سياسية

عجرفة الشرطة الاسبانية تفتح جرح استعمار سبتة ومليلية

ميلود آيت ميموني: شحنت احتجاجات يشنها مغاربة على عجرفة الشرطة الاسبانية في معاملة المغاربة على حدود جيب مليلية، وأيضا تصاعد الممارسات العنصرية بحق عمال مغاربة مهاجرين إلى اسبانيا،
وتواتر المضايقات لهم لدفعهم إلى المغادرة أجواء العلاقة بين الرباط ومدريد، وفتحت جرح الاحتلال الإسباني لمقاطعتي سبتة ومليلية المغربيتين.

وتعتبر العلاقة بين المغرب وإسبانيا غير مستقرة بسبب تعنت مدريد بشأن احتلال الجيبين المذكورين، ولكن توجد في الخلفية نقاط خلاف أخرى من بينها سعي إسبانيا إلى الحصول على امتياز السماح لصياديها بالصيد في المياه الاقليمية المغربية الغنية بالأسماك وهو ما ترفضه الرباط.

كذلك تبدي اسبانيا مواقف رجراجة ومتقلبة من مشكل الصحراء، الأمر الذي تعتبره الرباط محاولة للتلاعب بورقة ذلك الصراع وإطالة أمده إلى أبعد مدى ممكن.

وتظاهر نشطاء مغاربة احتجاجا على قسوة الشرطة الأسبانية على حدود مليلية ومنعوا وصول إمدادات الطعام عبر الحدود.

واشترط النشطاء للسماح للشاحنات بعبور الحدود من المغرب إلى مليلة بإفراغ شحنتها من الفاكهة والسمك والخضروات.

وقال سيد شرامتي ممثل النشطاء إن رفقاءه وافقوا على خفض احتجاجاتهم وأن يمنعوا وصول الشحنات يوما واحدا فقط بدلا من منعها لمدة خمسة أيام كما كانوا يعتزمون في السابق.

واتفق المتظاهرون مع تجار مليلة على تأجيل إقامة حصار حدودي أطول حتى انتهاء شهر رمضان.

ويشارك عشرات المغاربة في مظاهرات متفرقة على حدود مليلة مؤخرا حيث يمنعون وصول الشحنات ويلوحون بأعلام المغرب وينتقدون "عنصرية" أسبانيا.

وتتهم الرباط الشرطة الأسبانية باستخدام العنف ضد المغاربة الذين يحاولون دخول مليلة. ويطالب النشطاء المغاربة بتشكيل لجنة مكونة من ممثلين من الحكومة الأسبانية والمغربية والمجتمع المدني لمناقشة الوضع.

وعلى الضفة الأخرى مثلت الأحداث حول مليلية فرصة لتنفيس الاحتقان السياسي الذي تعرفه اسبانيا جرّاء فشل برامج حكومة ثاباتيرو في حماية اسبانيا من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، كما مثلت مناسبة لتصفية حسابات سياسية بين المعارضة والحكومة.

واتهمت المعارضة المحافظة في إسبانيا حكومة رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو الاشتراكية بـ"عدم التصدي بحسم للدفاع عن مصالح البلاد".

وقال الاشتراكيون إن المعارضة "تسكب مزيدا من الزيت على النار" وتحاول أن تضخم من حجم المشكلات مع المغرب من أجل تحقيق مكاسب سياسية.

واتهم خوان خوسيه إمبرودو، رئيس الوزراء الاقليمي لجيب مليلة والذي ينتمي لحزب الشعب المعارض المحافظ، ثاباتيرو بعدم التصدي للمتظاهرين المغاربة وكذلك عدم منعهم من دخول منطقة الحدود المحايدة.

وقال إمبرودو إن الرباط تستغل ضعف رئيس الوزراء الاسباني الذي يواجه أزمة اقتصادية في البلاد.

ورد ممثل الحزب الاشتراكي، أنطونيو هيرناندو، بأن حزب الشعب "يضخم" من حجم الاحداث، وهو مايرى أنه ضد مصالح إسبانيا.

وقام، استبان جونزاليس، الممثل عن حزب الشعب بزيارة لمليلة وصف خلالها الموقف هناك بأنه "متوتر للغاية" وقال إن "صراعا" قد يندلع في أي وقت. ويحيل هذا القول على مخاوف مستمرة تساور الاسبان من اندلاع انتفاضة بين صفوف الشعب المغربي لتحرير المقاطعتين المحتلتين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى