الزاوية الإجتماعية

أبناء الصمت

( إن كبر أبنك خاويه ) ….. هذه النصيحة المأثورة يرددها أجدادنا وآباؤنا ويدعوننا فيها إلى مد جسور الصداقة والأخوة مع ابنائنا عندما يصبحون في ريعان الشباب ولكن واقعنا الحالي يشهد انقطاع لجسور الحوار ,
فالصمت والتجاهل هما اللغة المشتركة بين الطرفين الأن مع أن اللغة الفطرية بينهما ليست مجرد الحوار ,بل الأحاسيس الصادقة التي لا تكذب ابداً …. فأين ذهبت ؟ وهل اختفت وستعود إلى غير رجعة ؟!
الآباء : نتحاور معاً …… لكن لهم خصوصساتهم التي لا نقترب منها !
( مصطفى ) أب لثلاث أبناء من علاقته بأبنائه يقول : أبنائي في سن الشباب والأمور المهمة في حياة أولادي تسير على مايرام وهم متفوقون في دراستهم وذلك يعود فضله إلى عناية والدتهم وبالرغم من عدم وجودي معهم كثيراً في المنزل بسبب تأخري في العمل فأنا أتابعهم من خلال والدتهم , وهم لا يتحدثون معي بخصوص أسرارهم أو مشكلاتهم البسيطة المتعلقة بسنهم , وأنا لا أحب التدخل في حياتهم بشكل مباشر لأني اعرف أن الشباب يكرهون النصيحة ولكنني أعلم جيداً أنه إذا حدث اي شيء لا يستطيع أحد لأبنائي التعامل معه فإنه سوف يلجأ لي مباشرة فأنا دائماً أحاول أن يكون هناك بيني وبين أبنائي باب مفتوح .
– ويقول ( عادل ) وهو أب لشابين في المرحلة الثانوية عندما احاول أن أسألهما عن أي شيء أجدهما يتهربان بطريقة ظريفة جداً تضحكني لأنني اقارن يبنهما وبيني عندما كنت في مثل عمرهما كنت اخاف من والدي بشدة عندما يسالني في أي شيء كنت ارتجف , أجيبه بسرعة ودون تفكير ….جيل يختلف عن جيل الأبناء وأنا أعلم جيداً أن الخطوط العريضة في حياتهم تسير بخير ,أما عنم الصداقة فذلك يعود لهم وعلى الاب والام أن يتابعا ابناءهما عن بعد وبطريقة ودية حتى لا يخسراهم ويجب أن يعلماهم الإيمان والحلال والحرام ويتركاهم بعد أن يزرعا في نفوسهم حب الخير والخوف من غضب الله .
الأبناء : البيت مكان للنقد ……. وأصدقائنا بئر الأسرار !
-يقول ( محمد) 24 ستة : كنت اعاني معناة شديدة من المقارنة بيني وبين أخي الأكبر لأنه متفوق عني بكثير ولا أجد من أسرتي إلا الأمر بالاهتمام بدراستي فقط مادام كل شيء متوفراً بالنسبة لي فلماذا لا أتفوق ؟؟!
أما عن هواياتي فليس لها قيمة فأنا أحب التمثيل مثلاً وأحاول أن أجد فرحتي الحقيقية حتى أظهر مو هبتي ولكن أسرتي لا تقدر ذلك حين يساعدني أصدقائي في التعرف على أحد المخرجين لاكتشافي حتى أعمل في محال أحبه .
– وعن رأي علم النفس بموضوع الصداقة المفقودة في الاسرة يحدثنا الدكتور محمد عبد العزيز : استشاري الطب النفسي والمخ والأعصاب :
إن اللجوء الأسري الذي يصاحبه ويدعمه الارتباط الوجداني المبني على الحب والاحترام يساعد على تنمية الأبناء بشكل متوازن ويساعدهم على تكوين شلل وجماعات خارج الأسرة تؤدي إلى التشتت الاجتماعي , وعلى هذا نرى أن العلاقات السوية بالأب والأم والأشقاء داخل الأسرة ضرورية ومهمة لاعتبارات صلة الرحم واكتساب الخبرات , أما عن الصداقة الخارجية للشباب أو الفتاة فهذا يعود إلى انشغال الأب والأم أو عدم فهمهما لمراحل النمو النفسي للأبناء , فكل مرحلة لها سماتها الخاصة الواجب على الآباء تفهمها والتعامل معها دون إحباط أو قهر أو تدليل فاسد أو فرض حماية حتى لا يلجأ الشباب للبحث عن قدوة خارجية قد لا تفيدهم .

بواسطة
مثنى محمد أمين النقشبندي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى