سياسية

القذافي الشعب “مستعد للموت” من اجلي

باتت المعارضة الليبية تسيطر الاثنين على مناطق شاسعة من ليبيا من ضمنها حقول النفط التي استأنفت التصدير منها، في حين يصر القذافي على التقليل من اهمية ما يجري في بلاده ويؤكد ان “شعبي يحبني ومستعد للموت من اجل حمايتي”.
في اليوم الرابع عشر من انتفاضة لا سابق لها في ليبيا لم تعد القوات الموالية للنظام تسيطر سوى على طرابلس العاصمة ومنطقتها.

واكد المفوض الاوروبي لشؤون الطاقة غونتر اوتنغر ان غالبية حقول النفط في البلاد باتت "تحت سيطرة قبائل وقوات تسلمت السلطة".

وفي هذا الاطار اعلن مسؤول في اللجنة المحلية المعارضة في مدينة طبرق لوكالة فرانس برس ان المعارضة الليبية تستعد للاشراف مساء الاثنين على استئناف تصدير النفط من شرق ليبيا عبر تعبئة ناقلة نفط متوجهة الى الصين.

وستكون هذه اول شحنة من النفط الخام تخرج من ليبيا منذ 19 شباط/فبراير اي بعد ان بدأت قوات الامن الليبية حملة قمع ضد الاحتجاجات في شرق ليبيا.

وسيطرت المعارضة على شركة الخليج العربي للنفط منذ استقالة رئيسها عبد الونيس سعد المرتجع، طبقا لصحيفة وول ستريت جورنال.

على الارض ذكرت مصادر في بنغازي ان غارات جوية للقوات الموالية للزعيم الليبي استهدفت الاثنين مخازن ذخيرة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شرق ليبيا، الا ان السلطات الليبية نفت ذلك.

واغارت الطائرات على مخزن ذخيرة في اجدابيا (100 كلم جنوب بنغازي)، بحسب ما افاد شاهد في اتصال هاتفي. وتعذر على المصدر تحديد حجم الاضرار.

واشار عادل وهو جندي احتياط في بنغازي الى غارات شنتها طائرتان على اجدابيا والرجمة (15 كلم جنوب بنغازي) وقال انه تم صدهما بالمدفعية المضادة للطيران.

واضاف ان الغارة على اجدابيا دمرت صهريج مياه ولم تؤد الى اضرار بمستودع الذخائر ولا ضحايا.

الا ان السلطات الليبية نفت ذلك.

واعلن التلفزيون الليبي الرسمي ان "مصادر اللجنة العامة المؤقتة للدفاع (هيئة تعادل وزارة الدفاع) تفند مزاعم وكالة الصحافة الفرنسية بان سلاح الجو الليبي قام بغارات جوية اليوم على مخازن ذخيرة في اجدابيا والرجمة".

وفي اطار تفكك الفريق المحيط بالزعيم الليبي اعلنت صحيفة قورينا الليبية المعارضة الاثنين ان الزعيم الليبي اقال رئيس جهاز الاستخبارات عبد الله السنوسي.

وافادت الصحيفة الصادرة في بنغازي معقل المعارضة على موقعها على الانترنت نقلا عن "مصادر مطلعة" ان القذافي "أقال رئيس جهاز الاستخبارات الحالي العميد عبد الله السنوسي، وتولى مهامه بدلا عنه منصور ضوء القحصي أحد الحراس الشخصيين للقذافي".

ولم يتسن الحصول على تاكيد او نفي لهذا الخبر في طرابلس.

وبحسب الصحيفة فان السنوسي "يعد اليد اليمنى للقذافي في إحكام السيطرة الأمنية على البلاد، وهو من أبرز الشخصيات التي تدخلت في قمع التظاهرات المطالبة باسقاط النظام".

وقال الزعيم الليبي في مقابلة مع صحافية اميركية من محطة التلفزة "اي بي سي" الاثنين "ان شعبي يحبني ومستعد للموت من اجل حمايتي".

وقال القذافي هذه العبارة اثناء مقابلة شاركت فيها الصحافية الاميركية كريستيان امانبور التي اوردتها في رسالة على صفحتها على موقع تويتر.

واضافت امانبور وهي صحافية تعمل لحساب اي بي سي في رسالة اخرى ان القذافي الذي حكم بلاده في افريقيا الشمالية لاكثر من 41 عاما، رفض ايضا الاعتراف بان تظاهرات جرت في شوارع طرابلس.

في واشنطن اعلنت وزارة الخزانة الاميركية مساء الاثنين انها جمدت ارصدة ليبية بقيمة 30 مليار دولار بعد فرض عقوبات على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي الجمعة، وهو اكبر مبلغ من المال يتم تجميده على الاطلاق.

وقال ديفيد كوهن وكيل وزارة الخزانة الاميركية انه سيتم فرض مزيد من العقوبات على النظام الليبي، في اطار العقوبات التي اقرتها واشنطن الجمعة ضد القذافي واربعة من افراد عائلته الجمعة.

واضاف "نحن ندرس حاليا اضافة افراد اخرين الى القائمة".

على صعيد النزوح المرتبط بالاوضاع الامنية المتوترة على الارض في ليبيا افادت مسؤولة في الامم المتحدة الاثنين ان التقديرات بشان عدد القتلى في ليبيا جراء القمع تتراوح بين المئات والالاف فيما تشير المعلومات الواردة الى فرار اكثر من مئة الف شخص باتجاه مصر وتونس.

وفي اطار ممارسة الضغوط ايضا على النظام الليبي اعلنت وزارة الدفاع الاميركية الاثنين ان الجيش الاميركي يعيد نشر قواته البحرية والجوية في المناطق المحيطة بليبيا.

وصرح الكولونيل ديف لابان المتحدث باسم البنتاغون للصحافيين "لدينا مخططين يعملون على عدد من الخطط الطارئة، واعتقد انه من الممكن القول انه ضمن تلك الخطط فاننا نعيد نشر القوات بحيث نتمكن من التصرف بمرونة فور اتخاذ قرارات" بهذا الشان.

وقال لابان ان اعادة نشر "القوات البحرية والجوية" ستعطي الرئيس الاميركي باراك اوباما مجموعة من الخيارات في الازمة، دون ان يحدد السفن والطائرات التي اعطيت اوامر باعادة الانتشار او التحرك المحتمل الذي تجري دراسته.

وفيما تهاجم قوات القذافي قوى المعارضة، يدرس القادة الاميركيون والاوروبيون امكانية استخدام القوات الجوية التابعة لحلف الاطلسي لفرض حظر للطيران فوق ليبيا لمنع القذافي من شن هجمات جوية ضد شعبه.

وللقيام باي تدخل عسكري محتمل، يمكن للقادة العسكريين الاميركيين استخدام حاملة الطائرات "يو اس اس انتربرايز" المتواجدة حاليا في مياه البحر الاحمر، وسفينة "يو اس اس كيرسارغ" البرمائية التي تحمل اسطولا من المروحيات ونحو الفين من رجال المارينز.

وبالاضافة الى احتمال فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا، تدرس الدول الغربية كذلك اقامة "ممر" انساني في تونس ومصر المجاورتين لليبيا لمساعدة اللاجئين، حسب ما افادت صحيفة نيويورك تايمز الاحد.

كما فرض الاتحاد الاوروبي الاثنين مجموعة من العقوبات الشديدة على النظام الليبي من بينها تجميد ارصدة القذافي و25 من عائلته والمقربين منه وحظر سفرهم لاتهامهم بالتعامل مع المدنيين بطريقة وحشية.

وشدد عدد كبير من وزراء الخارجية في العالم في اطار اجتماع لمجلس حقوق الانسان انعقد في جنيف الضغط على الزعيم الليبي مما ينبىء بفرض عقوبات جديدة لحمله على الرحيل.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون "يتوجب علينا جميعا العمل معا لاتخاذ مزيد من الخطوات لمحاسبة حكومة القذافي وتقديم المساعدة الانسانية الى المحتاجين ودعم الشعب الليبي في سعيه الى الانتقال الى الديموقراطية".

وعلى هامش الاجتماع كثفت الوزيرة الاميركية محادثاتها مع نظرائها الاوروبيين ومن عدة دول عربية بغية التحضير لمرحلة "ما بعد القذافي" في ليبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى