مقالات وآراء

كن صديقي .. بقلم فايزه أحمد الحمّادة

كنت طالباً متميزاً ومجداً في الصف الثالث الإعدادي عندما كتبت هذه الكلمات … كان لي صديقاً وسيماً يدعى أحمد ….كنا نلعب كرة القدم سوياً . .كنا نتنافس في مجال الدراسة وكل واحد منّا يتمنى الفوز لصديقه العزيز ..

لكن القدر جاءني بدون موعد ليجعلني أمكث في بيتي وحيداً … القدر الذي أخذني من أعز أصدقائي …من زملاء صفي العزيز ..من الساحة التي كنّا نلعب بها سوياً… من أساتذتي .. لأجالس الذكريات …وأرسل رسالتي هذه لأعز أصدقائي أحمد …كيف حالك وكيف حال الأصدقاء؟ صديقي…أتذكر كم كنا سعداء في ذلك المجلس الذي يجمعني بك وبآنستنا التي رأينا فيها التميز والاختلاف الايجابي الذي يحقق لنا النجاح والتميز والزج في مسيرة التطور التي لا تقف عجلته؟ أتذكر كيف كانت ترسل لنا الرسائل الايجابية…

لقد كنت أقرأها بكل حركة من حركات يديها …وأسمعها واضحة جلية بنبرة صوتها إن شعورها بالتفاؤل والحماس كان يجعلني أزداد حماساً ونشاطاً وإيماننا بأنني شاب متميز وبأن هناك مستقبل مزدهر ينتظروني .. صديقي أحمد .. آنستي غرست بي قيم كثيرة منها…قيمة التطور بقولها " يا وسيم غيرك اخترع العجلة وأنت طورهّا " قيمة المرونة فقد كانت تقول " الأكثر مرونة هو الأكثر تحكماً " أما قيمة التخيل التي كنت بعيداً عنها كل البعد …..لقد غرستها بكل قوة وبراعة عندما أجبتها عن أسئلة النمذجة السلوكية.. ذلك العلم الحديث الذي لم نسمع عنه من قبل …. قالت "يا وسيم إن كان العقل يجيب عن الأسئلة فإن الخيال يطرحها " صديقي …لا أخفيك سراً لقد كانت جملتها هذه كصاعقة فجرت صحراء فكري ينابيع تروي ظمأ كل طالب علم ومعرفة … 

صديقي أحمد… كن صديقي ورافقني في هذه الوحدة التي أعيشها ……لا بل أريدك أن تكون أخي …. إنني أخشى الاكتئاب … أخشى الألم ….أريد أن أكون إيجابياً ..متفائلاً كالعادة … أريد تجاوز هذه الأزمة بسلام دون أي أثر سلبي فقد توالت عليّ الأحداث هذه السنة كما تعلم … كُسِرت قدمي في أول العام الدراسي وها أنا أجري عملاً جراحياً في بداية الفصل الثاني .. صديقي كن بجانبي .. أنا لا أريد أن أثقل عليك وأشغلك عن دراستك وأذهب بك بعيداً عن ساحة الأصدقاء واللعب ولكن أريد منك السؤال عني بالهاتف على الأقل وزيارتي من وقت لآخر … أريد سماع حديثك …. رؤية ابتسامتك التي أتعلم منها التفاؤل وأن الحياة لازالت تضم أصدقاء أوفياء مثلك …. كن مثالاً حياً ورائعاً لروح الصداقة ….اكْسر صمتي بحديثك ….فرّح قلبي بأخبارك وأخبار صفي العزيز .. ما هي أخبار رامي ؟ … ما هي أخبارك مع الآنسة بمشروع النمذجة ؟….سأستمر معها بالمشروع إن شاء الله تعالى لأنني أريد اكتشاف ذاتي وقدراتي .. فالمستقبل يحتاج ذلك ومن ثم التطور… التطور الذي يحتاجه هذا الوطن كإحتياجنا للهواء الذي يجعلنا أحياء نمشي على وجه الأرض نسعى في مناكبها ونأكل من خيراتها …. واعلم صديقي …. أن الصديق الحقيقي هو الذي يمشي إليك عندما يبتعد عنك الآخرون .. 

المحب صديقك وسيم

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. مقالة رائعة تدل على على فكر واعي وناضج يعرف ما يريد وإلى أين هو ذاهب ،نريد قراءة المزيد من المقالات من على هذا المستوى الفكري المرن الراقي ودمتم

  2. مقالة رائعة بكل معنى الكلمة فيها الكثير من القيم (الحفاظ على الصداقة- تحفيز الذات واكتشافها بشكل مستمر والتطوير للافضل وغيرها الكثير)
    سلمت يداك على ماكتبتيه هنا
    جزاك الله الف خير

  3. في كثير من لحظات حياتنانشعر بالوحدة مع اننامحاطين باناس يحبوننا ونحبهم هذه المقالة ذكرتني بان هناك اشياء جميلة تختبئ وراء ستارة سوداء ااتمنى للمدربة المزيد من النجاح والمزيد من العطاء

  4. نص معبر عميق الأثر بالنفس مجدي لمن أراد التمعن بمفرداته ممتع لمن أراد التنغم لموسيقا الجمل والتراكيب مستقبل رائع لمن كتب هذا النص في مجال الكتابة والحوار…وشكراً

  5. ((الصديق الحقيقي هو الذي يمشي اليك عندما يبتعد عنك الاخرون))جميلة جدا…بتمنى كل حدا يفهم شو معناها لانه من ذهب ..وشكرا للمدربة ..ونتمنى المزيد

  6. من الجميل جداً أن نتكلم عن الصداقة بهذا الرقي الملموس ولكن هل ما زالت الصداقة موجودة في يومنا هذا كما وصفت ؟ ولكن مشكورة المدربة فايزة عن ما صاغت من كلمات تخاطب الأرواح

  7. الأكثر مرونة هو الأكثر تحكما و الأكثر حماسا هو الأكثر تعلما و الأكثر تفاؤلا هو الأكثر عملا مشكورة كتير هي رسالة لكل حدا فينا منه و لذاته

زر الذهاب إلى الأعلى