مقالات وآراء

خطاب الدكتور بشار الأسد يستحق الاحترام و يستحق الاهتمام والاستماع

الدكتور بشار الأسد إنه بحق قائد شاب وحكيم كيف لا وقد تقبله شعبه ، وتقبل اعتذاره عن التأخير بالإصلاح، وأكد شعب سوريا وقائدها بان سورية تختلف بوضعها عن باقي الدول العربية ،
لان الجميع يعلم وندرك نحن الشعوب على امتداد الوطن العربي بالمؤامرات التي كانت تحاك للنيل من صمود وإرادة سورية من قبل البيت الأسود الأمريكي والنظام المصري المخلوع والسعودي لخلق واقع عربي كامل الاستسلام من اجل إسرائيل .
إنه الأفضل لسورية طريق الإصلاح من اجل دحر كل مؤامرة ، فإذا كان وضع الدول العربية بحاجة الى الثورة الشبابية لخلع كل نظام يستحق الخلع فانا وجهة نظري بان سوريا وقطر والإمارات العربية ، والأردن ملك ولا اقصد الحكومة يجب أن تكون خارج هذا الإطار وهذا السرب ، لأننا أحسسنا بان هذه الدول كانت تشعر بألم الأمة عندما كانت غزة تحرق .
لقد قلت بمقالي السابق مصر انتصرت ورسمت لنا واقع سياسي جديد … وبداية طريق لتحرير فلسطين، وان صمود سورية وعدم زعزعتها يجسد هذا الواقع السياسي الجديد ، ويلتقي مع بداية طريق تحرير فلسطين ، نعم سوف يكون واقعنا ومستقبلنا افضل . والأيام المقبلة سوف تبرهن لنا ذلك وسنجد من خلالها شباب الأمة يؤمنون بهذا ويحترمونه ويوقرونه ويبجلونه ويعتبرونه انجاز . فهذا الواقع السياسي والمستقبل القادم قدوتنا العليا وهو طريقنا من اجل تحقيق وحدتنا العربية .
إن خطاب دكتور بشار الأسد يستحق الاحترام و يستحق الاهتمام والاستماع ، ويستحق من شباب سورية الانتظار والتروي وعدم الاندفاع واستباق الأحداث لحين الإحساس بالإصلاح الموعود، لأننا نجده يختلف عن خطاب حسني البارك وعن خطاب شين العابدين وعن خطاب ألقذافي المجنون ، خطاب وجدت فيه كلمة صادقة وان هناك مجهود جاد يبذل لإثبات عظمة الرغبة بالإصلاح، ويؤكد بان شعب سوريا سوف يكون بحق يستحق أن تفخر به الأمة العربية والإسلامية . و هذا الخطاب يشعرني بأنه ينم عن شخصية تريد تأكيد الإصلاح وتعميق البحث به ، ودعوة للمسئولين من اجل التفاني في خدمة سورية دولة وشعب ، بجعل المواطن والشاب السوري يشعر بمطالبه المحسوسة وان تخف موجة غضب الأجهزة الأمنية والاعتقالات والشعور بالحرية عوضا عن سيره نحو المطالبة .
وعلى الدكتور بشار الأسد بان يكون من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، لان خطابه بحد ذاته عهد أمام الله قبل الشعب السوري ، وعليه تحمل العبء الأكبر في مواجهة تيارات الباطل والفساد الجارفة ، وفـي مناقشة ودحض كل قرار وكل توجه فيه قمع للشعب والمواطن ، والإنصاف ورد الحق إلى نصابه .
فإذا قلنا إن من بين الأمور التي تستحق الاهتمام السريع والمستعجل على الساحة الوطنية ، لتكن إحقاق رغبة الشباب وتحقيق مطالبهم ، من اجل أن تستطيع سورية شعبا وقائدا للتصدي للأمور الغنية عن التعريف ، فلا يكاد يوجد عربي أو مسلم على سطح المعمورة إلا وهو يعرف بهذه المؤامرات والشبهات التي كانت تحاك وتتردد وما زالت ضد سورية من قبل أدارة البيت الأسود وعملائه بالمنطقة والتي تهدف إلى النيل من سورية بالمنطقة لأنها رقم صعب في صمودها وتصديها للمشاريع الاستسلامية من اجل خلق شرق أوسط جديد ، هذا يعلم به الجميع وكان معلن وبكل وقاحة ، ولم يكن ضد سوريا فحسب بل كان ضد الأمة و الإسلام
والنيل من نبي الإسلام .
بلا أدنى شك الخطاب السوري لهذا اليوم يضم بين طياته جوانب عظمة المسئولية ، لا نجد بكلماته توجه لاسترضاء الغرب وأمريكا ، وإنما استرضاء الشعب والاعتذار منه لتأخر الإصلاح ، كلماته كأنها نبعت من نقاء نفسي بعيداً عن روح التعصب من اجل كرسي الحكم والنظام .
و صدقوني أنا لا أحاول في هذا المقال أن أدافع عن هذا النظام أو ذاك أو التعرض لمثل هذه الآراء ، وإنما دعوة لاستمرار الحوار في أجواء من المصداقية ، وان يكون حوار وطني إصلاحي ، وأدعو شباب سوريا مطالعة الخطاب بتأني حتى يتسنى لهم تتبع ما جاء في هذا ، فهو زاخر بأقوال ووعود ودراسات وتوجه حقيقي نحو الإصلاح الحقيقي لإخراج سورية وطن وشعب وقائد من هذه المحنة الصعبة التي يتربص من خلالها الحاقدون مثل إدارة البيت الأسود بأمريكا
إن السياسة هي اللباس وهذا ألباس يميز صاحبه على الساحة السياسية بين شعوب الأمة ،إما إن يكون لباس نظيف عطر ، وإما أن يكون لباس وسخ عفن فاسدا ، وعلى الدكتور بشار أن يتصف باللباس النظيف العطر ، وان يسير نحو تطبيق ما جاء بخطابه وبصدق وعزيمته وبإخلاصه في دعوته ، و أن يقف أمام الجميع ليدحض الباطل ويُظهر الحق ويقتلع الفساد والفاسدين من حوله بما جاء بكلمات خطابه حتى ولو كره ذلك المفسدين ، وان لا يسمح لحاشيته بخداعه بان الشعب راضي وتم تلبية حاجياته ، عليه أن يتابع الأمور بنفسه قبل أن تصبح كالنار في الهشيم
بلا أدنى شك فقد صنعت ثورة الشباب الإبطال في الوطن العربي مدرسة تخرج الأبطال الذين يجوبون في الأرض شرقاً وعزة لصنع واقع سياسيا ومستقبل أفضل . أما بما يخص سورية لا أستطيع عزيزي القارئ أن أحصي لك جوانب وتعداد المخاطر التي سوف تتعرض المنطقة لها إذا حصلت القلاقل والزعزعة بسورية
وان ما حصل بمصر وتونس ولبيا وما يحصل باليمن يدعو السورين الى اليقظة والتلاحم والوحدة الوطنية ، وعلى الرئيس بشار الأسد أن لا يضع نفسه داخل إطار من الأقوال والصفات الطيبة فقط ، عليه الانطلاق مع روحه بما يتناسب مع حقيقة المطالب وتنفيذ الرغبات الشعبية ، وان يستمد قوته واستقراره من الشعب ، وليس من الحاشية والمؤسسات الأمنية ، فمنها ما نطلق عليه خطوات الإصلاح . إن هذا ليس بالصعب إنما هو شيء يملكه كل قائد شريف حر تنبعث من فطرة قلبه وروحه المصداقية بإيجاد حل ، يجب أن يستمع لأهات الشباب ويعمل من اجل هذه الآهات لتحس بنسائم الحرية باختلاف مسمياتها وأنواعها ، من اجل التمكن من التصدي للمؤامرات الخارجية التي تحاك ضد سورية ، لان القلاقل والزعزعة الداخلية لا تتيح المجال للتصدي لهذه المؤامرات ، لهذا لتكن وحدة شعبية وقيادية وطنية ، فأي شيء آخر غير ذلك هو هباءً تذروه الرياح.
فيا شباب سورية الأبية الصامدة عليكم بالتأني وان تجعلوا توجهكم سلمي يتصف بطابع الإصلاح والنظر الى الأمام ، وسوف تكونوا أكثر أثارة على امتداد الوطن العربي ، وهذه الإثارة سوف تدهش الجميع وسوف يكون نجاحاً بارزاً في كل المستويات بان سورية شعبا وقائدا أصلحوا الوطن وأصلحوا النظام بوحدتهم الوطنية ، وأنقذوا سورية من المؤامرات إلى بر الأمان .

يا شعب وقائد سورية إنكم تعرفون حقيقة ما وراء القصد

بواسطة
خضر خلف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى