ثقافة وفن

للحفاظ على قيمته التاريخية والجمالية.. دائرة آثار السويداء تباشر أعمال ترميم وتدعيم برج ملح الأثري

بدأت دائرة آثار السويداء مطلع الشهر الجاري أعمال ترميم برج ملح الأثري الواقع جنوب المحافظة بكلفة 2 مليون و420 ألف ليرة.
وقال المهندس وسيم الشعراني رئيس دائرة آثار السويداء إن أعمال الترميم تأتي في إطار الحفاظ على القيمة التاريخية و الأثرية والجمالية لهذا البرج الذي يبلغ ارتفاعه 20 متراً ويعتبر واحداً من الأبراج النادرة التي ما زالت تحافظ على حالها في منطقة جنوب سورية.

وأوضح الشعراني أن أعمال الترميم تشمل التدعيم والتثقيل والتنظيف والتجهيز والسبور وترحيل الأتربة إضافة للتدعيم الوقائي له بهدف الحفاظ على سلامة البناء مع الحقن والتقوية للجدران والأسقف خلال مدة لاتتجاوز التسعين يوماً.

ولفت رئيس دائرة آثار السويداء إلى أن الدائرة أعدت دراسة مفصلة للحفاظ على هذا البرج وترميمه من تدعيم بالمونة التقليدية واستخدام قضبان الكروم مبيناً أن خطة الترميم تقسم إلى مراحل عدة استناداً إلى الضرورة الإنشائية أوالوظيفية.
وأضاف الشعراني أنه تم تنفيذ أعمال طارئة للبرج هدفها الحفاظ على سلامة ساكنيه وأعمال ضرورية بغية الحفاظ على هذا الموقع الأثري فضلاً عن مجموعة من أعمال الإظهار والتأهيل والتخديم والمشتملة على الإنارة وتركيب لوحات للتعريف به وتجهيز الأرضيات المجاورة له.

بدوره أوضح المهندس أنور سابق رئيس شعبة الهندسة في دائرة آثار السويداء أن ترميم البرج جاء نتيجة وجود تشققات على طول واجهاته واخرى موضعية في حجارته إضافة لوجود الإهمال في بعض أجزائه وإدخال بعض العناصر الحديثة عليه والتي لا تنسجم مع قيمته التراثية.

وبين سابق أن الأهمية الجمالية لهذا البرج تنبع من قوة إنشائه ومواد بنائه وشكل الضوايات والزينات الكلسية ذات الأشرطة الأفقية والشاقولية والحجارة البازلتية المستخدمة في بنائه وجدرانه المضاعفة واحتوائه على 5 غرف طابقية تحددها سقوف حجرية مبنية وفق نظام الربد والميزان الذي تُعرف به المنطقة الجنوبية إضافة لارتفاعه المميز عما حوله.

ولفت رئيس شعبة الهندسة الى ما يشكله البرج من قيمة ثقافية لدى المجتمع المحلي حيث يعد جزءاً من دار أثرية مأهولة تنفتح غرفها على باحة داخلية ذات أروقة ويتبع لها مجموعة من الإسطبلات الأثرية والتراثية تقع ضمن نسيج عمراني مبني بالحجر البازلتي.

وأشار سابق إلى أنه يتم حالياً في المكتب الفني للمحافظة تدقيق الدراسة المتعلقة بترميم القنطرتين الحجريتين الأثريتين في قرية صمان البردان جنوب شرق صلخد بحوالي 12 كم والمتبقيتين من بناء قديم لمعبد أو كنيسة بيزنطية والبالغة كلفتها مليونا و100 ألف ليرة.

واوضح سابق أن أعمال ترميم هاتين القنطرتين اللتين تعرفان لدى أبناء المنطقة "بأم القناطر" تشمل تأهيل البلاط المجاور وتنفيذ أعمال الإنارة وحماية الموقع وأرصفته الحجرية وأدراجه.

يذكر أن القنطرتين الأثريتين في "صما البردان" لا تزالان في موضعهما الأصلي وهما تعودان إلى بدايات القرن الرابع الميلادي وبنيتا بفاصل ثلاثة أمتار بين القنطرة والأخرى ويبلغ ارتفاع كل قنطرة 10أمتار واستخدم ما لا يقل عن 35 حجراً في بناء كل قنطرة حيث يقل حجم كل حجر كلما اتجهنا باتجاه أعلى القنطرة أو ما يسمى بالقفل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى