سياسية

ليبيا: مدينة الزاوية تسقط بيد الثوار والقذافي متمسك بالحكم

لا يزال الزعيم الليبي معمر القذافي متمسكا بالحكم الاحد رغم تصاعد ضغط الشارع والعقوبات الدولية التي فرضها عليه مجلس الامن والدعوات الغربية الى استقالته، فيما تسعى المعارضة لتشكيل حكومة انتقالية في شرق ليبيا.
وفي اليوم الثالث عشر من انتفاضة غير مسبوقة لا ترد اي بوادر من القذافي توحي بانه قد يتخلى عن السلطة التي يمسك بزمامها منذ نحو 42 عاما.

وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي اصبح "حتميا"، وذلك في مقابلة مع قناة "سكاي تي جي 24" التلفزيونية للانباء

ونقلت وكالة رويترز ان مسلحين يعارضون حكم الزعيم الليبي معمر القذافي يسيطرون على بلدة الزاوية الواقعة على بعد نحو 50 كيلومترا غربي العاصمة طرابلس.

وأضاف أن العلم الليبي لفترة ما قبل القذافي بألوانه الاحمر والاخضر والاسود يرفرف فوق مبنى بوسط البلدة ويردد مئات الاشخاص "هذه ثورتنا".

وتظهر في بلدة الزاوية اثار قتال عنيف حيث أحرقت مبان في وسط البلدة وتغطي مبان أخرى اثار أعيرة نارية اضافة الى أن الشوارع بها سيارات محترقة.

ونقلت القنوات الفضائية عن مصادر أن النظام الليبي لم يعد يسيطر سوى على أحياء محددة في العاصمة طرابلس وسط أنباء عن استعدادات عسكرية لمنع المتظاهرين من الوصول إلى العاصمة، في حين عادت الأمور إلى طبيعتها في المدن الخارجة عن سيطرة النظام بالشرق الليبي.

فقد نقلت مصادر إعلامية عن مواطنين يقطنون منطقة تاجوراء في العاصمة طرابلس قولهم إن قوات الأمن انسحبت من المنطقة كليا بعد خمسة أيام من المظاهرات، لكنهم أشاروا في الوقت نفسه إلى أن الكتائب الأمنية فتحت النار على المجموعات التي حاولت التوجه إلى الساحة الخضراء مساء السبت مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.

وأضاف شهود عيان أن المتظاهرين أقاموا متاريس من الحجار والأشجار عبر الشوارع التي تتناثر فيها القمامة، وكتبت شعارات على العديد من الجدران التي بدت عليها بشكل واضح آثار الأعيرة النارية التي دلت على وقوع مواجهات دامية في المنطقة.

وفي مدينة الزاوية -التي تقع على بعد 50 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس-قال شهود عيان إن عناصر في ثورة 17 فبراير خاضوا السبت قتالا عنيفا مع الكتائب الأمنية مما أسفر عن مقتل 50 شخصا وجرح آخرين.

وذكر أحد شهود العيان أن قوة من المرتزقة استخدمت المدفعية الثقيلة للإغارة على ميدان الشهداء ببلدية الزاوية واقتادت 20 مدنيا إلى مكان مجهول، لافتا إلى أن الجنود أطلقوا نيران أسلحتهم على جموع المتظاهرين في الميدان مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بينهم نساء وأطفال.

وفي مدينة مصراتة القريبة من العاصمة طرابلس، شارك المئات في تشييع متظاهرين قتلوا على أيدي قوات الأمن الموالية للعقيد معمر القذافي، في حين قال شهود عيان إن مسلحين من قوات الأمن يستقلون مروحية أطلقوا النار على المشيعين وقتلوا عددا منهم.

وزير الخارجية البريطاني: بالطبع حان الوقت لان يرحل العقيد القذافي

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج يوم الاحد ان الحكومة البريطانية سحبت الحصانة الدبلوماسية في بريطانيا من الزعيم الليبي معمر القذافي وأبنائه وحث القذافي على التنحي.

وتابع في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "بالطبع حان الوقت لان يرحل العقيد القذافي."

واستطرد "هذا هو أفضل أمل لليبيا والليلة الماضية وقعت توجيهات بسحب حصانته الدبلوماسية في المملكة المتحدة وأيضا الحصانة الدبلوماسية لابنائه وأفراد عائلته وأسرته وبهذا يكون واضحا للغاية موقفنا من وضعه كرئيس دولة

مجلس الأمن يقر بالإجماع عقوبات ضد ليبيا ويحيل ملفها لمحكمة لاهاي

صادق مجلس الأمن الدولي بالاجماع ليلة امس، على فرض عقوبات على نظام حكم معمر القذافي في ليبيا، واحال ملفها لمحكمة الجنايات في لاهاي.

ويشمل مشروع هذا القرار، حظر السفر الى ليبيا، وتجميد الاصول المالية للقذافي، وابناء عائلته، وكافة المقربين منه، واحالة قضية قمع المتظاهرين في ليبيا الى المحكمة الدولية في لاهاي، لمواصلة التحقيق، ومقاضاة كافة المسؤولين المتسببين بقتل المدنيين.

وأعلنت المندوبة الامريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، ان المسؤولين عن الجرائم، سيتم محاسبتهم شخصيا.

وقال أحد أعضاء البعثة الليبية لدى المنظمة الدولية: إن الخطوة التي قام بها مجلس الأمن الدولي ستعطي للشعب الليبي المقاوم، دعما اخلاقيا، كما انها ستساهم في طي ملف النظام الفاشي، القائم في طرابلس.

وزير العدل الليبي المستقيل يشكل حكومة مؤقتة في بنغازي

افادت عدة قنوات فضائية ومصادر إخبارية متطابقة أن وزير العدل الليبي الذي اعلن استقالته من منصبه قبل ايام وانضمامه لصفوف الثورة، مصطفى عبد الجليل، يدير حكومة مؤقتة في بنغازي.

وأفادت المصادر التي اوردت الخبر أن عبد الجليل أكد اليوم أن الوقت ليس وقت محاسبة، رافضاً في الوقت نفسه المستاس بوحدة التراب الليبي.

وتتداول أوساط واسعة من المعارضة الليبية في الداخل والخارج تشكيل حكومة بديلة لحكومة القذافي من والاتصال مع الجهات الدولية لاعتمادها عنواناً للتواصل مع الشعب الليبي بعدما سقطت شرعية نظام القذافي الجماهيرية إثر المجازر التي ارتكبها نظامه بحق المحتجين.

وكان وزير العدل الليبي السابق مصطفى عبد الجليل أعلن أمس في مقابلة مع قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية، بأن الزعيم الليبي معمر القذافي ربما مستعد لاستخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ضد المشاركين في مظاهرات الاحتجاج المعادية له.

واضاف الوزير الليبي السابق قوله "إن القذافي يمكن أن يستخدم كل الوسائل إذا كان هناك ضغطا قويا عليه. أعتقد بأن معمر القذافي سيترك من بعده أرضا محروقة". وحسب قول عبد الجليل إذا أصبح القذافي في حالة حرجة فإنه سيستخدم الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ضد السكان المسالمين دون أدنى شك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى