مقالات وآراء

دعــــوة للـفرح والأمــــــــــــل

كلنا يقول أن الزمن يجري سريعاً فلا تكاد الجمعة من كل أسبوع تمضي حتى تحل الجمعة التالية وهكذا الأشهر والسنون تنصرم كومضات خاطفة أو لحظات عابرة قد لايصحو المرء من غفلة حياته حتى تكون قد انطوت وصارت شيئاً من الماضي لايعود وقد لايتكرر .
تقول الرواية القديمة أن النبي نوح عاش تسعمائة وخمسين سنة وعندما سئل في آخر حياته كيف رأى الحياة الدنيا أجاب: رأيتها مثل حديقة لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر وأقول لنفسي: هل تغيرت سرعة الزمن ؟ وهل فاته من أمر الحياة شيئاً فأسرع الخطى كي يلحق به ؟
ألسنا نحن من تغير وتبدل ؟ نحن البشر اللاهثين خلف حاجاتنا ومطالبنا المتجددة ، الباحثين عن مستقبل أفضل لأطفالنا وأجيالنا نحن البشر الذين ترهقنا ضرورات الحياة ومتى تحققت الضرورات ازدادت سرعتنا نحو تحقيق الكماليات وكل أمر يصبح في متناول اليد تقل الرغبة فيه ليستمر البحث عن الأفضل والأجمل أو الأغلى والامتع ؟ .
هكذا تمضي السنون والأيام غير آبهة بأحد تاركة البشر في صراع مستمر لاحدود ولانهاية له صراع من اجل البقاء عاشه الإنسان منذ كان على هذه الأرض .
فهل نحن محكومون بالسرعة في هذا الزمن الصاخب المليء بالحيوية وبكل جديد ؟
قد يكون الأمر هكذا لا لأن السرعة هي رغبة فقد تكون السرعة ضرورة وواجباً في هذا العصر رغم أنها تستهلك العمر والصحة ولكن يجب التوقف قليلاً لا الوقوف كي نتناول في لحظة التوقف هذه وجبة الفرح نجدد بها صفاء قلوبنا ونفوسنا ونطرد عن كاهلنا شيئاً من متاعب الحياة الصعبة الشاقة …
وقد نحقق في لحظة التوقف أشياء هامة أخرى إذا كانت هذه اللحظة مخصصة لإعادة الحساب وتقييم السلوك وبذلك يمكن أن ننبذ البغضاء ونطرد الأحقاد لنقلل من حجم الطوابير الماثلة كل يوم أمام المحاكم ودور القضاء ، ويمكن لنا اختصار الأرقام الكبيرة في حوادث المرور اليومية والتي يذهب ضحيتها إخوة وأهل وأبناء وأحبة .
ويمكن لأشياء كثيرة أن تتحقق بالتروي والتبصر وإعادة الحساب الذاتي والأخلاقي.
ومن يظن أن في الدعوة إلى التوقف قليلاً خطأ أو خروجاً عما يجب أن يكون فليسأل نفسه : لماذا هذا السباق الذي لاينتهي والى أين ستمضي بنا القافلة ونحن نسير مسرعين لاشيء يخفف من سرعتنا أو يطفئ ظمنأ أو يفي بحاجاتنا ؟
فهل نجدد صمتنا بالكلمة الرقيقة الحلوة ونجدد حياتنا بوقفة الفرح القصيرة في مسيرة الحياة المستمرة ابدأ ؟ إنها دعوة للفرح والابتسامة فلنبدأ من جديد مع الصفاء والنقاء ونجعل عنوان علاقتنا مع الآخرين الابتسامة الجميلة والصدق في المعاملة ولتكن دائماً وأبداً الوجوه مكللة بالبياض الذي لايشوبه شائبة فتحية للجميع ودمتم طيبين .

بواسطة
وليد مصطفى سلطان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى