سياسية

السيد نصرالله يكشف بالوقائع والصور رصد العدو المتواصل لمناطق تحرك الرئيس الحريري

قدّم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله معطيات مصورة وموثقة تشير الى رصد اسرائيلي جوي ومعلوماتي دقيق لحركة الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل سنوات عدة سابقة على اغتياله،
وصولاً الى الساعات القليلة التي سبقت الاغتيال .
وفي مؤتمر صحفي ، عرض السيد نصر الله أسراراً تتعلق بالمقاومة الاسلامية بهدف الاضاءة على ما يقوم العدو الصهيوني به من نشاط استخباري وتخريبي على الساحة اللبنانية .
وتضمن المؤتمر شهادات وافادات لعملاء اوقفوا في لبنان ، تحدث أحدهم وهو احمد نصرالله الذي فرّ لاحقا الى فلسطين المحتلة ، تحدث عن توصيله معلومات الى جهاز امن الرئيس الحريري في العام 1993 ، بأن حزب الله يخطط لاغتياله ، وشدد الامين العام لحزب الله على ان هذه المعلومات قُصد منها زرع الشك لدى الرئيس الشهيد ازاء حزب الله وتهيئة مناخ اتهامي في حال وقع الاغتيال.
وقد كشف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن صور لطائرات الاستطلاع الاسرائيلية التي رصدتها المقاومة الاسلامية وهي تقوم بتصوير الطرقات التي كان يسلكها الرئيس رفيق الحريري في العاصمة اللبنانية بيروت.
وبالاضافة الى مدينة بيروت عرض السيد نصرالله لمشاهد من طائرة استطلاع اسرائيلية صورت مسالك موكب الرئيس الحريري باتجاه مصيفه في مدينة فقرا.
كما وكشف الامين العام لحزب الله عن صور لطائرة اسرائيلية التقطت لمسلك موكب الحريري على طريق صيدا وصور جنوبي لبنان الى منزل السيد شفيق الحريري شقيق الرئيس الحريري.
السيد نصرالله كشف عن تحركات للطائرات التجسسية الاسرائيلية قبل وبعد واثناء تنفيذ عملية اغتيال الرئيس الحريري وكذلك كشف عن تواجد العميل غسان الجد في مسرح الجريمة قبل يوم تنفيذ العملية وسلم ملفه على القوى الامنية اللبنانية.

السيد نصرالله كشف ايضاً عن عميل إسرائيلي قام بإيهام مقربين من الرئيس الشهيد رفيق الحريري بمزاعم عن محاولات لحزب الله بإغتياله.
وكان العميل أحمد نصر الله قد فر إلى فلسطين المحتلة عام ألفين، ولا زال يعمل على تجنيد لبنانيين من مكان إقامته، وقد قدم المذكور، في التسعينيات، معلومات ملفقة إلى الرئيس الحريري عبر أحد الاشخاص العاملين معه، منها معلومات وهمية عن الشهيد الحاج عماد مغنية، ومنها محاولات مزعومة لحزب الله باغتيال الحريري.

كما كشف سماحته أحد اسرار المقاومة ويتعلق بموضوع الاستطلاع الجوي الاسرائيلي قبل عملية انصارية واغتيال الشهداء ابو حسن سلامة والاخوين مجذوب في صيدا.

الامين العام لحزب الله اكد أن العدو الاسرائيلي لديه القدرة لتنفيذ هذا النوع من العمليات الامنية، واشار ان مصلحة اسرائيل ان تقتل الرئيس الحريري لتحاصر المقاومة في لبنان وتخرج الجيش السوري من لبنان .
كما عرض السيد نصر الله عينات من جيش العملاء واعترافهم للاجهزة الامنية اللبنانية حول عمليات تنفيذية ولوجستية تستهدف الرؤساء الثلاثة وشخصيات سياسية بالاضافة الى كوادر من المقاومة تلبية لمشغليهم الصهاينة .

السيد نصر الله وفي معرض اجابته على اسئلة الصحافيين اعتبر أن تجاهل المعطيات التي قدمها من قبل لجنة التحقيق سيثبت فيما لو حصل أن هذه اللجنة مسيسة وغير مؤتمنة.
بالمقابل أعلن السيد عن استعداد حزب الله للتعاون وتقديم المعلومات لأي جهة موثوقة تكلفها الحكومة اللبنانية بالتحقيق.

وهنا نص المؤتمر الصحافي الكامل للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله :

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

الأخوة والأخوات، السيدات والسادة، الحضور الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أنا وعدت بعقد مؤتمر صحافي أقدّم فيه مؤشرات ومعطيات تفتح آفاقاً جديدة في التحقيق وتساعد على اتهام العدو الإسرائيلي باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. هذا بالتحديد ما وعدت به، وسأفي به الليلة إن شاء الله.
أيضاً منذ إعلاني عن هذا الأمر صدرت تعليقات كلها من فريق واحد: لماذا الآن وليس قبل سنوات، لماذا تخفون هذه المعطيات ولماذا تتحدثون بها الآن وتكشفوها؟
وبمعزل عن الطريقة والخلفية والأسلوب الذي طرح فيه هذا التساؤل لأننا سنذهب إلى الجَد ولا نوَدّ العمل ببعضنا البعض، سأترك الإجابة عنه إلى آخر المؤتمر الصحافي لأن المعطيات التي سأعرضها تساعد وبالنظر إلى طبيعتها وأوقاتها، تساعد كثيراً على الإجابة على هذا السؤال.

طبعا يجب أن أرحب بكم جميعا وأشكركم جميعاً على هذا الحضور المهم والكبير. بطبيعة الحال الحادثة والموضوع والقضية والمرحلة والتحدي تستلزم منكم أو استلزمت منكم هذا المستوى من المسؤولية وأنتم أهل المسؤولية فأهلاً وسهلاً بكم جميعاً كما أشكر كل وسائل الإعلام التي ستهتم الليلة بما نقول وتنقل ذلك مباشرة.
كما العادة انا سأتحدث بعناوين:
العنوان الأول وسأحاول أن أسرع بالكلام ما أمكن، سأتكلم بالفصحى أكثر لتعميم الفائدة خارج لبنان أيضا وأسرع في الكلام ما أمكن للاستفادة من الوقت وإن كان الأمر يستحق منا جميعاً بعض الوقت.
العنوان الأول:
اتهام إسرائيل لحزب الله، وهذه مقدمة لا بدّ منها: عملت إسرائيل منذ البدايات وبالتحديد بعد حادثة الثالث عشر من أيلول 1993. الكل يعرف، كل اللبنانيين يعرفون، بأنه في مثل ذلك اليوم كان توقيع اتفاقية أوسلو. نظّم حزب الله تظاهرة في الضاحية الجنوبية عارضتها الحكومة اللبنانية في ذلك الحين التي كانت برئاسة الرئيس الحريري، أُطلقت النار على المتظاهرين، سقط عشرة شهداء وما يقارب الخمسين جريحاً، وحصل نوع من التوتر السياسي والخصومة السياسية بين حزب الله وحكومة الرئيس الحريري الأولى ومع شخص الرئيس الحريري وهذا أمر معروف.
دخل الإسرائيليون على هذا الخط ومن خلال أحد عملائهم الذي اتصل بأحد المعنيين الأمنيين في فريق الرئيس الحريري في ذلك الحين، وعمل على إقناعه بأن حزب الله يخطط لاغتياله ودخل مرحلة التنفيذ وبالتحديد وجه الإتهام فيما ادعاه من معلومات للأخ الشهيد الحاج عماد مغنية وآخرين.
لفهم هذا الموضوع أريد أن أعرضه على طريقتي: بعد أشهر من حادثة 13 أيلول 1993 قامت المخابرات السورية وبأمر من اللواء غازي كنعان باعتقال أحد كوادر المقاومة الإسلامية في صيدا الأخ المجاهد الذي قتله الإسرائيليون لاحقا الحاج علي ديب المعروف بابو حسن سلامة، عندما ستستمعون إلى العميل وهو يتحدث عن أبو حسن سلامة فهو يعني الأخ علي ديب. اعتقل (الأخ علي ديب) في ظروف غامضة وغير مفهومة. بعد أيام علمت بأن الأخ أبو حسن موجود في عنجر فذهبت للقاء اللواء غازي كنعان وطلبت منه اطلاق سراح الأخ فقال لي: لقد أرسلته صباحا إلى دمشق وأصبحت المسألة في دمشق. وقلت له معاتباً: ما هي القصة؟ لو طلبته مني للتحقيق أنت تعرف أننا نتجاوب في مثل هذه الأمور وخصوصا إذا كانت قضايا حساسة.
فقال لي اللواء غازي: (طبعا لا أحد يقول إنني أحيل إلى متوفين لأن المستند موجود بعد قليل) قال لي اللواء غازي لقد زارني قبل مدة، قبل أيام، الرئيس رفيق الحريري، وقال لي: لدي معطيات وهناك شخص لصيق بالحاج عماد مغنية إما أنه مسؤول مكتب أو من المرافقين القريبين جداً من الحاج عماد، وهو حضر جلسة (هذا يذكرني بزهير الصديق) وهو حضر جلسة للحاج عماد مغنية وأبو حسن سلامة وآخرين لا يعرفهم بأسماهم. وفي الجلسة تم التخطيط لاغتيالك وسوف يتم الاغتيال عن طريق كمين ينصب لك في هذا الطريق وفي ذلك الطريق وأعطاه بعض التفاصيل. ويتابع اللواء غازي معي ويقول حينئذ: هذا أمر لا يمكن السكوت عليه لأن هذه عملية اغتيال تحضر لرئيس الحكومة، لا يمكننا أن نصل إلى عماد مغنية ولكن يمكننا الوصول لأبي حسن سلامة فقمنا باعتقاله. قلت له جيد. بعد ستة أيام من التحقيق (واسمحوا لي "أن أقول" من التحقيق العنجري) خلال ستة أيام طحنت عظام ابو حسن سلامة ليعترف ويقر بهذه الحادثة إلا أن أبا حسن كان يقول لهم هذا أمر غير صحيح وهذا افتراء وكان ينكر بشدة.
وأرسل إلى دمشق وتم التحقيق معه أيضاً في دمشق وقال لي اللواء غازي: الموضوع صار في دمشق كتبت في ذلك الحين رسالة للرئيس الراحل حافظ الأسد، وحّول الأمر إلى العماد علي دوبا، (والآن نتحدث عن أحياء) وطلبني للقاء. ذهبت للقاء العماد علي وأخرج لي ملف التحقيق ونتيجة التحقيق أيضاً في دمشق أن لا أساس لهذه القصة نهائياً.
طبعاً حصلت أمور الآن ليس هناك موضع لذكرها وتم إطلاق سراح الأخ أبو حسن وعاد إلى بيروت. بعد سنتين من هذه الحادثة (هذه في أواخر العام 93 وبدايات العام 94) عام 1996 للميلاد كان أمن المقاومة يلاحق عميلاً يعمل مع الإسرائيليين، ويعمل على تصوير مراكز وبيوت وشخصيات في الضاحية الجنوبية وفي الجنوب، إلى أن تمكن الإخوة من اعتقاله. هذا العميل اسمه أحمد نصر الله، طبعا لا يقربني لأنه من بلدة أخرى. الآن لم بعد يقرب عائلته، لأن العميل لا يعود يقرب حتى أباه وأمه وعائلته.
كان التحقيق مع العميل أحمد نصر الله عن موضوع التصوير للمراكز والبيوت وماذا صورت وماذا قدمت للإسرائيليين، ولم يكن في بالنا على الإطلاق قصة الرئيس الحريري واللواء غازي كنعان وأبو حسن سلامة. إلا أنه أثناء التحقيق، هو ذكر هذه القصة ولدينا تسجيل مطول لكن لأهمية الوقت وضيقه سوف نستمع بعد قليل لبعض اعترافات هذا العميل. هو اعترف وقال: أنا اتصلت بأحد الأشخاص المعنيين وقلت لهم إني لصيق بالحاج عماد مغنية وذكر اسماً أيضاً هو يقول عنه محمد عفيف ويقول أنا لا أعرف أصلا (واحد) اسمه محمد عفيف، وأعطيته معلومات ومعطيات كاذبة ووهمية على مدى أشهر(انظروا ماذا فعل هذا العميل، كان يطلب من أمن الرئيس الحريري أن يتجنب الذهاب في هذا الأوتوستراد لأن معلوماته أن حزب الله سوف يضع له كمينا أو سيارة مفخخة وعليه أن يذهب من الأوتوستراد الآخر. استطاع أن يتحكم لفترة من الزمن بحركة موكب الرئيس الحريري في ذلك الحين). ثم نقل (وهذا كلام خطير جداً) عن لسان أبو حسن سلامة بأنه في الجلسة اقترح على الحاج عماد مغنية، وأبو حسن ابن صيدا فاقتراحه صيداوي، أنه يمكننا أن نقوم بقتل السيدة بهية الحريري، فيضطر الرئيس الحريري للمجيء إلى صيدا للتعزية فنقتله في صيدا. هذه التلفيقة الكاملة التي قدمها عميل إسرائيلي لجهاز أمن الرئيس رفيق الحريري.
أنا سلّمت في ذلك الحين نسخة عن الشريط للواء غازي كنعان وتم تسليم العميل أيضاً إلى الأجهزة الأمنية المعنية وسجن حتى عام 2000. وفي عام 2000 قبل التحرير في شباط أطلق سراحه لأسباب لا أعرفها وأجهلها حيث هرب بعد أيام قليلة إلى الشريط الحدودي ومن الشريط الحدودي إلى فلسطين المحتلة وما زال، ولحقت به عائلته أو هرب مع عائلته وما زال موجوداً في فلسطين المحتلة ويقوم بتجنيد لبنانيين لمصلحة العدو.
هذه هي البداية إذاً، استطاع العميل الإسرائيلي أحمد نصر الله وبتوجيه من العدو أن يزرع هذه التلفيقة وهذه التركيبة. نحن قصتنا مع شهود الزور بدأت منذ زمن طويل. نرى نبذة عن أحمد نصرالله وصوتية له:
ـ التقرير: أحمد حسين نصر الله، "مواليد" الخيام عام 67 لبناني، عميل إسرائيلي، مقيم حالياً في فلسطين المحتلة، تم توقيفه عام 96 وبقي مسجوناً حتى العام 2000 أطلق سراحه في الثالث من شباط عام 2000 فرّ إلى الشريط المحتل في الرابع عشر من شباط عام 2000 ومنه إلى فلسطين المحتلة في أيار عام 2000.
عاد أفراد عائلته من فلسطين المحتلة إلى لبنان على دفعات وذلك عبر بوابة الناقورة الحدودية خلال وجوده في فلسطين المحتلة شارك في أكثر من عملية تجنيد للبنانيين لصالح العدو.
قدم معلومات ملفقة إلى الرئيس الحريري عبر أحد الأشخاص العاملين معه كانت على الشكل التالي: معلومات وهمية حول الحاج عماد مغنية، حزب الله ينوي اغتيال الرئيس الحريري، وقد نفذ لهذه الغاية عدة محاولات فاشلة، وجود سيارة مفخخة ستستهدف الرئيس الحريري شاهدها على تقاطع كنيسة مار مخايل، نية حزب الله استهداف الرئيس الحريري عن طريق استدراجه إلى صيدا بعد أن يقوم الأخ الشهيد أبو حسن علي ديب بقتل النائب بهية الحريري في صيدا.
العميل أحمد حسين نصر الله: إسمي أحمد حسين نصر الله، أعرف شاباً يعمل عند رفيق الحريري منذ عام 88، 89، كان يعمل في مؤسسة الحريري قرب منزل شقيقتي حتى مجزرة أيلول عام 93 هذه الفترة كنت أنا ذاهب عند شقيقتي وجرت الحادثة فسألني ماذا عندكم، مجزرة ما مجزرة، فقلت له هكذا يقولون إن هناك وضع غير جيد وهكذا، ويودون قتل رفيق الحريري، إن كان هناك شيء على الحريري بيستفيد مني، فبعد أسبوع أو أسبوعين رأيته وقلت له الظاهر (فيه شي على الحريري فيه شي على رفيق الحريري). فسألني بتقدر تعرف لنا شي هل تستطيع أن تتأكد إنه إذا فيه شيء قلت له نعم أستطيع أن أتأكد. أستطيع أن أحصل على معلومات، إذا فيه شي أو ما فيه شي وبعد حوالي أسبوع أو أربع خمسة أيام رأيته وقلت له هناك واحد يمكننا الإستفادة منه بمعلومات اسمه محمد عفيف ويعمل عند عماد مغنية ويعمل بطريقة أمنية وهناك محاولة اغتيال للحريري.
قلت له ما هي وسيلة الاتصال ـ إذا حدث شيء ـ بيني وبينك؟ أخذت موعداً ثانياً بعد أسبوع ليعطيني هاتفاً وفي الموعد أعطاني الهاتف وكل مرة أقول له: هناك سيارة مفخخة أعطيه مواصفاتها، أقول له فيه شي تجاه الحريري دائما (خلّي معلمك لا يذهب ولا يأتي إبقَ احذروه، وكنت أقول له أحياناً أين معلمك، أعرف متى هناك مجلس وزراء، أقول له (خلّي معلمك ينتبه) هناك سيارة مفخخة على طريق بعبدا (خلّي معلمك يحذر ومرة أخرى قلت له عماد "مغنية" يذهب إلى الحمرا يمكن هناك رصد أو شيء أو يعرف أحد يرصد مرة، قلت له عن قصة بهية أن هناك محاولة اغتيال بهية على أساس إن قتلوها لبهية الحريري يزور "الرئيس الحريري" صيدا، وإن أتى هو وعلى الطريق يقتل وهذه كانت أتى أبو حسن سلامة لعنده وهو يسكن في صيدا، ومن أجل هذا جاءت قصة بهية ويقتلها.
وكلما اذهب وأعود من الجنوب أقول له شاهدت جماعة بو حسن سلامة على الطريق. وبالنسبة للشاب محمد عفيف لا يوجد واحد اسمه محمد عفيف، هو من اختراعي أنا وبشكل أنه يعمل معي ومع عماد أنا اخترعته عماد مغنية لا اعرفه ولا عمري رأيته لكن أسمع باسمه.
ـ سماحة السيد حسن نصر الله: هذا شاهد على بدايات التلفيق الإسرائيلي وإشباع ذهن الرئيس الحريري بهذا الأمر، بطبيعة الحال في ذلك اليوم لنا أن نفترض بأن الرئيس الشهيد لم يبلغ فقط اللواء غازي كنعان بل أبلغ بقية الأصدقاء في سورية، أبلغ الطاقم المحيط به، له أصدقاء فرنسيون وسعوديون وخليجيون وأوروبيون وآخرون. بالتأكيد لأن هذا أمر لا يمكن السكوت عليه وعلى درجة بالغة من الحساسية، وهكذا تمكن الإسرائيلي منذ البداية أن يزرع في أذهان كثيرين وجود مؤامرة وهمية من هذا النوع.
نكتفي بهذا المقدار لأنتقل إلى الجزء الثاني:
ثانياً: في عنوان اتهام إسرائيل لحزب الله، حيث وجدنا أن الإسرائيلين في الرابع عشر شباط 2005 سارعوا إلى اتهامنا بالاغتيال. منذ البداية بقوا على هذا الإتهام، خلال كل السنوات الماضية وصولاً إلى دير شبيغل وما بعد ما بعد دير شبيغل، استمعتم أنتم في الآونة الأخيرة للتعليقات الإسرائيلية حول هذا الموضوع، لكن حتى لا نأخذ أيضا الكثير من الوقت نشاهد تقريراً مختصراً، فقط شواهد وعيّنات من الاتهام الإسرائيلي لحزب الله.
ـ التقرير: الإتهام الإسرائيلي لحزب الله ـ تصريحات المسؤولين الإسرائيليين والتعليقات الإعلامية الإسرائيلية التي اتهمت حزب الله بالوقوف وراء الجريمة.
في الرابع عشر من شباط عام 2005 ذكرت الإذاعة الإسرائيلية تعليقاً على مقتل الرئيس الحريري بأنه كان لديه نزاعات غير قليلة مع حزب الله.
السابع عشر من شباط عام 2005 نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تقريراً ذكرت فيه نقلا عن شعبة الاستخبارات العسكرية أمان أن الاستخبارات العسكرية بلورت تقديراً جديدا يشير إلى أن حزب الله هو الجهة المسؤولة عن تصفية رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
السابع عشر من شباط عام 2005 قال أمنون دهان من حزب شاس أنه وبناء على تقدير أمان فإن منظمة حزب الله هي التي اغتالت الحريري الذي أيد التضييق على حزب الله وتقييد أنشطته.
يشار إلى أن الصحافي عاموس هارئيل كتب تقرير لصحيفة هآرتس في الخامس والعشرين من أيار عام 2010 قدم ملفاً لرئيس أمان في نهاية العام 2001 أي قبل أكثر من ثلاث سنوات من الاغتيال توقع فيه أن يقتل الحريري على يد حزب الله.

وزير الحرب إيهود باراك في الرابع والعشرين من أيار عام 2009 بعد تقرير ديرشبيغل أكد أن المحكمة الدولية قد اتهمت حزب الله وليس سورية.
في التاسع والعشرين من أيار عام 2009 نقل المراسل العسكري في صحيفة جورازليم بوست يعقوب كاتس عما قاله بارك انه على ما يبدو سوف يكشف تقرير الأمم المتحدة أن حزب الله هو المسؤول عن قتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
وزير خارجية العدو افيغدور ليبرمان في الرابع والعشرين من أيار عام 2009 بعد تقرير دير شبيغل شدد على أنه ينبغي إصدار أمر اعتقال دولي بحق نصر الله واعتقاله بالقوة وجلبه للمحاكمة.
في العاشر من شباط عام 2010 نقل موقع نعنع الإخباري عن ليبرمان اتهامه لحزب الله بالمسؤولية عن مقتل الرئيس الحريري حيث قال مخاطبا سعد الحريري: قلبي مع الحريري، منظمة حزب الله قتلت والده، لهذا هو رهينة. اعتقد أن آراءه بحزب الله تفوق بكثير تلك التي لدينا.
ـ سماحة السيد نصر الله: نكتفي بهذا المقدار من العنوان الأول انتقل إلى العنوان الثاني وهو الذي فيه نتهم العدو الإسرائيلي بعملية الاغتيال، في هذا العنوان يوجد أولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً.
أولاً: إسرائيل تملك القدرة، ولا أعتقد أننا بحاجة إلى الاستدلال على أن إسرائيل تملك القدرة على تنفيذ هذا النوع من العمليات والعمليات المشابهة التي حصلت في لبنان خصوصاً بعد عام 2004 إلى اليوم، وتاريخ العدو الإسرائيلي حافل بالعمليات التي استهدفت قيادات فلسطينية وقيادات لبنانية في لبنان وفي الخارج، وفي لبنان بالتحديد ولسنا بحاجة إلى ذكر لائحة طويلة من أسماء الذين قتلهم العدو الإسرائيلي، لعله من أفضل الساحات التي فيها قدرة أعلى للعدو الإسرائيلي في تنفيذ عمليات اغتيال هي لبنان، بعد فلسطين المحتلة أفضل من أي بلد آخر في العالم، بسبب الوضع الجغرافي. هناك حدود برية وهناك ساحل طويل، وعندما نأتي إلى نشاط العملاء سوف نذكر كيف أن الإسرائيليين يدخلون عبر الشواطئ اللبنانية والموانئ اللبنانية أحياناً إلى الداخل اللبناني ليبقوا فيه لأسابيع ولمدد زمنية متفاوتة.
إذاً العدو الإسرائيلي يملك القدرة ويملك الفرصة واليوم أيضاً يتكشف أن لديه وفرة من العملاء من مختلف الاختصاصات، يعني أي اختصاص يحب ويحتاج إلى عملاء يريده (الإسرائيلي) الآن هذا موجود على الساحة اللبنانية، هذا ما تكشّف حتى الآن وما لم ينكشف أعظم.
ثانياًَ: المصلحة والدافع: بإختصار شديد، صحيح هذا تحليل سياسي ولكنه مبني على قطعيات، الكل يعلم أن عداوة إسرائيل للمقاومة في لبنان هي عداوة قوية ومريرة وشديدة لكل حركات المقاومة وخصوصاً لحزب الله، والعدو الإسرائيلي يهمّه أن يستفيد من أي فرصة أمنية أو عسكرية أو داخلية للقضاء على المقاومة أو لنزع سلاحها بالحد الأدنى، من المقطوع به أيضاً أن لإسرائيل عداوة مع سوريا لأنها تُمانع تسوية شاملة بشروط إسرائيلية تضيع فيها الحقوق العربية ولأن سوريا تتمسك بحقوقها ولأنها تحمي المقاومة في فلسطين ولأنها تحمي وتدعم وتساند المقاومة في لبنان، بكل صدق ليست مشكلة إسرائيل مع سوريا عندما كانت في لبنان أن سوريا تُدير لبنان أو تُمارس وصاية على لبنان أو تُعيّن حكومة لبنان ليست هذه مشكلة إسرائيل، مشكلة إسرائيل مع سوريا أن سوريا كانت تُساند وتدعم حركات المقاومة في لبنان وفي فلسطين، وأنا أعلم لأننا مضطرون لأن نقول هذا، فأنا قلت سابقاً هذا المعنى ولكن الآن سأقول: ذكر لي شخصياً الرئيس بشار الأسد في عام 2004 أي قبل صدور القرار 1559 بأسابيع قليلة أن قائداً عربياً زاره وقال له إن الأميركيين والمجتمع الدولي لا يُمانعون بقاء قواتك في لبنان، (وهنا أُريد أُذكّر ثورة الأرز والانتفاضة وكل التحركات السياسية التي كانت قائمة وتُؤمل من خلال النشاط السياسي أن تُخرج القوات السورية من لبنان)، لا يُمانعون بقاء قواتك في لبنان بل ليس لديهم مشكلة في أن تتجاوز قواتك النهر الأولي وتذهب عميقاً في الجنوب اللبناني وصولاً إلى الحدود الدولية ولكن بشرطين: الشرط الأول: أن تنزع سلاح حزب الله والشرط الثاني: أن تنزع سلاح المخيمات الفلسطينية، وأجاب الرئيس بشار الأسد أن المقاومة في لبنان هي جزء من الأمن القومي الإستراتيجي الذي لا يمكن لأحد أن يتسامح فيه، وأن إسرائيل اجتاحت لبنان عام 1982 ولم تستطع أن تدخل إلى مخيماته وتنزع من أهله السلاح، وعاد بهذه الإجابة، يعني كلا، تمّت مساومة سوريا على بقائها في لبنان أو خروجها من لبنان قبل أسابيع من صدور القرار 1559، وصار لازماً أن يحصل في لبنان حدث ضخم يمكن الاستفادة وتوظيف هذا الحدث لتحقيق هذه الغاية: إخراج سوريا من لبنان، محاصرة المقاومة وضربها وعزلها قبل ضربها لنزع سلاحها، فكان الزلزال الكبير في 14 شباط 2005. اغتيال الرئيس الحريري يأتي في هذا السياق وقد أُستخدم هذا الدم لإخراج سوريا من لبنان وهو الآن يُستخدم لمحاصرة المقاومة والاعتداء عليها، هذا هو الدافع وهذه هي المصلحة.
ثالثاً: الأُسلوب الإسرائيلي: الأسلوب الإسرائيلي في العمل، إذا تكلمنا عن الأسلوب الإسرائيلي في العمل فإن هذا سيساعدنا على فهم القرائن والمعطيات والمؤشرات التي سأعرضها في خدمتكم إن شاء الله.
العمل الإسرائيلي عندما يريد أن ينجز أي عملية أمنية أو عسكرية لكن ذات طابع أمني يعتمد على مجموعة عناصر:
أولاً: الإستطلاع الجوي: لدى العدو الإسرائيلي أنواع مختلفة للإستطلاع، كبيرة وصغيرة ومتنوعة الحجم وأهمها ما يعرفه اللبنانيون بإسم الأم كا، حتى الناس في القرى يعرفون الأم كا، وتأتي طائرة الاستطلاع وتستطلع المناطق، الطرق ، المدن، البيوت، المنازل، المواكب، حركة الأفراد، التجمعات، التحصينات، انتشار القوات المسلحة وما شاكل.
ثانياً: السيطرة الفنية: يعني أجهزة تنصت، أجهزة مراقبة، كاميرات مزروعة في أماكن مختلفة وصولاً إلى الاستفادة القصوى من هواتف الخليوي.
ثالثاً: الاستطلاع الميداني: من خلال عملاء أو من خلال جواسيس أو من خلال كوماندوس إسرائيلي ينزل على الأرض ويستطلع ميدانياً، وعدم الاكتفاء بالصور الجوية، الاستطلاع الميداني يُؤمن معلومات تفصيلية ودقيقة أحياناً لا تتوفر من خلال الاستطلاع الجوي.
العنصر الرابع: الدعم اللوجستي: وهو تأمين أو إدخال أسلحة ومتفجرات وأجهزة تفجير ووسائل نقل إلى ساحة العمليات وصولاً إلى التنفيذ.
رابعاً: وهنا نريد أن نبدأ بالكلام عن القرائن والمعطيات: هل للإسرائيلي حقيقةًً نشاط أمني استخباري عملياتي من 2004 إلى اليوم أم لا؟ يعني أن البعض كان يتعاطى أن الإسرائيلي ليس له نشاط عملياتي على الساحة اللبنانية وهو غير معني وغير متهم أصلاً بأي عملية اغتيال تجري على الساحة اللبنانية، وبالتالي كل اغتيال يجري على الساحة اللبنانية توجه فيه الأصابع كانت مباشرةً إلى سوريا أو إلى حلفاء سوريا أو ما سُمي بالنظام اللبناني ـ السوري الأمني المشترك، عندما نُجيب على هذا السؤال يمكننا أن نقرأ وأن نصل إلى مكانٍ ما في فهم عمليات الإغتيال والترابط الذي كان قائماً بينها وحصولها خلال السنوات الماضية.
نبدأ من العملاء وهؤلاء العملاء أغلبهم تم اعتقالهم بال2009-2010، والذي يحب أن يسألني أن معطياتك جديدة أو عتيقة، أن الأجهزة الأمنية بدأت جدياً في اعتقال العملاء بال2009، ما هو السبب، هذا بحثٌ آخر.
نبدأ من العملاء، وهنا سأتحدث عن نماذج من عملاء واعترافاتهم، ليس عند حزب الله بل عن الأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية بمحاضر تحقيق رسمية وتم تحويل هؤلاء العملاء ومحاضر التحقيق هذه إلى النيابة العامة، وبعض هذه المضامين سرّبت وكتبت في وسائل الإعلام، ولكن لم يتم التوقف عندها كما ينبغي التوقف، سنأخذ عينات من العملاء وبعد كل عميل سأقوم بتعليق بسيط لاستكمال الفكرة، نبدأ من العميل الأول:
ـ التقرير: نعرض لكم بعض أسماء العملاء الذين اعترفوا بالقيام بالرصد والتفجير وعمليات اتصال ووضع كاميرات مراقبة وكذلك تحديد أماكن الأشخاص الذين عمل العدو على اغتيالهم المباشر، كما اعترف البعض منهم بنقل مواد متفجرة ومستلزمات.
– العميل فليبيوس حنا صادر: كان يستطلع حركة رئيس الجمهورية وقائد الجيش.
فليبيوس حنا صادر: مواليد العام 64 لبناني، عميلٌ إسرائيلي بدأ العمالة عام 2006، تم توقيفه عام 2010 من فبل الأجهزة الأمنية اللبنانية.
دوره المعلوماتي: جمع معلومات حول مواقع عسكرية لبنانية بعضها للجيش اللبناني، جمع معلومات تنفيذية حول شخصيات وقيادات سياسية وعسكرية لبنانية.
أبرز إعترافاته: فيما يلي أبرز الأهداف التي عمل عليها العميل بناءً لطلب العدو الصهيوني كما المعلومات التي قدمها:
– فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان: معلومات حول منزله في عمشيت، المواصفات الخارجية، المداخل، الطرقات المؤدية إليه، بعده عن الخط البحري، المدة المستغرقة للوصول إليه سيراً وبالسيارة من الخط البحري، مواقف السيارات القريبة منه.
– قائد الجيش اللبناني العماد جون قهوجي: معلومات حول اليخت الخاص به.

ـ سماحة السيد نصر الله: إذا توقفنا قليلاً عند المهمة التي قام بها هذا العميل أي العميل صادر، يجب أن أُذكر بأن الإستطلاع الميداني هو خطوة متقدمة تسبق التنفيذ، لأنه بها يُستكمل الملف أي ملف العملية وتلحقه تأمين الإمكانات وتنفيذ العملية، الإسرائيليون لو كانوا يريدون معلومات عامة عن منزل فخامة رئيس الجمهورية وعن محيط هذا المنزل يكفيهم الإستطلاع الجوي، ولكن عندما يذهب هذا العميل بطلب من الإسرائيليين، هناك ضابط إسرائيلي مُشغل يطلب منه أن يذهب، ليجمع معلومات تفصيلية ودقيقة عن المنزل، المداخل، محيط المنزل، ويوجد هناك شيء مهم جداً جداً أرجو أن تتذكروه وأنتم تُشاهدون الأفلام التي لها علاقة بعملية إغتيال الرئيس الحريري، هو الشاطىء البحري، دائماً الإسرائيلي يهمه أن يبحث عن مكان للعملية على مقربة من شاطىءٍ بحري، ولذلك طلب من ذلك العميل أن يذهب إلى الشاطىء البحري ويمضي مشياً إلى بيت فخامة رئيس الجمهورية ليرى كم يستهلك من الوقت ثم يذهب بالسيارة ويرى كم يستهلك من الوقت، هل هذا الإستطلاع هو استطلاع لجمع معلومات (للفكهنة يعني)، أو أنه من أجل التحضير لتنفيذ عملية اغتيال في تلك المنطقة؟، أيضاً هذا العميل اعترف أنه استطلع تفصيلياً يخت قائد الجيش الموجود في الميناء، لماذا استطلاع اليخت؟، بكل بساطة يمكن زرع عبوة ناسفة أو أي شيء آخر في اليخت لاستهداف العماد قائد الجيش، هنا أريد أن أتوقف قليلاً، هذا المعنى لم يبقَ سراً في لبنان، نشرته بعض الصحف وهذا المعنى موجود بالتحقيقات ومختوم عليه ومُحول على النيابة العامة، كيف مرّت هذه الحادثة في البلد؟، لو افترضنا أن الأجهزة الأمنية اللبنانية اعتقلت لبنانياً وادعى أن المخابرات السورية كلفته بمهمة من هذا النوع أو أن حزب الله كلفه بمهمة من هذا النوع، كيف سيكون حال البلد في ذلك اليوم؟ ولكن لأن الاتهام يتجه إلى الإسرائيلي تم إنهاء الموضوع خلال أربع وعشرين ساعة، ذكر هذا الأمر في وسائل الإعلام بيومٍ واحد وانتهى الموضوع والمستهدف بالاستطلاع من؟ فخامة رئيس الجمهورية وقائد الجيش اللبناني وليست شخصيات عادية موجودة في البلد. وأنا أريد أن أؤُسّس على هذا لننتبه إلى بقية العملاء واعترافاتهم، لماذا لم تأتِ لجنة التحقيق الدولية لتجلس مع هذا العميل ومع العملاء الآخرين الذين اعترفوا بأمور مشابهة لتسألهم، ولعلها يمكن أن تجد رابطاً بين هذا العميل والضابط المشغل وبين عملاء آخرين كانوا متورطين في عمليات أخرى، جاء شاهد زور مفترٍ في لبنان، بناءً على شهادته أُلقي أربعة ضباط كبار في السجون لأربع سنوات، وأشخاص محترمون من آل عبد العال وعائلات أخرى، وأُستدعي ضباط كبار سوريون إلى فيينا وتم التحقيق معهم وتم التحقيق معهم أيضاً في دمشق، ولكن معلومة من هذه ومثل هذه ومعها عشرات الاعترافات من عملاء لا تقتضي لا من المجتمع الدولي ولا من الحكومة اللبنانية ولا من أحد من هذا العالم أن يُطالب بالتحقيق مع الضباط الإسرائيليين المُشغلين لهؤلاء العملاء، ليرى ماذا يعملون على الساحة اللبنانية ومن يريدون أن يقتلوا بعد أن قتلوا الشخصيات السابقة، هذا فقط للتوقف وأرجو أن يبقى هذا ونحن نستعرض بقية العملاء وأن يبقى في الذهن أيضاً المكان الذي يسأل عنه الإسرائيلي وقربه من الشاطئ البحري، ننتقل إلى عميلٍ آخر.
ـ التقرير: العميل سعيد طانيوس العلم، وكان مكلفاً برصد تحركات سمير جعجع ورئيس الحكومة سعد الحريري.
سعيد العلم: مواليد العام 58،لبناني، عميلٌ إسرائيلي بدأ العمالة عام 90 ، تم توقيفه عام2009من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية.
دوره المعلوماتي: جمع معلومات تنفيذية حول شخصيات سياسية رسمية وحزبية.
أبرز إعترافاته: فيما يلي أبرز الأهداف التي عمل عليها العميل بناءً لطلب العدو الصهيوني كما المعلومات التي قدمها:
– رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري: تحديد مواعيد حضوره إلى منزل سمير جعجع .
– رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع: مراقبة تحركاته في الأرز وخاصةً لناحية تنقلات مواكبه، مراقبة تحركاته بعد انتقاله من الأرز، تحديد حركة تردد بعض السياسيين إلى مقاهي منطقة جبيل.
ـ سماحة السيد نصر الله: هذا العميل الثاني كما تلاحظون، طلب منه الضابط المشغل الإسرائيلي معلومات ميدانية وتفصيلية عن من؟ عن قيادات في حزب الله؟ كلا، بل عن قائد القوات اللبنانية أو رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، عندما كان في الأرز وبعد انتقاله من الأرز، وفي محضر التحقيق يوجد تفاصيل لا نريد أن نأخذ الوقت الآن بها، وطُلب منه أن يُحدد مواعيد زيارات الرئيس سعد الحريري إلى الدكتور سمير جعجع، لماذا تستطلع إسرائيل الدكتور سمير جعجع؟، ولماذا تستطلع إسرائيل الرئيس سعد الحريري عندما يذهب إلى الدكتور سمير جعجع؟، لماذا؟ ليسأل كل الناس ويجيبوا على هذا السؤال؟، وهذا يشكل جواباً على كل أولئك الذين يسألون لماذا القتل في قيادات 14 آذار؟ لأنه كان المطلوب أن يكون القتل في قيادات 14 آذار ليحصل توجيه الاتهام باتجاه المستهدف الذي هو سوريا وحلفاؤها والمقاومة، إذاً والإعتراف الأخير تردد السياسيين إلى مقاهي جبيل، ليس على علمي لا محمد فنيش يذهب إلى جبيل ولا محمد رعد ولا الشيخ نعيم قاسم، من يذهب إلى مقاهي جبيل؟، أغلبهم، (طبعاً إخواننا في التيار الوطني الحر بيروحوا على جبيل)، لكن أغلبهم من قوى 14 آذار، مطلوب أن يستطلع المقاهي ومن يتردد إلى المقاهي، هذا الاستطلاع ما هو طابعه؟، لماذا يطلب المشغل الإسرائيلي ذلك؟.
العميل الثالث
ـ التقرير: العميل محمود رافع، مواليد العام 1949 لبناني عميل إسرائيلي، بدأ العمالة عام 93، تم توقيفه عام 2006 من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية، أبرز اعترافاته المشاركة بأربع عمليات اغتيال استهدفت الشهداء علي ديب، جهاد جبريل، علي صالح والأخوين مجذوب، المشاركة بزرع عدد من العبوات الناسفة ما بين العامين 1999 و2005، كعبوة الناعمة عام 99، وعبوة الزهراني عام 2004، استقبال وإيواء ومساعدة ونقل عدد من المجموعات الاسرائيلية داخل الاراضي اللبنانية .
ـ سماحة السيد نصرالله: نأتي إلى العميل محمود رافع، استهدافه لقياديين في المقاومة، وهو اعترف بهذا رسمياً، ومن أجل أن اطلع المشاهد العرب بذلك لان اللبنانيين يعرفون ذلك، المحكمة العسكرية أصدرت حكم الإعدام بحق هذا العميل، وهو اعترف بكل هذه الجرائم التي ارتكبها، لكن هنا أود أن أقف عند نقطتين:
النقطة الأولى هي عبوة الزهراني، ونحن في التتمة وفي الموضوع الفني الذي كنا سنصل إليه كنا نود أن نتحدث عن هذا الموضوع قليلاً لكن بعد التدقيق تبين أن هذا الموضوع مهم إلى حد يستحق أن لا يتم عصره (اختصاره) في هذا المؤتمر الصحفي، ونحن نعتقد بأن عبوة الزهراني التي تم وضعها في أواخر العام 2005 ثم قامت مخابرات الجيش باكتشافها وتفكيكها كانت تستهدف دولة الرئيس نبيه بري، محمود رافع طبعاً لا يعرف من تستهدف العبوة وأنا أصدقه لأنه هو مجرد إنسان تنفيذي، مطلوب أن يوصل العبوة وينقل وأحياناً يساعد في زرع العبوة ولكنه يعلم لاحقا بعد انفجار العبوة من كانت تستهدف، إلى هذا الحد يستهين بهم ساداتهم ومشغّلوهم.
هذه العبوة كانت على درجة عالية جداً من الدقة والخطورة وتقريرها موجود وصورها أيضاً موجودة، ونشر بعض ذلك في وسائل الإعلام وهذه العبوة هي إسرائيلية مئة بالمئة باعتراف محمود رافع وبشهادة العبوة نفسها من الناحية الفنية والتقنية.
هذا يؤشر إلى أن الإسرائيلي الذي برأينا قتل الرئيس رفيق الحريري السني في بدايات عام 2005 ولم تنجح الفتنة الذي كان يراد إيقاعها بين الشيعة والسنة في لبنان خطط لاغتيال رئيس مجلس النواب الشيعي من أجل أن تنجح هذه الفتنة ولكن الله حمى لبنان مجدداً.
وأتمنى هذا الموضوع الذي اسمه عبوة الزهراني أن يبقى بالبال يمكن بيوم من الأيام (نحكي فيه حكي كبير).
الأمر الثاني الذي يجب أن نقف عنده (وهذه العملية في 2005) الأمر الثاني هو اعتراف محمود رافع باستقبال وإيواء ومساعدة ونقل عدد من المجموعات الاسرائيلية داخل الاراضي اللبنانية، هو كان يدخلها ولا يعرف أين تذهب وماذا تفعل؟ وتبقى لمدة من الزمن ثم تعود وينقلها من البحر أو إلى حافة الشريط الشائك بين لبنان وفلسطين المحتلة. هل جاءت لجنة التحقيق الدولي (ولا أريد أن أحول اللقاء إلى إدانة لجنة التحقيق، ولكن بالمناسبة) لتسأل محمود رافع عن هؤلاء الإسرائيليين الذين كان يدخلهم إلى الأراضي اللبنانية وكذلك في اعترافات عميل آخر ماذا كانوا يفعلون ؟
خصوصا في ذلك العام الذي شهد عدداً كبيراً من هذه الدلائل، وهل يمكن مطالبة الضباط واستدعاء الضباط المشغّلين لمحمود رافع وللمجموعات التي تم إدخالها إلى لبنان إلى لجنة التحقيق الدولية ؟
ننتقل الى العميل الذي يليه:
ـ التقرير: العميل ناصر نادر مواليد العام 1965، لبناني، عميل إسرائيلي ، بدأ العمالة عام 97، تم توقيفه عام 2009 من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية، أبرز اعترافاته المشاركة مع المجموعة المنفذة لاغتيال الشهيد غالب عوالة في الضاحية الجنوبية عام 2004، يذكر أن العميل كان يقيم في منطقة جل الديب.
ـ سماحة السيد نصرالله: هذا عميل مشارك تنفيذي أنا لا أدري التحقيق الجدي معه إلى أين أوصل في مسائل أخرى وخصوصاً أنه مسلم شيعي من الجنوب يقيم في منطقة جل الديب بطلب من المخابرات الإسرائيلية، من أجل إداء أي مهام ، هذا يُطرح عليه أسئلة.
ولكن هنا أود أن أعلق بالقول انه عندما استشهد الأخ غالب عوالي، في نفس اليوم صدر بيان للتذكير باسم جند الشام يتبنى اغتيال غالب عوالي، وهذا من صغر عقل الإسرائيليين الذين كانوا يريدون إقناع حزب الله بأن ما يسمى بتنظيم جند الشام أو هذا التنظيم كان موجودا في ذلك الحين هو الذي قام باغتياله، يعني اتهام تنظيم سني بقتل كادر شيعي في المقاومة ..
العميل الذي بعده:
ـ التقرير: العميل فيصل مقلد، مواليد العام 1977،لبناني، عميل إسرائيلي، بدأ العمالة عام 2003، تم توقيفه عام 2006 من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية، أبرز اعترافاته نقل عناصر تنفيذية للعدو عبر البحر ذهابا وإيابا والبعض يستقر للبنان لبضعة أسابيع، نقل حقائب سوداء كبيرة ومواد لوجستية بالإضافة إلى بعض الأسلحة.
ـ سماحة السيد نصر الله: ينطبق على هذا العميل ما قلناه قبل قليل، نقل مجموعات عام 2006، بقيت أسابيع في الأراضي اللبنانية، نقلها عبر البحر ثم أعادها عبر البحر، ماذا كانت تفعل هذه المجموعات؟ هل كانت تجمع معلومات؟ وهل ينقص الإسرائيليين عملاء وجواسيس لجمع المعلومات حتى يضطروا إلى إرسال أفراد من الموساد أو من الجيش الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية للبقاء لأسابيع هنا، هذا العميل وغيره من العملاء كانوا يعترفون بأنهم تسلموا حقائب سوداء فيها متفجرات أو أسلحة أو ما شاكل، وكانوا يضعونها في أماكن معينة في جبل لبنان، في مخبأ ثم يعودون بعد مدة ليجدوا بأن هذه الحقائب تم نقلها ليضعوا في مكانها حقائب أخرى قام الاسرائيلي بتسليمهم إياها.
العميل الذي يليه:
ـ التقرير: العميل أديب العلم: مواليد العام 1942، لبناني، عميل اسرائيلي، بدأ العمالة عام 1994، تم توقيفه عام 2009 من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية، أبرز اعترافاته: قام بعمليات تصوير ومسح للعديد من الطرقات والمناطق اللبنانية ساحلاً وجبلاً، شارك مع زوجته العميلة حياة الصلومي بأعمال استطلاعية لصالح إحدى عمليات الاغتيال، اغتيال الأخوين المجذوب، أدخل إلى لبنان العديد من التجهيزات والمواد الإستخبارية، زوّد العدو بمجموعة خطوط هواتف خلوية وبطاقات تشريج.
ـ سماحة السيد نصر الله: أختم بالشق الذي له علاقة بالعملاء لأن هذا العميل ينطبق عليه ما قلته قبل قليل.. هؤلاء العملاء لديهم هذه الاعترافات عند الأجهزة اللبنانية الرسمية، ليس عند دولة الوصاية السورية وليس عند النظام الأمني اللبناني السوري المشترك، في ظل الدولة الحالية،
هؤلاء العملاء اعترفوا وهذا بعض بسيط من اعترافات هؤلاء العملاء وتوجد عينات كثيرة.
أنا أدعو أن تقوم جهة ما بجمع كل اعترافات هؤلاء العملاء لرسم خريطة لهم من مختلف القطاعات والمناطق والأماكن والاختصاصات والقيام بقراءة معمقة لحركة العملاء الناشطة خصوصاً في السنوات القليلة الماضية سواء على المستوى المعلوماتي أو على المستوى العملياتي ومن يريد الحقيقة في اغتيال الرئيس الحريري وكل الاغتيالات والتفجيرات التي حصلت في لبنان يجب أن يبدأ من هنا وليس من شهود زور.
خامساً: ملف الاتصالات، كلمتان فقط: على ضوء اعتقال عملاء مهمين في قطاع الاتصالات واعترافاتهم يتأكد بشكل قاطع أن للعدو الإسرائيلي سيطرة فنية كبيرة جداً على قطاع الاتصالات وهو ليس بحاجة إلى تشغيل هؤلاء العملاء بشكل تفصيلي لأن الخدمات الفنية التي قدّمها هؤلاء العملاء كافية أن يقوم العدو الإسرائيلي بتحقيق ما يريد من خلال حجم الخدمات الفنية، هذا ما يتحدث عنه اختصاصيون .
النتيجة القطعية أن الإسرائيليين لديهم سيطرة فنية في الساحة اللبنانية خصوصاً من خلال قطاع الاتصالات، ومن خلال الخليوي يستطيعون التنصت على أي شخص على الهدف يستطيعون أن يتنصتوا على محيطه ويستطيعون أن يحددوا مكانه بشكل نقطوي وأن يحددوا حركته بشكل دقيق إذا أرادوا استهدافه في عملية اغتيال ، هذا ايضا معطى جديد صار قطعياً بعد الاعتقالات الأخيرة وانكشاف قطاع الاتصالات أمام العدو الاسرائيلي.
سادساً: وهنا نأتي إلى الفقرة الحساسة جداً، موضوع الاستطلاع الجوي والذي هو حجر الزاوية في كل ما قامت به إسرائيل وتقوم به إسرائيل على الساحة اللبنانية، الاسرائيلي له كما قلت في البداية قدرة معروفة وعالية في هذا المجال، تنوع طائرات الاستطلاع، لديه طائرات تستطلع وتقود وتنفذ في آن واحد، الاسرائيلي هو من أهم الدول المصنعة لطائرات الاستطلاع وحتى انه يبيع طائرات لتركيا وروسيا والهند ودول أخرى في العالم لأنه في هذا المجال لديه تطور تكنولوجي وتقني عال جدا، يقوم في لبنان بتصوير الأماكن المستهدفة، المنزل البيت والطريق وما شاكل، الموكب والطرق التي يتم السير فيها ويعتمد الاستطلاع الجوي كحجر زاوية يستكمل أحياناً ببعض المعطيات التفصيلية من خلال الاستطلاع الميداني إذا كانوا بحاجة إلى استطلاع ميداني.
السر الذي نريد أن نكشفه الليلة، طبعا نحن نكشفه للرأي العام لكن نعتقد أن بعد عملية انصارية الاسرائيلي كان له تحليل أو تقدير في هذا الأمر وقام بإجراءات والآن اذكر هذا الأمر بالتفصيل:
قبل العام 1997 تمكنت المقاومة الإسلامية في الجنوب من التقاط (من خلال جهد فني معين) بث طائرة ال (أم كا) الاستطلاع وهي تقوم بالتصوير في أمكنة معينة في جنوب لبنان وترسل صورها مباشرة إلى غرفة العمليات لدى العدو، هذا الإرسال يعني: طائرة الاستطلاع تصور وبشكل لاسلكي وترسل مباشرة (مثل البث المباشر) إلى غرفة العمليات في فلسطين المحتلة، تمكن الأخوة من الدخول على خط هذا الإرسال وبالتالي إصبح هناك إمكانية أن الفيلم ومجموع الصور التي تذهب مباشرة إلى غرفة عمليات العدو تصل مباشرة وفي نفس الدقيقة واللحظة إلى غرفة عمليات المقاومة، هذا كان انجازاً فنياً لشباب المقاومة، لشباب لبنانيين وخريجي مدارس لبنانية ومعاهد لبنانية، طيب، احتفظنا بهذا الأمر لأنفسنا وبدأنا نلتقط الأفلام والصور. والبداية أنا اعترف لكم (ونحن أيضاً واقعيون وموضوعيون) أنها كانت بداية صعبة لأن قراءة هذه الأفلام والصور بحاجة إلى تخصص لم يكن متوفراً بالشكل الكافي. أيضا قراءتها تحتاج إلى معرفة مباشرة بالأرض أو إلى صور صناعية تأتي بصورة الفيلم المصور وبالصورة الصناعية لتعرف بان هذا التصوير في هذه القرية، في هذه المنطقة في هذا الطريق في هذه المدينة أو في مكان آخر، لا يستطيع أي إنسان حتى لو التقط هذه الأفلام وهذه التسجيلات أن يجلس أمامها ويفهمها مباشرة، هي بحاجة إلى تخصص وإلى احتراف وأيضاً إلى إمكانات وهذا لم يكن متوفرا لدينا بالشكل الكافي.
وثانياً لم تكن قدراتنا الفنية تتيح إمكانية أن نلتقط كل ما ترسله كل طائرات الاستطلاع في آن واحد لأنه كما تعلمون كانت تأتي عدة طائرات استطلاع فوق جنوب لبنان في وقت واحد وفي وقت واحد تأتي إلى فوق الضاحية وبيروت والشمال والبقاع ولم تكن لدينا القدرة بأن نلتقط كل شيء ، كنا نلتقط أشياء وأشياء لا نلتقطها، وأعتقد أيضاً بعد حادثة انصارية (العملية النوعية في انصارية) اتخذ العدو الإسرائيلي إجراءات احتياطية فقام بتشفير البث، يعني بعض ما كان يصوره ترسله طائرة الاستطلاع إلى غرفة العمليات مشفراً وكنا حينئذٍ نواجه مشكلة في فك التشفير وأحيانا يرسل دون تشفير، كنا نفهم بالضبط ماذا كان يجري. يعني الصور الواضحة مفهومة والصور المشفرة أو الافلام المشفرة فيها مشكلة.
بعد هذه المقدمة التقط الأخوة صور جوية لطائرة الاستطلاع الاسرائيلية تصوّر (ما ستشاهدونه بعد قليل) من الشاطئ باتجاه البساتين وتمشي طائرة الاستطلاع خلف طرق معينة إلى أن تصل إلى مكان هو طريق زفت يؤدي إلى بلدة انصارية. لكن في الوهلة الأولى لم نفهم إلى أين، لكن لأنه في الجنوب ولان كوادرنا من الجنوب، جلسنا لكي نفتش إلى أين.. عرفنا يعني الصور الصناعية الموجودة الآن هي جديدة بالنسبة إلينا، في ذلك الوقت كنا نعتمد على الخبرة البشرية القروية (انه يا أخوان تعالوا لنبين هذا المشهد أين.. في أي قرية) خصوصا فيه (راس خيط) وهو الشاطئ الذي يمكن الانطلاق منه للوصول إلى المنطقة، تمت معرفة المكان الذي تستطلعه طائرات العدو والطرق التي تركز عليها وحللنا (ليس لدينا معطيات)، هل سيقوم الاسرائيلي بعملية في هذه المنطقة؟ افترضنا انه سيقوم بعملية وعلى هذا الطريق وصولا إلى ذاك المكان فنصبنا عدة كمائن وبقي أخواننا لعدة اسابيع (لا أريد أن أقول الزمن بالتحديد) ولكن لعدة أسابيع.
وفي ليلة ليلاء مظلمة بـ 5 ايلول 1997 جاء كومندوس اسرائيلي، نزل من البحر لأنه كومندوس بحري ومشى بالطريق الذي كان مستطلعاً وبقي يمشي ويمشي كل الليل وصولا إلى المكمن الذي أعدّه الأخوة وحصلت المواجهة هناك، وتم تفجير العبوات. يبدو أن الاسرائيلييين أيضاً كانوا يحملون عبوات، وهذا ما أدى إلى مقتلهم على ما اذكر كانوا 15 فقتل 12 مباشرة وأصيب اثنان بجراح وبقي واحد الذي حكى مع مجموعة الإسناد، كان هناك مجموعة إسناد في مكان آخر أيضا (ستشاهدونها في التقرير المصور) وتدخلت المروحيات الإسرائيلية لاستنقاذ من بقي وجمع الجثث. طبعاً في ذلك الوقت ليلة مظلمة وهم يملكون رؤية ليلية ونحن كنا لا نملك الرؤية الليلية هذا مما سبّب نوعاً من التفوق للعدو حتى تمكن من سحب الأجساد والجرحى وبقيت لنا بعض الأشلاء التي فاوضنا عليها لاحقاً.. وستشاهد

المصدر
المنار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى