أخبار البلد

الرئيس الأسد وعقيلته في زيارة رسمية الأسبوع الجاري إلى بلغاريا ورومانيا

يقوم السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته الأسبوع الجاري بزيارة رسمية إلى كل من جمهورية بلغاريا وجمهورية رومانيا تلبية لدعوة من الرئيس البلغاري جيورجي بارفانوف والرئيس الروماني ترايان باسيسكو
يجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين في البلدين تتناول سبل تطوير العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية والدولية.

ويرافق الرئيس الأسد والسيدة عقيلته وفد رسمي يضم وزير الخارجية وليد المعلم والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية ولمياء عاصي وزيرة الاقتصاد والتجارة وعبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية.

وكان الرئيسان الأسد وباسيسكو أجريا مباحثات بدمشق في تشرين الأول 2008 تناولت آليات وخطوات تمتين علاقات البلدين في المجالات كافة إضافة إلى تطورات المنطقة.

ووقع البلدان في ختام أعمال اجتماع اللجنة السورية الرومانية المشتركة الذي عقد بدمشق في أيار الماضي أربع وثائق وبروتوكولات تعاون في مجالات الزراعة والإعلام والنقل البحري كما تم الاتفاق على أكثر من عشر اتفاقيات في مجالات التعاون المختلفة بين البلدين سيتم التوقيع عليها قريباً بعد استكمال بعض الإجراءات الإدارية والقانونية في سورية ورومانيا.

كما يشار إلى أن الرئيس الأسد بحث مع رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف في نيسان الماضي تطور علاقات البلدين وآخر التطورات الإقليمية والدولية ووقعت سورية وبلغاريا خلال زيارة بوريسوف أربع اتفاقيات في مجالات المالية والنقل والاقتصاد والرياضة وكان البلدان وقعا خلال زيارة وزير الخارجية البلغاري السابق ايفايلو كالفين الى سورية عام 2008 مذكرة تفاهم لإنشاء آلية للمشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية في البلدين والبرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي بين البلدين حتى عام 2011.

سورية وبلغاريا.. علاقات صداقة تقليدية وشراكة مستقبلية

ترتبط سورية وبلغاريا بعلاقات صداقة تقليدية يعود تاريخها إلى خمسينيات القرن الماضي تشكل قاعدة حقيقية لشراكة مستقبلية يجري العمل عليها بين البلدين من خلال إحياء هذه العلاقة وإعادة جسور التواصل إلى سابق عهدها وفتح آفاق جديدة للتعاون في شتى الميادين.

وتأتي زيارة السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته إلى بلغاريا في إطار اهتمام سورية بتوسيع تعاونها مع دول الجوار الإقليمي ورؤيتها الإستراتيجية لربط البحار الخمسة المتوسط والأحمر وقزوين والأسود والخليج وخلق شراكة حقيقية بين دول هذه المنطقة تجعل منها مركزاً حيوياً ومعبراً أساسيا لشبكات البنية التحتية لإمدادات الطاقة التي تشكل عصب الاقتصاد العالمي ما يعزز موقع هذه المنطقة في السياسة الدولية ويحقق الأمن والاستقرار والتنمية والإزدهار لشعوبها.

وتولي سورية أهمية كبيرة لهذه الخريطة الإقليمية وتطوير علاقاتها مع دولها من أجل العمل معاً لإقامة شبكات بنية تحتية مشتركة فيما يتعلق بإمدادات النفط والغاز والكهرباء والتحرك أيضا نحو بناء علاقات سياسية على مستوى العالم وفي المنظمات الدولية مع دول صاعدة تؤمن بمبادئ العدالة الدولية والاحترام المتبادل في كل من أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا.

وبالرغم من أن العلاقات السورية البلغارية تاريخيا كانت متميزة وبلغت أوجها في فترة الستينيات والثمانينيات من القرن الماضي حيث ارتبط البلدان بمعاهدة صداقة وتعاون تعززت بفضلها العلاقات في المجال السياسي والاقتصادي والثقافي والعلمي وساهمت الشركات البلغارية في تنفيذ عدد من المشاريع الاقتصادية الهامة في سورية إلا أن هذه العلاقات تحتاج حاليا إلى ديناميكية العلاقات السالفة وفق ما تقتضيه التطورات الجديدة التي شهدها اقتصادا البلدين وأن يعمل الجانبان على إيجاد أشكال أكثر حداثة في علاقاتهما المتبادلة إلى جانب تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية واستقطاب رؤوس الأموال وإقامة المشروعات المشتركة وخصوصاً أن لهذا التعاون آفاقاً واعدةً في مشاريع الطاقة والمواصلات والاتصالات والتجارة والتعليم العالي والسياحة.

وتعد هذه الزيارة بداية لتعاون مستقبلي مع بلغاريا تعكس الرغبة المشتركة في إحياء علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين وبناء شراكة حقيقية تسهم في تعزيز دور أوروبا والاتحاد الأوروبي في حل مشكلات المنطقة وإحلال السلام والاستقرار فيها بالنظر إلى خبرة بلغاريا في تعقيدات منطقة البلقان ولاسيما أن عدم التوصل إلى حلول لهذه المشكلات يترك آثاراً سلبيةً ليس على دول المنطقة وحدها بل على أوروبا والعالم ككل.

بالمقابل تسعى بلغاريا إلى استعادة علاقاتها مع شركائها التقليديين في الشرق الأوسط ولاسيما سورية بعد أن شاب هذه العلاقات ركود بسبب انشغال بلغاريا بعد التسعينيات بإعادة ترتيب وضعها الداخلي وتحضير نفسها للانضمام لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي فبدأت تنظر صوفيا بجدية أكبر للانفتاح مجددا على هذا الجزء الحساس والحيوي من العالم الذي انشغلت عنه سياسياً واقتصادياً لسنوات.

ويؤكد مسؤولو البلدين حرصهم على تقوية العلاقات الثنائية وتوفير المجال لرجال الأعمال لإقامة مشاريع واستثمارات مشتركة.

وشكلت الزيارات المتبادلة وحركة الاتصالات الكثيفة خلال السنوات الأخيرة دليلاً على رغبة حقيقة لدى الجانبين السوري والبلغاري في إعادة إحياء هذه العلاقة التقليدية وإعادة الدفء والحيوية لها من خلال إقامة مشاريع مشتركة في مجالات الصناعات الهندسية والري والسدود والطرق ومشاريع التنمية الزراعية وإقامة شراكات تنموية واستثمارية بما يحقق المنفعة المشتركة.

وعقدت اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتقني والعلمي بين البلدين دورتها الـ 13 في صوفيا عام 2006 وتم الاتفاق على إنشاء الشركات المشتركة وتبادل الخبرات التقنية والتكنولوجية كما تم توقيع اتفاقيات للتعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي وفي إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إضافة إلى اتفاقية تعاون في مجال النقل الجوي واتفق الجانبان عام 2008 على تسهيل عمليات نقل البضائع والركاب بين أراضيهما وعبرهما بالترانزيت.

لكن الانطلاقة الحقيقة لاستعادة حيوية العلاقات الثنائية كانت خلال العام الجاري حيث زار رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف دمشق في نيسان الماضي وتم خلال الزيارة توقيع أربع اتفاقيات للتعاون كان أهمها اتفاقية التسوية المالية التي أغلقت الملفات المالية العالقة بين البلدين وكذلك اتفاقية التعاون في مجال النقل الطرقي الدولي للركاب والبضائع واتفاقية للتعاون الاقتصادي والتجاري.

وتأكيداً على الرغبة هذه تم في بداية العام الجاري إطلاق مجلس الأعمال السوري البلغاري خلال ملتقى رجال الأعمال من البلدين الذي عقد بدمشق بما يشكل نواة حقيقية لتفعيل النشاط التجاري المشترك لرجال الأعمال ويوفر الأرضية لزيادة فرص التعاون الاقتصادي والعمل على وضع العلاقات الاقتصادية في نصابها الطبيعي وفي الطريق الصحيح ويرتجى من المجلس المساعدة على تسهيل التعاون وتطوير بيئة الأعمال المشتركة وإتاحة المجال لتأسيس شركات مشتركة وافتتاح فروع لشركات قائمة في البلدين وإقامة تعاون في مجال الطاقة.

ويشكل موقع البلدين ميزة إضافية يمكن البناء عليها للتعاون في مجال النقل البري والبحري والجوي إضافة إلى شبكات إمدادات النفط والغاز والكهرباء بين آسيا وأوروبا وأفريقيا حيث تشكل سورية ممرا لخط الغاز العربي ولخطوط النفط المستقبلية بين دول الخليج والبحر المتوسط إضافة إلى امتلاكها إمكانات متميزة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح تشكل مجالا واسعا للتعاون مع بلغاريا.

كما يمكن استثمار موقعي البلدين لإقامة استثمارات مشتركة وتحقيق انسياب منتجاتهما إلى الأسواق العربية والأوروبية بحيث تكون سورية بوابة للمنتجات البلغارية إلى الدول العربية ووصول منتجاتها إلى نحو 300 مليون مستهلك من خلال عضوية سورية في منطقة التجارة العربية الكبرى وتكون بلغاريا بوابة للمنتجات السورية إلى منطقة البلقان والاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من أن العلاقات الاقتصادية بين سورية وبلغاريا شهدت مؤخراً نمواً معقولاً حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بينهما خلال السنتين الماضيتين 55 مليون دولار لكن هذا الحجم لا يعكس الإمكانات المتوفرة للتعاون الاقتصادي بالنظر إلى الفرص المواتية لذلك والمناخات المناسبة لإقامة المشاريع الاستثمارية في المجالات الزراعية والسياحية والمواصلات إضافة إلى التعاون العلمي والتقني.

وكشف ملتقى رجال الأعمال الذي عقد بدمشق بداية العام الجاري اهتمام الشركات البلغارية بإقامة مشاريع استثمارية في سورية في مجال الطاقة والبناء والمياه المعدنية والسياحة والخدمات السياحية التي تشكل مجالا واعداً للتعاون بالنظر إلى ما يمتلكه البلدان من عوامل جذب للاستثمار في هذه المجالات.

ولم تقتصر العلاقات بين سورية وبلغاريا على الاقتصاد والسياسة بل شملت مجالات أخرى لا تقل أهمية مثل الثقافة والتعليم العالي حيث تخرج العديد من أبناء سورية في الجامعات البلغارية وفي مختلف الاختصاصات العلمية كما تشكل الجالية السورية في بلغاريا والتي يقدر عددها بالآلاف عاملا مساعدا لتنشيط حركة التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين.

ويشكل احتفاظ المكتبات المركزية في بلغاريا كمكتبة القديسين "كيريل وميتودي" الشعبية في صوفيا ومكتبة "إيفان فازوف" الشعبية في بلوفديف بالآثار المخطوطة باللغة العربية كنسخة عن "جغرافيا" الإدريسي يعود تاريخها إلى عام 1556 و"مقدمة ابن خلدون" و"الجامع الصحيح" للبخاري ونموذج لأقدم طبعات كتاب ابن سينا "القانون في الطب" المطبوع عام 1593 في ميديتشي في روما إضافة إلى كتب في القانون والعلوم القرآنية والفلسفة وغيرها دليلا على اهتمام بلغاريا بالعالم العربي ليس كشريك تجاري واقتصادي فحسب بل كشريك في صناعة الحضارة الإنسانية أيضاً.

وتفتح هذه الزيارة آفاقاً جديدةً في العلاقات الاقتصادية تتجسد في إقامة استثمارات مشتركة وانسياب منتجات البلدين إلى المنطقتين العربية والأوروبية وخصوصاً بعد الانفتاح الاقتصادي الذي شهدته سورية والذي يتيح إقامة شراكات اقتصادية وفق أحدث الأنظمة والمعايير الدولية.

وتقع بلغاريا التي يبلغ عدد سكانها 7ر7 ملايين نسمة ومساحتها 111 ألف كيلومتر مربع على الساحل الغربي للبحر الأسود في منطقة البلقان وتتميز بتنوع طبيعتها ومناخها وتغطي الغابات 35 بالمئة من مساحتها فيما تشكل السهول 30 بالمئة من بلغاريا والجبال والهضاب 41 بالمئة منها وتبلغ أعلى قمة فيها في جبل موزالا 2925 متراً وتمتلك بلغاريا شبكة انهار يصل عددها إلى 540 نهراً أكبرها بعد الدانوب نهرا اوسكار وستروما.

وتمتاز بلغاريا بغنى حضاري وطبيعي وضعها في المرتبة الثالثة أوروبياً بعد اليونان وإيطاليا من حيث عدد المعالم الأثرية الهامة ويزورها سنويا ما يقارب 9 ملايين سائح.

وبلغاريا عضو في الإتحاد الأوروبي منذ عام 2007 وفي الناتو منذ عام 2004.. تتبنى بلغاريا اقتصاد السوق الحر المنفتح وهي ذات اقتصاد صناعي متطور شهدت نمواً سريعاً للاقتصاد في السنوات الماضية وتتميز بقطاع طاقة متطور جداً وموقعها يجعلها ممراً أساسيا لإمدادات الطاقة بين اسيا وأوروبا وأفريقيا ولديها مشاريع متطورة لإنتاج الطاقة من الرياح.

علاقات تاريخية وفرص واعدة لشراكة إستراتيجية بين سورية ورومانيا.. السفير ساندوفيتش: الزيارة ستضع الأساس لمرحلة جديدة في العلاقات الثنائية

على مدى أكثر من خمسة عقود ترسخت العلاقات السورية الرومانية على أساس من الصداقة العميقة والاحترام المتبادل ما يؤسس لشراكة إستراتيجية حقيقية وتعاون مثمر على المستويين الثنائي والإقليمي.

وتكتسب زيارة السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته إلى رومانيا أهمية خاصة من كونها تأتي في وقت تعمل فيه سورية على نسج علاقات صداقة مع جوارها في إطار رؤيتها الإستراتيجية لإيجاد فضاء من التعاون الإقليمي بين البحار الخمسة "المتوسط والأحمر والخليج وقزوين والأسود" وإقامة شبكة تعاون للتنمية والبنية التحتية تسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة من العالم وتحقق التنمية والازدهار لشعوبها.

ورومانيا إلى جانب علاقاتها التاريخية المتميزة مع سورية على مدى عقود تشكل بحكم موقعها على الساحل الغربي للبحر الأسود إلى جانب كل من سورية وتركيا وبلغاريا عنصرا مهما في الخريطة الإقليمية التي توليها دمشق أهمية كبيرة بالنظر إلى الآفاق المستقبلية الواعدة لهذه الدول في قيام شبكات البنية التحتية لإمدادات الطاقة من نفط وغاز وكهرباء والتي تشكل عصب الحياة الاقتصادية في العالم وتضطلع بدور حاسم في صياغة السياسات الدولية مستقبلا.

ويرى السفير الروماني بدمشق دان ساندوفيتش في لقاء مع سانا أن زيارة الرئيس الأسد إلى رومانيا سوف تفتح مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية فيقول: أنا متأكد من أن الزيارة سوف تضع الأساس لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين معربا عن اعتقاده بأن رؤية سورية بشأن إقامة فضاء من التعاون والتنمية بين البحار الخمسة سوف يرحب بها وتحتضن من قبل رومانيا ولاسيما أن الرئيس ترايان باسيسكو أكد مرات عدة ضرورة أن توسع رومانيا علاقاتها مع الدول العربية والعودة إلى الشركاء التقليديين في الشرق الأوسط وتوسيع التعاون في هذا الفضاء الإقليمي.

وعلى المستوى الثنائي العلاقة السورية الرومانية متميزة تاريخيا وساهمت الشركات الرومانية في تنفيذ العديد من المشاريع الاقتصادية الحيوية في سورية كمصفاة بانياس ومشاريع لتجميع الغاز ومشاريع في إنتاج الفوسفات وغيرها وتأمل دمشق بإعادة الحيوية والدفء إليها وخصوصا في ظل وجود جالية سورية ناشطة في رومانيا يزيد عددها على عشرة آلاف شخص وجالية رومانية في سورية يتجاوز عددها الأربعة آلاف شخص وما يمكن أن تشكله هذه الجالية من حامل لحركة التبادل التجاري بين البلدين.

بالمقابل تتوجه رومانيا إلى إحياء علاقاتها مع شركائها التقليديين في الشرق الأوسط بعد أن فرضت التطورات بداية التسعينيات على بخارست الانشغال بوضعها الداخلي وإعادة هيكلة اقتصادها تمهيدا للانضمام إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي وجاءت زيارة الرئيس باسيسكو إلى دمشق عام 2008 خطوة أولى في طريق استعادة العلاقات التقليدية التي ربطت البلدين على مدى عقود وفتح افاق جديدة للتعاون الثنائي.

وهنا يؤكد السفير ساندوفيتش أن سورية شريك مهم جدا لرومانيا وهي أحد أهم الشركاء الاقتصاديين في الشرق الأوسط منذ عقود ويسعدنا أن نرى هذه الشراكة تتعزز في السنوات الأخيرة وخصوصا بعد زيارة الرئيس باسيسكو.

ويضيف: نعمل بشكل جدي على إحياء هذه العلاقات التقليدية مع شركائنا ولاسيما سورية وقمنا بتطوير مشاريع مشتركة وعلينا أن نتابع هذا التوجه عبر توسيع مجالات التعاون وإيجاد مجالات جديدة تتناسب والمتغيرات والتحولات الاقتصادية التي شهدها بلدانا كالتعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات.

وشهدت العلاقات الثنائية دينامية جديدة منذ عام 2007 حيث عمل الجانبان في إطار ورشة عمل مكثفة لإعادة مسار العلاقات إلى وضعه الطبيعي حيث وقع البلدان اتفاقية التسوية المالية التي أنهت المسائل المالية العالقة بين البلدين كما تم توقيع اتفاقيات تعاون في مجال التشاور السياسي وتشجيع وحماية الاستثمار ومنع الازدواج الضريبي وإعفاء البعثات الدبلوماسية من ضريبة القيمة المضافة واتفاقيات في مجال الزراعة والنقل البحري والإعلام.

وتعكس سلسلة اللقاءات الاقتصادية المهمة التي عقدها البلدان منذ عام 2008 لبحث فرص التعاون الممكنة وإزالة العقبات التي تعترض سبيل العلاقات الاقتصادية حرص الجانبين على استعادة زخم العلاقات التقليدية التي ربطت البلدين حيث عقد منتدى الأعمال السوري الروماني بدمشق 2009 كما شهد العام الجاري حركة لقاءات مكثفة تمثلت بانعقاد أعمال اللجنة السورية الرومانية المشتركة في أيار الماضي وإطلاق مجلس الأعمال السوري الروماني الذي يفتح المجال أمام القطاع الخاص في البلدين للمساهمة في النهوض بالعلاقات الاقتصادية الثنائية.

وتفتح زيارة الرئيس الأسد إلى بخارست الباب واسعا للتعاون مع رومانيا سواء على المستوى الثنائي أم على المستوى السياسي الإقليمي ولاسيما في قضية الصراع العربي الإسرائيلي من خلال تعزيز دور أوروبا والاتحاد الأوروبي في هذه القضية وإيجاد مقاربات جديدة لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وخصوصا في ظل استمرار إسرائيل برفض متطلبات السلام وانتهاج سياسات عدوانية بحق الشعب العربي في الأراضي الفلسطينية والجولان المحتل وجنوب لبنان.

ويقول السفير الروماني ان السنتين الماضيتين كانتا فترة تحضير لإطلاق فصل جديد في العلاقات والآن حان الوقت لتطبيق الاتفاقيات والاستفادة من الباب الذي تفتحه زيارة الرئيس الأسد إلى رومانيا حيث سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات العدل والثقافة والنقل والسياحة وغيرها إضافة إلى اتفاقيات في طور الانتهاء سيتم توقيعها بعد الزيارة.

وتتمتع كل من سورية ورومانيا بموقع استراتيجي يجعل من فرص التعاون واعدة في مجالات النقل البري والبحري والجوي وفي مجالات إمدادات الطاقة حيث يجري الإعداد لافتتاح خط ملاحي سريع بين ميناء اللاذقية على المتوسط وميناء كونستانتسا الروماني على البحر الأسود بهدف تسهيل وتنشيط حركة التبادل التجاري والسياحي بين البلدين كما يدرس الجانبان تطبيق الإعفاءات من الرسوم على النقل البري.

هذا الخط الملاحي بحسب السفير الروماني ينبغي أن يوضع في الخدمة لأنه يوفر على رجال الأعمال من البلدين رسوما إضافية يتم دفعها جراء الدخول عبر مرافئ أخرى مشيرا إلى انه يجري حاليا بحث القضايا الفنية والتقنية المتعلقة بحجم البضائع التي سينقلها في المرحلة الأولى مليون طن في الاتجاهين ووسائل نقلها ليكون ذا جدوى اقتصادية أما في مجال الطاقة فيوضح السفير ساندوفيتش أن بلاده ترغب بتصدير الكهرباء إلى سورية عن طريق الكبل البحري تحت البحر الأسود عبر تركيا وان المشروع الآن في طور مواءمة الشبكات في كل من سورية وتركيا المهتمة بالموضوع.

ويدرس الجانبان إمكانية افتتاح مراكز تجارية في كل من بخارست ودمشق للترويج لمنتجات البلدين بحيث تكون سورية بوابة للمنتجات الرومانية إلى الدول العربية ورومانيا بوابة للمنتجات السورية إلى البلقان وأوروبا.

وهنا يقول السفير الروماني.. نحن مهتمون بسورية لأنها تشكل بوابة للمنتجات الرومانية إلى الشرق الأوسط والخليج وبحكم الاتفاقيات التي تربطها بالدول العربية توفر على المنتجات الرومانية التي يعاد تصديرها من سورية رسوما إضافية وهذه ميزة جيدة وكذلك رومانيا يمكن أن تكون بوابة للمنتجات السورية إلى الأسواق الأوروبية بحكم عضويتها في الاتحاد الأوروبي.

وتولي الشركات الرومانية اهتماما بتوسيع نشاطاتها في قطاعات الصناعات النفطية والفوسفات وصناعة المواد الكيماوية والبتروكيماوية والغاز والمشعات الفولاذية والمفروشات وأنظمة المراقبة والاتصالات وخدمات الأتمتة وتكنولوجيا المعلومات والخدمات السياحية فيما تعمل في رومانيا نحو 4500 شركة سورية وتنشط في المجالات التجارية والاقتصادية.

ويعد قطاعا الطاقة والسياحة من أبرز القطاعات الواعدة في مجال التعاون الثنائي ولاسيما أن البلدين يمتلكان مواقع سياحية هامة تشكل عامل جذب للاستثمارات المشتركة وكذلك قطاع الطاقة وإمدادات شبكات البنية التحتية بين الحوض الشرقي للمتوسط ومنطقة البلقان وأوروبا.

ويرى السفير ساندوفيتش أن البلدين يتمتعان بإمكانات سياحية عظيمة وميزات إضافية تجعل من البلدين مقاصد سياحية جاذبة أهمها عنصر الأمان والاستقرار وحسن الضيافة التي يتميز بها الشعبان السوري والروماني مشيرا إلى انه سيتم خلال الزيارة توقيع برنامج تنفيذي للتعاون السياحي الذي يوءمل منه أن يفتح الباب أمام السياح الرومان للقدوم إلى سورية وكذلك السياح السوريون إلى رومانيا كما يوفر لمكاتب السياحة الفرصة لتطوير نشاطات سياحية مشتركة.

لكنه أضاف ان على البلدين إيجاد الحلول القانونية لمسألة تأشيرات الدخول ولاسيما مع دخول رومانيا نظام شنغن العام المقبل وذلك من خلال تنظيم هذا الأمر عبر وكالات سفر منظمة تعمل بشكل جدي.

وعلى المستوى الإنساني يقول السفير ساندوفيتش ان العلاقات بين الشعبين السوري والروماني كانت وطيدة دائما سواء على المستوى الثقافي أم الاجتماعي أم على مستوى التعليم فقد تخرج في الجامعات الرومانية نحو 20 ألف سوري كما أن سورية تحتضن جالية رومانية هي من أهم الجاليات الرومانية في العالم تقدر بنحو 4200 شخص كما توجد جالية سورية ناشطة جدا في رومانيا وتعمل لمصلحة تعزيز العلاقات بين البلدين.

ويضيف ان التعاون الثقافي متميز وتفكر الحكومة الرومانية بإقامة معهد ثقافي روماني بدمشق وتم في بداية العام افتتاح مدرسة رومانية بدمشق بدعم من وزارة الثقافة السورية حيث خصصت صفين دراسيين للمدرسة في المركز الثقافي العربي بكفرسوسة وتقدم 60 شخصا للدراسة فيها من أبناء الجالية الرومانية ومن السوريين.

وتصدر رومانيا إلى سورية الأدوات والمعدات الصناعية الثقيلة والمحركات الكهربائية وآلات الحفر والمحولات والخشب والأنابيب والمواشي والجوز فيما تصدر سورية إلى رومانيا الخضراوات والقطن والمصنوعات السكرية والألبسة والأقمشة والسجاد والأحذية وشهد حجم التبادل التجاري بحسب السفير ساندوفيتش ارتفاعا عام 2009 بنسبة 20 بالمئة وبلغ نحو 150 مليون دولار كما زاد حجم التبادل التجاري في الأشهر الثمانية من العام الجاري بنسبة 20 بالمئة مقارنة بعام 2009.

ورومانيا التي تبلغ مساحتها 4ر238 ألف كيلومتر مربع وعدد سكانها 5ر21 مليون نسمة تقع على الساحل الغربي للبحر الأسود وتشكل حلقة وصل بين أوروبا وآسيا وتتميز بتنوع طبيعتها ومناخها وتغطي الغابات 13 بالمئة من مساحتها.. مناخها انتقالي بين المعتدل والقاري بارد شتاء وحار صيفا. السياحة متطورة في رومانيا وتحتل بحسب الإحصاءات الدولية المرتبة الرابعة عالميا من حيث نمو الطلب على السياحة حيث بلغ 8 بالمئة عام 2008 وفي عام 2006 سجلت رومانيا 20 مليون ليلة فندقية وجذب قطاع السياحة في عام 2005 استثمارات تقدر ب 400 مليون يورو ويعتمد الاقتصاد الروماني على الخدمات بنسبة 55 بالمئة والصناعة بنسبة 35 بالمئة فيما تشكل الزراعة 10 بالمئة منه.. رومانيا عضو في الإتحاد الأوروبي منذ عام 2007 وفي الناتو منذ عام 2004 .

المصدر
sana

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى