مقالات وآراء

قطر ماذا قدمت وماذا قدم لها !! بقلم : رشاد فياض

لقد رأينا فرحة قطر لدى حصولها على استضافة كأس العالم لعام 2022 م على أرضها ، ورأينا وجوه أمراء قطر وهم يتحدثون عبر وسائل الإعلام يرتعشون ، ورأينا الإعلان الذي جهزته الدولة الإسلامية قطر والذي كان بطلة طفل صهيوني يهودي
  ، كما رأينا اللهجة التي انتقدت بها إسرائيل نجاح قطر بالحصول على هذه الاستضافة ، فلم تكن قوية ولم توجه وسائل إعلامها لمحاربة رئاسة مجلس الفيفا ، فماذا قدمت قطر لهم ؟ وماذا قدم لها في ذلك الوقت ؟ وما سر العلاقة السامية والدبلوماسية مع اللوب الصهيوني والصمت الأمريكي والرضا على المملكة القطرية الإسلامية ؟

سأجاوب على الأسئلة المطروحة سابقاً لكي يتسنى لي إيضاح بعض التفاصيل الأخرى التي من شأنها تكشف مستور الجزيرة ورئيسها وضاح خنفر ، لكي نرى التنازلات التي قدمتها قطر للقيادة الأمريكية واللوب الصهيوني ، لنرى من هو الذي يستحق القذف والإشهار به .

لم يكن لقطر أن تحصل على استضافة كأس العالم عام 2022 م ، ولم يكن لها أن تظهر كأول دولة عربية وإسلامية تحصل على استضافة أكبر مونديال كروي في العالم حيث يتوجه إليه عيون العالم أجمع ، كما فكرت قطر بالازدهار الاقتصادي والسياحي الذي ستشهده قطر في ذلك العام ، كما أنها رأت الدور السياسي الذي بدأت تلعبه قطر في الوطن العربي خاصة بالملف الفلسطيني والإسرائيلي ، فقررت قطر دفع أي ثمن للحصول على هذه النقلة النوعية .

رئاسة الفيفا ليست عربية ولا إسلامية ، إنما دول أوروبية وأمريكية بقيادة يهودية صهيونية تقودها نحو أهدافها الخاصة ، عرضت تلك الرئاسة على قطر إغلاق مكاتب الجزيرة في العالم وخاصة في قطر لنا لها دور كبير في تغطية الأحداث وكشف حقيقة الاحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينية ، مما وضع قطر في حالة محرجة ، إلا أنها سارعت بالموافقة دون تردد ، كما أعلنت رسمياً ترحيبها لأي يهودي أو صهيوني أو أمريكي يريد دخول الأراضي القطرية ومتابعة تفاصيل المباريات عن كثب مع توفير حماية عسكرية له من أعلى المستويات ، كما قامت قطر بعرض اسكتش إعلاني للفيفا تستعرض به طفل يهودي صهيوني متشدد يغني ويدعوهم للموافقة باستضافة قطر للفيفا .

بعد نجاح قطر بالحصول على الموافقة سارعت القيادة القطرية بإجراء اتصالات رؤساء الدول المشرفة على الفيفا لتغيير عقد الاتفاق ، بحيث لا تخسر قطر كل وسائلها التي تلعب بها سياسياً وإعلاميا وتتلاعب بالحقيقة عبرها ، بعد دراسة معمقة وافق المشرفون على الفيفا في تغيير الاتفاقية وهوا أن يكونوا من ضمن المسئولون على توجيه مضمون ما تبثه فضائية الجزيرة إلى الجمهور ، علماً بأن الاتفاقية تشمل كل فضائيات الجزيرة المنوعة إخبارية ووثائقية وغيرها .

هذا كان أول التنازلات التي قدمتها قطر من أجل الحصول على استضافة الفيفا ، أما بالحديث عن ثاني التنازلات ، وهوا سعي قطر لتحويل حكمها إلى مملكة لتصبح مملكة قطر والحصول على امتيازات تؤهلها لوضع يدها على المزيد من الخيرات واستكشاف المزيد ، والإنفراد بحكم قطر لعائلته كنظام آل سعود في المملكة العربية السعودية ، والذي يحتاج موافقة أمريكية صهيونية ، مما يجعل قطر تفكر أيضاً بأن تكون الطفل المدلل لأمريكا كما كان يعتقد من قبلها ، ولقد أعطيت وعود قطر بالتفكير بالأمر مع أخذ الموافقة خلال آخر عام 2011 م .

ثالث هذه التنازلات ما أعلنته مصادر إعلامية موثوقه وكشفت عنها أيضا مصادر إعلامية إسرائيلية مطلعة ، قامت قطر بالجمع بين تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة في حكومة أولمرت ووضاح خنفر مدير فضائية الجزيرة على أراضيها في قطر والذي جاء قبل عرض الوثائق التي سميت بالمستور أو السرية والتي كشفت بها بعض الأمور المزورة والزائفة عن السلطة الفلسطينية ومسار التفاوض خلال الأعوام السابقة بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني ، فهذه كان أحد الضربات التي وجهها الكيان الصهيوني عبر الوسيط الجزيرة عبر لاتفاقية التي تحدثت بها سابقاً ، فعملية التوجيه أصبحت بيد الاحتلال الصهيوني والجيش الأمريكي ، كما اتفقت ليفني مع خنفر على تسليط ضوء الكاميرات على أعمال الشغب في مصر وغيرها من الدول كما فعلت بأحداث تونس وكأنها ثورة وانتفاضة للحصول على الحقوق ، وهيا ليست سوا فوضى تعنى بها إسرائيل وفضائية الجزيرة لإشغال العالم في أمورهم بعيداً عن ما يحدث في بعض المناطق التي تسعى سلطة الاحتلال الصهيوني بتدميرها والسيطرة عليها ، وأهمها مدينة القدس .

كما أن حكومة الاحتلال بقيادة نتنياهو قد أعلنت منذ أسابيع بحملة إعلامية ودعائية للوقوف بحملة الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ، والتي بدأت كما ظهر على فضائية الجزيرة وصديقاتها التي تسير على دربها .

قطر والتي تقع على أرضها أكبر قاعدة أمريكية حربية " قاعدة السيلية " تدعي الإسلام ووقوفها بوجه الاحتلال ودعمها للمقاومة الفلسطينية وهي ليست سوى جهاز مخابراتي موجهة يقوم بتدمير الشعوب والأنظمة العربية ، فما أعلنته الجزيرة هو ناتج عن المؤامرة التي تتوحد بها قطر وأمريكا واللوب الصهيوني ، والمستور ليست سوى فضائح وملف إدانة أوقعت بها ليفني وحلفائها الصهاينة .

الفوضى التي عمت تونس وليبيا والسودان وموريتانيا ومصر الشقيقة وحاولت الجزيرة زرعها في الأردن وتحاول الآن في فلسطين وخاصة بالضفة الغربية هي لعبة سياسية من الدرجة الأولى على حساب العرب والمسلمين وعلى حساب المقدسات والحضارة العربية العريقة ، قطر ستناول بعض التي تطمح إلية لأن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل أصبحت راضية بدرجة 100 % فالمملكة قد حان إقامتها والمونديال نجحت بإستضافتة قطر بمباركة صهيونية والضمائر الحية قد بيعت والجزيرة لم تعد صرح إعلامي بل وسيلة مساعدة في تطبيق أجندة صهيونية والدمار سيحل بالمنطقة بفضل قطر الشقيقة وأهلها لن يعيشوا بسلام والمحبة قد تلاشت من قلوب محبيهم ، ودعوة الأمير القطري للرئيس الفلسطيني محمود عباس لزيارة قطر وإنهاء ماتم عرضة على الجزيرة أكبر دليل على تخوف الأمير من الملفات التي تم تسليمها من قبل كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ، والكل أصبح ينتظر الساعة التي تكشف بها الوثائق الأصلية ضد الأمير القطري وإظهار مدى التعاون والتخابر مع أمريكا وإسرائيل ، فهبي أيتها العربية مسرعه لنرى ما يوجد بجعبتك الآن ، بعد أن أظهرت مفوضية الإعلام التابعة لحركة فتح بالدلائل والدراسات والشواهد مدى خبث القطريين والجزيرة وتزويرهم لبعض المستندات ، فأين الرقابة الإعلامية وأين المحاسبة القانونية على التلاعب بالأمن القومي الفلسطيني ، يوجد الكثير مما تخفيه قطر والجزيرة ولكن الأيام القادمة كفيلة لكشف المستور أيضاً ، أدعو الجميع للبحث عن من هوا مسئول فضائية الجزيرة وضاح خنفر لتعرفوا بأن ما يحدث ليست سوى حملة لتتويج نظام محدد بالعالم .

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى