سياسية

مدفيديف: الحرب في القوقاز شبيهة بأحداث 11 سبتمبر في امريكا

وضع دميتري مدفيديف علامة المساواة بين العمليات الارهابية ، التي وقعت في الولايات المتحدة يوم 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001 حين اصطدمت طائرات الركاب المخطوفة من قبل الارهابيين بالمبانى في نيويورك وواشنطن من جهة، وعملية جورجيا العسكرية في اوسيتيا
الجنوبية يوم 8 أغسطس / آب من العام الجاري حين دمرت بالتمام عاصمة الجمهورية وهلك المئات من الناس.

وقال دميتري مدفيديف رئيس روسيا الاتحادية خلال لقائه مع المشاركين في منتدى المناقشات المسمى " فالداي" :" ان يوم 8 أغسطس / آب من العام الجاري بالنسبة لروسيا يكاد يشبه يوم 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001 بالنسبة للولايات المتحدة ".

وأضاف ان روسيا ليست راضية عن هيكل الامن المعاصر ومضى يقول : " ان الامر يكمن لا في عزة النفس لدى روسيا وانما في ان هيكل الامن الحالى يتداعى " واشار الرئيس قائلا: لقد زالت تصوراتنا الواهمة في ان العام قائم على اساس عادل. ولا اظن أن النظام ثنائي الاقطاب له مستقبل. اما النظام احادي القطب فقد كشف أيضا عن عدم صلاحيته".

وأعلن مدفيديف: " نحن بحاجة الى نظام أمن يتماشى لا مع حق الطرف القوي وإنما مع القانون الدولي. ويعد العالم متعدد الاقطاب الاسلوب الوحيد لمواجهة التحديات الجديدة".

العالم بحاجة الى نظام أمن جديد كاحتياط من العدوان العسكري

يدعو الرئيس الروسي الى إنشاء نظام امن جديد في العالم على سبيل الاحتياط لللحماية من الاعمال العدوانية من جانب انظمة كنظام سآكاشفيلي.

وقال مدفيديف ان الامن في العالم المعاصر يقضي بالتدخل الحازم من قبل جميع القوى البناءة".

واضاف الزعيم الروسي ان الحرب في جورجيا ذهبت بالاوهام الاخيرة بشأن فاعلية نظام الامن العالمي.

وذكر الرئيس الروسي : " نحن ملزمون بإنشاء نظام آخر، وبعكسه لن نكون آمنين من أن سآكاشفيلي سوف يجن جنونه فيكرر فعلته".

واشار مدفيديف قائلا : " حتى عند وجود أوثق العلاقات لا يمكن حماية حليفك إذا ارتكب جريمة حرب . والولايات المتحدة تدرك ما الذي فعلته جورجيا وماذا كان الثمن وما هي العواقب".

واعلن الرئيس الروسي ان جورجيا " دولة صغيرة لكنها متكبرة وذات خيلاء استمرت طيلة سنوات عديدة في تقوية عضلاتها ، واذا بها في يوم من الايام قامت بتحرش وقح تجاه الشعب الذي قال منذ امد انه لا يستطيع العيش معها ضمن دولة واحدة". وأشار الرئيس الى ان مغامرة القيادة الجورجية احبطت ولقي عدد كبير من الناس حتفهم. " ولكن هل فعل ذلك النظام شيئا ؟ لقد وقف الجميع متحيرين ومتسائلين عما يمكن فعله لاحقا".

أولوية روسيا هي حماية مواطنيها

أعلن الرئيس الروسي أيضاً ان حماية أرواح المواطنين الروس وكرامتهم حيثما وجدوا هي المهمة الاساسية للدولة الروسية. واضاف قائلا: "لا ينبغي خلق أي أساس للقلق. لكن هذه هو مهمتنا .

مدفيديف: كل من اراد صداقة روسيا سيجد لديها التفهم

اشار مدفيديف قائلا: " لروسيا تاريخ الألف عام ونحن مهتمون بالنمو المطرد لجميع جيرانا حتى مع اولئك منهم الذين لا تربطنا بهم أوثق العلاقات".

وقال مدفيديف : "ان تلك الدول بدورها يهمها بأن تجري الامور في روسيا بهدوء. وجيراننا بدون أي شك دول قريبة تدخل مجال المصالح الروسية التقليدية. وتقع روسيا في مجال المصالح لجيراننا. اننا قريبون الى بعضنا البعض لدرجة انه لا يمكن الفصل بيننا".

وقال مدفيديف ان الامر لا في الانتماء الى كتل او تحالفات "انما في التاريخ المشترك الذي يربطنا اقتصاديا وبشريا".

واعلن مدفيديف ان روسيا لا تنكر وجود مناطق لمصالحها. وقال ردا على سؤال عن ماهية دور روسيا في العالم المعاصر بعد النزاع في اوسيتيا الجنوبية: " لروسيا موقعها ورسالتها إذا شئتم. ولدى روسيا مناطق تقع فيها مصالحها وانكار ذلك لا معنى له ومضرر".

واشار رئيس الدولة أن من أولويات روسيا إقامة علاقات طيبة مع جيرانها، ولكن هذا لا يعني انها ستقتصر بناء العلاقات مع بلدان رابطة الدول المستقلة وحدها".

وأضاف الرئيس قائلا:" ثمة عديد من البلدان الاخرى في العالم حيث تتولى زمام السلطة فيها حكومات تربطها بنا علاقات ودية، واذا رأت من الممكن تطوير الصلات الاقتصادية والانسانية والعسكرية معنا فلن نرفض من جانبنا".

وعلى حد قوله " كنا "ضعفاء وخائري القوى" في التسعينات ولم نستطع ان نسمح لانفسنا ان نطور على الاساس الشامل علاقاتنا مع الشركاء الخارجيين. اما الآن فالوضع قد تغير".

وأكد الرئيس الروسي قائلا: ان اية دولة ترغب في اقامة علاقات صداقة مع روسيا ستلاقي الترحاب والمودة".

وقال الرئيس : " اننا سنطور الاتصالات مع الدول القريبة تقليديا. واذا كان هناك احد لا يعجبه ذلك فما العمل؟ نحن ايضا لا يعجبنا الكثير من الامور".

الغاز الروسي كاف لاوروبا وآسيا

نفى الرئيس الروسي الادعاءات بان الغاز الروسي لن يكفي مستقبلا لاوروبا. وقال:" من الطريف ان نسمع بعض الاقوال التي تزعم ان الغاز الروسي لن يكون كافيا لكي يلبي طلبات اوروبا ، ناهيك عن توريده الى آسيا. الامر ليس كذلك". ومضى الرئيس قائلا : " اذا رأينا ان هناك سوقا كبيرة فسوف نشغل حقولا جديدة ، وبوسعكم الا تشكوا من ذلك. ولكن لا مستقبل للاقتصاد الروسي بدون تنويع تطور البلاد باتجاه الشرق. وأضاف الرئيس قائلا "اننا نبذل قصارى جهودنا لتنفيذ عدد من المهام التي من شأنها تنويع طرق ايصال الطاقة في الاتجاه الآسيوي دون ان نلحق ضررا بالاتجاه الاوروبي.

وأوضح مدفيديف أن الامر يخص توريد النفط والغاز والتعاون في مجال الطاقة الكهرذرية.

هذا والجدير بالذكر ان تصدير الغاز في عام 2008 كما تتنبأ له وزارة صناعة الطاقة الروسية سيبلغ في عام 2008 مستوى 204 مليارمتر مكعب.

وفضلا عن ذلك يرى الرئيس دميتري مدفيديف انه من الضروري تذليل "عنصر الصدفة" في تسعيرة مواد الطاقة. وعلى حد قوله اذا كانت الاسعار مرتفعة جدا فان ذلك سيئ ومن جهة أخرى فإن الانخفاض الكبير للأسعار ليس أمرأ ُمسرّاً لكنه سيئ ايضا عندما تكون الاسعار منخفضة كثيرا.

وقال الرئيس الروسي : " في الحالة الاولى تنجم مشاكل وفي الحالة الثانية تنجم مشاكل اخرى ، وأعجب ما في الامر انه حتى المحللون لا يمكنهم فهم هذا القانون الطبيعي".

وأعلن الزعيم الروسي قائلا: "اذا كان هذا العامل – أي التسعيرة – على مواد الطاقة يحمل طابع المصادفة ، فعلينا تذليله في كل من الاتجاهين الاوروبي والآسيوي".

مدفيديف على يقين بجاذبية روسيا للاستثمارات الاجنبية

اعلن مدفيديف تعليقا على احد الاسئلة بصدد الوضع في سوق الاسهم الروسية وانسحاب الاستثمارات ان الاقتصاد الروسي بغض النظر عن المصاعب الوقتية بما فيها الحرب في القوقاز يبقى ذا جاذبية للاستثمارات.

وقال مدفيديف : " انا لم اعقد اي امر، وان روسيا بحكم وضعها ودورها في العالم وقدراتها الذهنية وما الى ذلك ستظل على الدوام ذات قدرة استيعابية كبيرة للاستثمارات".

ومضى مدفيديف قائلا: " لكي تزال هذه القدرة الاستثمارية يتطلب الامر اقامة ستار حديدي، وحتى في عهد الاتحاد السوفييتي وظفت بعض الرسامميل الاستثمارية. ونحن لا نسعى الى خلق مشاكل ( بوجه الاستثمارات) ،ولقد بذلنا وسنظل نبذل لاحقا كل ما في وسعنا لكي يتوفر في روسيا مناخ استثماري طبيعي".

واضاف ايضا ان مهمة القيادة الروسية تكمن في تهيئة الملكية كمؤسسة ، وهذا يمكن ان يغدو حجر الزاوية للمناخ العملي الاستثماري الطبيعي. وكل ما عدا ذلك لا يعني شيئا وحتى الحرب مهما كان ذلك مستغربا.

وابدى الرئيس رأيه بان ضمان حقوق الملكية في روسيا هو حجر الزاوية لتكوين المناخ الاستثماري الطبيعي في البلاد.

وعلى حد قوله فان ضمان حقوق الملكية للمواطنين الروس والاجانب امر بالغ الاهمية.

وفضلا عن ذلك اكد الرئيس الروسي ان مهمة القيادة الروسية تكمن في جعل كبار المستثمرين يودعون في مصارفهم الى جانب النقد الاجنبي الروبلات ايضا.

وقال الرئيس : " بوسعنا في السنوات القريبة القادمة جعل الروبل احدى العملات الاحتياطية. زد على ذلك ان النظام الدولاري أخذ في الاونة الاخيرة يتضعضع وصارت غالبية الدول تعتمد اكثر من عملة واحدة".

واعرب الرئيس عن يقينه بانه لا داعي للقلق بشأن الازمة في الاسواق المالية العالمية وتأثيرها على روسيا .

واشار مدفيديف قائلا : " وطبقا لتخميناتي فان نسبة 75 % من تصحيح مؤشرات الاسهم الروسية الحالية مرتبطة بعواقب الازمة المالية العالمية اما نسبة 25 % فتعود الى مشاكلنا الداخلية وبضمنها آثار الحرب في القوقاز".

وقال الرئيس الروسي انه" على الرغم من هذه المشاكل اظل متفائلا باعتدال وأرى ان الاحتياطي لاستعادة مؤشرات الاسهم الروسية كبير".

ومضى قائلا : " ان قيمة موجودات الشركات الروسية عظيمة. ولحد الآن فان أسهم للفيشات الزرقاء الروسية اي الشركات الروسية الاكثر اجتذابا على أية حال لم تقدر حق قدرها. وعلاوة على ذلك فان سوقنا تزداد نموا وتغدو اكثر مجازفة من الاسواق التقليدية ومن سماتها الميل الى التقلب. ونصح مدفيديف قائلا ان هذا كله ليس مخيفا . وكل ما يتطلبه الامر هو تنفس الصعداء ومواصلة العمل على تطوير الاقتصاد بكل هدوء".

و نعيد الى الاذهان ارتفاع مؤشرات الاسهم الاساسية يوم 12 سبتمبر / أيلول بعد استمرار الهبوط لفترة طويلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى