها والفرق ما بين البراءات الوطنية والأجنبية ..

على هامش الحوار الإذاعي

كان اللقاء الحواري الذي جمع ضيفا الحلقة " الدكتور المهندس هيثم خليل والمخترع السوري منذر بوش " مع مدير عام إذاعة شهبا FM المهندس شادي الجندي , والسيد عماد حريري مدير عام شركة أمانتك , حيث دار الحوار حول أهمية رعاية أصحاب المواهب الإبداعية الجديدة لدى جيل الشباب وتقديم كافة الإمكانيات المادية والإعلامية والتقنية والعلمية لتظهر هذه المواهب أمام المجتمع وهي مليئة بالأفكار الجديدة التي تسهم بتطوير الوطن وبنائه ..

وأشار " الجندي " خلال حديثه عن استعداد إذاعته بأن تساهم لتكون منبر حوار لكافة المبدعين والمخترعين الشباب لطرح قضاياهم وهمومهم وتسهم معهم في إيجاد الحلول وإيصال الأفكار لأصحاب القرار والمعنيين في دعم حركة الإبداع والاختراع التي تشهدها سورية , مشيراً إلى أن شهبا FM ستبقى المنبر الإعلامي الذي يتحدث بكل صدق وموضوعية عن هموم وتطلعات الشباب وأبناء الوطن بما يحقق الأهداف الوطنية ويحفظ وحدة أبناء الشعب السوري ..

بواسطة
أحمد دهان
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى