أخبار البلد

قال لي «الأعمى»!

قامت محافظة دمشق منذ نحو السنة بابتداع فكرة لمساعدة فاقدي البصر على اجتياز الشوارع بأمان، حيث وضعت على إشارات المرور بالقرب من مبناها جهازين يصدران أصواتاً تتسارع حين يكون الطريق مفتوحاً للسيارات كي تنبه الضرير إلى الأمر،
وتتباطأ مع تقطع زمني متواتر كي تعلمه أن بإمكانه العبور باطمئنان يغنيه عن تلمس يد المارة طلباً للمساعدة.
وقد تسنى للبعض- حين بدأ المشروع التنموي الكبير- أن يشهدوا عدة اجتيازات ناجحة لعدد لا بأس به من فاقدي البصر، لدرجة أن فكر البعض بشكر محافظة دمشق على كريم عملها حين فكّرت بمساعدة المواطن الضرير والسعي لإبقائه سالماً وإيصاله (دون منية أحد) إلى ضفة الشارع الأخرى دون أن يتعرض للدهس (لا سمح الله).
لكن، هل تعلمون ما حال الجهازين العظيمين اللذين ما زالا قيد التجربة؟! لقد أصابهما الفشل! نعم وفشل ذريع أيضاً، لكن ليست المشكلة في الجهازين فهما (شغّالان) وعلى أحسن وجه والله يشهد، وليست المشكلة كذلك في الإشارتين الملاصقتين لمبنى المحافظة، ولا في المحافظة، بل هي في أمرين اثنين؛ لتنجح التجربة لابد أولاً من إلزام السائقين بإشارة المرور وبالوقوف بعيداً (قبل) ممر المشاة، ثم يمكن بعد ذلك أن (نأكل هم ونفكر) بإيجاد طريقة تسمح للضرير بسماع صوت الجهاز المركّب على الإشارة، وهذا شبه مستحيل لأن الضوضاء سيدة الموقف ولا يكاد الجهاز نفسه أن يسمع صوت نفسه!
الإشارتان الموجودتان عن يمين ويسار المحافظة تعملان، ولكن حتى «الأعمى» أبصر انعدام فائدتهما أمس، وقال لي: «هات إيدك وصلني عالرصيف الله يخليك.. قبل ما روح فيها»!

بواسطة
وسيم الدهان

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى