سياسية

د. المقداد أمام وزراء خارجية المؤتمر الإسلامي: سورية واجهت المؤامرة بمزيد من الانفتاح على شعبها

قال الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين إن سورية مرت خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة بأيام صعبة دفعت فيها ثمنا كبيرا من أمنها واستقرارها عبر محنة غير مألوفة خيمت عليها وأدت إلى حالات من الاضطراب بفعل حوادث شغب
  وأعمال قتل وترويع للمواطنين وتخريب للممتلكات العامة والخاصة ارتكبتها مجموعات مسلحة متطرفة استغلت الاحتجاجات الشعبية وسقط خلالها أعداد من الشهداء سواء من المواطنين أو من رجال الأمن والشرطة والقوات المسلحة .

وأضاف المقداد في كلمة سورية أمام مؤتمر وزراء الخارجية الثامن والثلاثين للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي والذي افتتح أعماله صباح أمس في الأستانة عاصمة كازاخستان.. إننا على ثقة تامة من أن الدول الإسلامية الشقيقة قد تابعت هذه التطورات لحظة بلحظة وباهتمام بالغ فنحن نعرف ما تعنيه سورية بالنسبة لهم وخاصة لجهة دورها التاريخي في الدفاع عن مصالح الأمة ومقاومة أطماع الغزاة والغاصبين.

وقال.. لا نعتقد أن سورية مرت بمرحلة لم تكن فيها هدفا لمؤامرات بعضها مرتبط بالجغرافيا السياسية المهمة لها وبعضها الآخر مرتبط بمواقفها السياسية تجاه التطورات الإقليمية والدولية فسورية لم تتنازل عن حقوق شعبها وأمنها ولم تتآمر على أشقائها عربا ومسلمين ودافعت عن قضايا العدالة والحرية في كل أنحاء العالم.

وأكد المقداد أن الحقائق ستظهر عاجلا أم آجلا كل تفاصيل المؤامرة على سورية فالمواقف السياسية الخارجية وخاصة من قبل بعض الدول الغربية التي لها تاريخ حافل من الاستعمار وانتهاك حقوق الإنسان الأساسية عملت على استمرار الهيمنة على منطقتنا من خلال محاولات الضغط والتدخل في شأننا الداخلي لا حرصا على المواطنين السوريين وإنما من أجل الوصول إلى هدف معروف مسبقا وهو أن تتنازل سورية عن كل ما تتمسك به من مبادىء وحقوق وسياسات وخاصة في إطار الصراع العربي الإسرائيلي .

وعبر نائب وزير الخارجية والمغتربين عن تقدير سورية للدول الإسلامية الأعضاء في المنظمة على تضامنها مع قيادة وشعب سورية لمواجهة التحديات التي فرضتها التطورات الأخيرة في مواجهة أعمال القتل التي ارتكبتها مجموعات مسلحة متطرفة ضد مواطنيها الأبرياء وعلى فهمها أيضا للهجمة الغربية على سورية والتي ترافقت مع ضخ إعلامي غير مسبوق من التضليل والتحريض وتشويه الحقائق وقلب الحق إلى باطل وتصوير القتلة على أنهم أبرياء.

وقال إن الأحداث التي شهدتها سورية خلال الأسابيع الأخيرة لا تندرج إطلاقا كما يوحي البعض في الغرب وأدواته من أجهزة الإعلام تحت تصنيف التظاهرات السلمية بل إن المجازر التي ارتكبتها التنظيمات المسلحة كانت استغلالا بشعا لمبدأ التعبير والتظاهر السلمي معربا عن أسفه لبناء البعض مواقفه السياسية على هذا التضليل الإعلامي والضغوط التي مارستها الدول الغربية.

وأضاف المقداد أن الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها هي استغلال المجموعات الإرهابية المسلحة للتظاهرات السلمية لحمل السلاح وقتل الأبرياء من المواطنين العاديين واستهدافها للقوى الأمنية وارتكابها أعمال التخريب وحرق المقار الحكومية والرسمية والمؤسسات الاقتصادية ومقرات الجيش وقوى حفظ النظام.

وقال نائب وزير الخارجية والمغتربين إن مما يجب علينا إيضاحه أمام هذا الاجتماع الهام هو عدم تورع هؤلاء المجرمين عن التمثيل بجثث الضحايا وذبح العشرات من العاملين في أجهزة حفظ النظام وهم أحياء ورميهم في مقابر جماعية حيث بلغ عدد الشهداء من أجهزة حفظ النظام نحو ثلاثمئة وعدد الجرحى من صفوفهم ما يزيد على ألفين وخمسمئة الأمر الذي يظهر بشكل لا لبس فيه الكميات الكبيرة من الأسلحة التي تم إدخالها من قبل بعض الأطراف لهذه المجموعات الإرهابية المسلحة لممارسة قتلها وعنفها.

وأشار المقداد إلى إن المصطلحات التي استخدمها الغربيون في حملتهم المسعورة ضد سورية تدعم قوى التطرف والإرهاب وتحمل في الكثير من ثناياها حلمها في العودة إلى عصور الاستعمار والانتداب قائلا إن ذلك يطرح بكل أسف وقلق كبير مصداقية دول بعينها باتت تستغل الوضع العام في منطقتنا والمنظمات والهيئات الدولية وتعتبرها ذراعا لها في ممارسة سياستها الخارجية تجاه سورية لافتا إلى أن هذه الدول هي نفسها التي تفاخر في سعيها الدؤوب إلى منع الفلسطينيين من اللجوء إلى الأمم المتحدة لتأكيد حقهم التاريخي في إقامة دولتهم المستقلة ومؤكدا إن من يمارس سياسة الكيل بمكيالين لا يملك الحق ولا المصداقية في أن يزعم الحرص على حقوق الإنسان طالما أنه يمارس انتهاك هذه الحقوق في الكثير من دول ومناطق العالم .

وأضاف المقداد.. لقد واجهت سورية هذه المؤامرة بمزيد من الانفتاح على شعبها وأصبحت القرارات المتخذة حقائق على أرض الواقع بما في ذلك إلغاء حالة الطوارىء وإصدار مشاريع قوانين الأحزاب والإدارة المحلية والانتخابات إضافة إلى إعلان السيد الرئيس بشار الأسد عن إطلاق حوار وطني شامل لتحقيق الطموحات والتطلعات التي ترنو إليها أعين السوريين والذي ستبدأ أول جلساته بتاريخ 10 تموز القادم .

وقال ان هذا المؤتمر سيعكس تمسك السوريين بحقوقهم وبوحدتهم الوطنية وسلامة أراضيهم ورفضهم لأي شكل من أشكال التدخل الخارجي ولأجندات التحريض والتخريب التي تستهدف أمنهم وأمن وطنهم مشيرا إلى أن ملايين السوريين عبروا عن التفافهم حول قيادة الرئيس بشار الأسد والبرنامج الإصلاحي الذي طرحه وعن وقوفهم ضد الإرهاب والتطرف والعنف الذي تمارسه الجماعات المتطرفة والمسلحة.

وأكد أن سورية تقف مع الشعب الفلسطيني في ذات الخندق لتحرير الأرض واستعادة الحقوق المشروعة في العودة وتقرير المصير وقال إن قضية فلسطين هي قضيتنا أيضا والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على شعب فلسطين تمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وعلى إسرائيل أن تنهي احتلالها وتقتلع مستوطناتها من الأرض الفلسطينية ومن الأرض السورية في الجولان المحتل.

وأضاف المقداد أن سورية تتطلع إلى الدول الإسلامية الشقيقة لتعزيز تضامنها مع شعب سورية لتحرير الجولان المحتل وإجبار إسرائيل على إطلاق سراح ما يزيد على عشرين أسيرا سوريا من سجونها والآلاف من السجناء الفلسطينيين.

وكان رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزار باييف قد ألقى الكلمة الافتتاحية للمؤتمر وتحدث عن ضرورة تعزيز التنمية والتعاون بين الدول الأعضاء في المنظمة ثم تحدث الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو حول دور المنظمة على الساحة الدولية وأهمية تعزيز التضامن الإسلامي .

واعتمد المؤتمر الوزاري اسما جديدا لمنظمة المؤتمر الإسلامي هو منظمة التعاون الإسلامي.

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى