سياسية

ويكيليكس ينشر مئات الآلاف من الوثائق عن الحرب في العراق

نشر ويكيليكس الجمعة حوالى 400 الف وثيقة سرية للجيش الاميركي حول الحرب في العراق تتحدث عن حمام الدم في العراق، على حد تعبير مؤسس الموقع جوليان اسانج.
وبعد اسابيع من الترقب،
بدأ الموقع المختص بتسريب الوثائق العسكرية مساء الجمعة بنشر 391 الفا و831 وثيقة في ما اعتبر "اكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية سرية في التاريخ".
وقال الموقع في بيان ان الوثائق تؤكد "عددا كبيرا من جرائم الحرب التي تبدو واضحة ارتكبتها القوات الاميركية مثل القتل المتعمد لاشخاص كانوا يحاولون الاستسلام". وتحدث الموقع عن سلوك الجنود الاميركيين الذين "فجروا ابنية بكاملها لان قناصا يقف على سطحها". وكشف عن "اكثر من 300 حالة تعذيب واعمال عنف ارتكبتها قوات التحالف بحق الاسرى". واحصى اكثر من الف عملية قتل من قبل القوات العراقية.
وردا على سؤال للشبكة الاميركية حول كشف هذه الوثائق، اكد اسانج ان الملفات تنقل صورة للوضع في العراق اكمل من الوثائق التي كشفت من قبل حول النزاع في افغانستان. وقال ان "هذه الوثائق تكشف ست سنوات من النزاع بتفاصيل قادمة من الميدان — القوات المنتشرة وتقاريرها وما كانت تراه وتقوله وتفعله".
وتشير الملفات التي نشرت الى مقتل حوالى 109 آلاف شخص بين 2004 و2009 — مقابل عشرين الفا في افغانستان كما كشفت الوثائق التي نشرها الموقع من قبل. وقال اسانج ان "عدد القتلى اكبر بخمس مرات في العراق ويمثل حمام دم حقيقيا بالمقارنة مع افغانستان". وتابع ان الوثائق "لا تقدم مجرد فرضيات مثل قتل كثيرون في الفلوجة بل تتحدث عن كل وفاة مع احداثيات جغرافية محددة والظروف التي قتل فيها الاشخاص". واكد اسانج ان "الامر الجديد بالنسبة لنا هو ان هؤلاء الموتى الذين كانوا مجهولين لم يعودوا كذلك".
واطلعت وكالة فرانس برس على قسم من الوثائق في لندن قبل نشرها عبر الانترنت. وقال الموقع ان قسما كبيرا من الوثائق نشر بدون اسماء لانها تشكل خطرا على بعض الاشخاص.
وسلم موقع ويكيليكس وثائقه مسبقا الى عدد كبير من وسائل الاعلام الدولية مثل صحيفتي نيويورك تايمز الاميركية والغارديان البريطانية ودير شبيغل الالمانية وقناة الجزيرة القطرية التي كانت اول من كشف عن محتواها. واشارت الجزيرة الى قيام الجيش الاميركي ب "التستر على اعمال التعذيب" التي تعرض لها سجناء عراقيون على ايدي قوات الشرطة والجيش العراقيين وصلت حد "اغتصابهم وقتلهم أحيانا".
من جهتها، تحدثت صحيفتا نيويورك تايمز والغارديان عن تفاصيل حرب في الظل تجري على ارض العراق بين القوات الاميركية وايران. واشارتا خصوصا الى استخدام طهران ميليشيات لقتل او خطف اميركيين.
ومن الوثائق التي نشرت، تقرير ميداني يصف حادثا وقع على الحدود العراقية الايرانية في السابع من ايلول/سبتمبر 2006 عندما صوب جندي ايراني قاذفة صواريخ على وحدة اميركية كانت تقوم بدورية على الجانب العراقي مع قوات عراقية. واطلق الجنود الاميركيون النار من رشاش على الجندي الايراني وقتلوه، حسب التقرير.
وتصف الوثائق ايضا الطريقة التي سلحت بها ايران ودربت كتائب موت تضم عراقيين لشن هجمات على قوات التحالف والمسؤولين الحكوميين. واوضحت الصحف نقلا عن الوثائق انه يشتبه بان الحرس الثوري الايراني لعب دورا حاسما في هذا المجال.
وكتبت نيويورك تايمز نقلا عن الوثائق ان الهجمات التي تدعمها ايران تواصلت بعد تولي باراك اوباما الرئاسة في الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير 2009، موضحة انه ليس هناك اي اشارة الى ان لهجته التصالحية ادت الى تغيير في دعم طهران للميليشيات. واكدت واحدة من هذه الوثائق ان الايرانيين كانوا يخططون ايضا لضرب المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم المباني الحكومية العراقية الرئيسية والسفارات الغربية، وذلك بواسطة صواريخ وسيارات مدرعة ملغمة باسلحة كيميائية، حسب الغارديان.
كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان الوثائق السرية الاميركية التي حصل عليها موقع ويكيليكس تكشف ان الاميركيين الثلاثة الذين اوقفوا العام الماضي على الحدود بين العراق وايران اوقفوا في الجانب العراقي من هذه الحدود. وتتضمن الوثائق احداثيات مكان اعتقالهم. وقالت الصحيفة انها تدل على انها في الجانب العراقي.
واعتقل الاميركيون الثلاثة في 31 تموز/يوليو 2009 بعدما عبروا الحدود مع العراق بطريقة غير مشروعة، حسبما تؤكد ايران. وافرجت ايران في ايلول/سبتمبر الماضي عن ساره شورد (32 عاما) بعدما دفعت كفالة تبلغ حوالى 500 الف دولار. لكن خطيبها شين باور وصديقهما جوش فتال ما زالا معتقلين في طهران. وتصف الوثائق اعتقال الاميركيين الثلاثة بانه عملية "خطف" سياح اميركيين. وتؤكد الوثائق انهم كانوا يزورون المنطقة لكنهم لا يعملون لحساب اي جهاز استخبارات اميركي خلافا لما تؤكده طهران.
وقالت صحيفة الغارديان ان مصدر ويكيليكس هو على ما يبدو "المحلل المنشق عن مخابرات الجيش الاميركي" الذي كان وراء عملية التسريب حول الحرب في افغانستان.
ودانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مساء الجمعة بشدة اي تسريب معلومات يشكل تهديدا لحياة الاميركيين، بالموازاة مع نشر قناة الجزيرة لوثائق ويكيليكس .
وفي بغداد، صرح ناطق باسم وزارة حقوق الانسان العراقية لوكالة فرانس برس السبت ان الوثائق التي كشفها موقع ويكيليكس "لم تشكل اي مفاجأة".
وقال الموقع في بيانه ان الوثائق السرية تغطي الفترة من الاول من كانون الثاني/يناير 2004 الى 31 كانون الاول/ديسمبر 2009.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى