علوم وتقنيات

الحرب الإعلامية الإلكترونية وأمن المعلومات على هوا شهبا FM

في إطار التعاون العلمي الإعلامي بين إذاعة شهبا FM وشركة أمانتك للحلول التقنية استضاف برنامج هايتك الإذاعي والذي يبث على الهواء مباشرة كل يوم ثلاثاء بتمام الساعة التاسعة مساءً من إذاعة شهبا FM الصحفي أحمد دهان رئيس تحرير صحيفة زهرة سورية الإلكترونية
 في حوار مفتوح حول " الحرب الإعلامية الإلكترونية وأمن المعلومات " .. 

حيث عمل مقدم البرنامج " نيقولا انطاكي " ومهندس الصوت " جورج مقديس " على محاورة ضيف البرنامج حول خصوصية هذه الحرب وأبعادها وأهميتها ليتحدث الصحفي أحمد دهان بقوله .. 

" تنطلق أهمية الحرب الإعلامية الإلكترونية من أهمية الانفتاح الإعلامي الكبير في العالم وخاصة بعد انتشار وسائل الإعلام الإلكتروني التي وفرت الوقت والمكان واختصرت المسافات والتكلفة وقد تم تعريف الإعلام الإلكتروني (Electronic media‏( : بأنه الإعلام الذي يتم عبر الطرق الالكترونية وعلى رأسها الإنترنت ، يحظى هذا النوع من الإعلام بحصة متنامية في سوق الإعلام وذلك نتيجة لسهولة الوصول إليه وسرعة إنتاجه وتطويره وتحديثه كما يتمتع بمساحة أكبر من الحرية الفكرية ، كما تعد التسجيلات الصوتية والمرئية والوسائط المتعددة والأقراص المدمجة والإنترنت أهم أشكال الإعلام الالكتروني الحديث " .. 

ويضيف قائلاً " ويعتبر الإنترنت وسيلة الاتصال الأسرع نموّا في تاريخ البشرية ، ففي حين احتاج الراديو إلى 38 عاماً للحصول على 50 مليون مستخدم لاستقبال برامجه ، احتاج التلفزيون إلى 13 عاماً للوصول إلى العدد نفسه ، فيما احتاج تلفزيون الكابلات ( الدش ) إلى 10 أعوام , أما شبكة الإنترنت فلم تحتج سوى إلى 5 أعوام للوصول إلى ذلك العدد ، وأقلّ من 10 أعوام للوصول إلى 500 مليون مستخدم !" .. 

" ومع بداية ظهور الإنترنت ومن بعد الإعلام الإلكتروني فرض واقعاً مختلفاً تماماً ، إذ أنه لا يعد تطويراً فقط لوسائل الإعلام السابقة وإنما هو وسيلة احتوت كل ما سبقها من وسائل ، فأصبح هناك الصحافة الإلكترونية المكتوبة ، وكذلك الإعلام الإلكتروني المرئي والمسموع ، بل إن الدمج بين كل هذه الأنماط والتداخل بينها أفرز قوالب إعلامية متنوعة ومتعددة بما لا يمكن حصره أو التنبؤ بإمكانياته " .. 

وتسأل الإعلامي الشاب نيقولا عن استخدام الانترنت كوسيلة للحرب , هذه الحرب التي أصبحنا نشاهدها في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الإلكتروني .. 

ليجيب ضيف البرنامج بالقول " لقد كان الإنترنت نتيجة لمشروع أربانت الذي أطلق عام 1969، وهو مشروع من وزارة دفاع الولايات المتحدة , أنشئ هذا المشروع من أجل مساعدة الجيش الأمريكي عبر شبكات الحاسب الآلي وربط الجامعات ومؤسسات الأبحاث لاستغلال أمثل للقدرات الحسابية للحواسيب المتوفرة .. وقد تحول مجال الاستخدام للشبكة العنكبوتية ليسهم في الأمور العلمية من خلال نمو الشبكة وربط " المؤسسة الوطنية للعلوم " جامعات الولايات المتحدة الأمريكية بعضها ببعض مما سهّل عملية الاتّصال بين طلبة الجامعات وتبادل الرسائل الإلكترونية والمعلومات .. واليوم يصل عدد مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط وحدها إلى ( 45,861,346 ) مستخدماً يمثلون 13% من تعداد السكان ، ونسبة 8.8 % من المستخدمين في العالم وهذه النسبة تتضاعف بسبب الانتشار " ..
وحول تساؤل مقدم البرنامج الأستاذ نيقولا عن أبعاد الحرب الإعلامية الإلكترونية أو ما يسمى ثورة الإنفوميديا وتأثيرها على الرأي العام ومدى مصداقيتها .. 

يتحدث رئيس تحرير صحيفة زهرة سورية قائلاً " يشهد العالم الآن نوع جديد من الثورات التكنولوجية والتي تسمى ثورة الانوفميديا والتي تتجسد في الدمج بين وسائل الإعلام والاتصال وظهرت من خلال بث القنوات التلفزيونية على الهاتف المحمول مثل شركة الاتصالات الإماراتية التي بثت عشر قنوات ترفيهية وإخبارية ، وكذلك تطوير شبكات المحمول والإنترنت والتي استخدمت تصفح المواقع الإلكترونية عبر الهاتف المحمول بسرعة وجودة توازي التصفح على الحاسبات الالكترونية ، حيث بلغ عدد مستخدمي الهواتف المحمولة على مستوى العالم ما يفوق أربع مليارات مستخدم .. لم يتوقف التغيير على الوسيلة الإعلامية فقط أو كم الجمهور وإنما تعداه لطبيعة هذا الجمهور وموقعه من العملية الإعلامية المكونة من مرسل ومستقبل ووسيلة ورسالة ورجع صدى ، إذ تغيرت تماماً عناصر هذه العملية في ظل ثورة الإعلام الإلكتروني وصار بينها نوع من التداخل والتطور النوعي أهمه اختفاء الحدود بين المرسل والمستقبل فأصبح الجمهور هو صانع الرسالة الإعلامية ، وأبرز مثال على ذلك ظاهرة المواطن الصحفي والتي مثلت اتجاه كاسح في الإعلام الإلكتروني الغربي " .. 

ويضيف بالقول " كل ما سبق وغيره مما يصعب حصره من الأسباب تؤكد أن الإعلام الإلكتروني هو إعلام المستقبل ، ومن ثم وجب الاهتمام به وأداؤه بالشكل الأمثل ، والدليل على ذلك اتجاه كثير من الصحف الغربية والأمريكية تحديداً إلى التحول من الشكل التقليدي إلى الإعلام الإلكتروني ، وخاصة في ظل الأزمة المالية التي عصفت بالعالم عامي 2008 و2009 والتي ولدت أزمات مالية لكثير من جوانب الاقتصاد بما فيها المؤسسات الصحفية التي تعمل على أنها مؤسسة ربحية تصرف من مداخليها .. وقد أثبت الإعلام الإلكتروني في سنوات عمره القليلة والذي انطلق عام 1992 بأنه أكثر جدوى في الوصول إلى الجمهور من الصحف التقليدية ، وكثيراً ما يلبي احتياجات قراء الصحف ومشاهدي التلفزيون ومستمعي الإذاعة في آن واحد ، كما تعد هذه الوسيلة الإعلامية ثورة في مجال التفاعل مع الجمهور ، إذ أثبتت قدرة هائلة على تقديم مواد تفاعلية لم يسبق أن قدم التاريخ مثيلاً لها حتى في التواصل المباشر بين الأشخاص وهذا ما شكل أهمية وخطورة خاصة بالتعامل مع هذا النوع من الإعلام .. لو اطلاعنا على إحصائية حجم المتعاملين مع شبكة ( الإنترنت ) في العالم العربي لأدركنا أهمية هذا النوع من الإعلام حيث شملت إحصائيات آذار لعام 2009 على ما يلي .. 

 الجزائر عدد المستخدمين 2.30 مليون بسبتهم بالنسبة للسكان 6.2 % .
 السودان عدد المستخدمين 4.01 مليون بسبتهم بالنسبة للسكان 7.6 % .
 السعودية عدد المستخدمين 9.27 مليون بسبتهم بالنسبة للسكان 34.7 % .
 العراق عدد المستخدمين 3.22 مليون بسبتهم بالنسبة للسكان 12 % .
 الإمارات عدد المستخدمين 1.77 مليون بسبتهم بالنسبة للسكان 35.3 % .
 سورية عدد المستخدمين 1.9 مليون بسبتهم بالنسبة للسكان 5.94 % .
 تونس عدد المستخدمين 1.87 مليون بسبتهم بالنسبة للسكان 13.7 % .
 الكويت عدد المستخدمين 724 ألف بسبتهم بالنسبة للسكان 26.2 % .
 فلسطين عدد المستخدمين 246 ألف بسبتهم بالنسبة للسكان 7.9 % .
 المغرب عدد المستخدمين 14.27 مليون بسبتهم بالنسبة للسكان 42.8 % . 

وتعتبر القوة الإعلامية للتيار التحريضي أو التخريبي تكمن في الإعلام الالكتروني ، خاصة بعد أن جندت قوى التخريب والتحريض جهودها في التواصل مع المواطنين من خلال ما يعرف بالإعلام الاجتماعي social media مثل الفيس بوك وتويتر وتاجت وماى سبيس وغيرها من المدونات الاجتماعية والسياسية واسعة الانتشار، ومثلت هذه المواقع الالكترونية أفضل الأدوات المستحدثة في خدمة الحملات الانتخابية والحملات التشويهية ، خاصة بعد أن حجبت وسائل الإعلام التقليدية آراء بعض قوى التيار المعارض وإتباعهم ووجهات نظرهم " . .

وفي هذه الأثناء ينقل الأستاذ نيقولا بعد الفاصل ليتحدث مع ضيفه حول الفرق مابين الإعلام الإلكتروني والتفاعلي ليجيب ضيف البرنامج قائلاً .. 

" إن الفرق بين الإعلام الالكتروني والإعلام التفاعلي ، فالأول كما ذكرت هو مجموعة من مجلات وصحف على شبكة الإنترنت تقدم محتوي خاصاً يفترض أن يكون له هيئة تحرير تعرف بنفسها ، ويتحمل من يرأسها مسؤولية ما ينشر ويلتزم بآداب وتشريعات ومهنية المحتوى الصحفي بذلك يفترض أن تلتزم الصحافة الإلكترونية ، وفي مقابله تستحق أن نمنحها أدنى حقوقها المتمثلة في حمايتها والاعتراف بها .. أما الإعلام التفاعلي ، فهو عبارة عن خصائص أو وسائط أو خدمة ملحقة بأي وسيلة إعلامية مطبوعة أو مرئية أو الكترونية تتيح للجمهور أن يشارك برأيه من خلالها .. ونجد من أمثلة الإعلام التفاعلي الموجود بمصر، هو صفحة القراء في كل مطبوعة وهو تعقيبهم على موادها في مواقعها الإلكترونية , وهو مشاركات الجمهور في البرامج المرئية والإذاعية ، ومداخلاته في قاعات المحاضرات والندوات … وهو أخيراً منتديات إلكترونية ملحقة بمواقع النشر الإلكتروني أو مستقلة بذاتها " .. 

ويتابع الأستاذ أحمد دهان بقوله " يتميز الإعلام الالكتروني بأنه مرتبط بوعي المجتمع وثقافته ومهارة الأفراد في صياغة آرائهم والتعبير عنها ، كما يتميز أيضاً بأهميته في تثقيف مستخدميه وتنمية مهاراتهم على تعلم استخدام وسائل تكنولوجيا المعلومات في إضافة الصور ومقاطع الفيديو مثلاً لتوصيل الرسالة التي يرغبون في إذاعتها ، ويسترشد أيضاً مستخدم شبكة الإعلام الالكتروني بالفنون الالكترونية المختلفة التي يقدمها الراسل ويتعلم بطريقه فطرية كيفية التواصل معها واستحداثها وإضافة الموضوعات والتعليقات التي يرغب في نشرها ، ويعد موقع الفيس بوك هو الأوسع انتشاراً في معظم دول العالم خلال الفترة الراهنة خاصة لما تشهده ساحات الحوار عبر الفيس بوك من حروب بالأفكار والمعتقدات والاتجاهات ، وظهرت فنون الإضافة والتعليق ونشر الآراء بالمواقع المصرية على النحو الذي يتيحه الموقع من إمكانيات ، كما تجلت معه أيضاً الشبكات الاجتماعي و التي تعرف فيما يسمى بالشبكات الاجتماعية المختلفة سواء السياسية أو الاجتماعية أو الدينية أو الحقوقية .. يجب علينا أن ننتبه ، بأن الإعلام الالكتروني قد نجح في تحويل القضايا الاجتماعية إلى عمليات سياسية مستحدثه ، وأصبح التفاعل بين المرشحين وأنصارهم مع الناخبين فعلاً ومستمراً لعدد ساعات أكثر من التي كانت عليها ، وحول الاجتماعي إلى سياسي والعكس صحيح ، إذ أصبحت المدونات الالكترونية وغرف الدردشة تتناول الموضوعات الرياضية على سبيل المثال من منظور سياسي ووطني في بعض الأحيان ، كما تمثلت خطورة تلك التطويرات في احتقان حالات العنف الطائفي والديني ، وحولتها إلى حروب على بعض المواقف التي لا تتناسب مع حالة الاحتقان في تناول القضية أو الحادثة " .. 

وحول سؤال وجهه مقدم البرنامج عن أخلاقيات وخصائص المهنة الإعلامية الإلكترونية والفروق بينها وبين البلطجة الإلكترونية يجب رئيس تحرير زهرة سورية بالقول ..

" يتطلب الأمر في البداية تحديد الفكرة والهدف من وراء إحداث أي موقع سواء كان تجاري أو خدماتي أو إخباري ، والالتجاء إلى شخص مختص إذ يعمل على تهيئة الموقع ، بعد ذلك العمل على تحديد الأهداف الرئيسية واختيار الأبواب ثم وضع الخريطة العامة وحجز الاسم والعنوان واستكمال باقي أموره التقنية , لكن إذا أراد صاحب الموقع الاحتراف وكسب مدخول اقتصادي جيد فإنه يتوجب عليه أن يتتبع كل المراحل والاستعانة بشركات متخصصة لأن الموقع يحتاج لعملية التحسين كي لا يصبح جامداً , فممارسة الصحافة الإلكترونية تعد مشروعاً اقتصادياً يخضع لقواعد ومقاييس اقتصادية مثلها مثل أي مشروع آخر، وحالياً تعد قضية التكلفة والعائد من الأمور التي تشكل عاملا مهما لدى كل من يقدم على المهنة .. وفي هذا الصدد نؤكد على أن المواقع التي لا يتوفر في صحفيوها ميثاق شرف المهنة وإتباع أخلاقها واحترامها وإتباع قواعدها و الحصول على بطاقة مهنية تجد صعوبة في كتابة الخبر والحصول على سبق صحفي بالإضافة إلى أن السمعة الحسنة والاحترافية بنقل الخبر أو الفن الصحفي يعزز من حالة انتشار وأهمية هذه الصحيفة ، كما أن ذلك هو السبب في طغيان الأخبار الزائفة التي تنتقل كالعدوى من موقع لآخر نتيجة القرصنة والسرقة الأدبية التي تعد من مظاهر الصحافة الإلكترونية , لذلك تبقى إشكالية الالتزام بأخلاقيات المهنة مطروحة بإلحاح في هذا المضمار

ويشير رئيس التحرير بالالتزام بأخلاقيات المهنة الإعلامية بقوله " إن أخلاقيات مهنة التدوين أو الصحافة الإلكترونية شبيهة بأخلاقيات مهنة الصحافة لأن كلاهما يهدف إلى عدم الإساءة لمقدسات الأمم بنظرة شمولية وكونية وإن الصحافة الإلكترونية مرتبطة بمهنة قديمة وليس شيئا جديداً لنخترع له أصولا وأخلاقيات ، وبالتالي سينطبق على الصحافي الإلكتروني ما ينطبق على الصحافي الورقي أو التلفزيوني أو الإذاعي .. وإن البلطجة الإلكترونية لا تعير اهتماماً لأخلاقيات المهنة فالتكوين غير موجود بالإضافة إلى ذلك فإن من هب ودب يمارس هذه المهنة ويبدي حقه في الكتابة والتعبير عن الرأي دون احترام للآخر أو لمواثيق الشرف في هذا المجال وإن صحافة النت في بلادنا لم تصل بعد إلى مستوى أن يخوض البعض في تأسيس إطار لأن الجمعيات التي تأسست مؤخراً لن يكون بمقدورها التكوين ، يبدو أن الحل لم يصل بعد إلى مستوى الكمية كما حصل في دول عربية أخرى ، ولذلك كان الأجدر أن ننتظر قليلا ونراكم التجارب " ..

ويؤكد رئيس التحرير عن مواثيق الشرف الإعلامية بقوله " إن الثورة الإلكترونية ستمتد لتشمل أخلاقيات العمل الصحفي ومراجعة مفاهيم ظلت لسنوات مقدسة في مواثيق الشرف الذي ظهر على الصعيد الدولي منذ عام 1913 كالخصوصية أو ما يعرف بالخطوط الحمراء السياسية أو الشعار المقدس كما هو شائع في المغرب ، وفي هذا الصدد نؤكد أن مجموعة من العناوين الإلكترونية المعروفة والأكثر زيارة في العالم العربي تتجاوز الخطوط الحمراء وتمس ببعض المقدسات , وبرأي بالنسبة للأخلاق فاعتبر أنها ذاتها المطالب بها في الصحافة الورقية ؛ فالسرقة الأدبية والقذف والتشهير وكل أصناف العنف الرمزي مرفوضة , أما محاولة البعض هيكلة الحقل الإعلامي الإلكتروني ففي نظري مبادرة سابقة لأوانها ، ذلك أن تأسيس جمعية أو إطار دون الوصول إلى مرحلة الكمية كما حصل في دول عديدة فيه مجازفة ، فالأهم في الوقت الراهن هو التكوين وليس غير التكوين " ..

ورداً على سؤال الأستاذ نيقولا مقدم البرنامج حول عجز العالم عن وضع آليات مناسبة للعمل الصحافة الإلكترونية أشار الصحفي أحمد دهان بقوله ..

من الملاحظ بأن الإعلام الإلكتروني ودخول عصرنا بمرحلة سرعة المعلومات جعلت الإنسان أكثر جرأة في التعبير، والممنوع بات مسموحاً مما ساهم في تحرير البشرية ، ولن يكون بمقدور أي كان أن يضع حدا لتدفق المعلومة ، فكلينتون الرئيس الأمريكي الأسبق وعد يوماً الكونغريس الأمريكي بأنه سيحضر مشروع قانون من أجل ضبط الممارسة في العالم الرقمي خلال السنة القادمة ، وبعد مرور سنة جاء يعتذر ويقول إنه لا يمكن إنجاز المشروع ، لأن الواقع يتقدم أكثر من سرعتنا , فكانت النتيجة المباشرة والدائمة أن البشرية دخلت في فترة انتقالية مجهول مصيرها ، فكل القواعد والمفاهيم والاقتناعات أضحت مؤقتة .. وهذه الأسباب دفعت إلى انحراف الصحافة الإلكترونية والتواصل الإلكتروني عن مسارهما لأن وجود الصحافة الإلكترونية كان بهدف تطوير آلية العمل الإعلامي وليس القضاء على العمل الإعلامي , والتواصل الإلكتروني كان يهدف لتحقيق تواصل اجتماعي افتراضي وليس للقضاء على التواصل الاجتماعي وبذلك بدأت مهام هذه الوسائل تستخدم وتسييس باتجاه تحقيق غايات وأهداف غير مشروعة , فالتحريض الإعلامي الذي كثف جهوده عبر الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي استطاع أن يجذب عدد من مستخدمي الانترنت باتجاه اختلاق أزمات وافتعال أحداث بعدما انقطعت جوانب التواصل الاجتماعي وتعزز الافتراضيات التي تملؤها الكذب والدخل والاحتيال والخداع ولا يعرف من يقف وراء بث الشائعات والتحريضات لأننا في مجتمع افتراضي الصوت والفيديو والكلمة هي سيد الموقف .. وكل ذلك يشير إلى أهمية وضرورة الوصل إلى قانون للإعلام بشكل عام وللإعلام الإلكتروني بوجه الخصوص ليكون منظم للمهنة وإطار قانوني للعمل لكي نحافظ على استمرارية ونجاح هذه التجربة " ..

وبعد فاصل إعلاني تحول مقدم البرنامج للحديث عن أمن المعلومات في الانترنت وعبر الشبكات الحاسوبية وتسأل عن ماهية وأهمية أمن المعلومات ليتحدث ضيف البرنامج عنها بالقول ..

" أمن المعلومات يعني إبقاء معلوماتك تحت سيطرتك المباشرة والكاملة ، أي بمعنى عدم إمكانية الوصول لها من قبل أي شخص آخر دون إذن منك ، وأن تكون على علم بالمخاطر المترتبة عن السماح لشخص ما بالوصول إلى معلوماتك الخاصة , فأنت بالتأكيد لا ترغب أن يكون للآخرين مدخلاً لمعلوماتك الخاصة , ومن الواضح أن معظم الأشخاص يرغبون في الحفاظ على خصوصية معلوماتهم الحساسة مثل كلمات المرور ومعلومات البطاقة الائتمانية وعدم تمكن الآخرين من الوصول إليها ، والكثير من الأشخاص لا يدركون بأن بعض المعلومات التي قد تبدو تافهة أو لا معنى لها بالنسبة لهم فإنها قد تعني الكثير لأناس آخرين وخصوصاً إذا ما تم تجميعها مع أجزاء أخرى من المعلومات .. فعلى سبيل المثال ، يمكن للشركة الراغبة في الحصول على معلومات شخصية عنك للأغراض التسويقية أن تشتري هذه المعلومات من شخص يقوم بتجميعها من خلال الوصول إلى جهاز كمبيوترك بشكل غير شرعي , ومن المهم كذلك أن تفهم أنك حتى ولو لم تقم بإعطاء معلوماتك لأي شخص عبر الإنترنت ، فقد يتمكن بعض الأشخاص من الوصول إلى نظام الكمبيوتر لديك للحصول على المعلومات التي يحتاجونها دون علم أو إذن منك " ..

وحول سؤاله عن مواطن الضعف في شبكة الإنترنت يجيب الأستاذ أحمد رئيس التحرير ..

" تعتبر شبكة الإنترنت عرضة للعيوب والضعف في دفاعاتها , وقد يكون هذا الضعف ناجما عن الأخطاء البرمجية والعيوب في تصميم النظام. ويعود سبب بعض نقاط الضعف إلى الإدخال الخاطئ للبيانات، حيث أن غالبا ما يسمح بتنفيذ الأوامر المباشرة أو عبارات لغة SQL. وأحيانا يخفق المبرمج في التحقق من حجم البيانات المخزنة، حيث يؤدي ذلك إلى فيض من البيانات والذي يسبب فساد المكدس أو مناطق الشجرة الثنائية في الذاكرة " ..

ويتابع بالقول " وغالباً ما تتيح مواطن الضعف للمهاجم إمكانية التحايل على البرنامج بتجاوز فحص إمكانية الوصول أو تنفيذ الأوامر على النظام المضيف لهذا البرنامج , وهناك عدد من نقاط الضعف والتي يكون جهازك أو شبكتك عرضة لها. ومن أكثرها شيوعا هي أخطاء تدقيق صحة إدخال البيانات مثل الأخطاء البرمجية الناجمة عن تنسيق الرموز النصية، والتعامل الخاطئ مع الرموز المتغيرة لغلاف البرنامج ولذلك يتم تفسير هذه الرموز، وإدخال عبارات SQL وتضمين النصوص البرمجية متعارضة-الموقع داخل تطبيقات الويب. ومن نقاط الضعف الشائعة أيضا تحطم المكدس وفيض البيانات في ذاكرة التخزين المؤقت بالإضافة إلى ملفات الروابط الرمزية ( Symlinks ) .. ويمكن أن تكون هناك نقاط ضعف في جميع أنظمة التشغيل مثل الويندوز، ماكنتوش، لينوكس، OpenVMS، وغيرها. ويمكن فحص نقاط الضعف في الشبكة والخوادم من خلال إجراء اختبار خاص عليها يتم من خلاله فحص الخوادم والصفحات الإلكترونية وجدران النار وغير ذلك لمعرفة مدى تعرضها لنقاط الضعف. ويمكن تنزيل برامج فحص نقاط الضعف من الإنترنت " ..

وحول سؤال الإعلامي نيقولا عن المشاكل الأمنية التي تتعرض لها الشبكات الحاسوبية أجاب ضيف البرنامج بالقول ..

" تحدث المشكلة الأمنية عندما يتم اختراق النظام لديك من خلال أحد المهاجمين أو المتسللين (الهاكر) أو الفيروسات أو نوع آخر من أنواع البرامج الخبيثة , وأكثر الناس المستهدفين في الاختراقات الأمنية هم الأشخاص الذي يقومون بتصفح الإنترنت، حيث يتسبب الاختراق في مشاكل مزعجة مثل تبطئ حركة التصفح وانقطاعه على فترات منتظمة , ويمكن أن يتعذر الدخول إلى البيانات وفي أسوأ الأحوال يمكن اختراق المعلومات الشخصية للمستخدم .. وفي حالة وجود أخطاء برمجة أو إعدادات خاطئة في خادم الويب، فمن الجائز أن تسمح بدخول المستخدمين عن بعد غير المصرح لهم إلى الوثائق السرية المحتوية على معلومات شخصية أو الحصول على معلومات حول الجهاز المضيف للخادم مما يسمح بحدوث اختراق للنظام. كما يمكن لهؤلاء الأشخاص تنفيذ أوامر على جهاز الخادم المضيف مما يمكنهم تعديل النظام وإطلاق هجمات إغراقية مما يؤدي إلى تعطل الجهاز مؤقتاً، كما أن الهجمات الإغراقية (DoS) تستهدف إبطا او شل حركة مرور البيانات عبر الشبكة. كما أنه من خلال الهجمات الإغراقية الموزعة (DDoS)، فإن المعتدي يقوم باستخدام عدد من الكمبيوترات التي سيطر عليها للهجوم على كمبيوتر أو كمبيوترات أخرى. ويتم تركيب البرنامج الرئيسي للهجمات الإغراقية الموزعة (DDoS) في أحد أجهزة الكمبيوتر مستخدماً حساباً مسروقاً , إن التجسس على بيانات الشبكة واعتراض المعلومات التي تنتقل بين الخادم والمستعرض يمكن أن يصبح أمراً ممكناً إذا تركت الشبكة أو الخوادم مفتوحة ونقاط ضعفها مكشوفة" ..

وحول أهمية وطرق وسائل الحماية من الهاكرز والقرصنة واللصوصية أشار الأستاذ أحمد دهان بالقول ..

" عليك بالحذر والحرص الدائمين لحماية نظامك كي لا يكون عرضة للهجمات بسبب نقاط الضعف فيه، ويمكنك تركيب برامج فعالة لجعل استخدام الإنترنت أكثر أماناً لك , ومن وسائل الحماية المادية نذكر منها ..

التحديثات

حافظ على تحديث جميع برامجك بما في ذلك أحدث نسخة من برنامج التشغيل الذي تستخدمه. وإذا كنت تستخدم التحديث التلقائي الذي يقوم بالبحث يومياً عن التحديثات عند بدء تشغيل الجهاز، فعليك إعادة تشغيل جهازك يومياً.

جدار النار (Firewall) 

يكون جدار الحماية الناري إما برنامجاً أو جهازاً يستخدم لحماية الشبكة والخادم من المتسللين. وتختلف جدران النار حسب احتياجات المستخدم. فإذا استدعت الحاجة إلى وضع جدار النار على عقدة منفردة عاملة على شبكة واحدة فإن جدار النار الشخصي هو الخيار المناسب. وفي حالة وجود حركة مرور داخلة وخارجة من عدد من الشبكات، فيتم استخدام مصافي لجدار النار في الشبكة لتصفية جميع الحركة المرورية. علماً بأن الكثير من الشبكات والخوادم تأتي مع نظام جدار نار افتراضي، ولكن ينبغي التأكد فيما إذا كان يقوم بعمل تصفية فعالة لجميع الأشياء التي تحتاج إليها، فإن لم يكن قادراً على ذلك، فينبغي شراء جدار حماية ناري أقوى منه.

برامج مراقبة بيانات الشبكة Packet Sniffers

طريقة فعالة لمراقبة الحركة المرورية عبر الشبكة باستخدام أحد برامج مراقبة بيانات الشبكة، حيث يتم من خلاله تجميع البيانات الداخلة والخارجة، وهي طريقة ممكن أن تكون مفيدة في الكشف عن محاولات التسلل عبر الشبكة، وكذلك يمكن استخدامها لتحليل مشاكل الشبكة وتصفية وحجب المحتوى المشكوك فيه من الدخول إلى الشبكة.

أمن الشبكة اللاسلكية

تنتشر الشبكات اللاسلكية في كل مكان وتنمو بشكل غير طبيعي ولا توجد دلالات على توقف ذلك النمو على المستوى المنظور. وهناك العديد من القضايا الأمنية المصاحبة لهذه الشبكات اللاسلكية، كما أن بإمكان أي شخص الوصول إلى الشبكة اللاسلكية من أي مكان تتوفر فيه الوصلة اللاسلكية. وبالإضافة إلى التدابير الأمنية العامة المتبعة لحماية الشبكات اللاسلكية، فإنه من الضروري إتباع المبادئ العامة البسيطة لتوفير أفضل مستوى من الأمن لشبكتك اللاسلكية. 

التشفير 

التشفير هو ترميز البيانات كي يتعذر قراءتها من أي شخص ليس لديه كلمة مرور لفك شفرة تلك البيانات. ويقوم التشفير بمعالجة البيانات باستخدام عمليات رياضية غير قابلة للعكس. ويجعل التشفير المعلومات في جهازك غير قابلة للقراءة من قبل أي شخص يستطيع أن يتسلل خلسة إلى جهازك دون إذن .. ويتم حماية الشبكة اللاسلكية باستخدام بروتوكول تشفير الشبكات اللاسلكية (WEP) ويعمل هذا البروتوكول بتضمين مفتاح مشترك 64 أو 128 بت بين العملاء ونقطة الدخول، ومن ثم يتم استخدام هذا المفتاح لتشفير وفك تشفير البيانات بينهم، وهذا يوفر قدر كاف من الأمن للشبكات المنزلية. عليك الرجوع إلى الوثائق الخاصة بالأجهزة اللاسلكية لديك لتعرف كيفية تمكين وإعداد بروتوكول التشفير اللاسلكي (WEP) على شبكتك , أما بالنسبة لبيئات الشركات، فيجب اعتبار هذا البروتوكول (WEP) فقط كنقطة بداية للترتيبات الأمنية، وعلى الشركات البحث جدياً في ترقية شبكاتهم اللاسلكية إلى مستوى (WPA) أكثر أماناً. 

التعريف 

يكون للأجهزة ومديرو الشبكات أسماء تعريف افتراضية في النظام، ومن السهل كثيراً على الهاكر إيجاد هذه الأسماء، ومن ثم عمل كلمات مرور واسم مستخدم شخصي لك من خلال تعديل أسماء التعريف الافتراضية في النظام. لذا ننصح بإعطاء الأجهزة لديك أسماء لا تكشف عن هوية صاحبها أو أماكنها، ومثال ذلك بدلاً من استخدام عنوانك الفعلي مثل اسم المبنى أو اسم الشركة كأسماء لأجهزتك، يمكنك استخدام أسماء مختلفة مثل "الجبل Mountain" أو "جهازي My Device" 

الإعلان عن المعرف Identifier Broadcasting 

قد يكون في جهازك وظيفة افتراضية لبث (الإعلان عن) حالة التوصيلة، وحيث أنه قد يكون سهلاً على الهاكرز اختراق الشبكة اللاسلكية، لذا عليك تعطيل عمل خاصية الإعلان عن المعرف Identifier broadcasting. 

ترشيح العناوين MAC filtering 

يعرف عنوان (MAC) كذلك بأنه العنوان المادي ، وهو معرف فريد لكل جهاز في الشبكة ويعني مصطلح ترشيح العناوين أن تقوم يدوياً بإدخال قائمة بالعناوين الموجودة في شبكتك المحلية وتقوم بإعداد الموجه لديك (router) ليسمح فقط بتوصيل هذه العنوانين المحددة عبر الشبكة اللاسلكية
ويمكن بسهولة العثور على العناوين MAC Addresses ))
من خلال الذهاب إلى مؤشر الأوامر ( Command Prompt ) في كل نظام وكتابة هذه العبارة ipconfig /all ..

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى