مقالات وآراء

هموم …..صحابة الجلالة

كثيراً مانسمع عبارات تمدح صاحبة الجلالة وتضعها مقام السلطة الرابطة , وتلقي باعباء البحث والاستكشاف والسعي وراء الحقيقة .
ولم تشغل الصحافة هذه المكانة عبثاً بل كانت دائماً المحرك الأساسي والقناة الناقلة للأخبار والأراء والأفكار .
والكتابلة فعل تواصل يعبر عن الثقافة والمعرفة ويفك رموزه الصامته القارئ الذي يتلقى هذه النصوص ويترجمها بناء على ثقافته واطلاعه واتجاهاته…..
وغالباً مايغمس الصحفي ريشة قلمه في دموع المعذبين وأوجاع المقهورين , وفي عرق الكادحين الذين يبللون لقمتهم بالعرق والدم معاً ….. إنه يسلط الضوء على ضحاية الجشعين والطامعين , ويحاول جاهداً لفت الأنظار لرفع الظلم عنهم …. أي ان الصحفي الحق هو الضمير الحي الذي لا يسكته تأنيبات الأخرين وتوعداتهم , ولا تثني عزيمته مصاعب المهنة وهموم العيش والحياة لأنه مواطن ويعاني كأبناء جلدته , أنه لا يسكن في برج عاجي , ولا يترفه بالكماليات التي غدت من الضروريات ومنها السيارة والسكن اللائق والراحة المادية التي تؤدي الراحة المعنوية .
في حالات التحليق خارج أطار الواقع الحياتي المعاش يسئل الصحفي عباراته من جمال الطبيعة وعذوبة الحياة من هفهفات النسيم ومن الازهار يكتب عن الحب والحمال ويدعو للحياة دون هموم وأشجان ومنبع ذلك أن الكتابة هي البحث عن حالة التوازن , ونشدان عالم خال من الأخطاء والتصحيح .
ولكن في معظم الأحيان تطوق الهموم الكاتب , وتتقافز أمامه لأنها حية في الواقع , فإذا أراد الكتابة عن الثقافة تحدث عن أزمة الكتاب وأزمة قارئ وأزمة مسرح وأزمة سينما .
وإذا غاص في عمق المجتمع خرج بالعديد من الاشكالات التي تحتاج الدراسة وتحليل وتحميص …. والأمر نفسه ينطبق على الرياضة والأقتصاد وغيرها من الأمور .
إذاً الهدف ليس شغل مساحات واصدار جريدة , والحلم ليس في الحصول على مطبوعة مكررة ومنسوخة أعدادها تتشابه في كل شيء وتختلف بعددها وأرقامها فقط .
الكلمة سلاح ومسؤولية , وهي ناقدة كالرصاصة تماماً قادرة على قلب الموازين الخاطئة وتصحيح مافسد من الأمور , إنها تشير إلى مكان المرض والمسؤولون هم القادرون على المعالجة .
أي أن يداً وادة لا تصفق . وبناء الوطن والحفاظ على تألقه وجماله وتقدمه رهن بتعاون الجميع , وعلينا ألانتهرب من مسؤولياتنا لأن الوطن يلفظ في النهاية أبناءه العاقين .

بواسطة
مثنى محمد أمين النقشبندي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. والله يا آنسى مثنى بدك مين يقدر هيدا الكلام…. لأنو بوقتنا هلأ ما عاد حدا أهتم لوطنو الأم سورية الأهم هو التقلد بشعب برا… بس الله يهدينا لنسعى بهالبلد إلى أحسن المراتب.

زر الذهاب إلى الأعلى