علوم وتقنيات

السوريات أولاً في الطاقات المتجددة…مهندسة تُدخل سورية عصر الهيدروجين

جاءت أول دراسة علمية للخلية الوقودية الهيدروجينية في كلية الهندسة الكهربائية بجامعة دمشق على يد لجين غيبور برسالتها لنيل الماجستير في قطاع الطاقات المتجددة وخاصة أن خلية الهيدروجين تدخل
سورية على أيدي طلابها وبذلك تلحق الآنسة غيبور زميلتها زينة بيطار التي قادت أول سيارة كهربائية شمسية على طرقات دمشق وبذلك تسجل السورية تفوقاً ثانياً في قطاع الطاقة المتجددة على آدم السوري.

عميد كلية الهندسة الكهربائية «هاشم ورقوزق» المشرف على أول رسالة ماجستير لدراسة الخلية الوقودية الهيدروجينية أكد أن الجامعة بصدد شراء خلية وقود هيدروجينية قريباً رغم ارتفاع ثمنها، فالصغيرة منها تكلف قرابة 40 ألف يورو وهناك دراسات لتطوير أداء تلك الخلايا ومعها الطاقة الشمسية التي يجب «علينا أن نبدأ بصناعتها محلياً ولا نكتفي بمجرد التجميع كما هو الواقع اليوم وهذه الصناعات تخفض تكلفة المشاريع البديلة للطاقة الأحفورية والتي تعتبر مكلفة جداً إذا ما حسب الفاقد منها».

طلاب اشتروا الخلية
طلاب الدراسات العليا في الكلية ذاتها عملوا على شراء خلية وقودية خاصة بهم لإجراء البحوث بشكل علمي عليها وضموها لمختبر الطاقات المتجددة المفتتح حديثاً في الكلية والذي يضم مجموعة دراسات ومشاريع عمل للطاقات المتجددة وتحدث طلاب الدراسات العليا عن جدوى العمل بالخلية الوقودية الهيدروجينية وخاصة إذا استخدم الهيدروجين خازناً للطاقة الكهربائية.
الخلية الوقودية تعمل على الماء بالشكل العام وفي التفاصيل يفرز تيار كهربائي مستمر ذرة الهيدروجين عن الأكسجين من خلال علمية التحليل الكهربائي وهذا التيار يأتي من الخلية الشمسية في النهار ويخزن الهيدروجين في الخزانات المخصصة له ومن ثم يستخدم لتوليد التيار المتناوب أيضاً عبر الخلية الوقودية المتمثلة بقطبين سالب وموجب يدخل الهيدروجين من جهة المهبط والهيدروجين من جهة المصعد وهذا الأخير يتجزأ إلى إيقونات سالبة وموجبة تذهب عبر المخرج مولدة تياراً مستمراً.
هذا ما سماه الطلاب الخزن للطاقة في الهيدروجين أي الحفاظ على الشمس لتوليد الكهرباء منها بعد غيابها، في العموم تبدو العملية سهلة المنال ولكنها في التفاصيل تحتاج إلى الكثير من المعدات المرافقة بداية من المنقي للمياه أو استخدام مياه مقطرة وفي الختام دارة تحوي عشرات المقاومات الكهربائية لتشكل ما اسماه وروقوزق التحريض المناسب والمتقطع لتحويل التيار المستمر إلى متناوب ورفع كفاءته.
هكذا هي أول تجربة هيدروجينية على طاولة بحث كلية الهندسة الكهربائية عامرة بالتفاصيل والمعلومات المستقاة من مراجع عربية وأجنبية كثيرة ولكنها لن تكتمل الفرحة فيها إلا عندما تصبح صناعة هذه الخلايا الشمسية والهيدروجينية أمراً اعتيادياً في سورية وخاصة أن المواد الأولية متوافرة والنقص يقع فقط ضمن دائرة الفعل فقط بحسب إجماع الطلاب ومدرسيهم في كلية الهندسة الكهربائية، فمثل هذه البحوث يحتاج إلى تضافر جهود الجميع في مختلف الكليات.
تلك الجهود يجب أن تصب بحسب تعبير ورقوزق لتصنيع المواد بدلاً من تجميعها ويجب «أن نبدأ من الخلايا الشمسية والخلايا الهيدروجينية بدلاً من استيرادها» في سورية نحتاج «الدخول في محور الصناعة ويجب على الكيميائيين دراسة هذه المواد المصنعة ودراستها والعمل على صناعتها».

تاريخ الخلية الهيدروجينية
طريقة إنتاج الطاقة تلك ابتكرها عام 1839 الإنكليزي وليام روبرت جروف، ولعدم جدوى استخدامه في تلك الفترة ظلت لأكثر من 130 سنة تقريباً مجمدة، وعادت للحياة في عقد الستينيات، وذلك عندما طورت شركة «جنرال إليكتريك» خلايا تعمل على توليد الطاقة الكهربائية اللازمة لإطلاق سفينتي الفضاء الشهيرتين «أبوللو» و«جيمني»، إضافة إلى توفير مياه نقية صالحة للشرب، كانت الخلايا في تلك المركبتين كبيرة الحجم وباهظة التكلفة، لكنها أدت مهامها دون وقوع أي أخطاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى