سياسية

مدفيديف:هل ستحدد واشنطن قريبا إسمَ الرئيس الروسي؟!

أعلن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف يوم 19 سبتمبر/أيلول خلال أجتماع عقده مع ممثلي المنظمات الاجتماعية أن الشعب الجورجي غير مذنب في عدوان نظام ساكاشفيلي ضد اوسيتيا الجنوبية وان روسيا ستفعل كل ما في وسعها من أجل جعل العلاقات مع جورجيا طبيعية.
وقال : " ينبغي الفصل بين الشعب والنظام لا في العلاقات الدولية فحسب ، بل وعلى المستوى الانساني" واضاف قائلا : " كان شعبانا يعيشان كاخوين جنبا الى جنب على امتداد قرون".

واستطرد قائلا : "أننا نعول على حصافة الشعب الجورجي وسنفعل كل شيء لإعادة العلاقات الطبيعية والانسانية مع جورجيا ".

واشار الرئيس قائلا: " يسكن في روسيا ما يزيد عن مليون جورجي، ونحن نقدر موقفهم المتفهم من الخطوات التي اضطرت روسيا الى اتخاذها. " مضيفا ان الدعاية التضليلية التي شنها النظام الجورجي" لعبت بالطبع دورا سلبيا، غير ان ثمة ثقة باستعادة العلاقات الطبيعية".

دور الناتو في اشعال النزاع في القوقاز

اعلن دميترى مدفيديف ان حلف الناتو حرض النظام الجورجي على اشعال النزاع في القوقاز" وفي هذا السياق تصبح قضية عقد معاهدة الامن الاوروبي آنية أكثر فاكثر.

وقال مدفيديف "حتى اولئك الذين كانوا قد تحدثوا اثناء المناقشات الهامشية انه لا داعي لبذل اية جهود لان الناتو سيحل كل القضايا، حتى هم صاروا يفهمون آنية عقد تلك المعاهدة. فما هو الشيء الذي حله الناتو او ضمنه؟ – انه جاء كمستفز للنزاع، لا اكثر ولا اقل".

روسيا ستزيد من قدرتها الدفاعية انطلاقا من متطلبات الوضع الراهن

وأكد دميتري مدفيديف ان روسيا ستزيد من قدرتها الدفاعية حتى المستوى الذي تراه كافيا وانطلاقا من الظروف الراهنة. وقال الرئيس : " نحن سنعزز دوما وبشكل متواصل أمننا القومي وسنقوم بتحديث جيشنا ، ونزيد من قدرة البلاد الدفاعية حتى المستوى الضروري، وسنحدد هذا المستوى انطلاقا من الظروف التي نشهدها، لان هذا الامر لا يقاس مرة واحدة والى الابد".

كان باستطاعة الدول الثماني الكبار الحد من عواقب الازمة المالية

ويرى دميترى مدفيديف انه لو توصلت الدول الثماني الكبار الى اتفاق لكان بوسعها ان تتخذ قرارات تقلص عواقب الازمة المالية.

وقال مدفيديف : " كنا قد ناقشنا مواضيع الاقتصاد العالمي وتأثير اقتصاداتنا بعضها على البعض. ولكن مع اللأسف لم تكف لدى شركائنا الرغبة لمناقشة تلك القضايا باعتبارها اساسية. وربما لو استطعنا الاتفاق على قواعد اللعبة في ظروف الازمة لخُففت عواقب الركود في اسواق الاسهم والاموال الامريكية.

واضاف قائلا: " على الرغم من وجود المراحل في تطور الاقتصاد العالمي من المستحيل التغلب على الازمات تماما. غير ان ازالة بعضالعواقب بدرجة ما امر واقعي".

واقترح دميترى مدفيديف على الولايات المتحدة واللاعبين الدوليين الاساسيين ان يعملوا باسرع وقت ممكن على تسوية آثار ازمة الرهن العقاري الامريكية. وقال الرئيس : " بعد حلول الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة نشأت مشاكل في جميع الاقتصادات القائمة على قوانين السوق. ها هي القضية التي ينبغي ان يعمل على حلها اللاعبون الاقتصاديون الاساسيون في العالم".

روسيا لن تنغلق على نفسها ولن تعود للديكتاتورية

كما صرح مدفيديف أن روسيا لن تسمح بدفعها نحو طريق تنمية قائم على الديكتاتورية والعيش المنغلق . وذكر بهذا الصدد " تدور احاديث طول الوقت عن أنهم (أي الروس) سيظهرون وجههم الحقيقي وأن هذا النظام سينزع أقنعته ،وأخيراً سيحل في روسيا نظام الحكم الذي يعتبر مميزاً في الغالب للدولة الروسية، أي النظام الشمولي الذي يتطور الى ديكتاتورية!". وأضاف مدفيديف "انهم يدفعوننا ، في جوهر الأمر، الى سلوك طريق تنمية لا يقوم على التعاون الحضاري الطبيعي مع البلدان الاخرى، وانما يقوم على تطور مغلق، وراء جدار محكم ، خلف ستار حديدي".

وقال رئيس الدولة الروسية "أود أن أوكد مرة أخرى أن هذا ليس طريقنا ، ولا معنى للعودة الى الماضي. لقد قمنا بتحديد إختيارنا".

دميتري مدفيديف اعرب عن امله ان رغبة الولايات المتحدة في السيطرة على روسيا لن تصل الى الدرجة ان واشنطن تختار رؤساء لها.

وقال مدفيديف : " لقد دخلت صباح اليوم الانترنت المحبوب وقرأت مقالا في الصحافة الامريكية جاء فيه ان زملائنا الامريكان سيقدمون دعما لمدرسين واطباء وعلماء وزعماء نقابات وقضاة في بلادنا، واستغربت كثيرا من الفقرة الاخيرة. ما المقصود بذلك؟ – هل يعتزمون التولى لإطعام قضاتنا؟ ا هل انهم ينوون دعم الفساد الاداري ؟" واضاف مدفيديف بتهكم " واذا واصلوا نهجهم بهذا الشكل فبعد فترة سيختارون رؤساء لنا !".

وقال دميترى مدفيديف: " اذا دار الحديث عن البرامج المشتركة فانها تحقق عادة مع تلك الدول التي تتخذ مواقف متقاربة ولديها رؤية متشابهة ازاء العمليات الجارية في العالم. لكن على كل حال فان روسيا مستعدة للحوار الشامل مع غيرها من دول العالم" وأضاف الرئيس قائلا : " نحن لا نعطي دروساً لاي احد . وكان بودنا ان يستمعوا الينا والى حججنا لكي يكون الخيار الصعب الذي اقدمت عليه بلادنا في الاونة الاخيرة مفهوما لشركائنا الدوليين الاساسيين. لكننا سنسير قدما في هذا الطريق بالرغم من الحماقات التي نسمعها من بعض الجهات".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى