الزاوية الإجتماعية

مسير ” الصرخة “

قامت الجمعيـة السوريـة للاستكشـاف و التوثيق بتنفيذ مسير ” الصرخة ” ( قفزة الثقة ) بمشاركة أكثر من 80 متطوع من الجمعية وذلك في تاريخ 11 / شباط / 2011 في محافظة اللاذقية وتحديداً من صلنفة (محطة البث) وحتى سهل الغاب ( بلدة عين جورين ) مروراً بغابات
ومحميات الأرز السورية ويعتبر هذا المسير هو النشاط الأول من الدورة الفصلية الأولى لشتاء 2011 وقد بلغ طول خط السير 8 كم ضمن منطقة جبلية حراجية قاسية التضاريس يتراوح ارتفاعها ما بين 1500 إلى 320 متر .

مسير الصرخة

زهرة سوريا رافقت الجمعية في نشاطها وإلتقت عدداً من كوادر الجمعية . أما عن الغاية من هذا المسير فقد حدثنا قائد نشاطات الجمعية خالد نويلاتي :
1- التعرف على محمية الأرز السورية في تلك المنطقة ولاسيما أن هذه المحميات الموجودة في سوريا تعتبر من أحد أهم عشر محميات موجودة في منطقة حوض المتوسط.
2 – امتحان قدرة الفريق وتدريبهم على السير في المناطق القاسية ذات الطبيعة الجبلية الوعرة لأجل تجاوزها بأسلم الطرق المتاحة. وعن برنامج المسير فقد كان لزهرة سوريا التقرير التالي : الوصول إلى محطة البث التابعة لمدينة صلنفة في تمام الساعة السابعة صباحاً ٬ التجمع والتحضير للقيام بالمسير وتوزيع المعدات الضرورية والبدء بالمسير بنظام العشيرة الواحدة نزولاً إلى سهل الغاب والبداية كانت على طريق ترابي ثم بداْ المتطوعين بالدخول إلى عمق الغابة ورويداً رويداً بدأت تضاريس المنطقة تفرض على الجميع سيطرتها وقسوتها ومما زاد من صعوبة الطريق الكمية الكبيرة من الوحل التي كانت تغطي 90 بالمائة من التربة٬ واستمرت المجموعة في السير ضمن هذه الغابة معتمدين على الخرائط الطبوغرافية والبوصلة إلى أن وصل الجميع إلى منطقة كانت غاية في الصعوبة (مجرى سيلي شديد الانحدار طيني مليء بالحجارة الغير ثابتة ) مما جعلها خطيرة جداً
محمد سرحان عضو الكادر التنظيمي حدثنا قائلاً : أن الكادر التنظيمي هو كادر مدرب على تجاوز مثل هكذا ظروف حيث قام بوضع خطة سير بديلة تتناسب مع هذه الظروف وكانت الخطة بتقسيم المجموعة إلى أرهاط كل رهط فيه 10 أفراد يشكلون مجموعة واحدة يلتحمون مع بعضهم البعض على شكل سلسلة بشرية تجلس على الأرض وتزحف ببطء إلى أسفل الوادي ككتلة واحدة وبذلك تمر الأرهاط أو المجموعات بالتناوب الواحدة تلو الأخرى إلى أن يتم تجاوز هذا الوادي السيلي أما عن فوائد هذا التكنيك الذي يسمى في مصطلحات الجمعية القطار البشري فهو ربط مجموعة من الأفراد ببعضهم البعض ليصبحوا كتلة واحدة ثقيلة على الأرض مما يجعل حركتها بطيئة وبالتالي نتفادى الإنزلاقات الفردية بالإضافة إلى تخفيف أنزلاقات التربة والحجارة بسبب السرعة البطيئة أما الفائدة الثانية وهي أن أجساد المجموعة الواحدة مع حقائبهم تصبح درع يحميهم من الحجارة المتساقطة وأخيراً جمع الأفراد بكتلة واحدة يعطيهم حماسة عالية ويشجعهم مع بعضهم البعض فيزيد من ثقتهم وقدرتهم على تجاوز المخاطر. في النهاية تمكن الجميع بإرادة قوية وشجاعة من إكمال خط السير الذي كان مرسوم مسبقاً وقد تحقق هدف المسير وكان الجميع في غاية السرور وغاية المتعة وخصوصاً عندما وصلنا إلى أسفل الوادي في سهل الغاب وشاهد الجميع القمة العالية التي تمكنا من تجاوزها في وقت قصير يعتبر قياسي. وعند نقطة النهاية كان جميع المشاركين في غاية الثقة بالنفس إذ أنهم شعروا بأنهم قاموا بمغامرة رائعة كانت محسوبة ومدروسة بدقة ٬ ونذكر بأن خبرة الكادر التنظيمي وقادة المسير كان لهم الدور الكبير في إنجاح هذا المسير الرائع. الدكتور محمود الكفري طبيب الطوارئ المرافق للجمعية حدثنا قائلاً : إن المخاطر والإصابات التي حصلت خلال هذا المسير: في مثل هكذا مسير لابد من أن يكون هناك بعض الإصابات منها ما يكون نتيجة صعوبة التضاريس ومنها ما يكون نتيجة قلة خبرة المشاركين في تجهيز أنفسهم وعتادهم في هذا المسير كان هناك ثلاث إصابات استدعت تدخل فريق الطوارئ والطبيب المرافق للمجموعة الإصابة الأولى كانت لأحد أفراد الكادر التنظيمي حيث أصيب بجرح عميق في أصبع اليد نتيجة تدخله السريع لتغيير مسار أحد الحجارة التي كانت تهوي إلى أسفل الوادي خلف المشاركين وقد تدخل الدكتور محمود الكفري قائد فريق الطوارئ حيث قام بتقطيب الجرح ( ثلاث قطب ) وتم تضميد الجرح وتابع المصاب المسير حتى النهاية. أما باقي الإصابات فقد كانت واحدة منها في الركبة لأحد المشاركات القدامى والثانية رض قوي جداً في كتف أحد المشاركين الجدد وبعد فحصهم ومعاينتهم من قبل الدكتور مجمود الكفري رأى أنه لابد من تدخل فريق الطوارئ لوضع خطة لإخراج المصابين من خط السير لأجل إيصالهم إلى أقرب نقطة إسعاف متخصصة ، وبذلك تم إرسال أربعة أفراد من الكادر التنظيمي مع المصابين وقد خرجوا عن خط السير واتجهوا بمساعدة خريطة الطوارئ إلى الشارع العام، أما عن باقي المجموعة فقد تابعت سيرها في الغابة حتى نقطة النهاية. وفي نهاية النشاط توجهت ادارة الجمعية بالشكر : شكر كبير جداً لكل الذين شاركوا بمسير الصرخة مشتركين جدد وقدامى من دمشق وحلب واللاذقية وشكر كبير للكادر التنظيمي الذي كان له فضل كبير جداً في إنجاح هذا المسير الرائع والذي صنف على أنه من أخطر النشاطات التي قامت بها الجمعية من عام 2009 فقد كان قفزة ثقة بكل ما تعنيه الكلمة وكان فعلاً قريب جداً من أسمه نشكر الجميع ونتمنى لهم… دوام المشاركة معنا في نشاطاتنا. المسير القادم في منتصف شهر آذار إلى سد الوحدة بمحافظة درعا وهو مسير برمائي.

مسير الصرخة

يذكر بأن الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تأسست رسمياً في 7 كانون الثاني من عام 2008، بترخيص رقم 133 صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وقد تمت الموافقة أيضاً على أن تكون نشاطات الجمعية شاملة لكافة الأراضي السورية، ويتألف مجلس الجمعية من كل من الدكتور باسل حكيم كرئيس لمجلس الإدارة، نائب الرئيس المهندس رضوان نويلاتي، أمين سر الجمعية وقائد نشاطاتها خالد نويلاتي، أمين الصندوق الطيار مضر الفريح. كما أن الجمعية تقوم سنوياً بمسيرات بمعدل مسير كل شهر، إضافة إلى مبيتين شتويين الأول في أول السنة والثاني في آخرها، بالإضافة إلى المخيم الصيفي، من أشهر مكتشفات الجمعية العام الماضي 2009 مغارة سؤادا في محافظة السويداء والتي تعتبر من أكبر المغر الموجودة في سوريا .

مسير الصرخة

إدارة الجمعية تشكر كل الذين شاركوا بمسير المتاهة الثلجي وتتمنى لهم التوفيق في السنة القادمة ودوام المشاركة في نشاطات الجمعية بعام 2011 ولكم جزيل الشكر

بواسطة
منار بكتمر - عدسة محمود الطبل

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى