سياسية

الضربات الجوية لليبيا ستتباطأ ومخاوف من اطالة الازمة

هزت انفجارات وزخات المدفعية المضادة للطائرات العاصمة الليبية طرابلس لليلة ثالثة لكن جنرالا أمريكيا قال ان الهجمات الجوية ستتباطأ على الارجح مع حرص واشنطن على عدم الانزلاق في حرب اهلية ليبية
وتعرض التلفزيون الحكومي وعدة مواقع اخرى في العاصمة طرابلس للهجوم يوم الاثنين. ولم تؤكد القوى الغربية وقوع ضربات جديدة في اطار الحملة التي أقرتها الامم المتحدة لفرض حظر طيران وحماية المدنيين من قوات الزعيم الليبي معمر القذافي.

وكانت المعارضة المسلحة قد تقهقرت الى معقلها الشرقي في بنغازي قبل ان توقف الغارات الجوية زحف قوات القذافي صوبها لكنها لم تفعل الكثير للاستفادة من الحملة العسكرية مما زاد من مخاوف من اطالة أمد الازمة والحرب.

لكن واشنطن القلقة من التورط في حرب ثالثة بعد حملات طويلة في العراق وأفغانستان استبعدت القيام بأي تحرك للاطاحة بالقذافي وان قالت فرنسا امس الاثنين انها تأمل ان تنهار الحكومة الليبية من الداخل.

وقال الجنرال كارتر هام القائد الامريكي الذي يقود الان القوات الامريكية المشاركة في العملية الليبية ان الضربات الصاروخية اصابت بالشلل القوة العسكرية للقذافي ومهدت الطريق الى منطقة واسعة لحظر الطيران تمتد في معظم أنحاء شمال ليبيا.

وقال هام للصحفيين في واشنطن "أشعر انه ما لم يحدث شيء غير عادي او غير متوقع قد نشهد تراجعا في تواتر الهجمات."

وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما في مواجهة اسئلة في الداخل عن تورط الجيش الامريكي في دولة اسلامية ثالثة ان واشنطن ستنقل قيادة عملية ليبيا الى حلفاء خلال أيام.

وصرح أوباما يوم الاثنين بأن الولايات المتحدة سوف تتخلى عن قيادة الهجوم على القوات الليبية خلال ايام مع ان الانقسامات في أوروبا أذكت التكهنات بأن القيادة الامريكية سوف تستمر مدة طويلة.

ويتعرض اوباما لانتقادات في الداخل بشأن دور الولايات المتحدة والاهداف من الهجمات الجوية التي أمرت بها الامم المتحدة وبدأت يوم السبت وسط مزاعم بانه لم يتصرف بشكل حاسم لمعالجة المخاوف ان تنزلق الولايات المتحدة في غمار الصراع في بلد اسلامي اخر.

وفي مؤتمر صحفي مع الرئيس التشيلي سباستيان بينيرا قال أوباما تعليقا على انتقال قيادة العمليات "نتوقع أن يتم هذا الانتقال في غضون أيام لا في غضون أسابيع."

ولم يوضح اي دولة او منظمة ستتولى قيادة العملية. لكن بريطانيا وفرنسا لعبتا دورا هاما في الدعوة الى التدخل في ليبيا.

ودمرت شدة الضربات الصاروخية بالفعل معظم الدفاعات الجوية للقذافي. وقال اوباما ان الاجراءات الامريكية ستكون محدودة وان قيادتها للمهمة ستكون قصيرة.

وقال التلفزيون الحكومي الليبي "لن تفزع هذه الهجمات الشعب الليبي" وتحدث عن تعرض عدة مواقع في طرابلس الى هجمات جديدة من جانب "العدو الصليبي".

وترددت خلال الليل اصداء نيران المدفعية والشعارات المؤيدة للقذافي حول وسط المدينة. وانطلقت السيارات في شوارع طرابلس وهي تطلق أبواقها بشكل محموم.

وقالت قناة الجزيرة الفضائية التلفزيونية يوم الاثنين ان قوات التحالف الدولي ضربت منشات الرادار في قاعدتين للدفاع الجوي للقوات الموالية للقذافي. وتقع القاعدتان الى الشرق من معقل المعارضة المسلحة بنغازي.

لكن متحدثا باسم القوات المسلحة الفرنسية قال ان فرنسا التي شاركت في الغارات التي نفذت في الشرق لم يكن لديها طائرات في الجو في ذلك الوقت.

وفي الوقت نفسه قال سكان في بلدتي مصراتة وزنتان المحاصرتين وتسيطر عليهما المعارضة انهما تعرضتا لهجمات من جانب قوات القذافي. وقال محللون أمنيون ان القوات الحكومية ستحاول الدخول الى المناطق المدنية للافلات من الهجمات الجوية.

وفي مصراتة قال سكان ان الناس نزلت الى الشوارع لتمنع قوات القذافي من دخول المدينة.

وقال ساكن عرف نفسه باسم سعدون "حين تجمعوا في الوسط بدأت قوات القذافي في اطلاق النار عليهم باستخدام المدفيعة والبنادق" وذكر ان تسعة اشخاص قتلوا.

وقال شاهدان ان زنتان القريبة من الحدود التونسية تعرضت لقصف عنيف مما أجبر السكان على الفرار الى الجبال. ودمر القصف عددا من المنازل ومأذنة أحد المساجد.

وقال عبد الرحمن دو "أرسلت قوات جديدة اليوم لتحاصر المدينة. هناك على الاقل 40 دبابة عند سفوح الجبال القريبة من زنتان."

ولم يتسن التحقق من التقارير من جهة مستقلة.

وتعرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها لبعض النقد لقوة النيران التي فتحتها على ليبيا بما في ذلك اطلاق 110 صواريخ توماهوك يوم السبت.

فقد شكك عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية الذي ايد قرار الامم المتحدة للتدخل في ليبيا في الوسائل المستخدمة في العملية بينما قارن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بينها وبين دعوات العصور الوسطى لشن حملات صليبية.

ورحب المقاتلون المعارضون في ليبيا بالغارات الجوية وقالوا انهم ينسقون مع القوى الغربية التي تشن الغارات الجوية.

وقالت قوى غربية انها لا تقدم دعما جويا مباشرا للمعارضة المسلحة ولا تسعى لتدمير جيش القذافي بل فقط حماية المدنيين كما نص قرار الامم المتحدة تاركة المعارضة المسلحة غير المنظمة لتتقدم بنفسها.

ويقول محللون امنيون انه لم يتضح بعد ما يمكن ان يحدث اذا صمد القذافي خاصة بعد ان أوضحت القوى الغربية عدم رغبتها في تقسيم ليبيا الى جزء في الشرق تسيطر عليه المعارضة وجزء في الغرب يسيطر عليه القذافي.

وقال جيريمي بيني وهو محلل كبير في اي.اتش.اس جينز للاستشارات "مازال هناك خطر حقيقي في اطالة امد الازمة مع رفض الجانبين التفاوض. ولذلك نهاية اللعبة تبدو غير واضحة."

لكن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حاول يوم الاثنين طمأنة الجمهور الذي سئم الحرب بأن تدخل بريطانيا العسكري في ليبيا لن يجرها الى صراع اخر على غرار ذلك الذي كان في العراق.

وبعد مناقشة استمرت ست ساعات وافق البرلمان البريطاني بأغلبية ساحقة على دعم قرار كاميرون ارسال طائرات وسفن بريطانية للمساعدة في فرض منطقة حظر جوي لوقف الهجمات على المدنيين من قبل قوات القذافي.

وقال كاميرون "هذا يختلف عن العراق. ليس هذا تدخلا في بلد واسقاط حكومته ثم تولي مسؤولية كل ما يحدث بعد ذلك."

واضاف "هذا لحماية السكان واعطاء الشعب الليبي فرصة لتحديد مصيره بنفسه."

وكان القذافي قد حذر اعداءه خلال ظهور له على شاشات التلفزيون يوم الاحد بحرب طويلة.

وقال مسؤولون في العاصمة طرابلس ان احد الصواريخ دمر مبنى في مجمع القذافي بهدف قتله. وكان هذا المجمع قد تعرض لقصف أمريكي عام 1986 .

وقال متحدث باسم الحكومة الليبية ان الهجمات الاجنبية قتلت العديد من الاشخاص خلال قصف الموانيء ومطار سرت.

وقال موسى ابراهيم في مؤتمر صحفي ان مطار سرت مطار مدني وانه تعرض للقصف وان كثيرين قتلوا وتحدث أيضا عن قصف المرافيء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى