مقالات وآراء

الوقت .. الزمن ..وعقارب نعيش معها !! … بقلم :نزار جبسة

كثيراً حين نظن أن عقارب الساعة لا تلسع و لا تقتل

.. و نحن لا ندرك
و هذا النوع من العقارب لا ندرك خطورته
إلا حين نلمح زحف الأيام علينا
عندها ندرك ..
أن عقارب الساعة في زحفها بين الثواني و الدقائق قد اختلست أجمل العمر ترى؟ هل فكر أحدكم في هذا يوماً ؟
عقارب الدراسة
على الرغم من صغر هذا النوع من العقارب
إلا أنها قد تؤذي بعمق
لأنها تظهر في حياتنا في مرحلة مهمة من مراحل العمر
و تلتصق بنا في وقت لا نجيد فيه استخدام العقل كثيراً
و تبثُ سمومها في براءتنا
و قد تُرافقنا سمومها إلى بقية مراحلنا
و ربما تحولنا سمومها المبكرة فينا
مع الوقت إلى …. عقارب !!
عقارب الصداقة
قد تحتاج إلى الكثير من الوقت
لاكتشاف سموم هذا النوع من العقارب
لأن ثقتك العمياء بعقارب الصداقة
تجعلك تستبعد أن يكونوا مصدر السموم الحقيقي في حياتك
و قد تستهلك الكثير من العمر و أنت تبحث
في جدار خصوصياتك عن الثغرة التي تتسَرب منها أسرارك إلى الآخرين
و تستهلك الكثير من الغباء و أنت تشكو لهم همومك
و يجيدون الإنصات لك
وفي أعماقهم ضحكة سُخرية لا تسمعها أنت
لأن بينك و بينها جداراً من الثقة
وقد يؤدي اكتشافك وجود هذا النوع من العقارب في حياتك
إلى فقدان الثقة بالآخرين .. و تجنُب الالتصاق بهم
عقارب العمل
هؤلاء .. قد لا يكونون أخطر أنواع العقارب في عمرك
لكنهم من أقذر أنواعها لأنهم يبثون سمومهم في رزقك و مصدر عيشك
و هذا النوع لا يظهر و لا يتكاثر إلا …بموت الضمير
و يجيد بث سمومه بطرق ملتوية وفي سرية تامة
وقد يبيح لنفسه لسعك بسمومه
فقط لأنك تتقدمه و تقف أمامه
و قد لا تستطيع التخلص منه مهما حاولت
لأن وجوده في محيط عملك أمرٌ لا تستطيع تغييره
و قد لا تسعفك ظروفك إلى الرحيل من المكان تجنباً لسمومه
فتضطر و باسم الحاجة, إلى احتمال هذا النوع البغيض من العقارب
الذي يتكاثر بشكل مخيف ..ولا يخلو منه مجال
عقارب الحــــب
هذا النوع من العقارب
من أشد أنواع العقارب خطورة عليك
لشدة التصاقه بك و بحلمك
و لسعته إن لم تقتلك …دمرتك
و هذا النوع من العقارب
يتخصص في الحلم و الإحساس
فإن كنت كتلة من الحلم و الإحساس
فإن لسعته تُنهيك تماماً
وقد تتجاهل سريان سمومه فيك و تحتمل الآلام
و تزداد التصاقاً به
لأنك وصلت إلى مرحلة متقدمة من
إدمانه
عقارب الربيع
هؤلاء تلتقيهم في ربيع عمرك
في وقت تكون فيه في أمس الحاجة
إلى واحة دافئة تحتويك
و تبث الأمن في نفسك المُرهقة المنهكة
من فصول الحياة
و تُطمئن إحساسك المخيف باستقبال
ربيع العمر
فيقتحمون هدوءك
لا يحترمون ربيعك
يمنحوك بعض الوهم المُقيت
يبثون سمومهم في استقرارك النفسي
و يستغلون حاجتك إلى إعادة الزمن
الجميل من جديد
و يمارسون أدوارهم في الخفاء
و يُفاجئونك بلسعتهم السامة كعقارب
الرمل
عقارب الأقارب
كان يُقال في الماضي
الأقارب عقارب
و كان يقال أيضاً
أقرب لك .. عقرب لك
و قلة قليلة تلك التي
لم تتذوق لسعة هذا النوع من العقارب
و سموم هذا النوع هي الأكثر ألماً
لأنها جاءت من الأقرب
الذي كان يجب أن يكون الأقرب لنا في كل شيء
و قبل أن يُرعبنا المساء
لا تحص عدد العقارب حولك أو في عمرك
في جُحر العقارب كي لا تكتشف أنك قضيت
عقارب الأقارب .

بواسطة
نزار جبسة
المصدر
زهرة سورية /حلب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى