مقالات وآراء

إزدواجية المعايير

يقول جلَ وعلىَ بعد بسم الله الرحمن الرحيم : (( و أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم )) بينما كنت في أرض الحرمين الشريفين في رحلة عمرة رحلة طاعة لله جلَ وعلىَ استمرت لثلاثة أسابيع ونيف حضرت ضمنها خطبة جمعة في مكة المكرمة وآخرى في مدينة رسول الله صلى الله
كان فيها خطباء الحرمين الشريفين (( المملكة )) يهاجمون بها المحتجين في المملكة ويتهمونهم بالعمالة والخيانة العظمى ويصفونهم وينعتونهم بأبشع العبارات وكانوا يرددون في كل مرة قوله جلَ وعلىَ : (( و أطيعوا الله و الرسول وأولي الأمر منكم )) وكانوا يتهمون المحتجين الفقراء الذين ضاقت بهم الحياة و الدنيا بما رحبت بأنهم أصحاب فتنة
كله قيل وكان  لكن المكان تغير  وكأن الأحاديث الشريفة و القرآن الكريم حُرف
ففي سوريا ولمجرد قيام علمائنا في سوريا بالتنديد بما جاء في بيان (( بعض علماء المسلمين )) …
يقوم علماء المملكة ومن سار على دربهم لتوجيه التهم لمشايخنا الأجلاء على أنهم أبواق للنظام ….
هل أصبح قول علمائنا لا للقتل ولا للفتنة  هو خيانة في فكر اولئك (( المشايخ )) ؟؟؟ (( العلماء ))؟؟؟
هل في سوريا تنقلب الآية الكريمة بفكر أولئك لتصبح (( لا تطيعوا )) أولي الأمر منكم …
وهل يتغير الحديث الشريف في سوريا (( الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها )) لتصبح (( رحم الله من أيقظها )) .
هلا إلتفت هؤلاء العلماء لما يجري في البحرين و السعودية وقطر من خلال قناة الجزيرة التي تستطيع بكاميراتها أن تصل إلى القمر ويدعونا نعانق ببلادنا الشمس و القمر …
الآن وبعد أسابيع من الحالة الغير اعتيادية التي نمر بها في بلدنا الحبيب لابد لنا ان نقف مع أنفسنا لنطرح عدة أسئلة نرى إجاباتها أمامنا من خلال وسائل الاعلام التي ما فتئت تُسخر كل جهدها ووقتها لتضخيم وتزييف ما يجري في سوريا من خلال غُرف العمليات السوداء التي سيتكشف لنا عاجلاً أم آجلاً من يقف وراءها …
ويومها بالتأكيد لن نرحمهم … لأنهم لم يرحمونا …
وأخيراً وليس آخراً أذكركم ونفسي بكلمات للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (( إذا ظهرت الفتنة فالقاعد خير من القائم )) ولنبدأ بتهذيب نفوسنا وإصلاح ذات بيننا لننطلق بذلك لإصلاح المجتمع بأثره …
ولابد من رسالة ختامية لمن كنا نُجل من مشايخ .. ومفكرين .. ضاع إجلالهم بفقدانهم لشرعيتهم ومصداقيتهم أنه ياسادتي وكما تعلمون أنه (( من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً )) ولتعلموا ياسادتي أن الدم السوري غالٍ على أهله وأصحابه إن كان عليكم رخيصاً ..
فاتقوا الله واعلموا أنكم إليه سترجعون ويومها سنحاكمكم ونقاضيكم عند أحكم الحاكمين .
ولأهل بلدي تعلوا لنوأد الفتنة … وننطلق نحو زمن جديد جُله العز والكرامة … لنعود أقوى مما كنا …
قلعة عصية على مكن أراد السوء بها …
ولنكون كالنخلة الباسقة التي إذا رميت بالحجارة أسقطت رطباً جنياً طيباً على من رماها بحجره .

بواسطة
معاوية حرصوني

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. يا أخي مولهل القد كمان مشايخنا زدوها يعني العالم عم بتموت قدامنا وما شايفين شيء و الخرفان البوطي لسه عم يطلعلي بمباداراة

  2. الله يرحم أيام بلادنا …بمثل هذه الأيام من كل عام كنت ترى الناس تملئ الطرقات والمنتزهات أما الآن فأين هم ؟آه لو تعود الأيام كما كانت وتعود سوريا عروساً كما كانت .

  3. المشكلة و المعضلة الحقيقية ليست بالمشايخ بذاتهم لكن المشكلة تكمن بالسلطة التي تحكم البلد وكما هو معروف غالبية مشايخ وعلماء ومفكري الوطن العربي أبواق للملوك والرؤساء والسلاطين .

زر الذهاب إلى الأعلى