سياسية

بشارة الراعي بطريركاً للموارنة بعد البطريرك صفير

انتهت الجلسات المغلقة التي بدأت منذ أيام في صرح يتبع للكنيسة المارونية في لبنان بانتخاب بطريرك جديد للطائفة التي تشكل العامود الفقري للمسيحيين في البلاد، وهو بشارة الراعي،
وفق ما أعلن رسمياً الثلاثاء، ليصل بذلك إلى سدة هذا المنصب المؤثر في السياسية اللبنانية شخصية معروفة بمواقفها المناهضة للدور السوري وللقوى المتحالفة معه.

فقد أعلن المونسنيور يوسف طوق انتخاب الراعي رسميا بطريركا مارونيا، لافتا إلى أن حفل التنصيب سيكون قبل ظهر 25 مارس/آذار الجاري.

والراعي من مواليد 1940، وحاصل على شهادات عليا في الفلسفة واللاهوت والحقوق الكنسية والمدنية، وعمل قاضياً في المحاكم الكنسية.

وكان للراعي مواقف سياسية قوية خلال الحرب اللبنانية، إلى جانب الأحزاب المسيحية التي كانت تقاتل ضد القوى الفلسطينية ومن ثم السورية.

وفي السنوات الماضية، كان الراعي من بين أبرز رجال الدين المسيحيين الذين وجهوا انتقادات للفترة التي كان فيها الجيش السوري داخل لبنان، كما انتقد عدة مرات حزب الله والقوى المتحالفة معه.

وقد رحبت قوى ضمن تحالف "14 آذار" بانتخاب الراعي، وظهر ذلك من خلال ما أدلى به الوزير في حكومة تصريف الأعمال عن حزب الكتائب، سليم الصايغ، الذي قال إن الراعي "هو أحد الشخصيات المهمة وسيكون مؤتمناً على خط بكركي (مركز الكنيسة المارونية.)"

وأضاف الصايغ، في حديث لتلفزيون المستقبل، إن الراعي: "سينطلق من موقع الدفاع إلى موقع الإقدام." من جانبه، قال الرئيس السابق أمين الجميل، إنه متأكد من أن الراعي "يدافع عن الحق وعن لبنان وسيادته واستقلاله."

يشار إلى أن البطريرك الماروني السابق، نصرالله بطرس صفير، كان قد استقال منذ أسابيع بسبب تقدمه في السن، ووافق الفاتيكان على استقالته، وقد صدرت بعد خطوته عدة مواقف لمقربين من حزب الله والقوى المتحالفة معه تعكس ارتياحها لرحيله بسبب مواقفه المتشددة ضدها، مع تمني وصول شخصية أكثر قرباً لها.

وجرى انتخاب البطريرك الجديد وفق تقاليد تقتضي فرض العزلة على المطارنة المشاركين بالاقتراع، ولم تمنع التقاليد من إدخال التكنولوجيا الجديدة للتشويش على الهواتف وقطع الاتصالات في محيط مكان الاقتراع لمنع تسرب الأخبار.

ويشكل المسيحيون أكثر من 40 في المائة من سكان لبنان، ولكن النظام الطائفي اللبناني القائم على المناصفة يمنحهم نصف مقاعد البرلمان والحكومة، أما رئاسة الجمهورية، فتذهب إلى الطائفة المارونية نفسها، باعتبارها أكبر الطوائف المسيحية، علماً أن بيروت تعترف رسمياً بـ18 طائفة إسلامية ومسيحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى