مقالات وآراء

مابين الصحافة الإلكترونية والصحافة الورقية ….صراع من أجل البقاء …..؟؟؟!

ظاهرة إعلامية اخترقت عنوة فضاءاتنا، هي وافدة لم تعد جديدة، بدأت مرتجلة في منتصف التسعينات، ثم كبرت ونمت إلى أن اشتد عضدها، وأضحت تصنع لنفسها مكان اهتمام وإقبال من طرف المتتبعينخاصة المدمنين على شاشات الكومبيوتر،
إنها الصحافة الالكترونية بكل ما لها وما عليها، هته الأخيرة التي نجمت عن ثورة كبيرة في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات،وصارت موردا آخر في استقاء المعلومة والخبر بطرق تكنولوجية حديثة في تقنيات الإعلاميات، وهكذا شكلت مساحة أكثر رحابة واتساعا لجمهور عريض لا تحده الحواجز ولا الضوابط،، فهي تتسم بالسرعة في نشر الأخبار والمرونة العالية والقدرة على التواصل مع جمهور القراء بفعالية وـ عدم تحيزـ إضافة إلى قدرتها على تزويد القارئ بملفات صوتية أو مقاطع فيديو للخبر ، وهذه تشكل أهم ميزة تنافس بها الصحف الورقية
وبلادنا كسائر نظيراتها في العالم عرفت حضورا متميزا للصحافة الالكترونية،وإن عانت في بدايتها من غياب التخطيط وعدم وضوح الرؤية المتعلقة بمستقبل هذا النوع من الإعلام، هاهي اليوم وخلال أيام خلت تنظم المؤتمر التأسيسي للرابطة المغربية للصحافة الالكترونية تحت شعار"الصحافة الالكترونية واقع، مسؤولية، حرية"، بمشاركة العديد من المؤسسات والهيآت أزيد من خمسين مؤتمر ومؤتمرة، من داخل المغرب وخارجه، تبتغي من خلاله احتضان جميع الجهود وعبر النقاش المسؤول والإشراك الفاعل لكل الأطراف المعنية للمساهمة في بناء فضاء الكتروني مهني مشرف.
وبذلك اتسعت الحريات الصحفية بشكل غير مسبوق، بعد أن أثبتت الظاهرة الإعلامية الجديدة قدرتها على تخطي الحدود الجغرافية بيسر وسهولة، ليبرز لدينا السؤال المهم، هل من الممكن أن تحل الصحافة الإلكترونية يوماً بديلاً عن الصحافة المطبوعة أم منافساً لها ؟!.
تمتاز الصحافة الإلكترونية أنها في الغالب تتبع الحرية الكاملة التي يتمتع بها القارئ والكاتب على الإنترنت بخلاف الصحافة الورقية التي تكون بالعادة قد تم تعديل مقالاتها من قبل الناشر لأكثر من مرة حتى تتناسب مع سياسة الصحيفة.
ولن ننسى التكاليف المالية الضخمة عند الرغبة في إصدار صحيفة ورقية بدءاً من الحصول على ترخيص مروراً بالإجراءات الرسمية والتنظيمية. بينما الوضع في الصحافة الإلكترونية مختلف تماماً حيث لا يستلزم الأمر سوى مبالغ مالية قليلة لتصدر الصحيفة الإلكترونية بعدها بكل سهولة.
شك أن الصحافة المطبوعة فقدت جزءاً من بريقها وسحرها أمام غزو الصحافة الألكترونية ،لكنها تبقى السلطة الرابعة ويحسب لها ألف حساب.
ولكن يبقى التساؤل الملح هل من الممكن أن تكون الصحافة الإلكترونية منافساً شديداً للصحافة الورقية ؟؟؟وهل من الممكن أن تكون بديلاً عنها ؟؟؟
لمعرفة الأجابة من قبل اصحاب المهنة والمهتمين بها كانت لنااللقاءات التالية ….فلنتابع …
الصحافة الورقية لها متعتها ومصداقيتها الخاصة ..
-محمد دهام(مذيع وكاتب سيناريست ): لقد أصبحت الصحافة الإلكترونية بالفعل منافساً شديداً وشرساً للصحافة الورقية وذلك لسهولة الحصول على المعلومة في كل مكان وفي أي زمان ولتعدد مصادر المعلومة واستطلاع الآراء حول المعلومة نفسها أو الخبر أما أن تكون بديلاً عن الصحافة الورقية فلا أعتقد فالصحافة الورقية لها متعتها وألقها وأرباحها الخاصة .
– عبد الرحمن السيد (صحفي ) : أن الصحافة الالكترونية من الممكن أن تكون منافساً قوياً للصحافة الورقية ولكن لايمكن أن تكون بديلاً عنها لأن الورق له أحساس خاص ومصداقية ولأن الصحف الالكترونية سريعة ولكن غير موثوقة .
أين الصحافة الورقية في زحمة المعلوماتية؟!..
المهندس حنا عطاالله (مدير مكتب جريدة الاتحاد الرياضي والوطن بالحسكة ):
كثيرة هي الأسئلة التي تختلج وجدان المثقف العربي عن ماهية وضع الصحافة الورقية والكتاب في عصرنا الحالي والحالة التي وصلت إليها ضمن زحمة عالم تكنولوجيا المعلومات وثورة الإتصالات ورحابة الفضاء الإعلامي , وذلك لجهة الإقبال على الإقتناء كأحد أشكال التبرج من جهة وصعوبة الحصول عليه من ناحية غلاء السعر أو ضعف الترويج أو نوعية المادة الثقافية المقدّمة للقاريء ومدى تواصلها مع حاجته ورغباته وحتى حجبه لدواعي سياسية بإختلافها مع إيديولوجيا أو نهج النظام في بعض البلدان , فيما يصل البعض إلى ماهو أبعد من ذلك بتحول الجيل الجديد إلى الحالة الإلكترونية في القراءة هذا إن وجدت أصلا".
وعليه فإن مجموعة عوامل حالت وتحول دون إتصال المتلقي بالكتاب والصحافة الورقية كأحد أنواع الغنى الثقافي إلى جانب السينما والفنون والمسرح والموسيقا أو الإعلام على إختلاف أشكاله المقروء والمسموع والمرئي , وإذا كان الجيل القديم يتمسك بمقولة الكتاب خير جليس في الأنام وأن لاغنى عن الصحافة الورقية كالخبز اليومي وأو كسير الحياة وأنها من أهم أعمدة التوثيق كذاكرة وأن لكل وسيلة من وسائل الإتصال والثقافة والإعلام مهمتها ودورها وحتى مكانتها في قلب المثقف حتى أن البعض يطرب وينتشي لرائحة الورق وحبر الطباعة , إلا أن الجيل الجديد يجد في الكتاب حالة من الإلتزام الروتيني المحصور في الواجب المدرسي ضمن المنهاج التعليمي الذي غالبا" ما يلجأ فيه الطالب إلى البحث عن وسائل مختلفة للترفيه والخروج عن الإطار التعليمي التلقيني.
ومن هنا ستبقى إشكالية مكانة الصحافة الورقية في الفضاء الإعلامي والكتاب في الحالة الثقافية التي نعيشها قائمة في ظل زحمة العناوين والأسماء والمضامين والمؤسسات الإعلامية ودور النشر وأساليب التسويق وتعدد وسائل الإتصال والعولمة والغزو الثقافي وقد تحل هذه الإشكالية حالة الإصطفاء الطبيعي والوعي الذي يفرّق بين الغث والسمين وربما مسألة العرض والطلب في المفهوم الإقتصادي.
يبقى القرار بين يدي القارئ ….
– رؤى جبر قاسم (صحفية ) : لقد تم سيطرة الأعلام الإلكتروني على الإعلام المقروء بنسبة 70% برأي لأننا في عصر التكنلوجيا والمعلومات وثورة الأتصالات وعصر السرعة والأهم من ذلك أن الأنترنيت أصبح موجوداً في كل مكان ,في البيت,في مكان العمل,في السيارة,وفي هواتفنا المحمولة ,فذلك وفر علينا الكثير من الجهد والوقت فنحن لا نذهب للخبر بل هو يأتي إلينا أين ماكنا ولكن في الصحافة الإلكترونية ليست جميع المصادر موثوقة بسبب الكم الهائل من المعلومات المضافة في الثانية الواحدة وبسبب سهولة النشر فيه , فيبقى القارئ هو الفيصل لجودة المادة ومصداقيتها .
أما الصحافة الورقية فتبقى لها هواتها وعشاقها وتبقى لهذه الصحافة نكهتها الخاصة التي تميزها عن غيرها من حيث المصداقية وأغلب الصحف الورقية الرسمية تهتم بالنوع أكثر من الكم بعكس الإلكترونية ففي نهاية المطاف يبقى القرار للقارئ نفسه .
ومن بعد أن ألتقينا بعدد من الزملاء أصحاب الأختصاص وعرفنا رأيهم بهذا الخصوص فكلان لابد لنا أن نلتقي بعدد من المهتمين لكلا الوسيلتين فكانت لنا الحوارات التالية …فلنتابع …
الإلكترونية منافساً قوياً ولكن لن تكون بديلاً عن الورقية
محمد الضيف : بالطبع ستكون الصحافة الالكترونية منافساً للصحافة الورقية لاننا أصبحنا في عصر التكنلوجيا والمعلومات حيث أنه في الصحافة الالكترونية يتم نشر الخبر بشكل سريع على عكس الصحافة الورقية التي ربما تنتظر لليوم التالي.
ولكن تبقى للصحافة الورقية ميزتها الخاصة وخصوصاً أنه هناك الكثيرون لايملكون أنترنيت فيتابعوا الأخبار عبر الصحف الورقية ولايمكن أن تكون الصحافة الإلكترونية بديلاً عن الورقية .
– راشد الجنيد : نعم أصبح الصحافة الإلكترونية منافساً شديداً للصحافة الورقية لكن لم تلغي دور الصحافة الورقية لعدة أسباب محمواها دخول المجتمع بمرحلة تطور وتوجه الشباب الناضج للإنترنيت والأخبار السريعة لكن السؤال الذي ربما يجهله الكثيرون هل من الممكن أن تكون هذه الأخبار والمقالات موثوقة؟؟ هذا السؤال يدفعنا إلى أن نقول أن الصحافة الورقية تكون الأخبار فيها موثوقة أكثر مما تكون عليه الإلكترونية فلا شيء يضمن أن تكون موثوقة إلا ماندر من المواقع الرسمية والمشهور لها بمصداقيتها .
ولا أتوقع أن تحل الصحافة الإلكترونية بديلاً عن الورقية لأن هناك حزمة من المجتمع تعودت على الصحافة الورقية وعلى قرائتها يومياً ولا تستطيع الأستغناء عنها ويبقى الدور الأكبر في المجتمع للصحافة الورقية .
– وليد الحرفوش ( مدير علاقات عام بشركة للأنشاء والتعمير بأبوظبي ) وأثناء زيارته لسورية التقينا به وكانت له الكلمات التالية :
من الصعب أن تحل الصحافة الإلكترونية بديلاً عن الورقية لسبب بسيط جداً انه ليس جميع الناس يمتلكون الأنترنيت وكذلك انه هناك اشخاص كثر اعتادو على قراءة الصحف الورقية وربما تكون الصحف الإلكترونية منافساً للورقية وذلك لأننا نعيش في عصر تكنلوجيا المعلومات وعصر السرعة ولكن بالنهاية الصحف الورقية هي من ستحافظ على عرش صاحبة الجلالة وتحافظ على سلطتها الرابعة .
عماد عادل دهام: من البديهي أن يتأقلم الأنسان مع العصر والصحافة الإلكترونية سهلت التداول والسرعة والأنتشار على نطاق واسع بين المتصفحيين على المواقع الإلكترونية .
والصحافة الورقية لها طيف واسع ومتذوقين لهذه الصحافة ومن المستحيل أن تكون الصحافة الإلكترونية بديلاً عن الورقية
كلمة لا بد منها …
بعد أن عرفنا اراء عدد من اصحاب الأختصاص والمهتمين وجدنا بأن هناك اتفاق وأجماع كبير على أنه من الممكن أن تكون الصحافة الألكترونية منافساً شرساً للورقية ولكن في الوقت ذاته كان هناك أجماك على أنه من المستحيل أن تكون الصحافة الإلكترونية بديلاً عن المطبوعة لما تحمله الصحافة الورقية من ميزات كثيرة ومنها المصداقية الكاملة ومتعتها وألقها ورونقها الجميل وعدد متابعي هذا النوع من الصحف بالرغم من أننا نحن في عصر السرعة والتكنلوجيا والمعلومات ولكن الشيء الذي ينقص الصحافة الإلكترونية وتعد الشيء الأهم في حرم صاحبة الجلالة والسلطة الرابعة وهي المصداقية لاننا وكما نلاحظ بأن أغلب مايكتب على المواقع الالكترونية لا يمد للحقيقة بصلة لا من قريب ولا من بعيد….

بواسطة
مثنى محمد أمين النقشبندي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى