أخبار البلد

حماة في عهدة أهلها تضمد جراحها وتستعيد نفسها مدينة للعلم والتسامح والتنوع

من أمس تأخذ زائرها الدهشة والذهول لما يشاهده من جمال الموقع وفنون العمارة وسحر نواعيرها وطابعها الهادئ
الوديع إلى أيام من الرعب والقتل أدمت بها مجموعات إرهابية مسلحة تحت غطاء مظاهرات سلمية مطلبية قلوب أهالي مدينة أبي الفداء رجل العلم والثقافة والحكمة والسوريين معهم في كل مكان.

فلم تلق بالا مجموعات مسلحة تجردوا من إنسانيتهم لكل القيم والأخلاق التي يتحلى بها أهل حماة فالقوا بجثث الشهداء في مياه نهر العاصي لتكون نواعيره شاهدة على الجريمة وليزداد أنينها أنينا وابسطوا سيطرتهم بقوة الترهيب والترويع على سكانها فأضرموا النيران في الدوائر الحكومية ونهبوا مؤسساتها وأغلقوا مداخلها وقسموا أحياءها وشوارعها حتى بات الأهالي يضطرون لإبراز هوياتهم ويخضعون لتحقيق مطول إذا ما أرادوا التنقل بين حي وآخر.

وتروي عبير الحصني رئيس شعبة العلاقات الخارجية في الفرع 2 المصرف التجاري السوري في حماة كيف استحكمت هذه المجموعات بالمدينة لأكثر من أسبوعين وقطعت أوصالها بالحواجز المكثفة وعطلت الحياة العامة اليومية بإجبار العاملين والموظفين تحت التهديد إلزام بيوتهم والانقطاع عن ممارسة مسؤولياتهم الوظيفية.

وتقول: كانت الحواجز في كل مكان وبشكل كثيف ضمن شوارع وأحياء المدينة يقف عليها مسلحون يستوقفون الموظفين ويحققون معهم ويمنعونهم من الذهاب إلى عملهم ويهددونهم إذا أصروا على الذهاب وأضافت: لحوالي 15 يوما لم يتمكن الموظفون من الالتحاق بأعمالهم ليس في المصرف التجاري وحسب وإنما في جميع الدوائر والمؤسسات وتعرضوا لإساءات كثيرة سواء الموظفون من المدينة أو الموظفون من ريفها.

وأشارت إلى أن المجموعات الإرهابية المسلحة ألحقت الضرر ببعض صرافات المصرف وفي إحدى المرات تصدى لهم أحد المواطنين الشرفاء وحاول منعهم من تخريب أحد الصرافات قائلا لهم هذه مؤسسات عامة للشعب فكيف تدمرونها وأضافت أن نحو 200 مسلح من هذه المجموعات قدموا إلى فرع المصرف التجاري صباح أحد الأيام وهددوا حراس المصرف واتصلوا بي وقالوا بحوزتنا /قناني بنزين ومولوتوف/ سنلقي بها على المصرف إذا لم نعطهم السلاح الذي بحوزة حراس المصرف وهو سلاح مرخص يحمله الحراس للحفاظ على سلامة المصرف من العابثين واللصوص.

وقالت الحصني بعد دخول وحدات الجيش إلى المدينة أخذت الأمور باتجاه الانضباط وقبل يومين بدأنا نتلمس جوا من الأمن والسلام يطغى على المدينة والمصرف عاد إلى عمله وبدأ بتخديم المواطنين علما أن المخربين عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة الحقوا الضرر بشبكة الاتصالات التي يعمل وفقها المصرف.

واستغربت الحصني كونها لم تغادر المدينة وكانت تحرص على الإشراف على فروع المصرف باعتبارها ضابط ارتباط لفروع المصرف في حماة عندما سئلت عن صحة ما تناقلته بعض الفضائيات العربية بأن الجيش قصف المدينة وقالت هذا غير صحيح على الإطلاق ومهمة الجيش انحصرت بملاحقة ومتابعة الإرهابيين لوقف إساءاتهم للمؤسسات الحكومية ونهبها وهي كثيرة ويصعب حصرها.

بدورها قالت السيدة فاتن النابلسي من حي القصور في لقاء مع وكالة سانا خلال زيارة وفد الصحفيين إلى المدينة لرصد خروج وحدات الجيش منها والاطلاع على ما خلفته المجموعات الإرهابية المسلحة من تدمير وخراب .. لم نكن نستطيع التنقل بالسيارة بسبب الحواجز التي ألغت عمليا وظيفة الشوارع وأضافت لقد خربوا حماة .. متسائلة بغضب لماذا فعلوا ذلك…

وتابعت لقد رأيتهم وسمعتهم من شرفة منزلي كانوا يحملون السلاح ويصيحون الله أكبر ثم ينهبون المؤسسات ويحرقونها بينما عناصر الشرطة لم يقوموا بأي تصرف يزعجنا.

من جانبها قالت أم عبيدة من أهالي حماة ومتزوجة في الأردن لم يكن أحد يملك الشجاعة للخروج من المنزل حتى الأهالي كانوا يشعرون بالقلق طوال الوقت من أن يتعرض أبناؤهم للأذى خلال الذهاب إلى مدارسهم وأضافت أسوأ أيام عشتها في حياتي هي الأيام الماضية قبل دخول وحدات الجيش إلى المدينة.

ووصفت كوثر رعد موظفة في مجمع الأسد الطبي الأيام الماضية من الاضطرابات بحماة بالصعبة جدا وقالت بعد آذان المغرب لم أكن استطيع الخروج من منزلي وأحيانا لم أكن استطيع تأمين حاجاتي الأساسية وانقطعت عن عملي بسبب الخوف . . كل يوم تخريب وحواجز …

وأشارت إلى أن نحو 2000 إرهابي مسلح قاموا بالهجوم على أحد مراكز الشرطة وحرقوه واستشهد العديد من عناصره مضيفة لم نشعر بالأمان إلا بعد دخول الجيش الذي يمثل أفراده إخوة وأبناء لنا والذي منهم من هو قريبي ابن خالي أو عمي لم يتعرضوا للأهالي بالأذى وكل ما قيل عن ذلك كذب وافتراء.

وتابعت رعد بحرقة بينما كانت تكابد دمعة من السقوط سافرت إلى عمان قبل الأحداث وعدت لأجد حماة الجميلة المشهورة بخضرتها ومياهها وحدائقها ونهرها العاصي مقطعة الأوصال شاب صغير لا يتجاوز العشر سنوات يستوقفني ويطلب مني إبراز هويتي وأنا في مدينتي وفي الحي الذي أقطنه متسائلة أي منطق يبرر هذه الأفعال . . لقد بكيت حماة .. لكن بعد دخول الجيش حماة ستعود أحلى من الماضي.

وناشدت رعد العائلات التي اضطرت إلى مغادرة المدينة تحت ضغط الترويع والترهيب العودة إليها لأن وحدات الجيش أعادت لها الهدوء والطمأنينة ودعت إلى التعاون بين جميع أهلها لإحياء صورتها الجميلة وحركتها التجارية ونشاطها المعتاد وصونها بما يليق بمكانتها التاريخية.

حماة التواقة إلى الهدوء وضعتها وحدات الجيش في عهدة أهلها الطيبين بعد أن أنجزت مهمتها الوطنية بتحصينها ضد كل من أراد بها شرا لترمم حماة بسواعد وعزيمة أهلها وريفها الغني بسلله الغذائية وطبيعته الآخاذة جراحها وتنهض من جديد مدينة للعلم والتسامح والانفتاح.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. نتمنى بقاء الجيش في كل المدن السورية فهو الامان والغير متورط لن يزعجه الجيش على العكس فهذا جيش الوطن فكيف لبعض الاصوات النشاذ العميلة والتي تريد حرق البلد تطالب بانسحاب الجيش وهي التي تستنجد بالجيوش الاجنبية للدخول وتريد الجيش الوطني بالانسحاب هؤلاء اسرائيليون قلبا وحاقدون على الاسلام

زر الذهاب إلى الأعلى