مقالات وآراء

حكاية فيلم عربية

علمتني أمي أغنية مذ كنت طفلاً يرضع الحليب، عنوانها بلاد العرب أوطاني..
وعلمتني مدرستي عندما أصبحت في الصف الأول الابتدائي: (ان حب الوطن من الإيمان)، وعلمتني شبيبتي في الإعدادية (كيف نستطيع أن نضحي بأي شيء نملكه فداء للوطن)، وعلمتني جامعتي (كيف أفكر في الدفاع عن هذا الوطن الغالي)..
واليوم بين أيدينا أيها المواطن العربي الكريم، حكاية فيلم عربية تلتقط مشاهدها حول الكرة الأرضية، وعمليات المونتاج والدبلجة النهائية تنتج في أرجاء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج…وفي الولايات المتحدة ولندن، وغيرها.. من البلاد.
بداية الفيلم
بعد أن تنازعت الفضائيات، العبرية الناطقة بالعربية، وبعد أن تداعت تحت مسميتها التي أخجل كوني مواطن عربي من أن تنتمي للسان يتحدث بلساني..
أصبحت هذه الفضائيات مصدرا لشن الحروب ليست الإعلامية، وإنما الحروب التكتيكية، فمثلاً على ذلك أطلقت الجزيرة أولاً اسم الجمعة في سورية بجمعة الغضب) وهذا دليل إدانة على التحريض الحقيقي والحرب التكتيكية للمجموعات المسلحة التي انتظرت كلمة السر عبر هذه القناة لتطلق تهديداتها..
وراء الكواليس
وفي الطريقة نفسها بدأت الفضائيات المتفقة معها بتقسيم الأدوار فعلى سبيل المثال لا على سبيل الحصر سنطلق الآن حواراً بين قنوات ثلاث احداها الجزيرة والأخرى الـبي بي سي والثالثة العربية..
[الجزيرة تخاطب البي بي سي]: (أي شلون تبون بكرة تغطون سورية، وانتو منشغلين بزفاف وليم).
[البي بي سي]: (لا تقلقوا من ذلك.. فسوف نسجل كل الأخبار التي ستبثونها، ثم نبدأ مهمتنا بعد انتهاء حفل الزفاف مباشرة).
[الجزيرة]: (خوش فكرة، بس شلون بدنا نخبر جماعاتنا على الموعد.
[العربية]: (أي عندي الحل: احنا ما راح نبث أخبار قبل صلاة الجمعة مشان ما يقول السوريون انو احنا متفقين سوا.. بس راح نبث أول خبر بعد ما يطلع مراسلنا بالأموي اللي مهمته انه بس يتصل بينا ويخبرنا ان خلصت الصلاة بالجامع الأموي).
[الجزيرة]: (يعني احنا راح نبدأ بالبث اللي أرسلته شبكة الشام وخصوصاً انه فنيينا قعد يشتغلون معاهم، وبعدها نرسل كلمة السر لجماعاتنا بالشام).
[فرنسا 24]: لن أتفق معكم هذه الجمعة، فعندي حفل زفاف وليم أهم من هذا الشيء..
[القرضاوي]: سأذهب لأشاهد الحفل، لأنقل الخطب المنبرية إلى قصر بتنغهام، وأجّل الخطبة التي كانت مقررة اليوم إلى الجمعة القادمة..
هذا حوار تكنيكي يحصل خلف الكواليس، ولكن أين المواطنين العرب، وأين كل المفكرين الذين يدّعون بأن الحيلة انطلت عليهم، وأصبحوا بين قاب قوسين أو أدنى من شاهد عيان، أو محلل سياسي، أو مفكر عربي يتحدث باسم الشعب في سورية من المريخ أو من أي كوكب آخر..
جمعة غضب الرحمن
أطلقت تلك القنوات وغيرها على هذه الجمعة باسم جمعة الغضب، وبالفعل تحولت الجمعة بعد الصلاة إلى غضب سماوي تمثل بتساقط الحجارة ولكن هذه المرة ليست حجارة من سجيل، وإنما حجارة من غضب إلهي مؤلفة من حبات برد كبيرة، وجاءت نذير شؤم على المجموعات المسلحة، وعلى تلك القنوات التي فشلت.
ولكن هذه المرة لم تتدخل الفضائية السورية أو قناة الدنيا أو شام اف ام، أو الإخبارية السورية بهذا الفشل عبر كشف مخططاتهم، وإنما الذي تدخل هو أمر إلهي جاء من الخالق الديان نذيراً، قال تعالى في وصف مثل هذه الحالة: (وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين)[الشعراء173]، مع محبتنا للخير الكثير الذي يتولد من المطر إذا كان مطراً، أما إذا كان على هذه الشاكلة (حبات من البَرَد) فهذا غضب بالتأكيد، ويعلم ذلك الفلاحين جميعهم، أي انه يعلمه كل الشعب السوري..
ورسالة أخرى من الله سبحانه تعالى إلى كل من يريد بأهل الشام السوء، وآية تذكر أولئك الذين يريدوا بأهل الشام سوءاً، مفادها ان هذه البلدة مباركة من الله تعالى، ومحمية منه تعالى، وجاءت هذه اشارة أخرى أرسلها الله تعالى:
(وما نُرسِلُ بالآياتِ إلا تخَوْيِفا) [الإسراء: 59] فكانت بالفعل جمعة غضب من الله تعالى على كل من يحيك المؤامرات ضد هذه البلاد.
والذين عاشوا في الشام خلال الأسبوعين الأخيرين لاحظوا ذلك، فالجمعة الماضية كان المطر قد هطل بعد الصلاة بساعة تقريباً.
وفي هذه الجمعة بدأ المطر يهطل منذ ليلة الخميس، إلا أنه بعد صلاة الجمعة بدأ يتساقط على شكل حبات من البَرَدْ، متفاوتة الحجم تجاوز الـ3 سم في بعض الأحيان..
ويعلم الصالحون والمصلحون في هذا البلد ماذا يعني هذا الأمر، كرسالة سماوية من الله تعالى لوجه كل من يحاول أن يمسها ولو بشوكة..وأخيراً نقول لك أيها المواطن العربي الحر الكريم: هذه هي سورية، التي إذا أقسمت على الله عز وجل سيبرها، وإذا أقسم عليها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيبر قسمه، وإذا أقسم عليها سيدنا عيسى عليه السلام سيبر قسمه.. وإذا أقسم عليها الأنبياء والصالحون.. فسيستجاب لهم، لأنها هي مهد الأنبياء أجمعين، ولأنها هي سورية…
وسورية يا أيتها القنوات… (الله من عندوا حاميها) واللهِ (الله من عندوا حاميها).

بواسطة
غازي الحمود

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. شكرا أخي غازي الحمود و أريد أن أضيف شئ اليوم خميس خبر عاجل على الجزيرة مباشر معنا شاهد عيان من درعا و حمص و اللاذقية و بانياس المذيع أخي شاهد العيان في البداية ما هي تحضيراتكم لمظاهرة الغد يعني ليوم الجمعة نعم نعم أخي الناشط الحقوقي و ما هي الشعارات التي سوف ترفعونها بعد صلاة الجمعة يال الغزي و العار لهدرجة أصبحتم أجساد تحركها القنوات المستعربة لهدرجة يلعبون بأفكاركم و ثوابتكم و أنتم تتحركون مثل الدمى الخاوية أين العروبة و حد الشرف أليس بشار الأسد أبن هذا البلد كيف تسمحون للغريب بأن يتقول بما يريد أين النخوة إنفقدت عند حدود ال أنا كل واحد صار ربي نفسي سوريا بلد الجميع و أقصد جميع السوريين بدون إستثناء و بشار الأسد حامي الديار قائد الجميع و لنا الفخر جميعا بقائد العزة و الكرامة و الشرف ابن سوريا الأسد إلى الأبد.

زر الذهاب إلى الأعلى