ثقافة وفن

نبع حسان في طرطوس من أجمل الينابيع وأنقاها تتعانق فيه الشواطئ الجميلة مع الجبال الشاهقة

يعد نبع حسان من ينابيع مدينة طرطوس الصافية التي تتعانق فيها الشواطئ الجميلة مع الجبال الشاهقة الارتفاع والتي
تلبس الأخضر في كل الفصول في صورة من ابداع الخلق تعجز فيها ريشة أفضل الرسامين عن خط تفاصيلها الرائعة و الخلابة.

يقع نبع حسان بالقرب من منتجع الرمال الذهبية على طريق اللاذقية مرقبة وتوجد على جنباته أشجار الدلب والصفصاف والصنوبر والسنديان والبلوط والقطلب والسرو كما تشتهر المنطقة المحيطة بالنبع بأشجار الزيتون والتوت والحمضيات واللوزيات والتفاحيات اضافة للكثير من النباتات الطبيعية والعطرية منها الزعتر والزوفا والعجرم والاس واللبلاب مايضفي على المكان المزيد من السحر والروعة.

ويعتبر استثمار النبع سياحيا من خلال إقامة منتزه شعبي سمي على اسم النبع اداة جذب كبيرة ساعدت على استقطاب الناس من مختلف أنحاء سورية والبلدان المجاورة كما يقول صاحب المنتزه.

ويضيف نضال جديد صاحب المنتزه ان جمال النبع وغزارة مياهه ونقائها إضافة إلى وجوده بالقرب من منتجع الرمال الذهبية جعلت الناس الذين أتعبهم موج البحر يلجؤون إليه ويستمتعون بروعة الطبيعة المحيطة بالنبع ومشاهدة ما أبدعه الخالق من سحر وروعة وتناول المأكولات الشهية التي تفتخر بها سورية كالتبولة والمقبلات والكبة والمشاوي والسمك الطازج بكافة أنواعه.

ويعود عمر هذا المنتزه إلى عشرات السنين كما يقول صاحبه والتي لم تفارق الابتسامة وكرم الاستقبال والضيافة ملامحه الطيبة وهو يحاول مهما قام من إصلاحات فيه المحافظة على الشكل الأساسي لجريان النبع والأشجار كما هي بشكلها الطبيعي ليبقى عنوانا للبساطة والاصالة التي يتسم بها أهل المنطقة المحبين للضيف.

يزور النبع إضافة إلى الناس العاديين صيادو الأسماك الذين يجلسون خلف سناراتهم إما بحثا عن الرزق الحلال أو لممارسة هوايتهم المفضلة وخاصة أن النبع غني بوجود أنواع مختلفة من الأسماك واشهرها السلمون.

وتعود أبو عبد الله احد الصيادين الموجودين قرب النبع منذ سنوات طويلة ان يأتي بسنارته ويجلس ساعات في هذا المكان الساحر لاصطياد السمك وهو احيانا يوفق في صيده واحيانا اخرى يعود خالي اليدين إلا أنه وهو رجل مسن وليس له أولاد يستمتع بإمضاء أوقات طويلة تحت ظلال الاشجار في الصيف الحار وهو ينظر إلى مياه النبع التي تهدأ احيانا وتشتد احيانا اخرى تبعا لفصول السنة فينسى وحدته.

ويضيف أبو عبد الله أن طرطوس غنية بوجود الكثير من الينابيع المشهورة والتي أشهرها نبع الدريكيش إلا أن سنارته تعودت على أن تأتي به إلى نبع حسان بسبب عشقه لسحر هذا المكان.

والجالس في منتزه النبع لا يستمتع بجمال النبع وروعة الأشجار ونباتات الفطر الموزعة على الجنبات والتي أشبه بحكايا الأطفال فقط بل قد يفاجئه زوار غير متوقعين يسترقون النظر اليه من بعيد وهم السناجب الجميلة التي جعلت من أغصان الأشجار العالية ملاذا لها تتنقل فيما بينها حتى يحسب الزائر نفسه في الخيال.

وتعتبر محافظة طرطوس من أغنى المحافظات بالثروة المائية وبعض مناطقها يشهد سنوياً أعلى نسبة هطول مطري في سورية ما زاد من مخزونها من الينابيع والمسطحات المائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى