اقتصاديات

مع وجود نحو300 مشتل.. منتجون يدعون لزيادة صادرات سورية من الزهور

يمثل قطاع زراعة الزهور ونباتات الزينة موردا مهما للاقتصاد في حال حصوله على الدعم الحكومي المناسب
فالزهور السورية مرغوبة عالميا والاستثمار فيها يدر عائدا جيدا كونها مطلوبة محليا وقابلة للتصدير مع توافر المناخ المعتدل الملائم لزراعة أصناف كثيرة.

وقال مدير الانتاج النباتي في وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي عبد المعين القضماني لنشرة سانا الاقتصادية إن قطاع انتاج نباتات الزينة وازهار القطف وغراس الاشجار المثمرة والحراجية شهد تطورا كبيرا في السنوات الاخيرة حيث انتجت محطات البحث العلمي العالمية أصنافا وأنواعا تتلاءم مع الظروف المناخية التي تواجه الكرة الارضية وبما يتناسب مع ذوق المستهلك وحاجاته ما اكسب المنتج قيمة مضافة عالية تدر أرباحا تجعل من هذا القطاع صناعيا وليس زراعيا فحسب.

وأضاف القضماني أن عدد المشاتل الخاصة المرخصة والتي تعمل تحت إشراف فني من قبل مديريات الزراعة في المحافظات بلغ 300 مشتل خاص تواكب التطورات العالمية والتجارب والدراسات على الاصناف والانواع المنتجة وبما يتناسب وحاجات ورغبات وأذواق المستهلكين في السوق المحلية والأسواق الخارجية وتتنوع منتجات هذه المشاتل بين غراس مثمرة بنسبة 6ر49 بالمئة ونباتات زينة 8ر44 بالمئة وغراس حراجية 3 بالمئة.

وأشار إلى أن التنوع البيئي في سورية من سهول,جبال ,ساحل, بادية أدى إلى اقبال القطاع العام والخاص والمشترك على الاستثمار في هذا المجال ما أسهم في تطويره واعطائه زخما قويا واكسب منتجاته مواصفات قياسية تنافسية عالمية وبتكاليف انتاجية منخفضة نسبيا ما أدرج سورية على قائمة الدول المصدرة بعد تجاوزها مرحلة الاكتفاء الذاتي وتغطية حاجة السوق المحلية ويصدر حاليا جزء لابأس به من نباتات الزينة وازهار القطف والغراس المثمرة والحراجية إلى دول الجوار لبنان والأردن ودول الخليج العربية ودول أوروبا الشرقية.

من جهته قال أحد منتجي الزهور في غوطة دمشق إن مشتله ينتج الورد البلدي بنسبة 60 بالمئة والقرنفل بنسبة 20 بالمئة والباقي لاصناف متنوعة مثل الاستاتس والاسبرجس والكريزانتم والجلاديولس والكالا والجيبسوفيلا والعباد بالاضافة لنباتات الزينة مثل الدفنباخيا بانواعها واليوكا والكروتون والفيكس والشيفليرا .

وأضاف عصام عجيب صاحب مشتل أن حوالى 60 بالمئة من منتجاته تصدر إلى لبنان والاردن وبعض دول الخليج على شكل زهور ونباتات حية أو مجففة وتستخلص منها زيوت الورد التي تستخدم في علاج بعض الحالات المرضية وفي المساجات وغرف الجلوس والحمامات العلاجية كما أنها تغطي معظم الاسواق المحلية وعلى مدار العام ويمكن اقتناؤها في المنازل والفنادق والمطاعم والمكاتب والمؤسسات والشركات والمنتزهات والحدائق والشوارع والأرصفة .

وأشار إلى أن أسعار زهور ونباتات الزينة لاتتناسب مع تكلفة وعناء انتاجها نظرا لارتفاع اسعار المواد المستوردة من بذور واسمدة وترب ومبيدات زراعية بالاضافة لتكلفة البيوت البلاستيكية والطاقة مازوت أو كهرباء لتأمين الدفء المناسب في فصل الشتاء وحاجتها إلى عناية خاصة في التوضيب والتعبئة والنقل حيث أن كمية كبيرة منها يتعرض للتلف مؤكدا أهمية حصولها على دعم حكومي للتخفيف من تكلفة إنتاجها وإمكانية التوسع حتى تصبح مشاريع استثمارية مقاربة لمثيلاتها في الدول الأخرى.

وأكد أهمية المشاركة في معرض الزهور الدولي الذي يقام سنويا في حديقة تشرين في مدينة دمشق ويشارك فيه منتجون محليون وشركات إنتاج الزهور والنباتات من دول عربية واجنبية حيث يتم خلاله عرض اصناف مختلفة منها وبعض الصناعات المتممة لها وتبادل الخبرات في مجال زراعتها والعناية بها وطرق تنسيق الحدائق.

من جهته قال سامر الحسن منسق زهور للحفلات والمناسبات إن الاقبال على الأزهار الطبيعية والاصطناعية يتزايد في مواسم الأفراح والأعراس رغم اسعارها المرتفعة التي تزيد من أعباء تكلفة المناسبة إلا أنها تضفي سحرا خاصا على المكان لما تمتلكه من قيمة جمالية وروحية تعبر عن المشاعر التي تختلج الصدور بحسب لونها وشكلها وطريقة تنسيقها كما انها تعبر عن الحالة الاجتماعية والمادية لصاحب المناسبة.

وأضاف الحسن أن التاثير القوي للازهار على مزاج الانسان خلق تباينا في طريقة تنسيقها وتقديمها حيث أن باقات المناسبات السعيدة تكون ألوانها أزهى وأصنافها اكثر و تنسيقاتها متعددة تشغل حيزا من المكان كما في صالات الأفراح خلافا لمناسبات الحزن التي تقتصر على تنسيق معين ولوني الاصفر والبرتقالي أما في زيارة المرضى فيفضل أن تكون الباقة بسيطة تضم بعض الأزهار تتنوع ألوانها وتكثر فيها العروق الخضراء التي تعطيها سماكة مع تغليف بنايلون أو قماش ملفوف بشريط ملون ما يبعث نوعا من الراحة والحياة في نفس المريض.

وأوضح أن سعر الباقة أو البوكي مع اختلاف المناسبة يتراوح بين 500-3000 ليرة سورية وأن تكلفة تزيين صالات الافراح تتراوح بين 8000-25000ليرة.

بدورها قالت سامية إن لديها اهتماما باقتناء الازهار والنباتات الطبيعية كونها كائنات حية تبعث الحياة والامل في النفس رغم حاجتها الى عناية مستمرة ونفقات مادية.

في حين قال أحد زبائن محل لبيع الازهار يحمل سلة فيها أزهار اصطناعية لعيادة صديقه في المشفى إنها لاتحتاج إلى عناية وغير قابلة للعطب ويمكن الاحتفاظ بها كتذكار بالإضافة لسعرها المناسب لدخله مقارنة بالازهار الطبيعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى