سياسية

بان كي مون: ما تعيشه باكستان تسونامي بطيء

حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على الاستمرار في تقديم المساعدات لباكستان التي اجتاحتها فيضانات هائلة، مؤكداً ان ما يحصل هناك هو تسونامي بطيء سيزداد تأثيره وينمو مع الزمن
 وبعد افتتاح جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الخميس حول تقديم مساعدات لباكستان بفيلم عن الآثار المدمرة للفيضانات التي ضربت باكستان قبل نحو ثلاثة أسابيع، توجه بان كي مون الذي زار باكستان نهاية الأسبوع الماضي، بكلمة إلى المجتمعين قال فيها ان "العين ترى والأذن تسمع ولكن العقل لا يستطيع أن يدرك الحجم الكامل للكارثة".

وأضاف ان "حوالي 20 مليون شخص بحاجة إلى المأوى والطعام والرعاية الطارئة، وهو أكثر من عدد كل المتأثرين بالتسونامي وزلزال كشمير وإعصار نرجس وزلزال هايتي".

وأشار إلى غرق أكثر من 160 ألف كيلومتر من الأراضي وهي مساحة أكبر من نصف بلدان العالم.

وأكد الأمين العام ان هذه كارثة بكل المقاييس وقال انها "كارثة عالمية وتحد عالمي، فهي أكبر اختبار للتضامن الدولي في عصرنا الحالي، ولذا أود أن أشكركم لما قدمتموه ولمساعدتكم في توفير الطعام والمياه والدواء والمأوى".

وأضاف ان "الاحتياجات ما زالت كبيرة والكارثة لم تنته بعد فالأمطار قد تستمر لعدة أسابيع".

وقال ان "باكستان تواجه تسونامي بطيء وسيزداد تأثيره وينمو مع الزمن، ونحن نعرف ما يجب فعله"، مشيراً إلى ان "8 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية ومياه ومأوى بينما يحتاج 14 مليونا إلى الرعاية الصحية مع التركيز على النساء والأطفال".

وقال بان كي مون "لقد أطلقنا نداء طارئاً بقيمة 460 مليون دولار لتقديم المساعدة على مدى التسعين يوماً المقبلة، وقد حصلنا على نصف هذا المبلغ بفضل سخاء المانحين الرئيسيين ولكننا بحاجة إلى جميع تلك الموارد الآن، ان تعهداتكم اليوم يجب أن تتبعها أفعال تؤدي إلى تغيير على أرض الواقع".

وأشار إلى احتمال انعقاد اجتماع رفيع المستوى بشأن باكستان عند اجتماع قيادات العالم لمؤتمر قمة الألفية في أيلول-سبتمبر المقبل بنيويورك وفي تشرين ثاني-نوفمبر المقبل سيلتقي أصدقاء باكستان الديمقراطية في بروكسل.

من جهته قال رئيس الجمعية العامة علي التريكي "في هذا الوقت الذي نجتمع فيه تتكشف أكثر وأكثر كارثة باكستان، فهذه الأزمة تتفاقم بوتيرة مذهلة متسببة بمأساة إنسانية وثمة خطر جسيم يحيق بالناجين وهم ينتظرون المساعدة، هذه إذاً حالة طوارئ استثنائية تتطلب استجابة استثنائية".

وأضاف التريكي ان "المشاركة رفيعة المستوى في هذه الجلسة تعكس مدى الجدية التي تعامل بها المجتمع الدولي مع هذه الحالة وإنني على يقين من إنها ستبعث رسالة قوية إلى باكستان وشعبها بأن العالم يقف إلى جانبهما في هذه الأوقات العصيبة".

وحث على تسريع الخطى لإنقاذ الأرواح"، معتبراً ان " المساعدات المقدمة حتى الآن لم ترق إلى المستوى المطلوب بسبب تعثر أعمال الإغاثة نتيجة الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية واستمرار هطول الأمطار".

وقدم رئيس الجمعية العامة مشروع قرار بعنوان "تعزيز الإغاثة في حالات الطوارئ والإصلاح والتعمير والوقاية في أعقاب الفيضانات المدمرة في باكستان"، وقال ان "مشروع القرار هذا يشكل إطاراً ممتازاً يمكن للمجتمع الدولي من خلاله التعبير عن تضامنه مع باكستان عبر حشد الدعم والمساعدة وأن تأييدكم للقرار بالنسبة للسكان المتضررين بارقة أمل وخطوة في طريق مساعدتهم".

وتحدثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في الجلسة وأعلنت الولايات المتحدة تتعهد بمزيد من الدعم لجهود الإغاثة والانتعاش وإعادة الإعمار الهائلة التي تحتاجها باكستان.

وقالت كلينتون ان قائمة التعهدات التي قدمت سابقاُ للاستجابة لاحتياجات المتضررين في باكستان، تضع العالم في منتصف الطريق نحو تحقيق هذا الهدف.

وأشارت إلى ان هذا الأمر يعتبر بداية قوية، ولكن يجب سد الفجوة.

وأضافت "من خلال التعهد الجديد الذي أقدمه اليوم بقيمة ستين مليون دولار، تكون الولايات المتحدة قد ساهمت بأكثر من مئة وخمسين مليون دولار لجهود الإغاثة في حالات الطوارئ، ما يقرب من اثنين وتسعين مليونا من إجمالي هذا المبلغ هو لتقديم الدعم المباشر لخطة الأمم المتحدة للإغاثة. وتستخدم هذه الأموال لتوفير الإمدادات الحيوية وعمليات الدعم لإدارة الكوارث الوطنية في باكستان وغيرها من المنظمات داخل باكستان. كما توفر الولايات المتحدة المساعدة التقنية والعسكرية والمدنية".

ووجهت كلينتون تعازي الولايات المتحدة لمن فقدوا أحباءهم، وعبرت عن صلوات بلادها لكل الذين شردوا من ديارهم والذين تركوا دون طعام أو ماء.

وأشارت إلى ان الولايات المتحدة تواصل اتخاذ إجراءات عاجلة للمساعدة، ولكنها أضافت انه لا يمكن للحكومات أن تساعد وحدها الشعب الباكستاني.

وأوضحت "اليوم أريد أن أدعو الشعب الأميركي والشركات الأميركية إلى دعم جهود الإغاثة هذه"، وعن إنشاء وزارة الخارجية الأميركية صندوقاً لإغاثة باكستان".

كما ألقى مستشار بالبعثة المصرية لدى الأمم المتحدة حاتم تاج الدين كلمة دول حركة عدم الانحياز في الجلسة معرباً عن عن التقدير العميق والامتنان لعقد هذه الجلسة لبحث الأوضاع الإنسانية المترتبة على فيضانات باكستان.

واكد ان الحركة تشيد بالاستجابة السريعة للأمين العام والمنظمة الدولية في دعم جهود الإغاثة.

وأضاف "تشهد باكستان حالياُ واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث"، مشيراً إلى احتمال تفاقم الأزمة في ظل الخشية من تواصل هطول الأمطار الموسمية الغزيرة.

وتحدث عن استعداد الحركة للمشاركة في الاستجابة الدولية "لهذه الكارثة التي لم تتضح نتائجها بعد، من خلال القيام بتحركات منسقة لتجنب التفاقم المتوقع في الوضع الحالي في باكستان".

ولفت تاج الدين إلى ضرورة إدراك تداعيات هذه الكارثة على سبل معيشة الشعب الباكستاني خلال الشهور المقبلة، وخصوصا تداعياتها على قطاع الزراعة الذي تكبد خسائر جسيمة، مما سيترتب عليه نقص كبير في المواد الغذائية في المستقبل.

وشارك في الجلسة أكثر من 45 شخصاًً بمن فيهم مسؤولون من بلدان مختلفة رفيعو المستوى ، ووزير خارجية باكستان شاه محمود قرشي الذي شكر المجتمع الدولي لسخائه وحث على بذل المزيد من الجهود لمساعدة الحكومة والشعب.

وفي لقاء مع الأمين العام قبل انعقاد جلسة الجمعية العامة، رحب قرشي بقيادة والتزام الأمم المتحدة في الاستجابة للكارثة، كما ناقش معه اتخاذ المزيد من الخطوات وعقد اجتماعات خلال الأشهر القادمة لتعزيز الإغاثة وجهود الإنعاش.

المصدر
وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى