المنوعات

تصنيف مرض جديد من أمراض الإدمان

إن إصابة هوس الشراء للنساء أكثر من إصابته للرجال ، فهو لا يقل خطورة عن إدمان المخدرات ، وإن المصابين بهذا المرض من النساء يستعينون به للتخلص من المشاعر المؤلمة أو الأفكار غير المرغوبة التي تلح عليهن
 ، وأول من أستغل هذا المرض هو القائم على الحملات الترويجيّة التجاريّة حيث أخذوا يتفننون بأساليب إقناع المصابين والسؤال هنا؟

ـ هل هوس التسوق عند النساء ينتج بفعل الضغوط الكبيرة أم إنه صفة شخصيّة، وهل له علاج؟ 

إن علماء الطب النفسي فسّروا إن حالة الشراء ليست سوى حالة من حالات الإدمان تصيب المرأة وتفقدها السيطرة على إرادتها فتبدأ حالتها بالتوتر وعدم تحمل الآخرين حتى تأخذ جرعة من التسوق السريع وعندها تعود لتهدأ بسرعة وتشعر بشيء من الراحة ثم تتطور الحالة أكثر فأكثر وتأخذ في زيادة مشترياتها لتشعر براحة أكبر، وفي بداية الإصابة تكون سعيدة ولكن بعد ذلك تشعر بالضيق والكآبة والخجل من نفسها ومن بعد ذلك تعمل على شفاء حالتها لذلك تصنف المصابات بمثل هذا الهوس إلى نوعين الأول هوس عقلاني وتتحكم المصابة بتصرفاتها، والآخر إدمان يصعب شفاءه بسرعة وتكمن المرأة المصابة بمثل هذا الهوس أنها تنكر إصابتها بهذا المرض وتبرر شرائها المستمر،وتصنفه بأنه من الحاجات الضرورية اليومية لكل امرأة.

ـ الفراغ هو السبب 

إن العوامل التي تجذب المرأة إلى تنشيط هذا الهوس نابع من ذاتها برغبتها في الهروب من الفراغ والكآبة والقلق والغضب والبعض الآخر يعود إلى ما يلي:

ـ أولاً الأسواق التي أصبحت مكاناً شاملاً لكل أساليب الراحة النفسية والجسديّة فهي تحتوي على المطاعم والحدائق وأيضاً حضانات للأطفال وغيرها….؟!! 

أما المحلات التي تدرس الوجوه المألوفة دائماً تدرب البائع على حفظ أسماء الزبائن حتى يتحدث معهم بأسمائهم فهنا يشعر المشتري بخصوصية حتى يعاود الشراء والتسوق مرة أخرى، والمحلات الكبرى التي توفر للزبائن أماكن فاخرة للجلوس عند الشراء فيشعر المشتري براحة كبيرة عند القيام برحلة التسوق وهذا ما يدفعه ليعود ثانيةً، ومن أكثر العوامل التي تعد سبباً للإدمان هو تنزيلات المحلات التجاريّة التي ما هي إلا حيلة على الناس والمرأة خصوصاً من قبل أصحاب المحلات، وأخيرا وليس آخراً هو الإعلان الذي يظهر على شاشات التلفزة فتشعر المرأة إن لديها الرغبة للذهاب إلى الأسواق والاستمتاع بالشراء كما تراه في الإعلانات.

ـ الضغوط وهوس التسوق 

ما هي أعراضه ؟ 

قد قلنا إن المرأة المصابة بهوس الشراء لا تعرف بأنها مصابة بهذا المرض إلا عند مرور فترة لا يستهان بها من الوقت، حتى تصبح في مرحلة الإدمان، فلذلك نقدم للنساء المدمنات هذه التساؤلات التي تتيح لها فرصة أن تعرف إنها متسوقة عاديّة أو مصابة بهذا المرض الخطير:

ـ عند شرائك هل تحمّلين نفسك بالذنب لعدم توقفك عن الشراء ؟ 
ـ هل تتعرضين لقلقٍ في النوم وأنت تفكرين بالكم الهائل من الأشياء في السوق؟
ـ ذهنك يفكر بالشراء والتسوق دائماً وبشكلٍ كبير؟
ـ هل هناك شجار بينكِ وبين زوجك على كثرة الشراء لديكي؟
ـ عند شرائك السلع المتنوعة هل تشعرين بأن هناك حاجيات لن تستخدميها حتى ولو بالشهر مرة؟
ـ تستعينين دائماً بالمحلات التي تقدم بضائع بالتقسيط ولديها تنزيلات كبيرة؟
فإن كان لديكي مجموعة لا بأس بها من الشروط السابقة فعليكِ الإسراع والعمل للشفاء من ذلك المرض الخطير والأفضل أن تحثين عن يد للمساعدة من أحد أصدقائك أو من طبيب نفسي جيد.

ـ الطفولــــــــــــــــــــــــــة 

هل هوس الشراء ينشأ نتيجة ضغوط سابقة أو أنه صفة شخصيّة ؟ 

لا أحد ينكر بتعرض جسمه لأمراضٍ عديدة، ولكل مرض سببٍ ما ينشأ عنه، لذا فإن هوس الشراء كأي مرض آخر له أسبابه الخاصة فالضغط العائلي هو أهم أسبابه وما إن النساء هم أكثر تعرضاً للضغوط الاجتماعية فإن الإصابة به ممكناً أكثر من الرجال، ولكن هذا المرض لا يمنع من وجود عوامل في الطفولة أثرت للإصابة به فقد يكون إهمال الأم لابنتها في الصغر يولد لديها عند الكبر الإحساس بعدم الأمان والراحة فتسعى للتخلص من هذا الخوف بأي طريقة ممكنة.

ـ زوجي شجعني 

ما موقف الزوج من هذا المرض الخطير؟ 

للأسف بعض الأزواج يشجعون زوجاتهم إلى الخوض في هوس الشراء والتسوق ويعملون لزراعته في عقولهم لأنه لا يحبون المرأة المتوازنة اقتصادياً فقد أكدت الدراسات إن 50 % من الرجال المتزوجون لديهم أيضاً هوس لكنه من نوع آخر كمتابعة الأخبار أو الرياضة لذلك يسعى إلى غض بصره عنها كي تغض هي بصرها عنه، في الجانب الآخر فإن بعض الرجال المصابون نسائهم بهذا المرض يستعملونه كأداة للإطهاد والاحتقار، ليمارس خيانته وتكون حجته هنا إنها غير مبالية بالحياة العائلية، أما الصنف الأخير من الأزواج يفرح لان زوجته ملتهبة بالشراء ومدمنة عليه بدلاً من النضج العقلي والثقافي الذي قد يزعجانه لأي سببٍ كان.

ـ هل هذا هو العلاج 

كيف تتخلص المرأة من ذلك المرض الخطير؟ 

قبل الخوض في كيفية التخلص من هذا المرض المدمن الخطير لا بد أن تقتنعي بأن هذا المرض موجود لديكي وألاّ تنكري ذلك ومن ثم تبحثِ عن كيفية انتقال المرض إليكِ، وبعد ذلك تبحثِ عن يد تعينك للتخلص من الهوس والعلاج منه تماماً وفي حال عدم توفر من يساعدكِ فمن الممكن أن تستعيني بالخطوات التالية:

ـ أن تقنعي نفسكِ بأن ليس جميع الألوان تناسبكِ
ـ أن تقنعي نفسكِ أيضاً بأن موديلاً أو اثنين يكفيكِ فقط لتلبية حاجتكِ
ـ أن تشتري شيء آخر غير الثياب أو أدوات التجميل( ككتاب علمي مثلاً)
ـ اطلبي من أحد أن يشتري أو يلبّي لكي حاجاتكِ دون أن تشتريه أنتِ
ـ ابتعدي عن تنزيلات الأسواق
ـ ابتعدي عن شراء شيء قبل أوانه( كشراء ثياب لحفلة بعد شهر)
ـ لا تذهبي للتسوق مع صديقة مصابة بنفس هذا المرض
ـ اصرخي ولو بصوتٍ عالي ومرتفع إن وجهتك نفسك لشراء أشياء كثيرة غير ضرورية وهي تقول لكي…… أحتاج إليها…… أحتاج إليها؟؟؟!!!!.

بواسطة
عمار الزحلاني
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى