سياسية

المتظاهرون التايلانديون يدعون الى اجراء محادثات والاشتباكات تسفر عن مقتل 29 شخصا

اعلن القمصان الحمر المعارضون للحكومة التايلاندية الاحد استعدادهم للتفاوض مع الحكومة شرط ان تقبل الامم المتحدة بلعب دور الوسيط
فيما اوقعت المعارك في بانكوك 29
قتيلا واكثر من 200 جريحا منذ مساء الخميس.ودعا احد قادة المتظاهرين ملك البلاد الى التدخل لحل الازمة التي حولت اجزاء من المدينة الى مناطق مغلقة في حين اطلق الجنود الرصاص الحي على المتظاهرين الذين كان بعضهم مسلحا ورشق البعض الاخر الجنود بالحجارة والمفرقعات.وصرح ناتاووت سايكوار احد قادة المتظاهرين للصحافيين ان المتظاهرين مستعدون لبدء محادثات سلام مع الحكومة "فورا" بشرط توسط الامم المتحدة. وقال "نريد وساطة الامم المتحدة لاننا لا نعتقد اننا سنحصل على العدالة من منظمات في تايلاند".الا ان الحكومة سارعت الى رفض الفكرة وحذرت حكومات اجنبية من التدخل في شؤون البلاد. وقال بانيتان واتاناياغورن المتحدث باسم الحكومة "بالنسبة للدعوة الى تدخل الامم المتحدة، فان اية حكومة لا تسمح لاي منظمات بالتدخل في شؤونها الداخلية".وفشلت محادثات سابقة بين الطرفين في التوصل الى اتفاق رغم عرض من رئيس الوزراء باجراء انتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر اذا تفرقت التظاهرات المناهضة للحكومة. وكان رئيس الوزراء سحب عرضه ذلك فيما بعد.وارجأ الجيش الاحد خطته بفرض حظر للتجول على اجزاء من المدينة، الا انه لم يستبعد تقييد الحركة الليلية اذا تدهور الوضع بشكل اكبر. وذكرت السلطات انها سترسل عاملين من الصليب الاحمر لمساعدة المتظاهرين المناوئين للحكومة خاصة النساء والاطفال والمسنين، الراغبين في مغادرة المنطقة الواسعة التي يتمركز فيها المتظاهرون في وسط العاصمة.وقال سانسيرن كايوكومنيرك للصحافيين "يستطيع الرجال كذلك مغادرة الموقع بشرط ان يظهروا انهم عزل".واعلنت وزارة الخارجية البلجيكية الاحد ان سفارتها في بانكوك ستكون مغلقة الاثنين بسبب الصدامات بين "القمصان الحمر" وقوات الامن. وجاء في بيان للوزارة نشرته وكالة بلغا ان "السفارة لا تبعد كثيرا عن الاحياء التي وقعت فيها اعمال العنف، ولاسباب امنية تقرر ترك السفارة مغلقة الاثنين" بعد اجازة الاحد الاسبوعية.لكن الخطوط الهاتفية ستظل تعمل ولم يتقرر بعد القيام باي اجلاء للعاملين.وتحرك الجيش الخميس لاغلاق المنطقة ومنع دخول مزيد من المتظاهرين رغم انه سمح لهم بالمغادرة، في الوقت الذي تحاول الحكومة العثور على طريقة لوضع حد للمواجهة المستمرة منذ شهرين.وفي المناطق المحيطة بالمكان الكبير الذي يتجمع فيه المحتجون، سمعت اصوات طلقات نارية متفرقة، كما تصاعدت اعمدة الدخان الاسود من اجزاء من المدينة بعد ان اشعل المتظاهرون النار في اكوام من الاطارات على الطرق. واشتعلت النيران في متجر.واصيب رجلان بجروح خطرة اثر اصابتهما بعيارات نارية في مواجهة بين عناصر الجيش والعديد من المتظاهرين الذين رشقوهم بالحجارة والعبوات الحارقة والمفرقعات، حسب مراسل فرانس برس.وتوفي رجل الاحد مع استمرار اشتباكات الشوارع، حسب خدمات الطوارىء. ولم يتضح بعد سبب وفاته. وكان معظم القتلى في الايام الاخيرة من المدنيين.ووسط هذا التصعيد، دعا جاتوبورن برومبان احد قادة المتظاهرين الملك الى التدخل وقال انه "الامل الوحيد" لانهاء شهرين من الازمة التي خلفت اكثر من 50 قتيلا و1600 جريح.وصرح للصحافيين "لا نستطيع تصور امكانية اخرى غير اللجوء" الى الملك بوميبول اجوليادج، مضيفا "اعتقد ان العديد من التايلانديين يعتبرون ايضا ان جلالته هو املنا الوحيد".وكان الملك انتقد بشدة الحكومة وقادة التظاهرات خلال انتفاضة 1992 مما انهى حالة العنف. الا ان الملك البالغ من العمر 82 عاما يرقد في المستشفى منذ ايلول/سبتمبر الماضي وتجنب التعليق مباشرة على الازمة الحالية.واعلن الجيش السبت "منطقة اطلاق نار بالرصاص الحي" في احدى المناطق حيث قال احد الاجانب انه شاهد الجنود في وقت سابق يطلقون النار على مجموعة من متظاهري القمصان الحمر يتقدمون وهم يحملون العلم التايلاندي. وشوهدت ثلاث جثث في وقت لاحق على الارض.وقالت هيومن رايتس ووتش من مقرها في نيويورك ان السلطات التايلاندية تتجه نحو ارتكاب "انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان بتخصيص مناطق لاطلاق الرصاص الحي". وذكرت المنظمة ان ذلك يمكن ان يشجع الجنود على اطلاق النار بحرية خاصة مع تصاعد العنف.وفي المناطق المحيطة بالمكان الكبير الذي يتجمع فيه المحتجون، تصاعدت اعمدة الدخان من منطقتين اشتبك فيهما الجنود والمتظاهرون السبت قرب حي دبلوماسي وسوق ليلي يرتاده الاجانب. وارتفعت السنة اللهب من جسر وسمعت اصوات انفجارات متقطعة يعتقد انها ناتجة عن مفرقعات في الشوارع التي امتلات بالانقاض.واعلن رئيس الوزراء التايلاندي ابيهيسيت فيجاجيفا السبت ان حكومته لن تتراجع عن العمليات العسكرية التي تشنها ضد المتظاهرين المتحصنين في وسط بانكوك. وقال "لقد استغل ارهابيون تظاهرتكم. انها ليست تظاهرة من اجل الديموقراطية".ويعتبر "القمصان الحمر" رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا بلا شرعية ويخدم نخب البلاد التي تدور في فلك القصر الملكي اي كبار الموظفين والقضاة والعسكريين ورجال الاعمال. كما يطالبون باستقالته وتنظيم انتخابات مبكرة.وبعد فشل مفاوضات استمرت عشرة ايام، قررت السلطة محاصرتهم لوجستيا لتقليص عدد المتظاهرين الذين حرموا مذاك من الغذاء والكهرباء والماء. وبدا السبت ان الاطفال وكبار السن غادروا المكان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى